يوجد عدد من الأمثال الشعبية تتحد في معانيها أو تتقارب، وتستخدم لغرض واحد تقريباً، مما يجعل تلك الحالة ظاهرة تتكرر، فيجد المستخدم للمثل الشعبي خيارات كثيرة فأيها يحضر في ذهنه أولاً يستخدمه، ولهذا التعدد فوائد كثيرة حيث ينتقي المتكلم المثل المناسب للحالة وللأشخاص ونوع المجلس والمجالسين، فلا يقع هو في حرج أو يحرج باستخدام المثل غيره.

ومثال ذلك: المثل القائل "شوط بقرة" وهو مثل يضرب لمن يعمل بحماسة وإقبال شديد ثــم ينقطـــــع ولا يستمــــر.

فالبقرة لها قصة خيالية أنها ركضت شوطاً لتقلد الفرس ولكنها توقفت بعد الشوط ولم تتحرك مرة أخرى.

ومثله المثل الشعبي "بيضة ديك" فيرون أن الديك يبيض مرة واحدة في حياته لا يكرر فعلها، فضرب به المثل للشيء الذي لا يتكرر.

وهذان المثلان الشعبيان جاءت فيهما مفردة : البقرة والديك، ومن غير اللائق أن يستخدم المثل الأول: شوط بقرة، لشخص قد يجرح شعوره عند استخدامه كأن يكون مرهف الحس أو لا يتناسب استخدام المثل في حاله، ولكن يختار مثلاً شعبياً آخر أخف وقعاً على النفس أحياناً مثل: بيضة ديك.

وشبيه لهذا التعدد في معاني الأمثال قولنا "من صر صريِّر لقاه" ويعني أن من حفظ شيئاً في صرار وجده في المستقبل ولن يضيع.

ومثله قولهم "من خلى عشاه أصبح يراه" وكلها تعني الادخار والعمل من أجل المستقبل، وعدم استهلاك الموجود في اليد، كما نقول في الأمثال الحديثة: احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود. يقول الشاعر حبيب العازمي ضمن محاورة:

انا من خلقتي ما شفت (بيض الديك)

لكن الظاهر ان البيض في الطاسـة

تشوش فيّ وانت اثـر المشاكـل فيـك

ليا قـلت القضيه قلت مـنــحــاســة