-
قصص قصيرة فيها الكثير من الحكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله الطيبين الطاهريناجعل السقف مناسباجاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال لهامتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا على قدميك ..فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون ..سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها ..ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد ..سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه ..لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد ..ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً ..فقد ضل طريقه وضاع في الحياة ..ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد ..لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادةلأنه لم يعرف حد الكــفاية أو ( القناعة )... النجاح الكافي ..صيحة أطلقها لوراناش وهوارد ستيفنسونيحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسانفيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء ..من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب ويقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان ؟لا سقف للطموحات في هذه الدنيا .. فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر ....الطموح مصيدة ..تتصور إنك تصطاده .. فإذا بك أنت الصيد الثمين ..ان كنت لا تصدق ؟! ..إليك هذه القصةذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته ونهض لينصرف ..فسأله الآخر : إلي أين تذهب ؟! ..فأجابه الصديق : إلي البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني ..فرد الرجل : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي ..فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟! ..فرد الرجل .. عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها..فسأله صديقه : ولماذا أفعل هذا ؟ ..قال له كي تحصل علي المزيد من المال ..فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟ ..فرد الرجل : يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك ..فسأله : ولماذا أفعل ذلك ؟ ..فرد الرجل : لكي تصبح ثريا ..فسأله الصديق : وماذا سأفعل بالثراء؟! ..فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتكفقال له الصديق العاقل:هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ولا أريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر.. رجل عاقل .. أليس كذلك !!يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة ..ولكن الإنسان كما يقول فنس بوسنت أصبح في هذا العالممثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل..تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا ..فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد .. لماذا ؟ ..لأن عقل الإنسان الواعي يفكربألفين فقط من الخلايا ..أما عقله الباطن فيفكربأربعة ملايين خليةوهكذا يعيش الإنسان معركتين ..معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش ..ولا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا.يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلمسر السعادةلدى أحكم رجل في العالم ..مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل .. وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه ..وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس ..انتظر الشاب ساعتين لحين دوره ..أنصت الحكيم بانتباه إلى الشابثم قال له : الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين ..وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتىملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتكوحاذر أن ينسكب منها الزيتأخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة ..ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟ .. الحديقة الجميلة ؟ ..وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟ ..ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا ..فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ..فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر ..فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه ..عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة على الجدران ..شاهد الحديقة والزهور الجميلة ..وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى ..فسأله الحكيم : ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ ..نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتافقال له الحكيمتلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليكسر السعادةهو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياءوقطرتا الزيت هما الستر والصحة..فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.يقول إدوارد دي بونوأفضل تعريف للتعاسةهو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنااننا نعيش في هذه الحياةبعقلية السنجابفالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها وحيويتهافهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندقبكميات أكبر بكثير من قدر حاجته.فإلى متى نبقى نجري لاهثين نجمع ونجمع ولا نكتفي ولا نضع سقفا لطموحاتنا يتناسب مع قدراتنا؟؟إن نملك أروع النِعم ، فهي قريبة هنا في أيدينا،نستطيع معها أن نعيش أجمل اللحظات مع أحبابنا ومع الكون من حولنا ؟؟ -
قصص جميله وتحتوي على معاني رائعه شكرا لك
السلام عليك يا قمر بن هاشم
Powered by vBulletin
Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق