ليس له قوة الأسد أو النمر ولذلك: تسلح بذكاء خبيث نادر مكنه من البقاء في عالم، لا يبقى فيه سوى الأقوياء.. وبذلك منح الثعلب معنى جديد للقوة يعتمد على الذكاء والدهاء حتى بات وصفاً لمن يتسمون بالمكر وعرفنا ألقاباً كثعلب الصحراء، وثعلب الملاعب والثعلب الملكي Vulpes canaوهكذا نجح الثعلب في إقناع الجميع بقوته مع أنه سبع جبان.
جولتنا اليوم تبدأ بكتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري حيث قال عن جنس الثعلب:
ـ الثعلب معروف، والأنثى ثعلبة، والجمع ثعالب وكنية الثعلب أبو الحصين، وأبو نجم وأبو نوفل، وأبو الوثاب، وأبو الخبص، والأنثى أم عويل والذكر ثعلبان.
مكر الثعلب:
وقال الدميري: الثعلب سبع جبان مستضعف ذو مكر وخديعة، ولكنه لفرط الخبث والخديعة يجري مع كبار السباع ومن حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت، وينفخ بطنه ويرفع قوائمه حتى يظن أنه مات، فإذا قرب منه حيوان وثب عليه الثعلب وصاده.. وحيلته هذه لا تفلح مع كلاب الصيد.
وقال الجاحظ في كتابه الشهير ( الحيوان ): ومن أشد سلاح الثعلب الروغان والتماوت، وسلاحه سلحة فإن سلاحه أنتن وألزج وأكثر من سلاح الحبارى.
قالت العرب: أدهى وأنتن من سلاح الثعلب.
ومن ظريف ما يحكى عن الثعلب أن البراغيث إذا كثرت في صوفه تناول صوفة منه بفمه ثم يدخل النهر قليلاً فتصعد البراغيث فراراً من الماء ثم تجتمع في الصوفة التي في فيه فيلقيها في الماء ثم يهرب.
الشافعي وحيل الثعلب:
ومما يروى من حيل الثعلب ما ذكره الشافعي ورواه الدميري قال: كنا في سفر في أرض اليمن فوضعنا سفرتنا لنتعشى، وحضرت صلاة المغرب فقمنا نصلي، ثم نتعشى فتركنا السفرة كما هي وقمنا إلى الصلاة، وكان في السفرة دجاجتان، فجاء ثعلب فأخذ إحداهما، فلما قضينا الصلاة أسفنا عليها وقلنا حرمنا طعامنا، فبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه شيء كأنه الدجاجة فوضعه فبادرنا إليه لنأخذه ونحن نحسبه الدجاجة قد ردها فلما قمنا جاء إلى الأخرى وأخذها من السفرة، وأصبنا الذي قمنا إليه لنأخذه فإذا هو ليف قد هيّأه مثل الدجاجة.
الدميري وخواص الثعلب:
قال الدميري: وشحم الثعلب إذا أذيب وقطّر في الأذن الوجعة سكن وجعها.
وعن الثعلب في الأمثال قال: قالوا: أروغ من ثعلب.
وقال الشاعر:
كل خليل كنت خاللته لا ترك الله له واضحة
كلهم أروغ من ثعلب ما أشبه اليوم بالبارحة
الثعلب الرملى
الثعلب الرملي Vulpes ruepelli:
يستوطن مصر والصحراء المتاخمة لحدودها والجزيرة العربية ويتميز بجسم رشيق فاتح اللون يفرقه تماماً عن الثعلب الأحمر، ولكن الفارق الكبير يتلاشى تدريجياً في الأصناف التي تستوطن جنوب أوروبا، كما قال الدكتور حسين زين الدين.
والثعلب الأوروبي أصغر من الثعلب المصري، وأطرافه أميل إلى القصر ويمتلك فروة كثيفة شديدة النعومة كما قال جونثان كينجدون وذنبه غزير الشعر.
وتوجد في مؤخرة جسم هذا الثعلب بالقرب من قاعدة الذنب غدة مميزة تفوح منها رائحة عطرية أقرب إلى رائحة البنفسج تفرز عبيرها عندما تشرع هذه الثعالب في المزاح واللهو.
ثعلب الفنك:
ومنه الفنك فضي الظهر ويستوطن من أفريقيا الجنوب، والجنوب الغربي، وهو صغير الحجم طوله 57سم والذنب طوله 30سم والآذان من 8 ـ 9سم ولونه: رمادي فضي.
وثعلب الفنك من أندر الثعالب في العالم حيث تتجمع في فروته من الخصائص ما يجعلها غاية في الكثافة والجمال والدقة والنعومة كما قال جونثان كينجدون.
ومنه الفنك الباهت، ويستوطن الكاميرون والسودان.
الفنك ـ كلب الصحراء ـ: ويوجد في شمال أفريقيا وشبه جزيرة سيناء وشمال بلاد الغرب والبراري.
وعن أسماء الثعلب وكناه قالت كوكب ديب دياب في قاموس الحيوان: ثعالة، القعلب، الحبتر، والرواغ، سمسم، والصيدناني، والعسلق، والهيطل.
وعن الذكر قالت: أبو البحيص، والثعلب، والثعلبان، والحبتر، وأبو خفص وأبو الحصين، وأبو زهرة، وأبو معاوية، وأبو نوفل، وأبو الوثاب.
وعن الأنثى قالت: ثعالة، والثعلبة، وأم رقاش، وأم عويل.
ومن أصواته: التضور ( عند الجوع )، والصياح، والضياح، والضعفاء، والوعوعة.
الثعلب ورأس الذئب الطائح:
وفي آخر كتاب الأذكياء لأبي الفرج ابن الجوزي (510 ـ 597هـ) قال:
زعموا أن أسداً وثعلباً وذئباً اصطحبوا فخرجوا يتصيدون، فصادوا حماراً وظبياً وأرنباً. فقال الأسد للذئب: اقسم بيننا صيدنا، فقال: الأمر أبين من ذلك، الحمار لك والأرنب لأبي معاوية ( يعني الثعلب ) والظبي لي، فخبطه الأسد فأطاح رأسه، ثم اقبل الأسد على الثعلب وقال: قاتله الله ما أجهله بالقسمة هات أنت يا أبا معاوية فقال الثعلب: يا أبا الحارث ( يعني: الأسد ) الأمر اوضح من ذلك الحمار لغذائك، والظبي لعشائك والأرنب فيما بين ذلك. فقال له الأسد: قاتلك الله ما أقضاك. من علمك هذه الأقضية؟ قال الثعلب: رأس الذئب الطائح عن جثته
الثعلب في العلم الحديث:
والثعلب في العلم الحديث يصنف في المملكة الحيوانية من شعبة الحبليات، طائفة الثدييات، رتبة اللواحم الأرضية، من العائلة الكلبية، جنس الثعلب، ويتبع جنس الثعلب العديد من الأنواع منها الثعلب الأحمر، والثعلب المصري، والثعلب الرملي.
الثعلب الأحمر:
والثعلب الأحمر كما قال الدكتور حسين فرج زين الدين في أطلس ثدييات العالم: يستوطن أوروبا على التقريب، وهو الأكثر شيوعاً بين آكلات اللحوم في شبه الجزيرة العربية، وينتشر في معظم المناطق باستثناء الصحارى شديدة الحرارة والجفاف كما قال جونثان كينجدون في ثدييات الجزيرة العربية والثعلب من أكثر الثدييات تنوعاً في لونه ومظهره الخارجي، وهو رشيق الجسم كثيف الذنب يبلغ طول جسمه من 90 ـ 100 سم للذنب منها من 30 ـ 40سم، ولون الأجزاء العلوية أحمر صدئي، والتحتية أبيض.
والثعلب الأحمر حيوان ليلي يختفي طوال النهار ومدة حمل الأنثى من 60 ت 63 يوماً، وتلد من 3 ـ 9 جراء في أوائل الربيع.
وغذاؤه الدجاج والأرانب
جولتنا اليوم تبدأ بكتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري حيث قال عن جنس الثعلب:
ـ الثعلب معروف، والأنثى ثعلبة، والجمع ثعالب وكنية الثعلب أبو الحصين، وأبو نجم وأبو نوفل، وأبو الوثاب، وأبو الخبص، والأنثى أم عويل والذكر ثعلبان.
مكر الثعلب:
وقال الدميري: الثعلب سبع جبان مستضعف ذو مكر وخديعة، ولكنه لفرط الخبث والخديعة يجري مع كبار السباع ومن حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت، وينفخ بطنه ويرفع قوائمه حتى يظن أنه مات، فإذا قرب منه حيوان وثب عليه الثعلب وصاده.. وحيلته هذه لا تفلح مع كلاب الصيد.
وقال الجاحظ في كتابه الشهير ( الحيوان ): ومن أشد سلاح الثعلب الروغان والتماوت، وسلاحه سلحة فإن سلاحه أنتن وألزج وأكثر من سلاح الحبارى.
قالت العرب: أدهى وأنتن من سلاح الثعلب.
ومن ظريف ما يحكى عن الثعلب أن البراغيث إذا كثرت في صوفه تناول صوفة منه بفمه ثم يدخل النهر قليلاً فتصعد البراغيث فراراً من الماء ثم تجتمع في الصوفة التي في فيه فيلقيها في الماء ثم يهرب.
الشافعي وحيل الثعلب:
ومما يروى من حيل الثعلب ما ذكره الشافعي ورواه الدميري قال: كنا في سفر في أرض اليمن فوضعنا سفرتنا لنتعشى، وحضرت صلاة المغرب فقمنا نصلي، ثم نتعشى فتركنا السفرة كما هي وقمنا إلى الصلاة، وكان في السفرة دجاجتان، فجاء ثعلب فأخذ إحداهما، فلما قضينا الصلاة أسفنا عليها وقلنا حرمنا طعامنا، فبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه شيء كأنه الدجاجة فوضعه فبادرنا إليه لنأخذه ونحن نحسبه الدجاجة قد ردها فلما قمنا جاء إلى الأخرى وأخذها من السفرة، وأصبنا الذي قمنا إليه لنأخذه فإذا هو ليف قد هيّأه مثل الدجاجة.
الدميري وخواص الثعلب:
قال الدميري: وشحم الثعلب إذا أذيب وقطّر في الأذن الوجعة سكن وجعها.
وعن الثعلب في الأمثال قال: قالوا: أروغ من ثعلب.
وقال الشاعر:
كل خليل كنت خاللته لا ترك الله له واضحة
كلهم أروغ من ثعلب ما أشبه اليوم بالبارحة
الثعلب الرملى
الثعلب الرملي Vulpes ruepelli:
يستوطن مصر والصحراء المتاخمة لحدودها والجزيرة العربية ويتميز بجسم رشيق فاتح اللون يفرقه تماماً عن الثعلب الأحمر، ولكن الفارق الكبير يتلاشى تدريجياً في الأصناف التي تستوطن جنوب أوروبا، كما قال الدكتور حسين زين الدين.
والثعلب الأوروبي أصغر من الثعلب المصري، وأطرافه أميل إلى القصر ويمتلك فروة كثيفة شديدة النعومة كما قال جونثان كينجدون وذنبه غزير الشعر.
وتوجد في مؤخرة جسم هذا الثعلب بالقرب من قاعدة الذنب غدة مميزة تفوح منها رائحة عطرية أقرب إلى رائحة البنفسج تفرز عبيرها عندما تشرع هذه الثعالب في المزاح واللهو.
ثعلب الفنك:
ومنه الفنك فضي الظهر ويستوطن من أفريقيا الجنوب، والجنوب الغربي، وهو صغير الحجم طوله 57سم والذنب طوله 30سم والآذان من 8 ـ 9سم ولونه: رمادي فضي.
وثعلب الفنك من أندر الثعالب في العالم حيث تتجمع في فروته من الخصائص ما يجعلها غاية في الكثافة والجمال والدقة والنعومة كما قال جونثان كينجدون.
ومنه الفنك الباهت، ويستوطن الكاميرون والسودان.
الفنك ـ كلب الصحراء ـ: ويوجد في شمال أفريقيا وشبه جزيرة سيناء وشمال بلاد الغرب والبراري.
وعن أسماء الثعلب وكناه قالت كوكب ديب دياب في قاموس الحيوان: ثعالة، القعلب، الحبتر، والرواغ، سمسم، والصيدناني، والعسلق، والهيطل.
وعن الذكر قالت: أبو البحيص، والثعلب، والثعلبان، والحبتر، وأبو خفص وأبو الحصين، وأبو زهرة، وأبو معاوية، وأبو نوفل، وأبو الوثاب.
وعن الأنثى قالت: ثعالة، والثعلبة، وأم رقاش، وأم عويل.
ومن أصواته: التضور ( عند الجوع )، والصياح، والضياح، والضعفاء، والوعوعة.
الثعلب ورأس الذئب الطائح:
وفي آخر كتاب الأذكياء لأبي الفرج ابن الجوزي (510 ـ 597هـ) قال:
زعموا أن أسداً وثعلباً وذئباً اصطحبوا فخرجوا يتصيدون، فصادوا حماراً وظبياً وأرنباً. فقال الأسد للذئب: اقسم بيننا صيدنا، فقال: الأمر أبين من ذلك، الحمار لك والأرنب لأبي معاوية ( يعني الثعلب ) والظبي لي، فخبطه الأسد فأطاح رأسه، ثم اقبل الأسد على الثعلب وقال: قاتله الله ما أجهله بالقسمة هات أنت يا أبا معاوية فقال الثعلب: يا أبا الحارث ( يعني: الأسد ) الأمر اوضح من ذلك الحمار لغذائك، والظبي لعشائك والأرنب فيما بين ذلك. فقال له الأسد: قاتلك الله ما أقضاك. من علمك هذه الأقضية؟ قال الثعلب: رأس الذئب الطائح عن جثته
الثعلب في العلم الحديث:
والثعلب في العلم الحديث يصنف في المملكة الحيوانية من شعبة الحبليات، طائفة الثدييات، رتبة اللواحم الأرضية، من العائلة الكلبية، جنس الثعلب، ويتبع جنس الثعلب العديد من الأنواع منها الثعلب الأحمر، والثعلب المصري، والثعلب الرملي.
الثعلب الأحمر:
والثعلب الأحمر كما قال الدكتور حسين فرج زين الدين في أطلس ثدييات العالم: يستوطن أوروبا على التقريب، وهو الأكثر شيوعاً بين آكلات اللحوم في شبه الجزيرة العربية، وينتشر في معظم المناطق باستثناء الصحارى شديدة الحرارة والجفاف كما قال جونثان كينجدون في ثدييات الجزيرة العربية والثعلب من أكثر الثدييات تنوعاً في لونه ومظهره الخارجي، وهو رشيق الجسم كثيف الذنب يبلغ طول جسمه من 90 ـ 100 سم للذنب منها من 30 ـ 40سم، ولون الأجزاء العلوية أحمر صدئي، والتحتية أبيض.
والثعلب الأحمر حيوان ليلي يختفي طوال النهار ومدة حمل الأنثى من 60 ت 63 يوماً، وتلد من 3 ـ 9 جراء في أوائل الربيع.
وغذاؤه الدجاج والأرانب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق