صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)
الكتاب : مجمع الأمثال |
عود يقلح
العود، البعير المسن، يقال عود تعويداً إذا صار عوداً وهو السن بعد البزول بأربع سنين. ويقال: سؤدد عود، أي قديم. وينشد:
هلا المجد إلا السؤدد العود والندى ... ورأب الثأى والصبر عند المواطن
والتقليح، إزالة القلح، وهو خضرة أسنانها وصفرة أسنان الإنسان. يضرب للمسن يؤدب ويراض.
عود يعلم العنج
العنج، بتسكين النون، ضرب من رياضة البعير، وهو أن يجذب الراكب خطامه فيرده على رجليه، يقال عنجه يعنجه، والعنج الاسم. ومعنى المثل كالأول في أنه جل عن الرياضة كما جل ذلك عن التقليح، وذلك أن العنج إنما يكون للبكارة فأما العودة فلا تحتاج إليه.
عرض علي الأمر سوم عالة
قال الأصمعي: أصله في الإبل التي قد نهلت في الشرب ثم علت الثانية فهي عالة فتلك لا يعرض عليها الماء عرضاً يبالغ فيه ويقال: سامه سوم عالة، إذا عرض عليه عرضاً ضعيفاً غير مبالغ فيه، والتقدير: عرض علي الأمر عرض عالة، ولكن لما تضمن العرض معنى التكليف جعل السوم له مصدراً فكأنه قال: عرض علي الأمر فسامني ما يسام الإبل التي علت بعد النهل، ومن روى: سامني الأمر سوم عالة، كان على اللقم الواضح.
أعطاني اللفاء غير الوفاء
اللفاء، الخسيس. والوفاء، التام. يضرب لمن يبخسك حقك ويظلمك فيه.
عرف حميق جمله
أي عرف هذا القدر وإن كان أحمق. ويروى: عرف حميقاً جمله، أي أن جمله عرفه فاجترأ عليه. يضرب في الإفراط في مؤانسة الناس. ويقال: معناه عرف قدره. ويقال: يضرب لمن يستضعف إنساناً ويولع به فلا يزال يؤذيه ويظلمه.
عجباً تحدث أيها العود
يضرب لمن يكذب وقد أسن. أي لا يجمل الكذب بالشيخ. ونصب عجباً على المصدر، أي تحدث حديثاً عجباً.
أعديتني فمن أعداك
أصل هذا أن لصاً تبع رجلاً معه مال وهو على ناقة له، فتثاءب اللص فتثاءبت الناقة، فتثاءب راكبها ثم قال للناقة: أعديتني فمن أعداك. وأحس باللص فحذره وركض ناقته. يضرب في عدوى الشر. والعرب تقول: أعدى من الثؤباء، من العدوى.
العنوق بعد النوق
العناق، الأنثى من أولاد المعز، وجمعه عنوق، وهو جمع نادر. والنوق، جمع ناقة. يضرب لمن كانت له حال حسنة ثم ساءت، أي كنت صاحب نوق فصرت صاحب عنوق.
العير أوقى لدمه
يضرب للموصوف بالحذر وذلك أنه ليس شيء من الصيد يحذر حذر العير إذا طلب. ويقال: هذا المثل لزرقاء اليمامة لما نظرت إلى الجيش، وكان كل فارس منهم قد تناول غصناً من شجرة يستتر به، فلما نظرت إليه قالت: لقد مشى الشجر ولقد جاءتكم حمير. فكذبوها. ونظرت إلى عير قد نفر من الجيش فقالت: العير أوقى لدمه من راع في غنمه. فذهبت مثلاً.
عير بعير وزيادة عشرة
قال أبو عبيدة: هذا مثل لأهل الشام ليس يتكلم به غيرهم، وأصل هذا أن خلفاءهم كلما مات منهم واحد وقام آخر زادهم عشرة في اعطياتهم فكانوا يقولون عند ذلك هذا. والمراد بالعير ههنا السيد.
عير عاره وتده
عاره، أي أهلكه. ومنه قولهم: ما أدري أي الجراد عاره؟ أي، أي الناس ذهب به؟ يقال: عاره يعوره ويعيره أي ذهب به وأهلكه. وأصل المثل أن رجلاً أشفق على حماره فربطه إلى وتد فهجم عليه السبع فلم يمكنه الفرار، فأهلكه ما احترس له به.
عير ركضته أمه
ويروى وكلته أمه. يضرب لمن يظلمه ناصره.
عيير وحده
يضرب لمن لا يخالط الناس. وقال بعضهم: أي يعاير الناس والأمور ويقيسها بنفسه من غير أن يشاور، وكذلك جحيش نفسه، والكلام في وحده يجيء مستقصى عند قولهم: هو نسيج وحده. إن شاء الله تعالى.
عند النطاح يغلب الكبش الأجم
ويقال أيضاً: التيس الأجم، وهو الذي لا قرن له. يضرب لمن غلبه صاحبه بما أعد له.
عنز بها كل داء
يضرب للكثير العيوب من الناس والدواب. قال الفزاري: للمعزى تسعة وتسعون داء وراعي السوء يوفيها مائة.
عيشي جعار
قال أبو عمرو: يقال للضبع إذا وقعت في الغنم: أفرعت في قراري كأنما ضراري أردت يا جعار. القرار، الغنم. وأفرع، أراق الدم، من الفرع وهو أول ولد تنتجه الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم. يقال أفرع القوم إذا ذبحوه. وقال الخليل: لكثرة جعرها سميت جعار، يعني الضبع. قال الشاعر:
فقلت لها عيثي جعار وأبشري ... بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره
العود، البعير المسن، يقال عود تعويداً إذا صار عوداً وهو السن بعد البزول بأربع سنين. ويقال: سؤدد عود، أي قديم. وينشد:
هلا المجد إلا السؤدد العود والندى ... ورأب الثأى والصبر عند المواطن
والتقليح، إزالة القلح، وهو خضرة أسنانها وصفرة أسنان الإنسان. يضرب للمسن يؤدب ويراض.
عود يعلم العنج
العنج، بتسكين النون، ضرب من رياضة البعير، وهو أن يجذب الراكب خطامه فيرده على رجليه، يقال عنجه يعنجه، والعنج الاسم. ومعنى المثل كالأول في أنه جل عن الرياضة كما جل ذلك عن التقليح، وذلك أن العنج إنما يكون للبكارة فأما العودة فلا تحتاج إليه.
عرض علي الأمر سوم عالة
قال الأصمعي: أصله في الإبل التي قد نهلت في الشرب ثم علت الثانية فهي عالة فتلك لا يعرض عليها الماء عرضاً يبالغ فيه ويقال: سامه سوم عالة، إذا عرض عليه عرضاً ضعيفاً غير مبالغ فيه، والتقدير: عرض علي الأمر عرض عالة، ولكن لما تضمن العرض معنى التكليف جعل السوم له مصدراً فكأنه قال: عرض علي الأمر فسامني ما يسام الإبل التي علت بعد النهل، ومن روى: سامني الأمر سوم عالة، كان على اللقم الواضح.
أعطاني اللفاء غير الوفاء
اللفاء، الخسيس. والوفاء، التام. يضرب لمن يبخسك حقك ويظلمك فيه.
عرف حميق جمله
أي عرف هذا القدر وإن كان أحمق. ويروى: عرف حميقاً جمله، أي أن جمله عرفه فاجترأ عليه. يضرب في الإفراط في مؤانسة الناس. ويقال: معناه عرف قدره. ويقال: يضرب لمن يستضعف إنساناً ويولع به فلا يزال يؤذيه ويظلمه.
عجباً تحدث أيها العود
يضرب لمن يكذب وقد أسن. أي لا يجمل الكذب بالشيخ. ونصب عجباً على المصدر، أي تحدث حديثاً عجباً.
أعديتني فمن أعداك
أصل هذا أن لصاً تبع رجلاً معه مال وهو على ناقة له، فتثاءب اللص فتثاءبت الناقة، فتثاءب راكبها ثم قال للناقة: أعديتني فمن أعداك. وأحس باللص فحذره وركض ناقته. يضرب في عدوى الشر. والعرب تقول: أعدى من الثؤباء، من العدوى.
العنوق بعد النوق
العناق، الأنثى من أولاد المعز، وجمعه عنوق، وهو جمع نادر. والنوق، جمع ناقة. يضرب لمن كانت له حال حسنة ثم ساءت، أي كنت صاحب نوق فصرت صاحب عنوق.
العير أوقى لدمه
يضرب للموصوف بالحذر وذلك أنه ليس شيء من الصيد يحذر حذر العير إذا طلب. ويقال: هذا المثل لزرقاء اليمامة لما نظرت إلى الجيش، وكان كل فارس منهم قد تناول غصناً من شجرة يستتر به، فلما نظرت إليه قالت: لقد مشى الشجر ولقد جاءتكم حمير. فكذبوها. ونظرت إلى عير قد نفر من الجيش فقالت: العير أوقى لدمه من راع في غنمه. فذهبت مثلاً.
عير بعير وزيادة عشرة
قال أبو عبيدة: هذا مثل لأهل الشام ليس يتكلم به غيرهم، وأصل هذا أن خلفاءهم كلما مات منهم واحد وقام آخر زادهم عشرة في اعطياتهم فكانوا يقولون عند ذلك هذا. والمراد بالعير ههنا السيد.
عير عاره وتده
عاره، أي أهلكه. ومنه قولهم: ما أدري أي الجراد عاره؟ أي، أي الناس ذهب به؟ يقال: عاره يعوره ويعيره أي ذهب به وأهلكه. وأصل المثل أن رجلاً أشفق على حماره فربطه إلى وتد فهجم عليه السبع فلم يمكنه الفرار، فأهلكه ما احترس له به.
عير ركضته أمه
ويروى وكلته أمه. يضرب لمن يظلمه ناصره.
عيير وحده
يضرب لمن لا يخالط الناس. وقال بعضهم: أي يعاير الناس والأمور ويقيسها بنفسه من غير أن يشاور، وكذلك جحيش نفسه، والكلام في وحده يجيء مستقصى عند قولهم: هو نسيج وحده. إن شاء الله تعالى.
عند النطاح يغلب الكبش الأجم
ويقال أيضاً: التيس الأجم، وهو الذي لا قرن له. يضرب لمن غلبه صاحبه بما أعد له.
عنز بها كل داء
يضرب للكثير العيوب من الناس والدواب. قال الفزاري: للمعزى تسعة وتسعون داء وراعي السوء يوفيها مائة.
عيشي جعار
قال أبو عمرو: يقال للضبع إذا وقعت في الغنم: أفرعت في قراري كأنما ضراري أردت يا جعار. القرار، الغنم. وأفرع، أراق الدم، من الفرع وهو أول ولد تنتجه الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم. يقال أفرع القوم إذا ذبحوه. وقال الخليل: لكثرة جعرها سميت جعار، يعني الضبع. قال الشاعر:
فقلت لها عيثي جعار وأبشري ... بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره
(1/201)
قال المبرد: لما أتى عبد الله بن الزبير قتل أخيه مصعب قال: أشهده المهلب بن أبي صفرة؟ قالوا: لا. قال: أفشهده عباد بن الحصين الحبطي؟ قالوا: لا. قال: أفشهده عبد الله بن حازم السلمي؟ قالوا: لا. فتمثل بهذا البيت. فقلت لها عيثي جعار وأبشري.
عرض عليه خصلتي الضبع
إذا خيره بين خصلتين ليس في واحدة منهما خيار وهما شيء واحد. تقول العرب في أحاديثها أن الضبع صادت ثعلباً فقال لها الثعلب: مني على أم عامر. فقالت: أخيرك بين خصلتين فاختر أيهما شئت. فقال: وما هما؟ فقالت: إما أن آكلك وإما أن أمزقك. فقال لها الثعلب: أما تذكرين يوم نكحتك؟ قالت: متى؟ وفتحت فاها فأفلت الثعلب.
على أهلها تجني براقش
كانت براقش كلبة لقوم من العرب، فأغير عليهم فهربوا ومعهم براقش، فاتبع القوم آثارهم بنباح براقش فهجموا عليهم فاصطلموهم. قال حمزة ابن بيض:
لم تكن عن جناية لحقتني ... لا يساري ولا يميني رمتني
بل جناها أخ علي كريم ... وعلى أهلها براقش تجني
وروى يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العلاء قال: إن براقش امرأة كانت لبعض الملوك فسافر الملك واستخلفها، وكان لهم موضع إذا فزعوا دخنوا فيه فإذا أبصره الجند اجتمعوا، وإن جواريها عبثن ليلة فدخن فجاء الجند فلما اجتمعوا قال لها نصحاؤها: إنك أن رددتهم ولم تستعمليهم في شيء ودخنتهم مرة أخرى لم يأتك منهم أحد. فأمرتهم فبنوا بناء دون دارها. فلما جاء الملك سأل عن البناء فأخبروه بالقصة فقال: على أهلا تجني براقش. فصارت مثلاً. وقال الشرقي بن القطامي: براقش امرأة لقمان بن عاد، وكان لقمان من بني ضد، وكانوا لا يأكلون لحوم الإبل، فأصاب من براقش غلاماً فنزل مع لقمان في بني أبيها فأولموا ونحروا الجزر، فراح ابن براقش إلى أبيه بعرق من جزور فأكله لقمان فقال: يا بني ما هذا؟ فما تعرفت قط طيباً مثله. فقال: جزور نحرها أخوالي. فقال: وإن لحوم الإبل في الطيب كما أرى. فقالت براقش: جملنا واجتمل. فأرسلتها مثلاً. والجميل، الشحم المذاب. ومعنى جملنا، أي أطعمنا الجميل. واجتمل، أي أطعم أنت نفسك منه. وكانت براقش أكثر قومها إبلاً فأقبل لقمان على إبلها فأسرع فيها وفي إبل قومها، وفعل ذلك بنو أبيه لما أكلوا لحوم الجزور فقيل: على أهلها تجني براقش. يضرب لمن يعمل عملاً يرجع ضرره إليه.
عجلت الكلبة أن تلد ذا عينين
وذلك أن الكلبة تسرع الولادة حتى تأيت بولد لا يبصر، ولو تأخر ولادها لخرج الولد وقد فتح. يضرب للمستعجل عن أن يستتم حاجته.
علقت معالقها وصر الجندب
أي، قد وجب الأمر ونشب فجزع الضعيف من القوم. وأصله أن رجلاً انتهى إلى بئر وعلق رشاءه برشائها، ثم صار إلى صاحب البئر فادعى جواره فقال له: وما سبب ذلك؟ قال: علقت رشائي برشائك فإني صاحب البئر. وأمره بالرحيل فقال: علقت معالقها وصر الجندب. أي جاء الحر ولا يمكنني الرحيل. قال ابن الأعرابي: رأى رجل امرأة سبطة تامة فخطبها فانكح، ثم هديت إليه امرأة قميئة فقال: ليست هذه التي تزوجتها. فقالت المزفوفة: علقت معالقها وصر الجندب. يعني وقع الأمر. وعلق بمعنى تعلق، والمعالق يجوز أن يكون جمع معلق، وهو موضع العلوق، ويجوز أن يكون جمع متعلق بمعنى موضع التعلق، والتاء، في علقت، يجوز أن تكون كناية عن الدلو، ويجوز أن تكون كناية عن الأرشية، أي تعلقت بمواضع تعلقها.
عند الله لحم حباريات
وعند الله لحم قطا سمان. يتمثل به في الشيء يتمنى ولا يوصل إليه.
العقوق ثكل من لم يثكل
أي، إذا عقه ولده فقد ثكلهم وإن كانوا أحياء. قال أبو عبيد: هذا في عقوق الولد للوالد، وأما قطيعة الرحم من الوالد للولد فقولهم: الملك عقيم. يريدون أن الملك لو نازعه ولده الملك لقطع رحمه وأهلكه حتى كأنه عقيم لم يولد له.
عش ولا تغتر
عرض عليه خصلتي الضبع
إذا خيره بين خصلتين ليس في واحدة منهما خيار وهما شيء واحد. تقول العرب في أحاديثها أن الضبع صادت ثعلباً فقال لها الثعلب: مني على أم عامر. فقالت: أخيرك بين خصلتين فاختر أيهما شئت. فقال: وما هما؟ فقالت: إما أن آكلك وإما أن أمزقك. فقال لها الثعلب: أما تذكرين يوم نكحتك؟ قالت: متى؟ وفتحت فاها فأفلت الثعلب.
على أهلها تجني براقش
كانت براقش كلبة لقوم من العرب، فأغير عليهم فهربوا ومعهم براقش، فاتبع القوم آثارهم بنباح براقش فهجموا عليهم فاصطلموهم. قال حمزة ابن بيض:
لم تكن عن جناية لحقتني ... لا يساري ولا يميني رمتني
بل جناها أخ علي كريم ... وعلى أهلها براقش تجني
وروى يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العلاء قال: إن براقش امرأة كانت لبعض الملوك فسافر الملك واستخلفها، وكان لهم موضع إذا فزعوا دخنوا فيه فإذا أبصره الجند اجتمعوا، وإن جواريها عبثن ليلة فدخن فجاء الجند فلما اجتمعوا قال لها نصحاؤها: إنك أن رددتهم ولم تستعمليهم في شيء ودخنتهم مرة أخرى لم يأتك منهم أحد. فأمرتهم فبنوا بناء دون دارها. فلما جاء الملك سأل عن البناء فأخبروه بالقصة فقال: على أهلا تجني براقش. فصارت مثلاً. وقال الشرقي بن القطامي: براقش امرأة لقمان بن عاد، وكان لقمان من بني ضد، وكانوا لا يأكلون لحوم الإبل، فأصاب من براقش غلاماً فنزل مع لقمان في بني أبيها فأولموا ونحروا الجزر، فراح ابن براقش إلى أبيه بعرق من جزور فأكله لقمان فقال: يا بني ما هذا؟ فما تعرفت قط طيباً مثله. فقال: جزور نحرها أخوالي. فقال: وإن لحوم الإبل في الطيب كما أرى. فقالت براقش: جملنا واجتمل. فأرسلتها مثلاً. والجميل، الشحم المذاب. ومعنى جملنا، أي أطعمنا الجميل. واجتمل، أي أطعم أنت نفسك منه. وكانت براقش أكثر قومها إبلاً فأقبل لقمان على إبلها فأسرع فيها وفي إبل قومها، وفعل ذلك بنو أبيه لما أكلوا لحوم الجزور فقيل: على أهلها تجني براقش. يضرب لمن يعمل عملاً يرجع ضرره إليه.
عجلت الكلبة أن تلد ذا عينين
وذلك أن الكلبة تسرع الولادة حتى تأيت بولد لا يبصر، ولو تأخر ولادها لخرج الولد وقد فتح. يضرب للمستعجل عن أن يستتم حاجته.
علقت معالقها وصر الجندب
أي، قد وجب الأمر ونشب فجزع الضعيف من القوم. وأصله أن رجلاً انتهى إلى بئر وعلق رشاءه برشائها، ثم صار إلى صاحب البئر فادعى جواره فقال له: وما سبب ذلك؟ قال: علقت رشائي برشائك فإني صاحب البئر. وأمره بالرحيل فقال: علقت معالقها وصر الجندب. أي جاء الحر ولا يمكنني الرحيل. قال ابن الأعرابي: رأى رجل امرأة سبطة تامة فخطبها فانكح، ثم هديت إليه امرأة قميئة فقال: ليست هذه التي تزوجتها. فقالت المزفوفة: علقت معالقها وصر الجندب. يعني وقع الأمر. وعلق بمعنى تعلق، والمعالق يجوز أن يكون جمع معلق، وهو موضع العلوق، ويجوز أن يكون جمع متعلق بمعنى موضع التعلق، والتاء، في علقت، يجوز أن تكون كناية عن الدلو، ويجوز أن تكون كناية عن الأرشية، أي تعلقت بمواضع تعلقها.
عند الله لحم حباريات
وعند الله لحم قطا سمان. يتمثل به في الشيء يتمنى ولا يوصل إليه.
العقوق ثكل من لم يثكل
أي، إذا عقه ولده فقد ثكلهم وإن كانوا أحياء. قال أبو عبيد: هذا في عقوق الولد للوالد، وأما قطيعة الرحم من الوالد للولد فقولهم: الملك عقيم. يريدون أن الملك لو نازعه ولده الملك لقطع رحمه وأهلكه حتى كأنه عقيم لم يولد له.
عش ولا تغتر
(1/202)
أصل المثل، فيما يقال، أن رجلاً أراد أن يفوز بإبله ليلاً، واتكل على عشب يجده هناك، فقيل له: عش ولا تغتر بما لست منه على يقين. ويروى أن رجلاً أتى ابن عمر وابن عباس وابن الزبير رحمهم الله تعالى فقال: كما لا ينفع مع الشرك عمل كذلك لا يضر مع الأيمان ذنب. فكلهم قال: عش ولا تغتر. يقولون لا تفرط في أعمال الخير وخذ في ذلك بأوثق الأمور، فإن كان الشأن على ما ترجو من الرخصة السعة هناك كان ما كسبت زيادة في الخير، وإن كان على ما تخاف كنت قد احتطت لنفسك.
عش رجباً تر عجباً
قالوا: من حديثه أن الحرث بن عباد بن قيس بن ثعلبة طلق بعض نسائه من بعد ما اسن وخرف، فخلف عليها بعده رجل كانت تظهر له من الوجد به ما لم تكن تظهر للحرث، فلقي زوجها الحرث فأخبره بمنزلته منها، فقال الحرث: عش رجباً ترى عجباً. فأرسلها مثلاً. قال أبو الحسن الطوسي: يريد عش رجباً بعد رجب فحذف. وقيل: رجب كناية عن السنة لأنه يحدث بحدوثها، ومن نظر في سنة واحدة ورأى تغير فصولها قاس الدهر كله عليها، فكأنه قال: عش دهراً تر عجائب. وعيش الإنسان ليس إليه فيصح له الأمر به، ولكنه محمول على معنى الشرط، أي أن تعش تر، والأمر يتضمن هذا المعنى في قولك: زرني أكرمك.
على ما خيلت وعث القصيم
أي لأركبن الأمر على ما فيه من الهول. والقصيم، الرمل. والوعث، المكان السهل الكثير الرمل تغيب فيه الأقدام ويشق المشي فيه. وقوله: على ما خيلت، أي على ما شبهت، من قولهم: فلان يمضي على المخيل، أي على ما خيلت، أي على غرر نم غير يقين. والتاء في خيلت للوعث، وهو جمع وعثة. من صلة فعل محذوف، أي أمض على ما خيلت.
عس الغوير أبؤساً
الغوير، تصغير غار. والأبؤس، جمع بؤس، وهو الشدة. وأصل هذا المثل، فيما يقال، من قول الزباء حين قالت لقومها عند رجوع قصير من العراق ومعه الرجال، وبات بالغوير على طريقه: عس الغوير أبؤساً. أي لعل الشر يأتيكم من قبل الغار. وجاء رجل إلى عمر رضي الله عنه يحمل لقيطاً فقال عمر: عسى الغوير أبؤساً. قال ابن الأعرابي: إنما عرض بالرجل، أي لعلك صاحب هذا اللقيط. قال: ونصب أبؤساً. على معنى عسى الغوير يصير أبؤساً. ويجوز أن يقدر عسى الغوير أن يكون أبؤساً. وقال أبو علي: جعل عسى بمعنى كان ونزله منزلته. يضرب للرجل يقال له لعل الشر جاء من قبلك.
عيصك منك وإن كان أشباً
العيص، الجماعة من السدر تجتمع في مكان واحد. والأشب، شدة التفاف الشجر حتى لا مجاز فيه. يقال: غيضة أشبة. وإنما صار الأشب عيباً لأنه يذهب بقوة الأصول. وربما يوضع الأشب. ويجوز أن يريد به الذم، أي كثرة لا غناء عندها ولا نفع فيها. قال أبو عبيد في معنى المثل: أي منك أصلك وإن كان أقاربك على خلاف ما تريد فاصبر عليهم فإنه لا بد منهم.
عصبه عصب السلمة
ويروى، أعصبه، على وجه الأمر، وهي شجرة إذا أرادوا قطعها عصبوا أغصانها عصباً شديداً حتى يصلوا إليها وإلى أصلها فيقطعوه. يضرب للبخيل يستخرج منه الشيء على كره. قال الكميت:
ولا سمراتي يبتغيهن عاضد ... ولا سلماتي في بجيلة تعصب
أراد أن بجليلة لا يقدر على قهرها وإذلالها. وقال الحجاج على منبر الكوفة: والله لأحزمنكم حزم السلمة. ويروى: لأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل.
عثر بأشرس الدهر
أي بداهية الدهر وشدته. يقال أن الشرس ما صغر من شجر الشوك، ومنه الشراسة في الخلق.
عشب ولا بعير
أي هذا عشب وليس بعير يرعاه. يضرب للرجل له مال كثير ولا ينفقه على نفسه ولا على غيره.
عاد غيث على ما أفسد
ويروى على ما خيل. قيل: أفساده إمساكه وعوده إحياؤه، وإنما فسر على هذا الوجه لأن إفساده يصوبه لا يصلحه عوده. وقد قيل غير هذا وذلك أنهم قالوا: إن الغيث يحفر ويفسد الحياض ثم يعفي على ذلك بما فيه من البركة. يضرب للرجل فيه فساد ولكن الصلاح أكثر.
أعطاه غيضاً من فيض
أي قليلاً من كثير. يضرب لمن يسمح بالقل من كثرة.
عنيته تشفي الجرب
العنية، بول البعير يعقد في الشمس يطلى بها الأجرب. قلت: هي فعيلة من العناء، أي يعنى من طلي بها وتشتد عليه. ويجوز تعيينه، أي تزيل عناءه الذي يلقاه من الجرب فيكون من باب قردته، أي أزلت قراده. يضرب للرجل الجيد الرأي يستشفى برأيه فيما ينوب.
عش رجباً تر عجباً
قالوا: من حديثه أن الحرث بن عباد بن قيس بن ثعلبة طلق بعض نسائه من بعد ما اسن وخرف، فخلف عليها بعده رجل كانت تظهر له من الوجد به ما لم تكن تظهر للحرث، فلقي زوجها الحرث فأخبره بمنزلته منها، فقال الحرث: عش رجباً ترى عجباً. فأرسلها مثلاً. قال أبو الحسن الطوسي: يريد عش رجباً بعد رجب فحذف. وقيل: رجب كناية عن السنة لأنه يحدث بحدوثها، ومن نظر في سنة واحدة ورأى تغير فصولها قاس الدهر كله عليها، فكأنه قال: عش دهراً تر عجائب. وعيش الإنسان ليس إليه فيصح له الأمر به، ولكنه محمول على معنى الشرط، أي أن تعش تر، والأمر يتضمن هذا المعنى في قولك: زرني أكرمك.
على ما خيلت وعث القصيم
أي لأركبن الأمر على ما فيه من الهول. والقصيم، الرمل. والوعث، المكان السهل الكثير الرمل تغيب فيه الأقدام ويشق المشي فيه. وقوله: على ما خيلت، أي على ما شبهت، من قولهم: فلان يمضي على المخيل، أي على ما خيلت، أي على غرر نم غير يقين. والتاء في خيلت للوعث، وهو جمع وعثة. من صلة فعل محذوف، أي أمض على ما خيلت.
عس الغوير أبؤساً
الغوير، تصغير غار. والأبؤس، جمع بؤس، وهو الشدة. وأصل هذا المثل، فيما يقال، من قول الزباء حين قالت لقومها عند رجوع قصير من العراق ومعه الرجال، وبات بالغوير على طريقه: عس الغوير أبؤساً. أي لعل الشر يأتيكم من قبل الغار. وجاء رجل إلى عمر رضي الله عنه يحمل لقيطاً فقال عمر: عسى الغوير أبؤساً. قال ابن الأعرابي: إنما عرض بالرجل، أي لعلك صاحب هذا اللقيط. قال: ونصب أبؤساً. على معنى عسى الغوير يصير أبؤساً. ويجوز أن يقدر عسى الغوير أن يكون أبؤساً. وقال أبو علي: جعل عسى بمعنى كان ونزله منزلته. يضرب للرجل يقال له لعل الشر جاء من قبلك.
عيصك منك وإن كان أشباً
العيص، الجماعة من السدر تجتمع في مكان واحد. والأشب، شدة التفاف الشجر حتى لا مجاز فيه. يقال: غيضة أشبة. وإنما صار الأشب عيباً لأنه يذهب بقوة الأصول. وربما يوضع الأشب. ويجوز أن يريد به الذم، أي كثرة لا غناء عندها ولا نفع فيها. قال أبو عبيد في معنى المثل: أي منك أصلك وإن كان أقاربك على خلاف ما تريد فاصبر عليهم فإنه لا بد منهم.
عصبه عصب السلمة
ويروى، أعصبه، على وجه الأمر، وهي شجرة إذا أرادوا قطعها عصبوا أغصانها عصباً شديداً حتى يصلوا إليها وإلى أصلها فيقطعوه. يضرب للبخيل يستخرج منه الشيء على كره. قال الكميت:
ولا سمراتي يبتغيهن عاضد ... ولا سلماتي في بجيلة تعصب
أراد أن بجليلة لا يقدر على قهرها وإذلالها. وقال الحجاج على منبر الكوفة: والله لأحزمنكم حزم السلمة. ويروى: لأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل.
عثر بأشرس الدهر
أي بداهية الدهر وشدته. يقال أن الشرس ما صغر من شجر الشوك، ومنه الشراسة في الخلق.
عشب ولا بعير
أي هذا عشب وليس بعير يرعاه. يضرب للرجل له مال كثير ولا ينفقه على نفسه ولا على غيره.
عاد غيث على ما أفسد
ويروى على ما خيل. قيل: أفساده إمساكه وعوده إحياؤه، وإنما فسر على هذا الوجه لأن إفساده يصوبه لا يصلحه عوده. وقد قيل غير هذا وذلك أنهم قالوا: إن الغيث يحفر ويفسد الحياض ثم يعفي على ذلك بما فيه من البركة. يضرب للرجل فيه فساد ولكن الصلاح أكثر.
أعطاه غيضاً من فيض
أي قليلاً من كثير. يضرب لمن يسمح بالقل من كثرة.
عنيته تشفي الجرب
العنية، بول البعير يعقد في الشمس يطلى بها الأجرب. قلت: هي فعيلة من العناء، أي يعنى من طلي بها وتشتد عليه. ويجوز تعيينه، أي تزيل عناءه الذي يلقاه من الجرب فيكون من باب قردته، أي أزلت قراده. يضرب للرجل الجيد الرأي يستشفى برأيه فيما ينوب.
(1/203)
عي بالإسناف
قال الخليل: السناف للبعير بمنزلة اللبب للدابة، وقد سنفت البعير شددت عليه السناف. وقال الأصمعي: أسنفت. ويقولون: اسنفوا أمرهم، أي احكموه. ثم يقال لمن تحير في أمره: عي بالأسناف. وأصله أن رجلاً دهش فلم يرد كيف يشد السناف من الخوف فقالوا: عي بالأسناف. قال الشاعر:
إذا ما عي بالأسناف قوم ... من الأمر المشبه أن يكونا
قلت، قال الأزهري: الأسناف التقدم، وأنشد هذا البيت، ثم قال: أي عيوا بالتقدم. وليس قول من قال أن ومعنى قوله إذا ما عي بالأسناف أن يدهش فلا يدري أنى يشد السناف بشيء، إنما قاله الليث.
عاد السهم إلى النزعة
أي رجع الحق إلى أهله. والنزعة، الرماة، من نزع في قوسه، أي رمى. فإذا قالوا: عاد الرمي إلى النزعة، كان المعنى: عاد عاقبة الظلم على الظالم. ويكنى بها عن الهزيمة تقع على القوم.
أعط القوس باريها
أي استعن على عملك بأهل المعرفة والحذق فيه وينشد:
يا باري القوس برياً لست تحسنها ... لا تفسدنها واعط القوس باريها
عصا الجبان أطول
قال أبو عبيد: واحسبه يفعل ذلك من فشله، يرى أن طولها أشد ترهيباً لعدوه من قصرها. قال: وقد عاب خالد بن الوليد من الإفراط في الاحتراس نحو هذا، وذلك يوم اليمامة لما دنا منها خرج إليه أهلها من بني حنيفة، فرآهم خالد قد جردوا السيوف قبل الدنو، فقال لأصحابه: أبشروا فإن هذا فشل منهم. فسمعها مجاعة بن مرارة الحنفي، وكان موثقاً في جيشه، فقال: كلا أيها الأمير، ولكنها الهندوانية وهذه غداة باردة فخشوا تحطمها فأبرزوها للشمس لتلين متونها. فلما تدانى القوم قالوا له: إنا نعتذر إليك يا خالد من تجريد سيوفنا، ثم ذكروا مثل كلام مجاعة.
العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة
وقيل: الملامة. يضرب في خسة العبيد. وقولهم:
عبيد العصا
قال المفضل: أول من قيل لهم ذلك بنو أسد، وكان سبب ذلك أن ابناً لمعاوية بن عمرو حج ففقد، فأتهم به رجل من بني أسد يقال له حبال ابن نصر بن غاضرة، فأخبر بذلك الحرث فأقبل حتى ورد تهامة أيام الحج، وبنو أسد بها، فطلبهم فهربوا منه، فأمر منادياً ينادي: من آوى أسدياً فدمه جبار. فقالت بنو أسد: إنما قتل صاحبهم حبال بن نصر وغاضرة منهم من السكون، فانطلقوا بنا حتى نخبره، فإن قتل الرجل فهو منهم وإن عفا فهو أعلم. فخرجوا بحبال إليه فقالوا: قد أتيناك بطلبتك. فأخبره حبال بمقالتهم فعفا عنه، وأمر بقتلهم. فقالت له امرأة من كندة من بني وهب بن الحرث يقال لها عصية، وأخوالها بنو أسد: أبيت اللعن، هبهم لي فإنهم أخوالي. قال: هم لك فاعتقيهم. فقالوا: إنا لا نأمن إلا بأمان الملك. فأعطى كل واحد منهم عصا، وبنو أسد يومئذ قليل، فأقبلوا إلى تهامة ومع كل رجل منهم عصا، فلم يزالوا بتهامة حتى هلك الحرث فأخرجتهم بنو كنانة من مكة وسموا عبيد العصا بعصية التي أعتقتهم، وبالعصي التي أخذوها. قال الحرث بن ربيعة بن عامر يهجو رجلاً منهم:
أشدد يديك على العصا إن العصا ... جعلت أمارتكم بكل سبيل
إن العصا إن تلقها يا ابن إستها ... تلقى كفقع بالفلاة محيل
وقال عتية بن الوعل لأبي جهمة الأسدي:
أعتيق كندة كيف تفخر سادراً ... وأبوك عن مجد الكرام بمعزل
إن العصا لا در درك أحرزت ... أشياخ قومك في الزمان الأول
فاشكر لكندة ما بقيت فعالهم ... ولتكفرن الله إن لم تفعل
وهذا المثل يضرب للذليل الذي نقعه في ضره، وعزه في إهانته.
أعرض ثوب الملبس
قال الخليل: السناف للبعير بمنزلة اللبب للدابة، وقد سنفت البعير شددت عليه السناف. وقال الأصمعي: أسنفت. ويقولون: اسنفوا أمرهم، أي احكموه. ثم يقال لمن تحير في أمره: عي بالأسناف. وأصله أن رجلاً دهش فلم يرد كيف يشد السناف من الخوف فقالوا: عي بالأسناف. قال الشاعر:
إذا ما عي بالأسناف قوم ... من الأمر المشبه أن يكونا
قلت، قال الأزهري: الأسناف التقدم، وأنشد هذا البيت، ثم قال: أي عيوا بالتقدم. وليس قول من قال أن ومعنى قوله إذا ما عي بالأسناف أن يدهش فلا يدري أنى يشد السناف بشيء، إنما قاله الليث.
