مساحة إعلانية
يقول المثل الشعبي” تضحك لك السن التي تحتها السم” / شيخنا ولد الناتي |
ينطبق هذا المثل الشعبي تماما على الساحة السياسية الموريتانية اليوم ،فكل حزب سياسي سواء كان من المعارضة أو من الموالاة أو لا يزال بين اليمين واليسار ،يضحك بأسنان مسمومة علها تشفع له في إيجاد موطئ قدم، يثبت فيه أمام هزات من التحولات السياسية التي يصعب على المتخصص في فن تطريز السياسية أن ينجو منها .
فلقد امتلأ الفضاء السياسي بألوان رسمت قوس قزح ،وجعلت المواطن في حيرة من أمره ،فأحزاب الأمس غيرت شعاراتها ،وأصبحت تخاطب جماهيرها بأفكار كانت بالأمس القريب خطوطا حمراء بالنسبة لها .أما أحزاب اليوم، فهم يجتمعون فقط لضبط عدد الكراسي التي يمكن الحصول عليها بأقل تكلفة .ولم تكن أحزاب الغد بعيدة من التشكيلتين ،فقد رسمت لنفسها أفكارا تجعلك تختلط عليك أحزاب الأمس وأحزاب اليوم ،وينطبق ذلك على النظامين الداخلي والأساسي لها وحتى في تسمية لجان الحزب المشكلة له ( الوحدة – الفرع – القسم –الاتحادية –المجلس الوطني –المكتب التنفيذي ).
فكلما منح المواطن الثقة لجماعة ،بسبب ابتسامتها أمام وجهه تنكرت هذه الأخيرة بعد الفوز، وأصبحت تبحث عن الجماعة التي كانت بالأمس في الصف المعارض لأنها ليست لديها التزامات انتخابية معها، وإن كان في لغة السياسة لا يوجد التزام بل هناك مصالح تتغير بتغير فصول السنة الأربعة . لكن في المقابل إذا كانت الأحزاب السياسية تضحك بأسنان مسمومة ،فإن الناخب هو من صنع تلك الأسنان بل هو من سممها. ألم تتكاثر مبادرات الدعم والمساندة حين يتم الإعلان عن أي مرشح؟ حتى أن المبادرة الواحدة تنظم حفلات دعم ومساندة لأكثر من مرشح لعلها تربح المرشح الأكثر سخاء ،وكأن البلاد ستنهي بانتهاء الانتخابات فالكل يفكر فيما يحصل عليه اليوم .أما المستقبل فمن كان يفكر فيه ،تجاوزه القطار كما قال الرئيس اليمني السابق للثوار الذين كانوا سببا في زوال عرشه . خلاصة القول هي أننا مادمنا نرحل بأفكارنا ،كرحيلنا أيام كنا في البادية من منازلنا ،ولا نحاسب من قطع عهدا عل نفسه بتحقيق مطالبنا ،ونعرف أن الأرض أرضنا ولا بديل لنا عنها فلن نحقق خطوة إلى الأمام .
|