الأمثال الشعبية
المثل الشعبي من أكثر فروع الثقافة الشعبية ثراء، حيث يجسد المثل الشعبي تعبيرًا عن نتاج تجربة شعبية طويلة تخلص إلى عبرة وحكمة. ومجموعة الأمثال الشعبية تكون ملامح فكر شعبي ذي سمات ومعايير خاصة. فهي إذن جزء مهم من ملامح الشعب وأسلوب حياته ومعتقداته ومعاييره الأخلاقية. <ref> جمال طاهر في كتاب موسوعة الأمثال الشعبية والمثل الشعبي هو ليس مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية، وإنما هو عمـل يستحث قوة داخلية على التحرك، إضافة لذلك فإن المثل الشعبي له تأثير مهم على سلوك الناس، فالمعنى والغاية يجتمعان في كل أمثال العالم. وهذه الأمثال على اختلافها تعبر عن تاريخ وفكر الأمم.
المثل الشعبي هو تعبير عن نتاج تجربة شعبية طويلة أدت إلى عبرة وحكمة، وهو أشبه ما يكون بالرواية الشعبية التي تقص قصة موجزة فتسهم في تكوين الشعب. ومجموعة الأمثال الشعبيـة تكون ملامح فكر شعبي ذي سمات ومعايير خاصة، فهي إذن جزء من ملامح الشعب وقسماته وأسلوب عيشه ومعتقداته ومعاييره الأخلاقية.
والمثل لون أدبي معبر طريف المنحى، عظيم الفائدة، يلخص تجربة إنسانية، يتردد على ألسنة الناس. على أن شعبية المثل مكنته من احتلال موقع جليل في نفس قائله وسامعه، وجعلت له مكان الصدارة، من حيث الأهمية والتأثير بين سائر فنون القول الشعبية.
لقد تنوعت تعاريف المثل، لكنها جميـعًا لا تخرج عن أنه: " قول مأثور، تظهر بلاغته في إيجاز لفظه وإصابة معناه، قيل في مناسبة معينـة، وأخذ ليقال في مثل تلك المناسبة ". وقد كان إدراك العرب أهمية الأمثال، سواء كانت فصحى أم شعبية جليًا وواضحًا، فجموعها وحرصوا عليها.
والأمثال حِكَمٌ شعبية شفهية مجهولة القائل وهى واسعة الانتشار بين العامة والخاصة.
كما يمكن تعريف المثل على أنه: "جمـلة مفيدة موجزة متوارثة شفاهه مـن جيل إلى جيل. وهو جملة محكمة البناء بليغة العبارة، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات".
والمثل كما يراه الفارابي: "هو ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم واقتنعوا به في السراء والضراء، ووصلوا به إلى المطالب القصية، وهو أبلغ الحكمة لأن النـاس لا يجتمعون على ناقص. ولذا فالمثل قيمة خلقية مصطلح على قبولها في شعبها، وهو يمر قبل اعتماده وشيوعه في غربال معايير هذا الشعب، وينم صراحة أو ضمنا عن هذه المعايير على كل صعيد وفي كل حال يتعاقب عليها الإنسان في حياته".
تعرِّف الموسوعة البريطانية المثل على أنه: "قول بليـغ محكم، يستخدم في نطاق عام، إذ أنه من التعبيرات المتداولة بين الناس، والأمثال جزء من أية لغة متكلمة وتعود إلى بعض أشكال الأدب التراثي (الفولكلوري) المتناقل شفاهة".
وتتميز الأمثال الشعبية بأنها تناولت كل مناحي الحياة، ويجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكتابة، فهو نهاية البلاغة، كما أن المثل جملة مفيدة دقيقة العبارة، وغالبية الأمثال جمـل موسيقية متجانسة الأوزان والكلمات، سهلة الإلقاء والتناقل والحفظ، لها إيقاع خاص.
ويدعو المثل الناس إلى اتباعه والالتزام بما فيه حيث يقول المثل: "زي المثل واعمل" و "ما خلَّى المثل وما قال"
قد يرى البعض أن كثيرًا مـن الأمثال لا تتفق، بـل قـد تتناقض، لو وضعت جنبًا إلى جنب، مثل: "اللي الحكومة تاخد مراته ما يتعايرش" و"اللي تقدر على ديته اقتله".. وحقيقة الأمر أنه لا تناقض، فالمثل الأول له دلالة على قوة الحكومة ومقاومة الشعوب، أما المثل الثاني فهو يدل على ضعف السلطة مما يجعل الفرد يفعل ما يحلو له.
ولو قلنا إن المثل خلاصـة فكر الشعب وخزانة حكمته لحق لنا القول إن هذا الفكر متناقض إذ يجمع هذين المسلكين معًا، غير أن التناقض هنـا ليس سوى ظاهري فقط، فالدلالة هنا على أن المثـل يعبر عن تاريخ شعبي وعن مدى قدرة أبناء الشعب المصري على التعامل مع الأمور في الفترات المختلفة.
فهذا ليس لأن الفكر الشعبي متناقض، بل لأن التجارب والحالات شديدة التنوع، ولو اقتصرت الأمثال على إظهار جزء من الخبرات غير المتناقضة لما حق للدارسين أن يعدوا الأمثال صورة للفكر الشعبي وخبراته، ولكان ظهر جزء من الصورة وخفي جزء. ووظيفة الأمثال هي تسجيل خبرات الشعب والحفاظ على قيمه وعاداته وتقاليده من الاندثار، ونقل خبرات الآباء والأجداد إلى الأبناء والأحفاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق