google.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0 حكم أمثال أقوال قصص: 06/19/17 oogle.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 19 يونيو 2017

عبارات وكلمات مفيدة


مجموعة كلمات وعبارات اتمنى تناال اعجااابكم

***- ***- 

لا تتخيل كل الناس ملائكة فتنهار احلامك

ولا تجعل ثقتك بهم عمياء, لانك ستبكي على سذاجتك


ان الطفوله فترة من العمر يعيش بهاالانسان على حساب غيره



ما اجمل ان يبكي الإنسان والبسمة على شفتيه
وانيضحك والدمعه في عينيه



إذا كانت لك ذاكرة قوية .. 
وذكريات مريرة فانت اشقى اهل الارض


لا تكن كقمة الجبل ترى الناس صغاراً
ويراها الناس صغيرة


لايجب أن تقول كل ما تعرف ..
ولكن يجب ان تعرف كل ما تقول



ليست الالقاب هي التي تكسب المجد ...
بل الناس من يكسبون الالقاب مجدا



عندما سقطت التفاحةالجميع قالوا سقطت التفاحة 
و لاا واحد .. قال لماذا سقطت؟؟


ليس من الصعب انتضحي من اجل صديق .. 
ولكن من الصعب ان تجد الصديق الذي يستحق التضحية !



الحياه مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها
بل إجمعها وابن بها سلما تصعد به نحو النجاح


من جن بالحب فهو عاقل 
و من جن بغيره فهو مجنون 



في لحظة تشعرانك شخص في هذا العالم
بينما يوجد شخص في العالم يشعر انك العالم بأسره


من احب الله رأى كل شئ جميلاً


الصداقة كالمظلة كلما اشتد المطر
كلما ازدادت الحاجة لها


ليتنا مثل الاسامي لايغيرنا الزمن



كل شيء اذا كثر رخص 
إلا الادب فانه اذا كثر غلاااا



كل شيء يبداء صغيرا ثم يكبر 
إلا المصيبه 
فإنها تبداء كبيرة ثم تصغر


الضمير صوت هادئ . يخبرك بأن احدا ينظر اليك


لاتشكو للناس جرحا انت صاحبه .... 
لا يألم الجرح الا من به ألم



جميل جدا انتجعل من عدوك صديقا .
واجمل ألا يتسع قلبك للعداوة 
فتكرهه على تحويلها إلى صداقة



ليس العار في ان نسقط .. 
ولكن العار ان لا نستطيع النهوض



الانسان دون امل كنبات دون ماء

ودون ابتسامة كوردة دون رائحة

انه دون حب كغابةاحترق شجرها

الانسان دون إيمان وحش في قطيع لا يرحم



إنه من المخجل التعثر مرتين بالحجر نفسه


حكم وامثال مسيحية


عيش بطاعة وحب ووداعة
وبلاش تعمل ابليس شماعة

اياك والنميمة ها تخليك
فى ايد الشيطان عجينه

ابعد عن الذات واترك اللذه والشهوات
وانت فى الهنا تبات

تصلى فى كل حين
الرب يكون لك معين

بكلامك تبرر وتعيش فى امان
وبكلامك تدان ايها الجبان

كلما تنكر ذاتك
يظهر المسيح فى حياتك

يالى انت فرحان بشبابك
اوعى الشهوه تخبط على بابك

تعيش فى سلام
لما تقلل الكلام

من اجل الطاعة
نستحمل النطاعة

كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الرب و لكل شئ تحت السماء وقت

فوتو
   

امثال يهودية

ص1     الفهرس    31-40

اليهود في الأمثال المغربية
مأمون المريني
أما قبل..
I- فإن ما يثير الدهشة والاستغراب –ونحن نبحث في إرث حضاري وثقافي شغل حيزا لا يستهان به من الخزان العامل للغة أمة وثقافتها وحضارتها- هو هذا الكم الهائل من الأمثال الشعبية التي تنم عن تمثل واع ومكثف لتجارب الأجيال السابقة، وتصريفها من خلال مواقف ومحطات معلومة ومعاشة، عبر مصادر دينية أو أدبية أو شعرية متوارثة، ترد بشكل شفوي لتحسم الرأي أو لترجحه. لكن لـمّا ينتقل هذا الشفوي الشعبي إلى مكتوب مدون، تلحقه رقابة المثقف المدون فتزول عن وعي من الرقيب عدد من الأمثال، إما لأنها تخدش الحياء أو تحط من قيمة فئة اجتماعية أو قبلية أو دينية.. فكأنما يعيد المدون صياغة الأمثال (الفعل الشعبي) تحت هاجس التشذيب والتنقيح (الفعل المثقفي). وعلى هذا الأساس نجني على جانب مهم من إرث ثقافي موجود في الواقع بفعل تجارب وعبارات معاشة ومتداولة.
II – إن لهذه الأقليات اليهودية المغربية جذورا راسخة في النسيج الاجتماعي وعلى مسار كل الحقب التاريخية. ذلك لأن اليهود شغلوا حرفا ومهنا كانت في أغلبها حكرا عليهم، كالحياكة وخياطة ملابس النساء والأفرشة وتجارة التوابل والصرافة والحلي والعطارة، كما شغلوا مهنا أقل مستوى تهتم في أغلبها بمهام البيت وحاجاته. كما انصهر العنصر اليهودي في الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية بصور وأشكال تتسع وتنشط وتختفي حسب الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية التي عرفها المغرب وتميزت بها طبيعة الحكم فيه. وما يهمنا بهذا الصدد هو أن العنصر اليهودي لم يكن أبدا بالنسبة للمغرب والمغاربة عنصرا دخيلا وغريبا بمثل ما كان عليه الترك مثلا أو النصارى. ولهذا نعتبر أن اليهود قد شكلوا –حتى قبل بروز الدولة الإسلامية بالمغرب- عنصرا مكونا من ضمن العناصر المكونة لسكينة هذا البلد، يدخلون في الشكل العام والمتناسق لفسيفسائه الدينية والثقافية والاجتماعية، على الرغم مما يمكن أن يقال عن تهميشه أو التنكيل به أو إهانته.. لأنه عانى منها في فترات معينة بنفس الشكل والصورة اللتين يمكن أن يعاني منها مكون آخر في ظروف وملابسات أخرى. فعلى هذا الاعتبار سيكون النظر إلى اليهود في هذا العمل. وقد تميز اليهود داخل هذه الوحدة الثقافية المتسمة بالتنوع بمزايا وخصائص وأوصاف عبرت عنها ودونتها الآداب الشعبية بكل جلاء، مثل المكر والدهاء والذلة والجبن والتمسك بالمعتقد.. وهي خصائص وأوصاف يمكن أن توجد مجتمعة أو متفرقة عند أقلية أو مجموعة مغربية أخرى.
أما بعد..
فإن دراسة الأمثال عند أمة من الأمم أو عند شعب بعينه، تهدف إلى توسيع دائرة البحث بتجاوز الكتاب والشعراء والقصاصين والمفكرين.. إلى الناس العاديين من فلاحين وصناع وحرفيين.. إذ إنه أوسع وأشمل لأنه لا يخص طبقة معينة ولا فئة أو أقلية بعينها، ذلك لأن المثل قول شائع يدور على كل الألسنة ويلجأ إليه الجميع عند الضرورة والمناسبة الخاصة به. فهو جزء من كل شعبي ومن كل ثقافي، كما أوضح ذلك مارون عبود: "المثل هو أدب الشعب وعنوان ثقافته، والدليل على عقلية الأمة الخام وأخلاقها الأولية ونتيجة اختياراتها في الحياة". وهو بهذا المعنى تعبير شفوي شعبي ينم عن موروث ثقافي، يمتزج فيه مع كل نتاج دال عن تجربة ذاتية أو جماعية (وهو الشيء الذي يمكن أن تنتج عنه أمثال متناقضة). وما نعنيه بكون المثل تعبيرا شفويا، هو أنه إنجاز لغوي غير مكتوب، يرتبط بالخلق العام للشعوب، ناتج عن حالات إنسانية كالاستحسان والعظة والتحميس والتحذير والنصح والتربية أو الترفيه عن طريق ضرب الأمثلة.. يتعلمه المتكلم مع اللغة –كاللغة- بشكل شفوي ملازم أو مماثل لنفس الحالات. وما نعنيه بشعبي، هو أنه صادر ومفهوم من لدن العامة غير مقتصر على فئة دون أخرى، يفي بغرض الصفوة والعامة دون تمييز.
غير أننا لما عقدنا العزم على البحث في وضعية اليهود في الأمثال الشعبية، ورجعنا لعدد غير قليل من الأعمال التي قامت بجرد لها، قصد استخراج كل ما له صلة باليهود واليهودية، فوجئنا –بعد الاطلاع على أكثر من خمسة آلاف مثل- على أنها أقصت في مجملها عددا كبيرا من الأمثال بالرغم من كونها معروفة ومتداولة في أغلب المناطق المغربية. وذلك راجع حسب ملاحظاتنا الأولية إلى أسباب يمكن إيرادها على الشكل التالي:
أ – مجموعة من الأمثال النسائية التي موضوعها الرجل أو الحب أو تجارب خاصة. مثل:
لا خلاص الحمام لا كسوة العيد.
السرج المزيان هو اللي كايسوسو مولاه
جلدا وما يندا
الكيس ف الرجال ميزانو عينيه
خاتم وحدة ما تروم لجوج صباع..
ب – مجموعة من الأمثال التي تحط من قيمة أهل مدينة أو قبيلة أو حرفة أو أقلية، أو تحرض على العداوة والشقاق. مثل:
.. عشرة في عقل.
لو كان الرمل زبيب وبو رجراج حليب، عمر السلاوي ما يكون للرباطي حبيب.
كلامكم يا البرابر قولوه وعاودوه.
لو كان غير بالدعاوي، كون بياض الكناوي.
على قلة الوالي، نقول للضراوي خالي.
ج – مجموعة من الأمثال ذات التعابير الجنسية بالرغم من تبليغها لمضامين إنسانية بليغة. أو تشويه المثل بتغيير كلمة جنسية بأخرى لا تفي بتبليغ مضمونه كاملا.
ولهذه الأسباب وغيرها لم أجد في هذه الأعمال ما كانت أنتظره وأتوقعه من أمثال ذكرت اليهود. لذا اعتمدت بشكل يكاد يكون كليا على النزر القليل الذي وجدته مدونا وعلى الذاكرة.
لقد كان دائما من ركائز اهتمام الشعوب بهويتها اهتمام النخبة المتعلمة منها بتسجيل وتدوين النصوص الأصلية من حكايات خرافية ونكات وأمثال وأزجال.. وتقديمها بطريقة أمينة، يتدخل فيها –فيما بعد- علماء الاجتماع والأنثروبولوجيون والنقاد.. لأن كل علم من العلوم يعتمد –بالضرورة- في وجوده على جمع المعلومات والمادة الخام بصفة مستمرة ومنتظمة. ولا يستحسن علميا يكون المدون هو نفسه الدارس أو المحلل.
اليهود في الأمثال الشعبية:
يمكن تصنيف هذه الأمثال حسب المواضيع التي عبرت عنها على الشكل التالي:
أ – من يذهب جهده سدى ولا يرجى من عمله طائل، الرجوع بخفي حنين، مثل:
ـ بحال اللي كايحسن لولاد اليهود لا أجر لا منفعة.
ـ بحال مزلوط اليهود، لا دنيا لا آخرة.
ـ جا لوسط الملاح، وقال ألعاشقين في النبي صلوا عليه.
ب – الحث على الخلق الصالح وحسن السلوك، مثل:
ـ سير مع اليهود، وخلي الجيران شهود.
ـ مات يهودي في الملاح.
ـ كل طعام اليهودي، ونعس فـ فراش النصراني.
ج – المكر والخديعة، مثل:
ـ الثقل والعقبة والحمار يهودي.
ـ الربعة د اليهود.
د – الأنانية والاحتقار، مثل:
ـ خسارة فاليهودي عينيه.
ـ بحال مقابر اليهود، البيوضا وقلة الرحمة.
هـ – التشبيه، مثل:
ـ عندها ساق عجمية، وسالف يهودية.
و – الإقبال والتآلف، مثل:
ـ طاحت البصلة في الملاح.
ز – المساومة والعناد، مثل:
ـ بحال عاتق اليهود، زوجوني ولا نسلم.
ـ بحال اللي دافع اليهودي للجامع.
يتضح من خلال كل هذه الأمثال أن المقصود من إثارة اليهود فيها ليس سوى من باب التشبيه بهم أو إعطائهم نماذج وأمثلة انطلاقا من خصائص معروفة وسمهم المجتمع بها، وهو الشيء الذي فعله على نفس النمط وبنفس الشكل من الحدة والسخرية مع غيرهم من مكوناته، ولم نلمس أنه قصد التوجه المباشر إليهم ليخصهم بالتجريح أو الإهانة، على غرار ما وجدناه في هذه الأمثال:
السراغنة قل الناس، ومسيوة قل وقل.
من بني مرين وبني وطاس، ما بقاو ناس.
الصغير فيهم كايعمي، بحال أولاد ابن الاحمر.
وقد سجلنا عددا كبيرا من الأمثلة في نفس الأبواب التي ذكر فيها اليهود، مثل:
أ – جا لبلاد فليو، وامرض بالرواح.
ـ بحال اللي كايخو الما على القرعة.
ـ بحال اللي كيعطي الجوهر للدجاج.
ـ الله ينعل اللي يتيق، حتى فخوه الشقيق.
ـ طبيب سلاوي، ما يجرح ما يداوي.
ـ بالحفا والجفا، بحال خدام الشرفا.
ـ طاجين الشمايت، النصبا وقلة ليدام.
ب – خلي الزنا والسرقا، ودير مابقا.
ـ دير ما دارك جارك، ولا بدل باب دارك.
ـ حط حمارك مع الحمير، يتعلم الشهيق والنهيق، وخرجان الطريق.
ج – بحال العجوزة، إلا ما هدرات تهز راسها.
تيقرا البرا من قفاتها.
ـ حسن ليه بلا ما.
د – خسارة على النوار فالدفلة، والدفلة مرة.
ـ احمر يا المشكورة، دبحو الجرو وصلاو على الهيدورة.
ـ الحر بالغمزة، والعبد بالدبزة.
ـ اللي حب الخدم، لا بد يندم، لا سيفة زينة لا قلب مسلم.
ـ الشلح إلا تبلد، بحال البندير إلا تجلد.
هـ – بحال مول الفران، وجهو للنار، وظهرو للعار.
ـ الهدرا بلا زيادة، بحال الموت بلا شهادة.
ـ الخادم باللثام، بحال الحمارة باللجام.
ـ السوسي المرا والتجارا، العروبي المرا والحمارا، والمديني المرا والخسارة.
و – طاح الحك فالما، وصاب غطاه تما.
ـ داقو سعيد، وجاه لذيذ، وحلف حتى يزيد.
ـ الشاشية قد الراس.
د – قال الفيلالي، ولو طارت معزا.
ـ على من كتقرا زابورك أداود.
خلاصات عامة:
لا نريد من هذه المقاربة أن تفضي إلى أن اليهود –من خلال الأمثال الشعبية- قد قضوا في المغرب ولا يزالون شهر عسل دائم، ولا نريد أيضا أن نسم هذه العشرة بطابع الإقصاء والرفض والاحتقار. لأنه بالإمكان إيراد ما يكفي من الأمثلة والشواهد والشهادات على صحة الوضعين والحكمين معا، وهما –من الأكيد- بعيدين أشد ما يكون البعد عن الحقيقة والصواب. والحال أن النظرة والموقف يختلفان حسب موقع التعامل، تجاريا كان أو اجتماعيا أو دينيا. وما البحث عن هذه الحال إلا عبر مثل هذا الغوص في الذاكرة الشعبية، والاستعانة بما يفيد من علوم ومناهج أخرى ويعين على نبش الذاكرة والاقتراب من حقيقة هذا التعايش الذي تتناقض فيه الآراء والمواقف حسب منطلقاتها السياسية والدينية والثقافية.
لا يمكن –بأي حال من الأحوال- أن نخلص إلى أحكام ونتائج واحدة أو متقاربة إذا لم نقارن ما بين نتائج وأحكام كل ما تحتفظ به ذاكرتنا الشعبية من ألغاز ونكات وأمثال وحكايات (خرافات) وأغاني ورقصات فلكلورية.. وما يمكن ملاحظته بهذا الصدد هو أن المادة التي تمدنا بها النكات أو الخرافة أو المعيار ما زالت تحتفظ بالصورة والوضع الأقربين إلى الواقع الشعبي ونظرته الصريحة والتلقائية للقيم الأخلاقية والدينية والنفعية وللصراع الاجتماعي والثقافي داخله وبين جميع مكوناته، والذي شكل اليهود –على الدوام- ركنا أساسيا لا يجوز أبدا إهماله. وهذا موضوع هم علمي آخر، نتمنى أن تسعفنا الظروف الموضوعية لولوجه والخوض فيه g

امثال يهودية

ص1     الفهرس    31-40

اليهود في الأمثال المغربية
مأمون المريني
أما قبل..
I- فإن ما يثير الدهشة والاستغراب –ونحن نبحث في إرث حضاري وثقافي شغل حيزا لا يستهان به من الخزان العامل للغة أمة وثقافتها وحضارتها- هو هذا الكم الهائل من الأمثال الشعبية التي تنم عن تمثل واع ومكثف لتجارب الأجيال السابقة، وتصريفها من خلال مواقف ومحطات معلومة ومعاشة، عبر مصادر دينية أو أدبية أو شعرية متوارثة، ترد بشكل شفوي لتحسم الرأي أو لترجحه. لكن لـمّا ينتقل هذا الشفوي الشعبي إلى مكتوب مدون، تلحقه رقابة المثقف المدون فتزول عن وعي من الرقيب عدد من الأمثال، إما لأنها تخدش الحياء أو تحط من قيمة فئة اجتماعية أو قبلية أو دينية.. فكأنما يعيد المدون صياغة الأمثال (الفعل الشعبي) تحت هاجس التشذيب والتنقيح (الفعل المثقفي). وعلى هذا الأساس نجني على جانب مهم من إرث ثقافي موجود في الواقع بفعل تجارب وعبارات معاشة ومتداولة.
II – إن لهذه الأقليات اليهودية المغربية جذورا راسخة في النسيج الاجتماعي وعلى مسار كل الحقب التاريخية. ذلك لأن اليهود شغلوا حرفا ومهنا كانت في أغلبها حكرا عليهم، كالحياكة وخياطة ملابس النساء والأفرشة وتجارة التوابل والصرافة والحلي والعطارة، كما شغلوا مهنا أقل مستوى تهتم في أغلبها بمهام البيت وحاجاته. كما انصهر العنصر اليهودي في الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية بصور وأشكال تتسع وتنشط وتختفي حسب الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية التي عرفها المغرب وتميزت بها طبيعة الحكم فيه. وما يهمنا بهذا الصدد هو أن العنصر اليهودي لم يكن أبدا بالنسبة للمغرب والمغاربة عنصرا دخيلا وغريبا بمثل ما كان عليه الترك مثلا أو النصارى. ولهذا نعتبر أن اليهود قد شكلوا –حتى قبل بروز الدولة الإسلامية بالمغرب- عنصرا مكونا من ضمن العناصر المكونة لسكينة هذا البلد، يدخلون في الشكل العام والمتناسق لفسيفسائه الدينية والثقافية والاجتماعية، على الرغم مما يمكن أن يقال عن تهميشه أو التنكيل به أو إهانته.. لأنه عانى منها في فترات معينة بنفس الشكل والصورة اللتين يمكن أن يعاني منها مكون آخر في ظروف وملابسات أخرى. فعلى هذا الاعتبار سيكون النظر إلى اليهود في هذا العمل. وقد تميز اليهود داخل هذه الوحدة الثقافية المتسمة بالتنوع بمزايا وخصائص وأوصاف عبرت عنها ودونتها الآداب الشعبية بكل جلاء، مثل المكر والدهاء والذلة والجبن والتمسك بالمعتقد.. وهي خصائص وأوصاف يمكن أن توجد مجتمعة أو متفرقة عند أقلية أو مجموعة مغربية أخرى.
أما بعد..
فإن دراسة الأمثال عند أمة من الأمم أو عند شعب بعينه، تهدف إلى توسيع دائرة البحث بتجاوز الكتاب والشعراء والقصاصين والمفكرين.. إلى الناس العاديين من فلاحين وصناع وحرفيين.. إذ إنه أوسع وأشمل لأنه لا يخص طبقة معينة ولا فئة أو أقلية بعينها، ذلك لأن المثل قول شائع يدور على كل الألسنة ويلجأ إليه الجميع عند الضرورة والمناسبة الخاصة به. فهو جزء من كل شعبي ومن كل ثقافي، كما أوضح ذلك مارون عبود: "المثل هو أدب الشعب وعنوان ثقافته، والدليل على عقلية الأمة الخام وأخلاقها الأولية ونتيجة اختياراتها في الحياة". وهو بهذا المعنى تعبير شفوي شعبي ينم عن موروث ثقافي، يمتزج فيه مع كل نتاج دال عن تجربة ذاتية أو جماعية (وهو الشيء الذي يمكن أن تنتج عنه أمثال متناقضة). وما نعنيه بكون المثل تعبيرا شفويا، هو أنه إنجاز لغوي غير مكتوب، يرتبط بالخلق العام للشعوب، ناتج عن حالات إنسانية كالاستحسان والعظة والتحميس والتحذير والنصح والتربية أو الترفيه عن طريق ضرب الأمثلة.. يتعلمه المتكلم مع اللغة –كاللغة- بشكل شفوي ملازم أو مماثل لنفس الحالات. وما نعنيه بشعبي، هو أنه صادر ومفهوم من لدن العامة غير مقتصر على فئة دون أخرى، يفي بغرض الصفوة والعامة دون تمييز.
غير أننا لما عقدنا العزم على البحث في وضعية اليهود في الأمثال الشعبية، ورجعنا لعدد غير قليل من الأعمال التي قامت بجرد لها، قصد استخراج كل ما له صلة باليهود واليهودية، فوجئنا –بعد الاطلاع على أكثر من خمسة آلاف مثل- على أنها أقصت في مجملها عددا كبيرا من الأمثال بالرغم من كونها معروفة ومتداولة في أغلب المناطق المغربية. وذلك راجع حسب ملاحظاتنا الأولية إلى أسباب يمكن إيرادها على الشكل التالي:
أ – مجموعة من الأمثال النسائية التي موضوعها الرجل أو الحب أو تجارب خاصة. مثل:
لا خلاص الحمام لا كسوة العيد.
السرج المزيان هو اللي كايسوسو مولاه
جلدا وما يندا
الكيس ف الرجال ميزانو عينيه
خاتم وحدة ما تروم لجوج صباع..
ب – مجموعة من الأمثال التي تحط من قيمة أهل مدينة أو قبيلة أو حرفة أو أقلية، أو تحرض على العداوة والشقاق. مثل:
.. عشرة في عقل.
لو كان الرمل زبيب وبو رجراج حليب، عمر السلاوي ما يكون للرباطي حبيب.
كلامكم يا البرابر قولوه وعاودوه.
لو كان غير بالدعاوي، كون بياض الكناوي.
على قلة الوالي، نقول للضراوي خالي.
ج – مجموعة من الأمثال ذات التعابير الجنسية بالرغم من تبليغها لمضامين إنسانية بليغة. أو تشويه المثل بتغيير كلمة جنسية بأخرى لا تفي بتبليغ مضمونه كاملا.
ولهذه الأسباب وغيرها لم أجد في هذه الأعمال ما كانت أنتظره وأتوقعه من أمثال ذكرت اليهود. لذا اعتمدت بشكل يكاد يكون كليا على النزر القليل الذي وجدته مدونا وعلى الذاكرة.
لقد كان دائما من ركائز اهتمام الشعوب بهويتها اهتمام النخبة المتعلمة منها بتسجيل وتدوين النصوص الأصلية من حكايات خرافية ونكات وأمثال وأزجال.. وتقديمها بطريقة أمينة، يتدخل فيها –فيما بعد- علماء الاجتماع والأنثروبولوجيون والنقاد.. لأن كل علم من العلوم يعتمد –بالضرورة- في وجوده على جمع المعلومات والمادة الخام بصفة مستمرة ومنتظمة. ولا يستحسن علميا يكون المدون هو نفسه الدارس أو المحلل.
اليهود في الأمثال الشعبية:
يمكن تصنيف هذه الأمثال حسب المواضيع التي عبرت عنها على الشكل التالي:
أ – من يذهب جهده سدى ولا يرجى من عمله طائل، الرجوع بخفي حنين، مثل:
ـ بحال اللي كايحسن لولاد اليهود لا أجر لا منفعة.
ـ بحال مزلوط اليهود، لا دنيا لا آخرة.
ـ جا لوسط الملاح، وقال ألعاشقين في النبي صلوا عليه.
ب – الحث على الخلق الصالح وحسن السلوك، مثل:
ـ سير مع اليهود، وخلي الجيران شهود.
ـ مات يهودي في الملاح.
ـ كل طعام اليهودي، ونعس فـ فراش النصراني.
ج – المكر والخديعة، مثل:
ـ الثقل والعقبة والحمار يهودي.
ـ الربعة د اليهود.
د – الأنانية والاحتقار، مثل:
ـ خسارة فاليهودي عينيه.
ـ بحال مقابر اليهود، البيوضا وقلة الرحمة.
هـ – التشبيه، مثل:
ـ عندها ساق عجمية، وسالف يهودية.
و – الإقبال والتآلف، مثل:
ـ طاحت البصلة في الملاح.
ز – المساومة والعناد، مثل:
ـ بحال عاتق اليهود، زوجوني ولا نسلم.
ـ بحال اللي دافع اليهودي للجامع.
يتضح من خلال كل هذه الأمثال أن المقصود من إثارة اليهود فيها ليس سوى من باب التشبيه بهم أو إعطائهم نماذج وأمثلة انطلاقا من خصائص معروفة وسمهم المجتمع بها، وهو الشيء الذي فعله على نفس النمط وبنفس الشكل من الحدة والسخرية مع غيرهم من مكوناته، ولم نلمس أنه قصد التوجه المباشر إليهم ليخصهم بالتجريح أو الإهانة، على غرار ما وجدناه في هذه الأمثال:
السراغنة قل الناس، ومسيوة قل وقل.
من بني مرين وبني وطاس، ما بقاو ناس.
الصغير فيهم كايعمي، بحال أولاد ابن الاحمر.
وقد سجلنا عددا كبيرا من الأمثلة في نفس الأبواب التي ذكر فيها اليهود، مثل:
أ – جا لبلاد فليو، وامرض بالرواح.
ـ بحال اللي كايخو الما على القرعة.
ـ بحال اللي كيعطي الجوهر للدجاج.
ـ الله ينعل اللي يتيق، حتى فخوه الشقيق.
ـ طبيب سلاوي، ما يجرح ما يداوي.
ـ بالحفا والجفا، بحال خدام الشرفا.
ـ طاجين الشمايت، النصبا وقلة ليدام.
ب – خلي الزنا والسرقا، ودير مابقا.
ـ دير ما دارك جارك، ولا بدل باب دارك.
ـ حط حمارك مع الحمير، يتعلم الشهيق والنهيق، وخرجان الطريق.
ج – بحال العجوزة، إلا ما هدرات تهز راسها.
تيقرا البرا من قفاتها.
ـ حسن ليه بلا ما.
د – خسارة على النوار فالدفلة، والدفلة مرة.
ـ احمر يا المشكورة، دبحو الجرو وصلاو على الهيدورة.
ـ الحر بالغمزة، والعبد بالدبزة.
ـ اللي حب الخدم، لا بد يندم، لا سيفة زينة لا قلب مسلم.
ـ الشلح إلا تبلد، بحال البندير إلا تجلد.
هـ – بحال مول الفران، وجهو للنار، وظهرو للعار.
ـ الهدرا بلا زيادة، بحال الموت بلا شهادة.
ـ الخادم باللثام، بحال الحمارة باللجام.
ـ السوسي المرا والتجارا، العروبي المرا والحمارا، والمديني المرا والخسارة.
و – طاح الحك فالما، وصاب غطاه تما.
ـ داقو سعيد، وجاه لذيذ، وحلف حتى يزيد.
ـ الشاشية قد الراس.
د – قال الفيلالي، ولو طارت معزا.
ـ على من كتقرا زابورك أداود.
خلاصات عامة:
لا نريد من هذه المقاربة أن تفضي إلى أن اليهود –من خلال الأمثال الشعبية- قد قضوا في المغرب ولا يزالون شهر عسل دائم، ولا نريد أيضا أن نسم هذه العشرة بطابع الإقصاء والرفض والاحتقار. لأنه بالإمكان إيراد ما يكفي من الأمثلة والشواهد والشهادات على صحة الوضعين والحكمين معا، وهما –من الأكيد- بعيدين أشد ما يكون البعد عن الحقيقة والصواب. والحال أن النظرة والموقف يختلفان حسب موقع التعامل، تجاريا كان أو اجتماعيا أو دينيا. وما البحث عن هذه الحال إلا عبر مثل هذا الغوص في الذاكرة الشعبية، والاستعانة بما يفيد من علوم ومناهج أخرى ويعين على نبش الذاكرة والاقتراب من حقيقة هذا التعايش الذي تتناقض فيه الآراء والمواقف حسب منطلقاتها السياسية والدينية والثقافية.
لا يمكن –بأي حال من الأحوال- أن نخلص إلى أحكام ونتائج واحدة أو متقاربة إذا لم نقارن ما بين نتائج وأحكام كل ما تحتفظ به ذاكرتنا الشعبية من ألغاز ونكات وأمثال وحكايات (خرافات) وأغاني ورقصات فلكلورية.. وما يمكن ملاحظته بهذا الصدد هو أن المادة التي تمدنا بها النكات أو الخرافة أو المعيار ما زالت تحتفظ بالصورة والوضع الأقربين إلى الواقع الشعبي ونظرته الصريحة والتلقائية للقيم الأخلاقية والدينية والنفعية وللصراع الاجتماعي والثقافي داخله وبين جميع مكوناته، والذي شكل اليهود –على الدوام- ركنا أساسيا لا يجوز أبدا إهماله. وهذا موضوع هم علمي آخر، نتمنى أن تسعفنا الظروف الموضوعية لولوجه والخوض فيه g

امثال يهودية

ص1     الفهرس    31-40

اليهود في الأمثال المغربية
مأمون المريني
أما قبل..
I- فإن ما يثير الدهشة والاستغراب –ونحن نبحث في إرث حضاري وثقافي شغل حيزا لا يستهان به من الخزان العامل للغة أمة وثقافتها وحضارتها- هو هذا الكم الهائل من الأمثال الشعبية التي تنم عن تمثل واع ومكثف لتجارب الأجيال السابقة، وتصريفها من خلال مواقف ومحطات معلومة ومعاشة، عبر مصادر دينية أو أدبية أو شعرية متوارثة، ترد بشكل شفوي لتحسم الرأي أو لترجحه. لكن لـمّا ينتقل هذا الشفوي الشعبي إلى مكتوب مدون، تلحقه رقابة المثقف المدون فتزول عن وعي من الرقيب عدد من الأمثال، إما لأنها تخدش الحياء أو تحط من قيمة فئة اجتماعية أو قبلية أو دينية.. فكأنما يعيد المدون صياغة الأمثال (الفعل الشعبي) تحت هاجس التشذيب والتنقيح (الفعل المثقفي). وعلى هذا الأساس نجني على جانب مهم من إرث ثقافي موجود في الواقع بفعل تجارب وعبارات معاشة ومتداولة.
II – إن لهذه الأقليات اليهودية المغربية جذورا راسخة في النسيج الاجتماعي وعلى مسار كل الحقب التاريخية. ذلك لأن اليهود شغلوا حرفا ومهنا كانت في أغلبها حكرا عليهم، كالحياكة وخياطة ملابس النساء والأفرشة وتجارة التوابل والصرافة والحلي والعطارة، كما شغلوا مهنا أقل مستوى تهتم في أغلبها بمهام البيت وحاجاته. كما انصهر العنصر اليهودي في الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية بصور وأشكال تتسع وتنشط وتختفي حسب الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية التي عرفها المغرب وتميزت بها طبيعة الحكم فيه. وما يهمنا بهذا الصدد هو أن العنصر اليهودي لم يكن أبدا بالنسبة للمغرب والمغاربة عنصرا دخيلا وغريبا بمثل ما كان عليه الترك مثلا أو النصارى. ولهذا نعتبر أن اليهود قد شكلوا –حتى قبل بروز الدولة الإسلامية بالمغرب- عنصرا مكونا من ضمن العناصر المكونة لسكينة هذا البلد، يدخلون في الشكل العام والمتناسق لفسيفسائه الدينية والثقافية والاجتماعية، على الرغم مما يمكن أن يقال عن تهميشه أو التنكيل به أو إهانته.. لأنه عانى منها في فترات معينة بنفس الشكل والصورة اللتين يمكن أن يعاني منها مكون آخر في ظروف وملابسات أخرى. فعلى هذا الاعتبار سيكون النظر إلى اليهود في هذا العمل. وقد تميز اليهود داخل هذه الوحدة الثقافية المتسمة بالتنوع بمزايا وخصائص وأوصاف عبرت عنها ودونتها الآداب الشعبية بكل جلاء، مثل المكر والدهاء والذلة والجبن والتمسك بالمعتقد.. وهي خصائص وأوصاف يمكن أن توجد مجتمعة أو متفرقة عند أقلية أو مجموعة مغربية أخرى.
أما بعد..
فإن دراسة الأمثال عند أمة من الأمم أو عند شعب بعينه، تهدف إلى توسيع دائرة البحث بتجاوز الكتاب والشعراء والقصاصين والمفكرين.. إلى الناس العاديين من فلاحين وصناع وحرفيين.. إذ إنه أوسع وأشمل لأنه لا يخص طبقة معينة ولا فئة أو أقلية بعينها، ذلك لأن المثل قول شائع يدور على كل الألسنة ويلجأ إليه الجميع عند الضرورة والمناسبة الخاصة به. فهو جزء من كل شعبي ومن كل ثقافي، كما أوضح ذلك مارون عبود: "المثل هو أدب الشعب وعنوان ثقافته، والدليل على عقلية الأمة الخام وأخلاقها الأولية ونتيجة اختياراتها في الحياة". وهو بهذا المعنى تعبير شفوي شعبي ينم عن موروث ثقافي، يمتزج فيه مع كل نتاج دال عن تجربة ذاتية أو جماعية (وهو الشيء الذي يمكن أن تنتج عنه أمثال متناقضة). وما نعنيه بكون المثل تعبيرا شفويا، هو أنه إنجاز لغوي غير مكتوب، يرتبط بالخلق العام للشعوب، ناتج عن حالات إنسانية كالاستحسان والعظة والتحميس والتحذير والنصح والتربية أو الترفيه عن طريق ضرب الأمثلة.. يتعلمه المتكلم مع اللغة –كاللغة- بشكل شفوي ملازم أو مماثل لنفس الحالات. وما نعنيه بشعبي، هو أنه صادر ومفهوم من لدن العامة غير مقتصر على فئة دون أخرى، يفي بغرض الصفوة والعامة دون تمييز.
غير أننا لما عقدنا العزم على البحث في وضعية اليهود في الأمثال الشعبية، ورجعنا لعدد غير قليل من الأعمال التي قامت بجرد لها، قصد استخراج كل ما له صلة باليهود واليهودية، فوجئنا –بعد الاطلاع على أكثر من خمسة آلاف مثل- على أنها أقصت في مجملها عددا كبيرا من الأمثال بالرغم من كونها معروفة ومتداولة في أغلب المناطق المغربية. وذلك راجع حسب ملاحظاتنا الأولية إلى أسباب يمكن إيرادها على الشكل التالي:
أ – مجموعة من الأمثال النسائية التي موضوعها الرجل أو الحب أو تجارب خاصة. مثل:
لا خلاص الحمام لا كسوة العيد.
السرج المزيان هو اللي كايسوسو مولاه
جلدا وما يندا
الكيس ف الرجال ميزانو عينيه
خاتم وحدة ما تروم لجوج صباع..
ب – مجموعة من الأمثال التي تحط من قيمة أهل مدينة أو قبيلة أو حرفة أو أقلية، أو تحرض على العداوة والشقاق. مثل:
.. عشرة في عقل.
لو كان الرمل زبيب وبو رجراج حليب، عمر السلاوي ما يكون للرباطي حبيب.
كلامكم يا البرابر قولوه وعاودوه.
لو كان غير بالدعاوي، كون بياض الكناوي.
على قلة الوالي، نقول للضراوي خالي.
ج – مجموعة من الأمثال ذات التعابير الجنسية بالرغم من تبليغها لمضامين إنسانية بليغة. أو تشويه المثل بتغيير كلمة جنسية بأخرى لا تفي بتبليغ مضمونه كاملا.
ولهذه الأسباب وغيرها لم أجد في هذه الأعمال ما كانت أنتظره وأتوقعه من أمثال ذكرت اليهود. لذا اعتمدت بشكل يكاد يكون كليا على النزر القليل الذي وجدته مدونا وعلى الذاكرة.
لقد كان دائما من ركائز اهتمام الشعوب بهويتها اهتمام النخبة المتعلمة منها بتسجيل وتدوين النصوص الأصلية من حكايات خرافية ونكات وأمثال وأزجال.. وتقديمها بطريقة أمينة، يتدخل فيها –فيما بعد- علماء الاجتماع والأنثروبولوجيون والنقاد.. لأن كل علم من العلوم يعتمد –بالضرورة- في وجوده على جمع المعلومات والمادة الخام بصفة مستمرة ومنتظمة. ولا يستحسن علميا يكون المدون هو نفسه الدارس أو المحلل.
اليهود في الأمثال الشعبية:
يمكن تصنيف هذه الأمثال حسب المواضيع التي عبرت عنها على الشكل التالي:
أ – من يذهب جهده سدى ولا يرجى من عمله طائل، الرجوع بخفي حنين، مثل:
ـ بحال اللي كايحسن لولاد اليهود لا أجر لا منفعة.
ـ بحال مزلوط اليهود، لا دنيا لا آخرة.
ـ جا لوسط الملاح، وقال ألعاشقين في النبي صلوا عليه.
ب – الحث على الخلق الصالح وحسن السلوك، مثل:
ـ سير مع اليهود، وخلي الجيران شهود.
ـ مات يهودي في الملاح.
ـ كل طعام اليهودي، ونعس فـ فراش النصراني.
ج – المكر والخديعة، مثل:
ـ الثقل والعقبة والحمار يهودي.
ـ الربعة د اليهود.
د – الأنانية والاحتقار، مثل:
ـ خسارة فاليهودي عينيه.
ـ بحال مقابر اليهود، البيوضا وقلة الرحمة.
هـ – التشبيه، مثل:
ـ عندها ساق عجمية، وسالف يهودية.
و – الإقبال والتآلف، مثل:
ـ طاحت البصلة في الملاح.
ز – المساومة والعناد، مثل:
ـ بحال عاتق اليهود، زوجوني ولا نسلم.
ـ بحال اللي دافع اليهودي للجامع.
يتضح من خلال كل هذه الأمثال أن المقصود من إثارة اليهود فيها ليس سوى من باب التشبيه بهم أو إعطائهم نماذج وأمثلة انطلاقا من خصائص معروفة وسمهم المجتمع بها، وهو الشيء الذي فعله على نفس النمط وبنفس الشكل من الحدة والسخرية مع غيرهم من مكوناته، ولم نلمس أنه قصد التوجه المباشر إليهم ليخصهم بالتجريح أو الإهانة، على غرار ما وجدناه في هذه الأمثال:
السراغنة قل الناس، ومسيوة قل وقل.
من بني مرين وبني وطاس، ما بقاو ناس.
الصغير فيهم كايعمي، بحال أولاد ابن الاحمر.
وقد سجلنا عددا كبيرا من الأمثلة في نفس الأبواب التي ذكر فيها اليهود، مثل:
أ – جا لبلاد فليو، وامرض بالرواح.
ـ بحال اللي كايخو الما على القرعة.
ـ بحال اللي كيعطي الجوهر للدجاج.
ـ الله ينعل اللي يتيق، حتى فخوه الشقيق.
ـ طبيب سلاوي، ما يجرح ما يداوي.
ـ بالحفا والجفا، بحال خدام الشرفا.
ـ طاجين الشمايت، النصبا وقلة ليدام.
ب – خلي الزنا والسرقا، ودير مابقا.
ـ دير ما دارك جارك، ولا بدل باب دارك.
ـ حط حمارك مع الحمير، يتعلم الشهيق والنهيق، وخرجان الطريق.
ج – بحال العجوزة، إلا ما هدرات تهز راسها.
تيقرا البرا من قفاتها.
ـ حسن ليه بلا ما.
د – خسارة على النوار فالدفلة، والدفلة مرة.
ـ احمر يا المشكورة، دبحو الجرو وصلاو على الهيدورة.
ـ الحر بالغمزة، والعبد بالدبزة.
ـ اللي حب الخدم، لا بد يندم، لا سيفة زينة لا قلب مسلم.
ـ الشلح إلا تبلد، بحال البندير إلا تجلد.
هـ – بحال مول الفران، وجهو للنار، وظهرو للعار.
ـ الهدرا بلا زيادة، بحال الموت بلا شهادة.
ـ الخادم باللثام، بحال الحمارة باللجام.
ـ السوسي المرا والتجارا، العروبي المرا والحمارا، والمديني المرا والخسارة.
و – طاح الحك فالما، وصاب غطاه تما.
ـ داقو سعيد، وجاه لذيذ، وحلف حتى يزيد.
ـ الشاشية قد الراس.
د – قال الفيلالي، ولو طارت معزا.
ـ على من كتقرا زابورك أداود.
خلاصات عامة:
لا نريد من هذه المقاربة أن تفضي إلى أن اليهود –من خلال الأمثال الشعبية- قد قضوا في المغرب ولا يزالون شهر عسل دائم، ولا نريد أيضا أن نسم هذه العشرة بطابع الإقصاء والرفض والاحتقار. لأنه بالإمكان إيراد ما يكفي من الأمثلة والشواهد والشهادات على صحة الوضعين والحكمين معا، وهما –من الأكيد- بعيدين أشد ما يكون البعد عن الحقيقة والصواب. والحال أن النظرة والموقف يختلفان حسب موقع التعامل، تجاريا كان أو اجتماعيا أو دينيا. وما البحث عن هذه الحال إلا عبر مثل هذا الغوص في الذاكرة الشعبية، والاستعانة بما يفيد من علوم ومناهج أخرى ويعين على نبش الذاكرة والاقتراب من حقيقة هذا التعايش الذي تتناقض فيه الآراء والمواقف حسب منطلقاتها السياسية والدينية والثقافية.
لا يمكن –بأي حال من الأحوال- أن نخلص إلى أحكام ونتائج واحدة أو متقاربة إذا لم نقارن ما بين نتائج وأحكام كل ما تحتفظ به ذاكرتنا الشعبية من ألغاز ونكات وأمثال وحكايات (خرافات) وأغاني ورقصات فلكلورية.. وما يمكن ملاحظته بهذا الصدد هو أن المادة التي تمدنا بها النكات أو الخرافة أو المعيار ما زالت تحتفظ بالصورة والوضع الأقربين إلى الواقع الشعبي ونظرته الصريحة والتلقائية للقيم الأخلاقية والدينية والنفعية وللصراع الاجتماعي والثقافي داخله وبين جميع مكوناته، والذي شكل اليهود –على الدوام- ركنا أساسيا لا يجوز أبدا إهماله. وهذا موضوع هم علمي آخر، نتمنى أن تسعفنا الظروف الموضوعية لولوجه والخوض فيه g