google.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0 حكم أمثال أقوال قصص: ابن الحبيبة حبيب oogle.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 أبريل 2020

ابن الحبيبة حبيب

أرشيف دنيا

الأمثال الشعبية جزء من سيرة الوطن الذاتية

تعكس الأمثال حكم وتجارب الأمم والشعوب، وتقدم بصدق فضائل المجتمع ونقائصه، وتشكل نماذج حكمة الأجداد لما غاب عن أسماع و أبصار الأحفاد، فتعظ الإنسان وتوجهه· ولا عجب إن تناقضت بعض الأمثال مع بعضها الآخر، لأن الأهواء والنزوات والطباع تتناقض باختلاف الأوضاع والظروف الاجتماعية لكل شعب·
وفي الإمارات تفرز الذاكرة الحية لشعبها الحكمة البليغة في أقل المفردات·· فالمتتبع لأمثالهاالشعبية يدرك كيف أنها تذهب بعيداً في العمق الإنساني، فتعبِّر رغم بساطة تركيبها اللغوي وإيجازها الشديد، عن مضمون خيّر وخبرة ومعرفة، نفيد منها جيلاً بعد جيل·

وتغطي أمثالنا الشعبية وقائع أجدادنا اليومية، راصدة البيئة المحلية والحياة الاجتماعية بكل معطياتها، لكنها تقسّم وفق البيئة، ففي ''البحر'' هناك أمثال ومفردات تخص (الغوص، السمك، الصيد، السفن) وفي ''البر'' هناك أمثال يرد فيها ذكر (الجمل، الخيل، الشجر) وفي ''الجو'' ثمة أمثال تعتمد مفردات (السماء والسحاب والمطر والليل والشمس والطيور)·
عالم البحار
ويكشف الكاتب إبراهيم الصباغ، مؤلف كتاب ''الأمثال الشعبية في دولة الإمارات'' سبب انتشار الأمثال الشعبية، يقول: ''إن القالب الذي يوضع فيه المثل بما فيه من إيجاز واختصار، وتغلب عليه روح الظرف والذكاء، هو من أهم الأسباب التي تساعد على انتشار المثل وسرعة تداوله، فالبشر بطبعهم يميلون إلى كل ما هو ظريف ومختصر، وربما أثرت كلمات بسيطة يتضمنها مثل أكثر من حديث طويل منمق، فالمثل بحكم كونه نابعاً من واقع البيئة، ينتشر فيها ويسرى بين أفراد المجتمع سريعاً''·
ويشير إلى تأثر ابن البيئة البحرية بأمثال تحمل مفرداتها تفاصيل البحر، مثل ''اللّي ما يقيس قبل لا يغوص، ما ينفعه الغوص عقب الغرق'' وهو من أمثال أهل البحر القديمة الشائعة التي عبّرت عن ممارسات أهل الغوص، ويضرب في الشخص الذي لا يحسب للأخطار حسابها ولا يحسن تقدير الأمور· وكذلك مثل يقول ''بخت النهام صوته'' أي أنه بصوته العذب يثير طاقات البحارة ليعملوا بجد وإخلاص، فيحس النوخذة بقيمته، ويضرب المثل لمن يضحك له الحظ بميزةٍ امتاز بها عن سواه·
وهناك مثل يقول ''زهمال وما يخفق'' أي شراع سفينة كبير ولا يمكنه مواجهة الريح والإبحار، ويضرب لمن تعقد عليه الآمال لكنه يخيبها ولا يكون في المستوى الجيد والقوي المعروف عنه''·
في الجو
وتحمل الأمثال في طياتها بعض المعاني العميقة، وقد تستعين بكائنات أخرى لتنبه الإنسان وتحذره، أو تشبهه بالطير أو الغيمة أو النجم أو الشمس· يقول الدكتور فالح حنظل- باحث في تاريخ وتراث الإمارات ''إن تراثنا من الأمثال الشعبية هو السجل الخالد والذاكرة المعمرة واللسان المعبر بعمق وشمولية عن حياة الأجداد، الذين سخّروا كل ما سمعوه أو شاهدوه لصالح الموعظة والإرشاد· كما في المثل القائل ''ما طار طير إلا كما طار وقع'' والذي يحذر الإنسان الناجح من التعالي والغرور· 
وهناك المثل ''اللي ما يعرف الصقر يشويه'' ويضرب للدلالة على الجهل بقدر الآخرين ومكانتهم· وهناك كذلك مثل يقول ''ديمٍ تعكّر ولا تمطّر'' أي أن السحاب يملأ السماء لكن لاينهمر منه المطر، ويضرب للدلالة على مباهاة الشخص بقدرته على فعل الأشياء ويرهق من حوله في مديح نفسه، دون أن ينجز فعلاً أي عمل''· 
حياة البر 
سعى الأجداد من خلال تداول الأمثال إلى تعميق وترسيخ معاييرهم الأخلاقية، بطريقة عفوية وطوعية تجعل من الأمثال الشعبية جزءاً لا يتجزأ من يومياتهم· تعكس كفاحهم في الحياة، بسرائها وضرائها، ويسرها وعسرها، و تعتمد مفرداتها على تفاصيل مستوحاة من بيئة البادية· 
يقول محمد الظاهري- راوٍ للقصائد والحكايات الشعبية: ''ترد في الأمثال أدوات من الحياة اليومية متعارف عليها مثل الدلة والنار، أو كائنات حية كالإبل والنخل· 
إذ يقول المثل ''صغير وقصم ظهر البعير'' ويقال للدلالة على أن ثمة أمراً بسيطاً قد يتسبب بخراب أمور كبيرة، أو كلمة صغيرة قد تؤدي إلى أذية كثيرة· 
وثمة مثل آخر ''نخ الجمل وما شاله'' إشارة إلى ثقل الهم وكبر المصيبة، فمعلوم أن الجمال تتحمل الأوزان الثقيلة، فضلاً عن اتصافها بالصبر· وهناك المثل ''يهز الفنجان قبل صبه'' للدلالة على التسرع في الكلام قبل الفهم أو قول الكلام في غير أوانه· إذ يُعرف أن المرء يهز فنجان قهوته بعد أن يحتسيه وليس قبل ذلك· وأيضاً هناك المثل ''أول الترغيب دلتين وترحيب'' للدلالة على تشجيع الضيف أن يفصح عن غايته ويطلب حاجته من شيخ القبيلة أو كبير القوم· ومثل آخر يقول ''شبّ النار جوّه وجا له الخير سهوه'' أي أن المرء في المجلس يشعل النار ولا يقوم بأي عمل مجهد، لكن الرزق يأتي إليه دون سعي· 
أخيراً·· ثمة أقوال سرت مسرى الأمثال، من ضمنها: ''البحر له ناس لفيحه يعرفون التوح من اليره'' ويضرب للأشخاص الذين يقحمون أنفسهم في أمور تحتاج للخبرة والدراية· وهناك قول ''يا هل الغوص حلاة الغوص سماري'' الغرض منه تشجيع روح التعاون والعمل في جو من الأمل والمرح والاستبشار بالصحبة ورفاق العمل· وكذلك هناك ''إذا شفت اللوهة قول هذا فيه سمك'' والقصد من القول إن يتريث الإنسان ولا يكون عجولاً لأنه لايعرف أين يكمن حظه

اقرأ أيضا

ليست هناك تعليقات: