في حضرة ملك الغابة : تعرف على عجائب أسمائه ، صفاته ، أقوال عنه
لقد منّ الله علينا بلغة زاخرة ولودة ، لا ينضب بحرها ، ولا تجف معانيها . لغة لم تترك شيئا إلا وأحاطت بأدق تفاصيله .
واليوم لنا وقفة مع ملك الغابة ( الأسد ) ، حيث سنتعرف على أسمائه وطبائعه ، ومناسبات ذكر فيها هذا الحيوان الذي ضرب فيه المثل في القوة والشجاعة .
من أسماء الأسد وصفاته
هل تعلم عزيزي القارئ أن للأسد خمسمائة اسم وصفة ، بل هناك من عدّد ألف اسم له ! فإليك أشهرها .
أسد : والجمع آساد ، وأُسود ، وأُسد .
أسامة : علم جنس على الأسد .
بيهس : مأخوذ من البأس وهو الجرأة .
حيدرة : الحيدرة في الأسد مثل الملك في الناس .
الدرباس : الغليظ العظيم .
الدوّاس : الشجاع الماهر .
زُفر : تقال للرجل الكريم والشجاع ، وكذلك سمي الأسد .
ضرغام : وضرغم ، وضرغامة ، والجمع ضراغم وضراغمة .
العَثمْثَم : العظيم الشديد .
العِرباض : الثقيل العظيم .
غضنفر : الغليظ الجثة .
القسورة : مشتق من القسر وهو القهر .
الليث : والجمع ليوث ، والأنثى ليثة .
الهِزبر : والجمع هزابر ، والأنثى هزَبرة .
الهصمصم : لشدته وصولته .
اسم أنثى الأسد : أسدة ، ولبوة .
اسم ولد الأسد : شبل ، وجرو ، وشيع ، وحفص ، وفُرهد .
كنية الأسد : أبو الحارث ، وأبو الأشبال ، أبو الأبطال ، أبو حفص ، أبو العباس ، أبو فراس .
صوت الأسد : زئير ، ونهيم ، وهمهمة ، وزمجرة .
طبائع الأسد
قالوا في وصف طبائع الأسد : الأسُد كالناس فيها الشجاع وفيها الجبان ، وقد شاهد بعضهم أسدا يهرب من خروف ، والخروف يركض خلفه وينطحه . والناس يضحكون منه .
وقالوا : أن الأسد مثل سواه من البهائم يخاف ابن آدم ويهرب منه وفيه غفلة وبله ما لم يجرح ، فإذا جرح فهو الأسد الذي يخاف منه .
ذكر الأسد في القرآن الكريم
ورد ذكر الأسد في القرآن الكريم مرة واحدة ، في الآية 51 من سورة المدثر ‘كأنهم حمر مستنفرة . فرت من قسورة ‘ . وذكر مرة أخرى مع بقية السباع ‘ وما أكل السبع ‘ ( المائدة 3 ) .
ذكر الأسد في الحديث النبوي
ومما ورد في الحديث الشريف ، قول النبي عليه الصلاة والسلام : ‘ فرّ من المجذوم كما تفر من الأسد ‘ ( حديث صحيح ) .
ذكر الأسد في الأمثال
– كمبتغي الصيد في عرّيسة الأسد .
– ولا قرار على زأر من الأسد .
– من يتبع الأسد لم يعدم لحما .
– أجرأ من قسورة .
– أجرأ من أسامة .
– أشد إقداما من الأسد .
– أمنع من أنف الأسد .
ذكر الأسد نثرا وشعرا
وصف بعض الأعراب أسدا فقال : له عينان حمراوان مثل وهج الشرر ، كأنما نقرتا بالمناقير في عرض حجر ، لونه ورد ، وزئيره رعد ، هامته عظيمه ، وجبهته شتيمه ، نابه شديد ، وشرّه عتيد ، إذا استقبلته قلت : أقرع ، وإذا استدبرته قلت : أفرع ، لا يهاب إذا الليل عسعس ، ولا يجبن إذا الصبح تنفس .
ووردت قصته المشهورة في المثل الشهير : إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض .
وقال أبو زبيد الطائي :
عبوس شموس مصلخد مكابر * جريء على الأقران للقرن قاهر
منيع ويحمي كل واد يرومه * شديد أصول الماضغين مكابر
براثنه شثن وعيناه في الدجى * كجمر الغضى في وجهه الشر ظاهر
يدل بأنياب حداد كأنها * إذا قلّص الأشداق عنها خناجر
وقال ابن الرومي :
فما أسدٌ جهم المحيا شتيمه * قُصاقصة ٌ ورد السِّبال غضنفر
مسمَّى بأسماءٍ فمنهن ضيغم * ومنهن ضرغام ومنهن قَسْور
إهاب كَتجفاف الكَميّ حصانَهُ * وعُوج كأطراف الشَّباحين يُفغْرُ
تظل له غُلب الأسود خواضعا * ضوارب بالأذقان حين يزمجر
وقال بديع الزمان الهمذاني :
أَفَاطِمُ لَوْ شَهِدْتِ بِبَطْنِ خَبْت * وَقَدْ لاَقى الهِزَبْرُ أَخَاكِ بِشْرَا
إِذاً لَرَأَيْتِ لَيْثاً زَارَ لَيْثا * هِزَبْرَا أَغْلَبا لاقى هِزَبْرَا
تَبَهْنَسَ إِذْ تَقاعَسَ عَنْهُ مُهْرِي * مُحَاذَرَة فَقُلْتُ : عُقِرْتَ مُهْرَا
مصادر :
– الحيوان في الأدب العربي ( شاكر هادي شكر ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق