أمثال شعبية تركية 1
- الرئيسية
- أمثال شعبية تركية 1
- مايو 31, 2020
- لا توجد تعليقات
- ومازالت
الأمثال الشعبية هي حكمة الأجداد الشفاهية، وموروث التاريخ الثقافي للمجتمع، بل وتوصف بأنها عصارة حكمة الشعوب، فالمثل قصة حياة ترويها الأجيال، وحكاية حكمة الأجداد الصالحة لكل زمان ومكان مع اختلاف اللهجات، فهو نتاج الثقافة الشعبية، ويبقي ابنًا للبيئة واللغة والحدث الذي نتج منه.
المثل الشعبي ببساطة هو نتاج الماضي، فيعبر عن حدث كان في الماضي وصار عبرة للحاضر، فالمثل الشعبي هو شيء عام أكثر من كونه يمتاز بالخصوصية، فهو في النهاية نوع من أنواع الفنون، يستمد إبداعاته من اللغويات أو اللفظيات، وهو أكثر الفنون الشعبية انتشارًا، فلا يقارن بفن الفلكلور الشعبي مثلًا، فهو متوارث بين الأجيال، يتخذ الأتراك ومثل باقي الشعوب هذه القصص والحكاية القديمة ، أولوية لعبقها التاريخي وسنستعرض في مقالنا بعض هذه الأمثلة التراثية الجميلة.
أولا : لكي تصفر يجب أن تدفع المال.
تحكي لنا الرواية عن رجل إسمه نصر الدين خوجا؛ والمعروف في مجتمعاتنا العربية باسم جحا، وفي يوم من الأيام قرر جحا السفر من قيته للمدينة فلحقه أحد الأطفال وطلب منه أن يشتري له صفارة و أعطاه ثمنها، وبعد أن عاد نصرالدين خوجا (جحا) لقريته قابل الطفل وقرر أن يعطيه الصفارة التي طلبها منه، فرأى الأطفال جحا فبدأوا يطالبون جحا بصفارات مماثلة، ومن هنا جاء المثل بعد أن صرخ جحا بالأطفال قائلا” من يريد أن يصفر عليه أن يدفع المال”.
ثانيا :طنجرة ولقت غطاها.
تتشابه الأمثال وخاصة بين المجتمع العربي والمجتمع التركي لتقاربهما ..فهذا المثل الذي سنسرد قصته موجود في الموروث العربي باسم وافق شن طبقة.
أما المثل التركي فيحكي لنا رواة الأتراك عن شاب إسمه (شن)قرر السفر وإلتقى برجل وتصاحبا في ترحالهم، سأل شن صاحبه في بداية الرحلة وقال له: ” أتحملني أن أحملك “، إستغرب الرجل من كلام شن ولم يجبه، وأثناء رحلتهم مروا من قرب مزرعة وارفة غناء بشتى أنواع الفاكهة والخضار، فسأل شن صاحبه:” أأكلت هذه المحاصيل أم لا”، فأجاب صاحب شن ساخرا ب ماهذه الأسئلة وتابعوا مسيرهم إلى أن وصلوا لجنازة، فتوقف شن وسأل الرجل الذي يرافقه وقال”جنازة ميت أم حي”؟
استهجن الرجل شنا وظن أن هناك شيء بعقله، وتركه مستهجنا، وبعد أن وصل صاحب شن لبيته بدأ يحدث عائلته عن أسئلة شن الغريبة، فضحكت ابنته وقالت: “والله إن شن من أذكى الشباب”، وبدأت تشرح لوالدها الأسئلة واحدا واحد.
قالت لأبيها أن غرض شن من سؤاله أتحملني أم أحملك، هو أنعين بعضنا على مشقة الطريق ونتساعد، أما السؤال الثاني أأكلت ثمار هذه الأرض أم لم تأكل، فكان الغرض من هذا السؤال هل بيعت المحاصيل وانتفع أهلها من ثمن المحاصيل، وفي السؤال الأخير قالت الفتاة في سؤال أجنازة حي أم ميت بأن العرض من هذا السؤال هل للميت اولاد، وهل يدعون له ويحيون ذكره بالأعمال الحسنة أم لا.
إستغرب الرجل أجوبة ابنته وأسرع إلى شن معتذرا منه، ومخبرا له بأجوبة استفساراته، فرح كثيرا شن عندما علم بأن ابنة الرجل قد عرفت أجوبة أسئلته وطلب من الرجل يدها، وتزوجوا فيما بعد وقديما قالت العرب وافق شن طبقة، أي أن ذكائهما متساو ومتوافق.
المثال الثالث : لا تمشي السفينة بالكلام.
يحوي هذا المثال في طياته قصة رجل جشع إسمه يوسف الذي كان يتاجر بالجبن من مدينة (تراكيا) إلى اسطنبول وأزمير.
كان يوسف جشعا جدا يستغل ارتفاع لأسعار في أزمير فيشتري كمية كبيرة من الجبن ويبيعها ليربح أموالا كثيرة، لكن يوسف لايدفع ثمن الجبن أو ثمن السفينة التي كان يستأجرها للوصل لأزمير إلا بعد ان يبيع البضاعة، ولذلك لا يخسر شيء فثمن البضاعة ونقلها بالدين وهو بالأصل لايبيع إلا في الفترة التي يرتفع ثمن الجبن فيها.
في أحدالأيام عزم يوسف لشحن يضاعته في أحد السفن فرفض صاحب السفينة أسلوب يوسف وطلب منه الدفع المباشر بعيدا عن الدين، وقال له : لاتمشي السفينة بالكلام، وإذا أردت أن تمشي السفينة فعليك دفع النقود.