عاد السهم إلى النزعة
أي رجع الحق إلى أهله. والنزعة، الرماة، من نزع في قوسه، أي رمى. فإذا قالوا: عاد الرمي إلى النزعة، كان المعنى: عاد عاقبة الظلم على الظالم. ويكنى بها عن الهزيمة تقع على القوم.
أعط القوس باريها
أي استعن على عملك بأهل المعرفة والحذق فيه وينشد:
يا باري القوس برياً لست تحسنها ... لا تفسدنها واعط القوس باريها
عصا الجبان أطول
قال أبو عبيد: واحسبه يفعل ذلك من فشله، يرى أن طولها أشد ترهيباً لعدوه من قصرها. قال: وقد عاب خالد بن الوليد من الإفراط في الاحتراس نحو هذا، وذلك يوم اليمامة لما دنا منها خرج إليه أهلها من بني حنيفة، فرآهم خالد قد جردوا السيوف قبل الدنو، فقال لأصحابه: أبشروا فإن هذا فشل منهم. فسمعها مجاعة بن مرارة الحنفي، وكان موثقاً في جيشه، فقال: كلا أيها الأمير، ولكنها الهندوانية وهذه غداة باردة فخشوا تحطمها فأبرزوها للشمس لتلين متونها. فلما تدانى القوم قالوا له: إنا نعتذر إليك يا خالد من تجريد سيوفنا، ثم ذكروا مثل كلام مجاعة.
العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة
وقيل: الملامة. يضرب في خسة العبيد. وقولهم:
عبيد العصا
قال المفضل: أول من قيل لهم ذلك بنو أسد، وكان سبب ذلك أن ابناً لمعاوية بن عمرو حج ففقد، فأتهم به رجل من بني أسد يقال له حبال ابن نصر بن غاضرة، فأخبر بذلك الحرث فأقبل حتى ورد تهامة أيام الحج، وبنو أسد بها، فطلبهم فهربوا منه، فأمر منادياً ينادي: من آوى أسدياً فدمه جبار. فقالت بنو أسد: إنما قتل صاحبهم حبال بن نصر وغاضرة منهم من السكون، فانطلقوا بنا حتى نخبره، فإن قتل الرجل فهو منهم وإن عفا فهو أعلم. فخرجوا بحبال إليه فقالوا: قد أتيناك بطلبتك. فأخبره حبال بمقالتهم فعفا عنه، وأمر بقتلهم. فقالت له امرأة من كندة من بني وهب بن الحرث يقال لها عصية، وأخوالها بنو أسد: أبيت اللعن، هبهم لي فإنهم أخوالي. قال: هم لك فاعتقيهم. فقالوا: إنا لا نأمن إلا بأمان الملك. فأعطى كل واحد منهم عصا، وبنو أسد يومئذ قليل، فأقبلوا إلى تهامة ومع كل رجل منهم عصا، فلم يزالوا بتهامة حتى هلك الحرث فأخرجتهم بنو كنانة من مكة وسموا عبيد العصا بعصية التي أعتقتهم، وبالعصي التي أخذوها. قال الحرث بن ربيعة بن عامر يهجو رجلاً منهم:
أشدد يديك على العصا إن العصا ... جعلت أمارتكم بكل سبيل
إن العصا إن تلقها يا ابن إستها ... تلقى كفقع بالفلاة محيل
وقال عتية بن الوعل لأبي جهمة الأسدي:
أعتيق كندة كيف تفخر سادراً ... وأبوك عن مجد الكرام بمعزل
إن العصا لا در درك أحرزت ... أشياخ قومك في الزمان الأول
فاشكر لكندة ما بقيت فعالهم ... ولتكفرن الله إن لم تفعل
وهذا المثل يضرب للذليل الذي نقعه في ضره، وعزه في إهانته.
أعرض ثوب الملبس
(1/204)
وذلك إذا عرضت القرفة فلم يدرك الرجل من يأخذ. ويروى عرض. فمن روى أعرض كان معناه ظهر كقول عمرو: وأعرضت اليمامة واشمخرت. ومن روى عرض كان معناه صار عريضاً. والملبس، المغطى، وهو المتهم. كأنه قال ظهر ثوب المتهم، يعني ما هو فيه واشتمل عليه من التهمة. وهذا قريب من قولهم أعرضت القرفة، وذلك إذا قيل لك: من تتهم؟ فتقول: بني فلان، للقبيلة بأسرها، وهذا من قولهم: أعرضت الشيء، جعلته عريضاً. قال أبو عمرو: كان أب حاضر الأسدي أسيد بن عمرو بن تميم من أجمل الناس وأكملهم منظراً، فرآه عبد الله بن صفوان بن أمية الجمعي يطوف بالبيت، فراعه جماله، فقال لغلام له: ويحك أدنني من الرجل فإني أخاله امرأ من قريش العراق. فأدناه منه، وكان عبد الله أعرج، فقال: ممن الرجل؟ فقال أبو حاضر: أنا امرؤ من نزار. فقال عبد اله: أعرض ثوب الملبس. نزار كثير، أيهم أنت؟ قال: امرؤ من مضر. قال: مضر كثير أيهم أنت؟ قال: أحد بني عمرو بن تميم، ثم أحد بني أسيد بن عمرو، وأنا أبو حاضر. فقال ابن صفوان: أفه لك عهيرة تياس. والعهيرة، تصغير العهر، وهو الزناء قلت: لعله أدخل الهاء في عهيرة للمبالغة. أو أرادة القبيلة ونصبه على الذم. أو أراد يا عهيرة تياس. قال أبو عمرو: وتزعم العرب أن بني أسد تياسو العرب. وقال الفرزدق في أبي حاضر، وبعضهم يرويها لزياد الأعجم، وكان أبو حاضر أحد المشهورين بالزنا:
أبا حاضر ما بال برديك أصبحا ... على ابنه فروج رداء ومئزرا
أبا حاضر من يزن يظهر زناؤه ... ومن يشرب الصهباء يصبح مسكرا
وبنت فروج اسمها حمامة، وكان أبو حاضر يتهم بها.
أعلل تحظب
الخظوب، السمن والامتلاء، أي أشرب مرة بعد مرة تسمن. يضرب في التأني عند الدخول في الأمور رجاء حسن العاقبة.
عن صبوح ترقق
الصبوح، ما يشرب صباحاً. والغبوق، ضده. وترقيق الكلام، تزيينه وتحسينه، أي ترقق وتحسن كلامك كائناً عن صبوح. وأصله أن رجلاً اسمه جابان نزل بقوم ليلاً فأضافوه وغبقوه فلما فرغ قال: إذا صبحتموني كيف آخذ في طريقي وحاجتي؟ فقيل له: عن صبوح ترقق. وعن من صلة معنى الترقيق، وهو الكناية، لأن الترقيق تلطيف وتزيين، وإذا كنت عن شيء فهو ألطف من التصريح، فكأنه قيل: عن صبوح تكني. يضرب لمن كنى عن شيء وهو يريد غيره، كما أن الضيف أراد بهذه المقالة أن يوجب الصبوح عليهم. قال أبو عبيد: ويروى عن الشعبي أنه قال لرجل سأله عمن قبل أم امرأته فقال: أعن صبوح ترقق؟ حرمت عليه امرأته. قال أبو عبيد: ظن الشعبي فيما أحسب ما وراء ذلك.
عدا القارص فحزر
القارص، اللبن يحذي اللسان. والحاذر، الحامض جداً. يضرب في الأمر يتفاقم قال العجاج:
يا عمر بن معمر لا منتظر ... بعد الذي عدا القروص فحزر
يعني الحروري الذي مرق فجاوز قدره. ويروى المثل عدا القارص، بالنصب، أي عدا اللبن القارص، يعني حد القارص، ومن رفع جعل المفعول محذوفاً، أي جاوز القارص حده فحزر.
استعجلت قديرها فامتلت
يضرب لمن يعجل فيصيب بعض مراده ويفوته بعضه. والقدير، اللحم المطبوخ في القدر. والأمتلال، الملل، وهو جعل اللحم في الرماد الحار، وهو الملة.
عرف النخل أهله
أصله أن عبد القيس وشن بن أقصى لما ساروا يطلبون المتسع والريف وبعثوا بالرواد والعيون فبلغوا هجر وأرض البحرين ومياهاً ظاهرة وقرى عامرة ونخلاً وريفاً وداراً أفضل وأريف من البلاد التي هم بها ساروا إلى البحرين وضاموا من بها من أياد والأزد وشدوا خيولهم بكرانيف النخل فقالت أياد: عرف النخل أهله. فذهبت مثلاً. يضرب عند وكول الأمر أهله.
أعط أخاك تمرة فإن أبى فجمرة
يضرب للذي يختار الهوان على الكرامة.
عر فقره بفيه لعله يلهيه
يقال ذلك للفقير ينفق عليه وهو يتمادى في الشر، أي خله وغيه. والعر، اللطخ، أي الطخ فاه بفقره لعله يشغله عن ركوب الشر. والمعنى: كله إلى فقره ولا تنفق عليه يصلح. ويروى أغر، بالغين المعجمة، وهو أصوب. يقال: غروت السهم إذا الزقت الريش عليه بالغراء. ومعناه الزق فقره بفيه، أي ألزمه إياه ودعه فيه لعله يلهيه. قال الأزهري: يريد خله وغيره إذا لم يطعك في الإرشاد فلعله يقع في هلكة تلهيه عنك وتشغله.
عند النوى يكذبك الصادق
أبا حاضر ما بال برديك أصبحا ... على ابنه فروج رداء ومئزرا
أبا حاضر من يزن يظهر زناؤه ... ومن يشرب الصهباء يصبح مسكرا
وبنت فروج اسمها حمامة، وكان أبو حاضر يتهم بها.
أعلل تحظب
الخظوب، السمن والامتلاء، أي أشرب مرة بعد مرة تسمن. يضرب في التأني عند الدخول في الأمور رجاء حسن العاقبة.
عن صبوح ترقق
الصبوح، ما يشرب صباحاً. والغبوق، ضده. وترقيق الكلام، تزيينه وتحسينه، أي ترقق وتحسن كلامك كائناً عن صبوح. وأصله أن رجلاً اسمه جابان نزل بقوم ليلاً فأضافوه وغبقوه فلما فرغ قال: إذا صبحتموني كيف آخذ في طريقي وحاجتي؟ فقيل له: عن صبوح ترقق. وعن من صلة معنى الترقيق، وهو الكناية، لأن الترقيق تلطيف وتزيين، وإذا كنت عن شيء فهو ألطف من التصريح، فكأنه قيل: عن صبوح تكني. يضرب لمن كنى عن شيء وهو يريد غيره، كما أن الضيف أراد بهذه المقالة أن يوجب الصبوح عليهم. قال أبو عبيد: ويروى عن الشعبي أنه قال لرجل سأله عمن قبل أم امرأته فقال: أعن صبوح ترقق؟ حرمت عليه امرأته. قال أبو عبيد: ظن الشعبي فيما أحسب ما وراء ذلك.
عدا القارص فحزر
القارص، اللبن يحذي اللسان. والحاذر، الحامض جداً. يضرب في الأمر يتفاقم قال العجاج:
يا عمر بن معمر لا منتظر ... بعد الذي عدا القروص فحزر
يعني الحروري الذي مرق فجاوز قدره. ويروى المثل عدا القارص، بالنصب، أي عدا اللبن القارص، يعني حد القارص، ومن رفع جعل المفعول محذوفاً، أي جاوز القارص حده فحزر.
استعجلت قديرها فامتلت
يضرب لمن يعجل فيصيب بعض مراده ويفوته بعضه. والقدير، اللحم المطبوخ في القدر. والأمتلال، الملل، وهو جعل اللحم في الرماد الحار، وهو الملة.
عرف النخل أهله
أصله أن عبد القيس وشن بن أقصى لما ساروا يطلبون المتسع والريف وبعثوا بالرواد والعيون فبلغوا هجر وأرض البحرين ومياهاً ظاهرة وقرى عامرة ونخلاً وريفاً وداراً أفضل وأريف من البلاد التي هم بها ساروا إلى البحرين وضاموا من بها من أياد والأزد وشدوا خيولهم بكرانيف النخل فقالت أياد: عرف النخل أهله. فذهبت مثلاً. يضرب عند وكول الأمر أهله.
أعط أخاك تمرة فإن أبى فجمرة
يضرب للذي يختار الهوان على الكرامة.
عر فقره بفيه لعله يلهيه
يقال ذلك للفقير ينفق عليه وهو يتمادى في الشر، أي خله وغيه. والعر، اللطخ، أي الطخ فاه بفقره لعله يشغله عن ركوب الشر. والمعنى: كله إلى فقره ولا تنفق عليه يصلح. ويروى أغر، بالغين المعجمة، وهو أصوب. يقال: غروت السهم إذا الزقت الريش عليه بالغراء. ومعناه الزق فقره بفيه، أي ألزمه إياه ودعه فيه لعله يلهيه. قال الأزهري: يريد خله وغيره إذا لم يطعك في الإرشاد فلعله يقع في هلكة تلهيه عنك وتشغله.
عند النوى يكذبك الصادق
(1/205)
قال المفضل: إن رجلاً كان له عبد لم يكذب قط فبايعه رجل ليكذبنه، أي يحملنه على الكذب، وجعلا الخطر بينهما أهلهما ومالهما فقال الرجل لسيد العبد: دعه يبت عندي الليلة. ففعل، فأطعمه الرجل لحم حوار وسقاه لبناً حليباً، وكان في سقاه حازر، فلما أصبحوا تحملوا وقال للعبد: الحق بأهلك. فلما توارى عنهم نزلوا فأتى العبد سيده فسأله فقال: أطعموني لحماً لا غثاً ولا سميناً، وسقوني لبناً لا مخضاً ولا حقيناً، وتركتهم قد ظعنوا فاستقلوا، ولا أعلم أساروا بعد أو حلوا، وفي النوى يكذبك الصادق. فأرسلها مثلاً. وأحرز مولاه مال الذي بايعه وأهله. يضرب للصدوق يحتاج إلى أن يكذب كذبة. وقال أبو سعيد: يضرب للذي ينتهي إلى غاية ما يعلم، ويكف عما ولاء ذلك لا يزيد عليه شيئاً. ويروى: وفي النوى ما يكذبك. وما صلة والتقدير: وفي نواهم يكذب الصادق أن أخبر أن لآخر عهدي بهم كان هذا.
عدو الرجل حمقه وصديقه عقله
قاله أكثم بن صيفي.
على الشرف الأقصى فأبعد
هذا دعاء على الإنسان، أي باعده الله وأسحقه. والشرف، المكان العالي. وأبعد، من بعد إذا هلك، كأنه قال أهلك كائناً أو مطلاً على المكان المرتفع، يريد سقوطه منه.
عيل ما هو عائله
أي غلب ما هو غالبه، من العول وهو الغلبة والثقل، يقال عالني الشيء أي غلبني وثقل علي، وهذا دعاء للإنسان يعجب من كلامه أو غير ذلك من أموره.
أعوذ بك من الخيبة فأما الهيبة فلا هيبة
قالها سليك بن سلكة. والمعنى أعوذ بك أن تخيبني فأما الهيبة فلا هيبة، أي لست بهيوب.
علمان خير من علمٍ
وأصله أن رجلاً وابنه سلكا طريقاً فقال الرجل: يا بني، استبحث لنا عن الطريق. فقال: إني عالم. فقال: يا بني، علمان خير من علم. يضرب في مدح المشاورة والبحث.
عضلة من العضل
قال أبو عبيد: هو الذي يسميه الناس باقعة من البواقع، من قولهم عضل به القضاء، أي ضاق، وعضلت المرأة نشب فيها الولد، كأنه قيل له عضلة لنشوبه في الأمور، أو لتضييقه الأمر على من يعالجه. قال أوس:
ترى الأرض منا بالفضاء مريضة ... معضلة منا بجيش عرمرم
عاد الحيس يحاس
يقال هذا الأمر حيس أي ليس بمحكم، وذلك أن الحيس تمر يخلط بسمن وأقط فلا يكون طعاماً فيه قوة. يقال: حاس يحيس إذا اتخذ حيساً فصار الحيس اسماً للمخلوط، ومنه يقال للذي احدقت به الأماء من طرفيه محيوس. والمعنى: عاد الأمر المخلوط يخلط، أي عاد الفاسد يفسد. وأصله أن رجلاً أمر بأمر فلم يحكمه فذمه آمره فقام آخر ليحكمه ويجيء بخير منه فجاء بشر منه، فقال الآمر: عاد الحيس يحاس. وقال:
تعيبين أمراً ثم تأتين مثله ... لقد حاس هذا الأمر عندك حائس
اعتبر السفر بأوله
يعني أن كل شيء يعتبر بأول ما يكون منه.
على الخبير سقطت
الخبير، العالم والخبر العلم. وسقطت، أي عثرت، عبر عن العثور بالسقوط لأن عادة العاثر أن يسقط على ما يعثر عليه. يقال إن المثل لمالك ابن جبير العامري، وكان من حكماء العرب، وتمثل به الفرزدق للحسين ابن علي رضي الله عنهما حين أقبل يريد العراق فلقيه وهو يريد الحجاز، فقال له الحسين رضي الله عنه: ما وراءك؟ قال: على الخبير سقطت، قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، والأمر ينزل من السماء. فقال الحسين رضي الله عنه: صدقتني.
عاط بغير أنوط
العطو، التناول. والأنواط، جمع نوط وهو كل شيء معلق. يقول: هو يتناول وليس هناك معاليق. يضرب لمن يدعي ما ليس يملكه.
عادة السوء شر من المغرم
قيل معناه: من عودته شيئاً ثم منعته كان أشد عليك من الغريم. وقيل معناه أن المغرم إذا أديته فارقك وعادة السوء لا تفارق صاحبها بل توجد فيه ضربة لازب.
العجب كل العجب بين جمادى ورجب
أول من قال ذلك عاصم بن المقشعر الضبي، وكان أخوه أبيدة علق امرأة الخنيفس بن خشرم الشيباني، وكان الخنيفس أغير أهل زمانه وأشجعهم، وكان الخنيفس فرسه وأخذ رمحه وانطلق يرصد أبيدة، وأقبل أبيدة وقد قضى حاجته راجعاً إلى قومه وهو يقول:
ألا إن الخنيفس فاعلموه ... كما سماه والده اللعين
بهيم اللون محتقر ضئيل ... لئيمات خلائقه ضنين
أيوعدني الخنيفس من بعيد ... ولما ينقطع منه الوتين
عدو الرجل حمقه وصديقه عقله
قاله أكثم بن صيفي.
على الشرف الأقصى فأبعد
هذا دعاء على الإنسان، أي باعده الله وأسحقه. والشرف، المكان العالي. وأبعد، من بعد إذا هلك، كأنه قال أهلك كائناً أو مطلاً على المكان المرتفع، يريد سقوطه منه.
عيل ما هو عائله
أي غلب ما هو غالبه، من العول وهو الغلبة والثقل، يقال عالني الشيء أي غلبني وثقل علي، وهذا دعاء للإنسان يعجب من كلامه أو غير ذلك من أموره.
أعوذ بك من الخيبة فأما الهيبة فلا هيبة
قالها سليك بن سلكة. والمعنى أعوذ بك أن تخيبني فأما الهيبة فلا هيبة، أي لست بهيوب.
علمان خير من علمٍ
وأصله أن رجلاً وابنه سلكا طريقاً فقال الرجل: يا بني، استبحث لنا عن الطريق. فقال: إني عالم. فقال: يا بني، علمان خير من علم. يضرب في مدح المشاورة والبحث.
عضلة من العضل
قال أبو عبيد: هو الذي يسميه الناس باقعة من البواقع، من قولهم عضل به القضاء، أي ضاق، وعضلت المرأة نشب فيها الولد، كأنه قيل له عضلة لنشوبه في الأمور، أو لتضييقه الأمر على من يعالجه. قال أوس:
ترى الأرض منا بالفضاء مريضة ... معضلة منا بجيش عرمرم
عاد الحيس يحاس
يقال هذا الأمر حيس أي ليس بمحكم، وذلك أن الحيس تمر يخلط بسمن وأقط فلا يكون طعاماً فيه قوة. يقال: حاس يحيس إذا اتخذ حيساً فصار الحيس اسماً للمخلوط، ومنه يقال للذي احدقت به الأماء من طرفيه محيوس. والمعنى: عاد الأمر المخلوط يخلط، أي عاد الفاسد يفسد. وأصله أن رجلاً أمر بأمر فلم يحكمه فذمه آمره فقام آخر ليحكمه ويجيء بخير منه فجاء بشر منه، فقال الآمر: عاد الحيس يحاس. وقال:
تعيبين أمراً ثم تأتين مثله ... لقد حاس هذا الأمر عندك حائس
اعتبر السفر بأوله
يعني أن كل شيء يعتبر بأول ما يكون منه.
على الخبير سقطت
الخبير، العالم والخبر العلم. وسقطت، أي عثرت، عبر عن العثور بالسقوط لأن عادة العاثر أن يسقط على ما يعثر عليه. يقال إن المثل لمالك ابن جبير العامري، وكان من حكماء العرب، وتمثل به الفرزدق للحسين ابن علي رضي الله عنهما حين أقبل يريد العراق فلقيه وهو يريد الحجاز، فقال له الحسين رضي الله عنه: ما وراءك؟ قال: على الخبير سقطت، قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، والأمر ينزل من السماء. فقال الحسين رضي الله عنه: صدقتني.
عاط بغير أنوط
العطو، التناول. والأنواط، جمع نوط وهو كل شيء معلق. يقول: هو يتناول وليس هناك معاليق. يضرب لمن يدعي ما ليس يملكه.
عادة السوء شر من المغرم
قيل معناه: من عودته شيئاً ثم منعته كان أشد عليك من الغريم. وقيل معناه أن المغرم إذا أديته فارقك وعادة السوء لا تفارق صاحبها بل توجد فيه ضربة لازب.
العجب كل العجب بين جمادى ورجب
أول من قال ذلك عاصم بن المقشعر الضبي، وكان أخوه أبيدة علق امرأة الخنيفس بن خشرم الشيباني، وكان الخنيفس أغير أهل زمانه وأشجعهم، وكان الخنيفس فرسه وأخذ رمحه وانطلق يرصد أبيدة، وأقبل أبيدة وقد قضى حاجته راجعاً إلى قومه وهو يقول:
ألا إن الخنيفس فاعلموه ... كما سماه والده اللعين
بهيم اللون محتقر ضئيل ... لئيمات خلائقه ضنين
أيوعدني الخنيفس من بعيد ... ولما ينقطع منه الوتين
(1/206)
لهوت بجاريته وحاد عني ... ويزعم أنه أنف شنون
قال: فشد عليه الخنيفس. فقال أبيدة: أذكرك حرمة خشرم. فقال: وحرمة خشرم لأقتلنك. قال: فأمهلني حتى استلئم. قال: أو يستلئم الحاسر. فقتله وقال:
أيا ابن المقشعر لقيت ليثاً ... له في جوف أيكته عرين
تقول صددت عنك خناً وجبناً ... وإنك ماجد بطل متين
وإنك قد لهوت بجارتينا ... فهاك أبيد لاقاك القرين
ستعلم أينا أحمى ذماراً ... إذا قصرت شمالك واليمين
لهوت بها فقد بدلت قبراً ... ونائحة عليك لها رنين
قال: فلما بلغ نعيه أخاه عاصماً لبس أطماراً من الثياب، وركب فرسه، وتقلد سيفه، وذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة، وبادر قتله قبل دخول رجب لأنهم كانوا لا يقتلون في رجب أحداً، وانطلق حتى وقف بفناء خباء الخنيفس فنادى: يا بن خشرم، أغث المرهق فطالما أغثت. فقال: ما ذاك؟ قال: رجل من بني ضبة غصب أخي امرأته فشد عليه فقتله، وقد عجزت عنه. فأخذ الخنيفس رمه وخرج معه، فانطلقا، فلما علم عاصم أنه قد بعد عن قومه داناه حتى قارنه، ثم قنعه بالسيف فأطار رأسه وقال: العجب كل العجب بين جمادى ورجب. فأرسلها مثلاً. ورجع إلى قومه.
عي الصمت أحسن من عي المنطق
العي، بالكسر، المصدر، والعي، بالفتح، الفاعل. يعني: عي مع صمت خير من عي مع نطق. وهذا كما يقال: السكوت ستر ممدود على العي وفدام على الفدامة. وينشد:
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
عش من الناس أن اسطعت سلاماً بسلام
قال ابن عون: كنا جلوساً عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن. قال: فجعل يتكلم، وعنده رجل من أهل البادية، فقال له ربيعة: ما تعدون البلاغة فيكم؟ قال: الإيجاز في الصواب. قال: فما تعدون العي فيكم؟ قال: ما كنت فيه منذ اليوم. حدث المنذري عن الأصمعي قال: حدثني شيخ من أهل العلم قال: شهدت الجمعة بالضربة، وأميرها رجل من الأعراب، فخرج وخطب، ولف ثيابه على رأسه، وبيده قوس فقال: الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين أما بعد، فإن الدنيا دار بلاء والآخرة دار قرار، فخذوا من ممركم لمقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا إلى ربكم قبل أن يخرج منها أبدانكم، ففيها جئتم ولغيرها خلقتكم، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم، والمدعو له الخليفة والأمير جعفر، قوموا إلى صلاتكم. قلت: ومثل هذا في الوجازة والفصاحة كلام أبي جعفر المنصور، حين خطب بعد إيقاعه بأبي مسلم فقال: أيها الناس، لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، ولا تسروا غش الأثمة فإنه لا يسره أحد إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه، إنه من نازعنا عروة هذا القميص أوطأناه خب هذا الغمد، وإن أبا مسلم بايعنا وبايع لنا على أنه من نكث عهداً فقد أباحنا دمه، ثم نكث علينا فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا، لا تمنعنا رعاية الحق له من إقامة الحق عليه.
العلفوف مولع بالصوف
العلفوف، الجافي من الرجال المسن. قاله ابن السكيت وأنشد:
يسر إذا هب الشمال وأمحلوا ... في القوم غير كبنة علفوف
ومعنى المثل أن الشيخ المهتزئ الفاني يولع بأن يلعب بشيء. يضرب للمسن الخرف.
أعرضت القرفة
يقال: فلان قرفتي، أي الذي أتهمه، فإذا قال الرجل: سرق ثوبي رجل من خراسان، أو العراق. يقال له: اعرضت القرفة، أي التهمة، حين لم تصرح. وأعرض الشيء جعله عريضاً ويجوز أن يكون من قولهم: أعرض، أي ذهب عرضاً وطولاً، فيكون المعنى أعرضت في القرفة، ثم حذف في وأوصل الفعل. يضرب لمن يتم غير واحد.
اعقل وتوكل
يضرب في أخذ الأمر بالحزم والوثيقة. ويروى أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أرسل نماقتي وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل.
عاد الأمر إلى الوزعة
جمع وازع، يعني أهل الحلم الذين يكفون أهل الجهل.
عدوك إذ أنت ربع
قال: فشد عليه الخنيفس. فقال أبيدة: أذكرك حرمة خشرم. فقال: وحرمة خشرم لأقتلنك. قال: فأمهلني حتى استلئم. قال: أو يستلئم الحاسر. فقتله وقال:
أيا ابن المقشعر لقيت ليثاً ... له في جوف أيكته عرين
تقول صددت عنك خناً وجبناً ... وإنك ماجد بطل متين
وإنك قد لهوت بجارتينا ... فهاك أبيد لاقاك القرين
ستعلم أينا أحمى ذماراً ... إذا قصرت شمالك واليمين
لهوت بها فقد بدلت قبراً ... ونائحة عليك لها رنين
قال: فلما بلغ نعيه أخاه عاصماً لبس أطماراً من الثياب، وركب فرسه، وتقلد سيفه، وذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة، وبادر قتله قبل دخول رجب لأنهم كانوا لا يقتلون في رجب أحداً، وانطلق حتى وقف بفناء خباء الخنيفس فنادى: يا بن خشرم، أغث المرهق فطالما أغثت. فقال: ما ذاك؟ قال: رجل من بني ضبة غصب أخي امرأته فشد عليه فقتله، وقد عجزت عنه. فأخذ الخنيفس رمه وخرج معه، فانطلقا، فلما علم عاصم أنه قد بعد عن قومه داناه حتى قارنه، ثم قنعه بالسيف فأطار رأسه وقال: العجب كل العجب بين جمادى ورجب. فأرسلها مثلاً. ورجع إلى قومه.
عي الصمت أحسن من عي المنطق
العي، بالكسر، المصدر، والعي، بالفتح، الفاعل. يعني: عي مع صمت خير من عي مع نطق. وهذا كما يقال: السكوت ستر ممدود على العي وفدام على الفدامة. وينشد:
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
عش من الناس أن اسطعت سلاماً بسلام
قال ابن عون: كنا جلوساً عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن. قال: فجعل يتكلم، وعنده رجل من أهل البادية، فقال له ربيعة: ما تعدون البلاغة فيكم؟ قال: الإيجاز في الصواب. قال: فما تعدون العي فيكم؟ قال: ما كنت فيه منذ اليوم. حدث المنذري عن الأصمعي قال: حدثني شيخ من أهل العلم قال: شهدت الجمعة بالضربة، وأميرها رجل من الأعراب، فخرج وخطب، ولف ثيابه على رأسه، وبيده قوس فقال: الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين أما بعد، فإن الدنيا دار بلاء والآخرة دار قرار، فخذوا من ممركم لمقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا إلى ربكم قبل أن يخرج منها أبدانكم، ففيها جئتم ولغيرها خلقتكم، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم، والمدعو له الخليفة والأمير جعفر، قوموا إلى صلاتكم. قلت: ومثل هذا في الوجازة والفصاحة كلام أبي جعفر المنصور، حين خطب بعد إيقاعه بأبي مسلم فقال: أيها الناس، لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، ولا تسروا غش الأثمة فإنه لا يسره أحد إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه، إنه من نازعنا عروة هذا القميص أوطأناه خب هذا الغمد، وإن أبا مسلم بايعنا وبايع لنا على أنه من نكث عهداً فقد أباحنا دمه، ثم نكث علينا فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا، لا تمنعنا رعاية الحق له من إقامة الحق عليه.
العلفوف مولع بالصوف
العلفوف، الجافي من الرجال المسن. قاله ابن السكيت وأنشد:
يسر إذا هب الشمال وأمحلوا ... في القوم غير كبنة علفوف
ومعنى المثل أن الشيخ المهتزئ الفاني يولع بأن يلعب بشيء. يضرب للمسن الخرف.
أعرضت القرفة
يقال: فلان قرفتي، أي الذي أتهمه، فإذا قال الرجل: سرق ثوبي رجل من خراسان، أو العراق. يقال له: اعرضت القرفة، أي التهمة، حين لم تصرح. وأعرض الشيء جعله عريضاً ويجوز أن يكون من قولهم: أعرض، أي ذهب عرضاً وطولاً، فيكون المعنى أعرضت في القرفة، ثم حذف في وأوصل الفعل. يضرب لمن يتم غير واحد.
اعقل وتوكل
يضرب في أخذ الأمر بالحزم والوثيقة. ويروى أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أرسل نماقتي وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل.
عاد الأمر إلى الوزعة
جمع وازع، يعني أهل الحلم الذين يكفون أهل الجهل.
عدوك إذ أنت ربع
(1/207)
أي أعد عدوك إذ كنت شاباً. يضرب في التحضيض على الأمر عند القدرة بإتيان ما كان يفعله قبل من الحزم وحسن التدبير. ويروى: عدوك إذ أنت ربع، أي إحذر عدوك إذ كنت ضعيفاً.
عير رعى أنفه الكلا
أي وجد ريحه فطلبه. يضرب لمن يستدل على الشيء بظهور مخايله.
علقت بثعلبة العلوق
يضرب للواقع في أمر شديد. والعلوق، المنية. وثعلبة، اسم رجل.
عن ظهره يحل وقراً
أي لنفسه يعلم، وذلك أن الدابة تسرع في السير لتضع الحمل عن ظهرها. ويروى: يحل، أي يضع.
عض من نابه على جذم
يضرب للمنجد المحنك. والجذم، الأصل. وقال:
الآن لما أبيض مسربتي ... وعضضت من نابي على جذم
عجل لإبلك ضحاءها
الضحاء مثل الغداء. يضرب في تقديم الأمر.
عودي على مباركك
يضرب لمن نفر من شيء أشد النفار. وأصل المثل لإبل نفرت.
عاد في حافرته
أي عاد إلى طريقه الأولى. يضرب في عادة السوء يدعها صاحبها ثم يرجع إليها.
عش تر ما لم تر
أي من طال عمره رأى من الحوادث ما فيه معتبر.
عم العاجز خرجه
ويروى: عمك خرجك. وأصله أن رجلاً خرج معه عمه إلى سفر ولمن يتزود اتكالاً على ما في خرج عمه، فلما جاع قال: يا عم، أطعمني. فقال له عمه: عمك خرجك. يضرب لمن يتكل على طعام غيره.
على هذا درا القمقم
أي إلى هذا صار معنى الخبر. وأصله، فيما يقال، أن الكاهن إذا أراد استخراج السرقة أخذ قمقمة وجعلها فمقمة وجعهلها بين سبابتيه ينفث فيها ويرقي ويديرها فإذا انتهى في زعمه إلى السارق دار القمقم، فجعل ذلك مثلاً لمن ينتهي إليه الخبر ودار عليه.
علق سوطك حيث يراه أهلك
هذا يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام. والمعنى: أجعل نفسك يحيث يهابك أهلك، ولا تغفل عنهم وعن تخويفهم وردعهم.
أعطي مقولاً وعدم معقولاً
يضرب لمن له منطق لا يساعده عقل.
عاقول حديث
يضرب لمن لا يفوته حديث سمعه. والعاقول من النهر والوادي المعوج منه، وذلك يحفظ ما يتستر به ويلجأ إليه.
أعشار أرفضت
يقال: برمة أعشار، إذا كانت كسراً. وارفضت، تفرقت. يضرب للقوم عند تفرقهم.
عز الرجل استغناؤه عن الناس
هذا يروى عن بعض السلف.
على غريبتها تحدى الإبل
وذلك أن تضرب الغريبة لتسير فتسير بسيرها الإبل.
عطشاً أخشى على جاني كمأة لا قراً
الكمأة، تكون آخر الربيع، فإذا باكر جانيها وجد البرد، فإذا حميت الشمس عطش، والعطش أضر له من القر الذي لا يدوم.
أعذر عجب
أراد يا عجب، وهو اسم أخي القاتل، وكان الأخ على طعام الجيش فقال له أخوه: عجب لو زدتني. فقال: لا أستطيع. فقال: بلى، ولكنك علق. فهم بذلك فنهوه فقال: أعذر عجب. وقال أبو عمر: وقال له أخوه: فأما إذ أبيت فانظر فإني حاز بقفا الشفرة فإن غفل القوم أتيت سؤلك، وإن انتبه القوم لفعلي فالعم أنهم لحظهم أحفظ. فطفق يحز بقفا الشفرة فهتف به القوم فقال: أعذر عجب. يضرب مثلاً لما لا يقدر عليه.
عثيثة تفرم جلداً أملساً
يضرب للرجل يجتهد أن يؤثر في الشيء فلا يقدر عليه. قال الأحنف ابن قيس لحارثة بن بدر الغداني، وقد عابه عند زياد للدخول فيما لا يعنيه، وذلك أنه طلب إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يدخله في الحكومة، فلما بلغ الأحنف عيب حارثة إياه قال: عثيثة تقرم جلداً أملساً. وهي تصغير عثة، وهي دويبة تأكل الأدم. قال المخبل:
فإن تشتمونا على لؤمكم ... فقد تقرم العث ملس الأدم
يضرب عند احتقار الرجل واحتقار كلامه.
عي صامت خير من عي ناطق
أصل عي قالوا عي فأدعم، قاله أبو الهيثم. قلت: ويجوز أن يكون عي فعلاً لا فعيلاً، يقال عي يعيا عياً فهو عي، كما يقال حي يحيا حياة فهو حي، ومثله رجل طب، وصب، وبر، وغيرها. وهذا كما مضى: عي الصمت خير من عي النطق. إلا أنه جرى على المصدر هناك وههنا على الفاعل. يقال: عيي يعيا عياً فهو عي وعيي. ويجوز أن يقال أصله فعل، بكسر العين، على قياس جدب فهو جدب، وترب فهو ترب، وعلى هذا قياس بابه، أعني باب فعل يفعل. يضرب هذا المثل عند اغتنام السكوت لمن لا يحسن الكلام. ويروى: عي صامت، على المصدر، يجعل صامت مبالغة كما يقال: شعر شاعر.
أعذر من أنذر
عير رعى أنفه الكلا
أي وجد ريحه فطلبه. يضرب لمن يستدل على الشيء بظهور مخايله.
علقت بثعلبة العلوق
يضرب للواقع في أمر شديد. والعلوق، المنية. وثعلبة، اسم رجل.
عن ظهره يحل وقراً
أي لنفسه يعلم، وذلك أن الدابة تسرع في السير لتضع الحمل عن ظهرها. ويروى: يحل، أي يضع.
عض من نابه على جذم
يضرب للمنجد المحنك. والجذم، الأصل. وقال:
الآن لما أبيض مسربتي ... وعضضت من نابي على جذم
عجل لإبلك ضحاءها
الضحاء مثل الغداء. يضرب في تقديم الأمر.
عودي على مباركك
يضرب لمن نفر من شيء أشد النفار. وأصل المثل لإبل نفرت.
عاد في حافرته
أي عاد إلى طريقه الأولى. يضرب في عادة السوء يدعها صاحبها ثم يرجع إليها.
عش تر ما لم تر
أي من طال عمره رأى من الحوادث ما فيه معتبر.
عم العاجز خرجه
ويروى: عمك خرجك. وأصله أن رجلاً خرج معه عمه إلى سفر ولمن يتزود اتكالاً على ما في خرج عمه، فلما جاع قال: يا عم، أطعمني. فقال له عمه: عمك خرجك. يضرب لمن يتكل على طعام غيره.
على هذا درا القمقم
أي إلى هذا صار معنى الخبر. وأصله، فيما يقال، أن الكاهن إذا أراد استخراج السرقة أخذ قمقمة وجعلها فمقمة وجعهلها بين سبابتيه ينفث فيها ويرقي ويديرها فإذا انتهى في زعمه إلى السارق دار القمقم، فجعل ذلك مثلاً لمن ينتهي إليه الخبر ودار عليه.
علق سوطك حيث يراه أهلك
هذا يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام. والمعنى: أجعل نفسك يحيث يهابك أهلك، ولا تغفل عنهم وعن تخويفهم وردعهم.
أعطي مقولاً وعدم معقولاً
يضرب لمن له منطق لا يساعده عقل.
عاقول حديث
يضرب لمن لا يفوته حديث سمعه. والعاقول من النهر والوادي المعوج منه، وذلك يحفظ ما يتستر به ويلجأ إليه.
أعشار أرفضت
يقال: برمة أعشار، إذا كانت كسراً. وارفضت، تفرقت. يضرب للقوم عند تفرقهم.
عز الرجل استغناؤه عن الناس
هذا يروى عن بعض السلف.
على غريبتها تحدى الإبل
وذلك أن تضرب الغريبة لتسير فتسير بسيرها الإبل.
عطشاً أخشى على جاني كمأة لا قراً
الكمأة، تكون آخر الربيع، فإذا باكر جانيها وجد البرد، فإذا حميت الشمس عطش، والعطش أضر له من القر الذي لا يدوم.
أعذر عجب
أراد يا عجب، وهو اسم أخي القاتل، وكان الأخ على طعام الجيش فقال له أخوه: عجب لو زدتني. فقال: لا أستطيع. فقال: بلى، ولكنك علق. فهم بذلك فنهوه فقال: أعذر عجب. وقال أبو عمر: وقال له أخوه: فأما إذ أبيت فانظر فإني حاز بقفا الشفرة فإن غفل القوم أتيت سؤلك، وإن انتبه القوم لفعلي فالعم أنهم لحظهم أحفظ. فطفق يحز بقفا الشفرة فهتف به القوم فقال: أعذر عجب. يضرب مثلاً لما لا يقدر عليه.
عثيثة تفرم جلداً أملساً
يضرب للرجل يجتهد أن يؤثر في الشيء فلا يقدر عليه. قال الأحنف ابن قيس لحارثة بن بدر الغداني، وقد عابه عند زياد للدخول فيما لا يعنيه، وذلك أنه طلب إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يدخله في الحكومة، فلما بلغ الأحنف عيب حارثة إياه قال: عثيثة تقرم جلداً أملساً. وهي تصغير عثة، وهي دويبة تأكل الأدم. قال المخبل:
فإن تشتمونا على لؤمكم ... فقد تقرم العث ملس الأدم
يضرب عند احتقار الرجل واحتقار كلامه.
عي صامت خير من عي ناطق
أصل عي قالوا عي فأدعم، قاله أبو الهيثم. قلت: ويجوز أن يكون عي فعلاً لا فعيلاً، يقال عي يعيا عياً فهو عي، كما يقال حي يحيا حياة فهو حي، ومثله رجل طب، وصب، وبر، وغيرها. وهذا كما مضى: عي الصمت خير من عي النطق. إلا أنه جرى على المصدر هناك وههنا على الفاعل. يقال: عيي يعيا عياً فهو عي وعيي. ويجوز أن يقال أصله فعل، بكسر العين، على قياس جدب فهو جدب، وترب فهو ترب، وعلى هذا قياس بابه، أعني باب فعل يفعل. يضرب هذا المثل عند اغتنام السكوت لمن لا يحسن الكلام. ويروى: عي صامت، على المصدر، يجعل صامت مبالغة كما يقال: شعر شاعر.
أعذر من أنذر
(1/208)
أي من حذرك ما يحل بك فقد أعذر إليك، أي صار معذوراً عندك.
أعمى يقود شجعة
الشجعة، الزمني، أي ضعيف يقود ضعيفاً ويعينه. قاله أبو زيد. قال: وإذا رأيت أحمق ينقاد له العاقل قلت هذا للعاقل أيضاً. وقال الأزهري: الشجعة، بسكون الجيم، الضعيف.
العدة عطية
أي يقبح إخلافها كما يقبح استرجاع العطية. ويقال: بل معناه تعدلها، كما يقال: سرور الناس بالآمال أكثر من سرورهم بالأموال.
علة ما علة أوتاد وأخله وعمد المظله أبرزوا لصهركم ظله
قالتها امرأة زوجت وأبطأ أهلها هداءها إلى زوجها، واعتلوا بأنه ليس عندهم أداة للبيت، فقالته استحثاثاً لهم وقطعاً لعلتهم. يضرب في تكذيل العلل.
عجلت بخارجة العجول
خارجة، اسم رجل. والعجول، أمه ولدته لغير تمام. يضرب عندما عجل قبل أناه.
عن مهجتي أجاحش
المجاحشة، المدافعة. وهذا مثل قولهم: جاحش عن خيط رقبته.
علقتني من هذا الأمر قيرة
أي ما يكره ويثقل القيرة القير والقار، وهما ما مر.
عند رؤوس الإبل أربابها
يضرب لمن يندرئ ويطغى على صاحبه. أي عندي من يمنعك.
عن الشر لا تناسين
ويروى: لا تنسين. يضرب لمن لا يردعه عن الشر زجر زاجر. وعن، من صلة الزجر، كأنه قال: زجره عن الشر لا تتركين.
أعرف ضرطي بهلال
قال يونس بن حبيب: زعموا أن رقية بنت جسم بن معاوية ولدت نميراً وهلالاً وسواءة، ثم اعتاطت، فأتت كاهنة بذي الخلصة فأرتها بطنها وقالت: إني قد ولدت ثم اعتطت. فنظرت إليها، ومست بطنها، وقالت: رب قبائل فرق، ومجالس حلق، وظعن خرق، في بطنك لزق. فلما مخضت بربيعة بن عامر قالت: إني أعرف ضرطي بهلال. أي هو غلام، كما أن هلالاً كان غلاماً. يضرب هذا المثل حين يحدثك صاحبك بخبر فتقول: ما كان من هذا شيء. فيقول صاحبك: بلى، إني أعرف بعض الخبر ببعض كما قالت القائلة: أعرف ضرطي بهلال.
أعن أخاك ولو بالصوت
يضرب في الحث على نصرة الإخوان.
على شصاصاء ترى عيش الشقي
أي لا ترى الشقي إلى على شدة حال. والشصاصاء، شدة العيش.
عند التصريح تريح
أي إذا صرح الحق استرحت ولم يبق في نفسك شيء. وأراح معناه استراح. وصرح معناه صرح.
الاعتراف يهدم الاقتراف
عجعج لما عضه الظعان
عجعج، أي صاح. والظعان، نسع يشد به الهودج. يضرب لمن يضج إذا لزمه الحق. وهذا قريب من قولهم: دردب لما عضه الثقاف.
عطوت في الحمض
العطو، التناول. أي أخذت في رعي الحمض. يضرب للمسرف في القول.
عارية أكسبت أهلها ذماً
وذلك أن قوماً أعاروا شيئاًً ثم استردوه فذموا، فقالوا هذا القول. يضرب للرجل يحسن إليه فيذم المحسن.
عرفت الخيل فرسانها
يضرب لمن يعرف قرنه فينكسر عنه لمعرفته به.
العبد من لا عبد له
يضرب لمن لا يكون له من يكفيه عمله فيعمله بنفسه.
عندك وهي فارقعيه
أي بك عيب وأنت تعيبين غيرك.
عناق الأرض إن ذنبي اقتفر
عناق الأرض، دابة نحو الكلب الصغير، ويقال له الثفه، وليس يوبر من الدواب إلا الأرنب، وعناق الأرض، والتوبير أن تضم براثنها إذا مشت فلا يرى لها أثر في الأرض. والاقتفار، الإتباع. يضربه البريء الساحة يقول: إنا عناق الأرض أن تتبع أثري في الذي أرمى به، يعني لا يرى له على أثر.
عودك والبدء درن ببدن
العرب تقول في موضع السرعة والخفة: ما هو الأدرن ببدن، لسرعة اتساخ البدن. يقول: عودك إلى هذا الأمر وبدؤك به كان سريعاً. يضرب لمن يعجل فيما هم به خير أو شر.
على فاض من نتاقي الألبة
فاض الشيء يفيض فيضاً كثر. ونتقت المرأة تنتق نتقاً إذا كثر أولادها. و الألبة، جمع آلب، يقال: ألب يألب إذا رجع. والنتاج والنتاق واحد. وهذا من قول امرأة اجتمع عليها ولدها وولد ولدها يضرب لمن جنى على نفسه شراً.
أعز الحديث للخطيب الأول
يقال: عزوت وعزيت إذا نسبت. يضرب للرجل إذا حدث فيقال: إلى من تنسب حديثك فإن فيه ريبة. أي انسبه إلى من قاله وانج.
على بدء الخير واليمن
يقال هذا عند النكاح، أي ليكن ابتداؤه على الخير واليمن، أي البركة. ويروى: على يد الخير واليمن. ومعناه ليكن أمرك في قبضة الخير.
علموا قليلاً وليس لهم معقول
يضرب للإنسان تسمعه بين الكلام ولا عقل له.
أعمى يقود شجعة
الشجعة، الزمني، أي ضعيف يقود ضعيفاً ويعينه. قاله أبو زيد. قال: وإذا رأيت أحمق ينقاد له العاقل قلت هذا للعاقل أيضاً. وقال الأزهري: الشجعة، بسكون الجيم، الضعيف.
العدة عطية
أي يقبح إخلافها كما يقبح استرجاع العطية. ويقال: بل معناه تعدلها، كما يقال: سرور الناس بالآمال أكثر من سرورهم بالأموال.
علة ما علة أوتاد وأخله وعمد المظله أبرزوا لصهركم ظله
قالتها امرأة زوجت وأبطأ أهلها هداءها إلى زوجها، واعتلوا بأنه ليس عندهم أداة للبيت، فقالته استحثاثاً لهم وقطعاً لعلتهم. يضرب في تكذيل العلل.
عجلت بخارجة العجول
خارجة، اسم رجل. والعجول، أمه ولدته لغير تمام. يضرب عندما عجل قبل أناه.
عن مهجتي أجاحش
المجاحشة، المدافعة. وهذا مثل قولهم: جاحش عن خيط رقبته.
علقتني من هذا الأمر قيرة
أي ما يكره ويثقل القيرة القير والقار، وهما ما مر.
عند رؤوس الإبل أربابها
يضرب لمن يندرئ ويطغى على صاحبه. أي عندي من يمنعك.
عن الشر لا تناسين
ويروى: لا تنسين. يضرب لمن لا يردعه عن الشر زجر زاجر. وعن، من صلة الزجر، كأنه قال: زجره عن الشر لا تتركين.
أعرف ضرطي بهلال
قال يونس بن حبيب: زعموا أن رقية بنت جسم بن معاوية ولدت نميراً وهلالاً وسواءة، ثم اعتاطت، فأتت كاهنة بذي الخلصة فأرتها بطنها وقالت: إني قد ولدت ثم اعتطت. فنظرت إليها، ومست بطنها، وقالت: رب قبائل فرق، ومجالس حلق، وظعن خرق، في بطنك لزق. فلما مخضت بربيعة بن عامر قالت: إني أعرف ضرطي بهلال. أي هو غلام، كما أن هلالاً كان غلاماً. يضرب هذا المثل حين يحدثك صاحبك بخبر فتقول: ما كان من هذا شيء. فيقول صاحبك: بلى، إني أعرف بعض الخبر ببعض كما قالت القائلة: أعرف ضرطي بهلال.
أعن أخاك ولو بالصوت
يضرب في الحث على نصرة الإخوان.
على شصاصاء ترى عيش الشقي
أي لا ترى الشقي إلى على شدة حال. والشصاصاء، شدة العيش.
عند التصريح تريح
أي إذا صرح الحق استرحت ولم يبق في نفسك شيء. وأراح معناه استراح. وصرح معناه صرح.
الاعتراف يهدم الاقتراف
عجعج لما عضه الظعان
عجعج، أي صاح. والظعان، نسع يشد به الهودج. يضرب لمن يضج إذا لزمه الحق. وهذا قريب من قولهم: دردب لما عضه الثقاف.
عطوت في الحمض
العطو، التناول. أي أخذت في رعي الحمض. يضرب للمسرف في القول.
عارية أكسبت أهلها ذماً
وذلك أن قوماً أعاروا شيئاًً ثم استردوه فذموا، فقالوا هذا القول. يضرب للرجل يحسن إليه فيذم المحسن.
عرفت الخيل فرسانها
يضرب لمن يعرف قرنه فينكسر عنه لمعرفته به.
العبد من لا عبد له
يضرب لمن لا يكون له من يكفيه عمله فيعمله بنفسه.
عندك وهي فارقعيه
أي بك عيب وأنت تعيبين غيرك.
عناق الأرض إن ذنبي اقتفر
عناق الأرض، دابة نحو الكلب الصغير، ويقال له الثفه، وليس يوبر من الدواب إلا الأرنب، وعناق الأرض، والتوبير أن تضم براثنها إذا مشت فلا يرى لها أثر في الأرض. والاقتفار، الإتباع. يضربه البريء الساحة يقول: إنا عناق الأرض أن تتبع أثري في الذي أرمى به، يعني لا يرى له على أثر.
عودك والبدء درن ببدن
العرب تقول في موضع السرعة والخفة: ما هو الأدرن ببدن، لسرعة اتساخ البدن. يقول: عودك إلى هذا الأمر وبدؤك به كان سريعاً. يضرب لمن يعجل فيما هم به خير أو شر.
على فاض من نتاقي الألبة
فاض الشيء يفيض فيضاً كثر. ونتقت المرأة تنتق نتقاً إذا كثر أولادها. و الألبة، جمع آلب، يقال: ألب يألب إذا رجع. والنتاج والنتاق واحد. وهذا من قول امرأة اجتمع عليها ولدها وولد ولدها يضرب لمن جنى على نفسه شراً.
أعز الحديث للخطيب الأول
يقال: عزوت وعزيت إذا نسبت. يضرب للرجل إذا حدث فيقال: إلى من تنسب حديثك فإن فيه ريبة. أي انسبه إلى من قاله وانج.
على بدء الخير واليمن
يقال هذا عند النكاح، أي ليكن ابتداؤه على الخير واليمن، أي البركة. ويروى: على يد الخير واليمن. ومعناه ليكن أمرك في قبضة الخير.
علموا قليلاً وليس لهم معقول
يضرب للإنسان تسمعه بين الكلام ولا عقل له.
(1/209)
استعنت عبدي فاستعان عبدي عبده
جعل العبد مثلاً لمن هو دونه في القوة، وعبد العبد مثلاً لم هو دونه بدرجتين.
العتاب قبل العقاب
يروى بالنصب على إضمار استعمل العتاب، وبالرفع على أنه مبتدأ يقول: أصلح الفاسد ما أمكن بالعتاب فإن تعذر وتعسر فبالعقاب.
عرفطة من الغوابق
يقال غبقته إذا سقيته بالغبوق. والعرفط، من شجر العضاه ينضح المغفور. يضرب لمن يكرم مخافة شره. وأراد بالغوابق السحاب جعل سقيها إياه غبقاً.
العتاب خير من مكتوم الحقد
ويروى: من مكنون الحقد. قاله بعض الحكماء من السلف.
أعمرت أرضاً لم تلس حوذانها
اللوس، الأكل. والحوذان، بقلة طيبة الرائحة والطعم. وأعمرتها، وصفتها بالعمار. يضرب لمن يحمد شيئاً قبل التجربة.
المعتذر أعيا بالقرى
قالوا أنهم يحمدون تلقي الضيف بالقرى قبل الحديث، ويعيبون تلقيه بالحديث والإلتجاء إلى المعذرة والسعال والتنحنح، ويزعمون أن البخيل يعتريه عند السؤال بهر وعي فيسعل ويتنحنح وأنشدوا لجرير:
والتغلبي إذا تنحنح للقرى ... حك إسته وتمثل الأمثالا
ويحكون أن جريراً قال: رميت الأخطل ببيت لو نهشته بعده الأفعى في إسته ما حكها. يعني هذا البيت. قالوا: وإلى هذا ذهب زيد الأرانب حين سئل عن خزاعة فقال: جوع وأحاديث. واحتجوا أيضاً بقول الآخر:
ورب ضيف طرق الحي سرى ... صادف زاداً وحديثاً ما اشتهى
إن الحديث جانب من القرى
فجعل الحديث بعد الزاد جانباً من القرى لا قبله. قالوا: والذي يؤكد ما قلناه، مثلهم السائر على وجه الدهر: المعذرة طرف من البخل.
عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان
عقرة العمل النسيان
العقرة، خرزة تشدها المرأة في حقويها لئلا تحبل.
عاد إلى عكره
العكر، الأصل، والعكرة، أصل اللسان. وهذا كقولهم:
عادت لعترها لميس
أي أصلها.
على جارتي عقق وليس علي عقق
العقة، العقيقة، وهي قطعة من الشعر، يعني الذؤابة. قالته امرأة كانت لها ضرة، وكان زوجها يكثر ضربها، فحسدت ضرتها على أن تضرب، فعند ذلك قالت هذه الكلمة، أي أنها تضرب وتحب وتكرم وهي لا تضرب ولا تكرم. يضرب لمن يحسد غيره محسود.
عتاب وضن
أي لا يزال بين الخليلين ود ما كان العتاب، فإذا ذهب العتاب فقد ذهب الوصال.
عذرتني كل ذات أب
قالتها امرأة قيل أن أباها وطئها فقالت: عذرتني كل ذات أب. أي كل امرأة لها أب تعلم أن هذا كذب. يضرب في استبعاد الشيء وإنكار كونه.
عمك أول شارب
أي عمك أحق بخيرك ومنفعتك من غيره فابدأ به. يضرب في اختصاص بعض القوم.
أعندي أنت أم في العكم
يقال: عكمت المتاع أعكمه عكما إذا شددته في الوعاء، وهو العكم. وعكمت الرجل العكم إذا عكمته له. يضرب لمن قل فهمه عند خطابك إياه.
أعض به الكلاليب
يقال أعضه إذا حمله على العض، أي جعل الكلاليب تعضه. يقال: عضه، وعض به، وعض عليه، أي ألصق به شراً.
على وضر من ذا الإناء
الوضر، الدرن والدسم. وعلى من صلة فعل محذوف، أي أرجي الدهر على كذا. يضرب لمن يتبلغ بالتسير.
عرض للكريم ولا تباحث
البحث للصرف الخالص، أي لا تبين حاجتك له ولا تصرح فإن التعريض يكفيه.
عمل به الفاقرة
أي عمل به عملاً كسر فقاره. وفي التنزيل: " تظن أن يفعل بها فاقرة " . أي داهية.
عرض ما وقع فيه حمد ولا ذم
يضرب لمن لا خير عنده ولا شر.
عذاب رعف به الدهر عليه
يقال: رعف الفرس يرعف ويرعف إذا تقدم. يضرب لمن استقبله الدهر بشر شمر أي شديد.
العود أحمد
يحوز أن يكون أحمد أفعل من الحامد، يعني أنه إذا ابتدأ العرف جلب الحمد إلى نفسه فإذا عاد كان أحمد له، أي أكسب للحمد له. ويجوز أن يكون أفعل من المفعول، يعني أن الابتداء محمود والعود أحق بأن يحمد منه. وأول من قال ذلك خداش بن حابس التميمي، وكان خطب فتاة من بني ذهل، ثم من بني سدوس يقال لها الرباب، وهام بها زماناً ثم أقبل يخطبها، وكان أبواها يتمنعان لجمالها وميسمها، فردا خداشاً، فأضرب عنها زماناً ثم أقبل ذات ليلة راكباً فانتهى إلى محلتهم وهو يتغنى ويقول:
ألا ليت شعري يا رباب متى أرى ... لنا منك نجعاً أو شفاء فأشتفي
جعل العبد مثلاً لمن هو دونه في القوة، وعبد العبد مثلاً لم هو دونه بدرجتين.
العتاب قبل العقاب
يروى بالنصب على إضمار استعمل العتاب، وبالرفع على أنه مبتدأ يقول: أصلح الفاسد ما أمكن بالعتاب فإن تعذر وتعسر فبالعقاب.
عرفطة من الغوابق
يقال غبقته إذا سقيته بالغبوق. والعرفط، من شجر العضاه ينضح المغفور. يضرب لمن يكرم مخافة شره. وأراد بالغوابق السحاب جعل سقيها إياه غبقاً.
العتاب خير من مكتوم الحقد
ويروى: من مكنون الحقد. قاله بعض الحكماء من السلف.
أعمرت أرضاً لم تلس حوذانها
اللوس، الأكل. والحوذان، بقلة طيبة الرائحة والطعم. وأعمرتها، وصفتها بالعمار. يضرب لمن يحمد شيئاً قبل التجربة.
المعتذر أعيا بالقرى
قالوا أنهم يحمدون تلقي الضيف بالقرى قبل الحديث، ويعيبون تلقيه بالحديث والإلتجاء إلى المعذرة والسعال والتنحنح، ويزعمون أن البخيل يعتريه عند السؤال بهر وعي فيسعل ويتنحنح وأنشدوا لجرير:
والتغلبي إذا تنحنح للقرى ... حك إسته وتمثل الأمثالا
ويحكون أن جريراً قال: رميت الأخطل ببيت لو نهشته بعده الأفعى في إسته ما حكها. يعني هذا البيت. قالوا: وإلى هذا ذهب زيد الأرانب حين سئل عن خزاعة فقال: جوع وأحاديث. واحتجوا أيضاً بقول الآخر:
ورب ضيف طرق الحي سرى ... صادف زاداً وحديثاً ما اشتهى
إن الحديث جانب من القرى
فجعل الحديث بعد الزاد جانباً من القرى لا قبله. قالوا: والذي يؤكد ما قلناه، مثلهم السائر على وجه الدهر: المعذرة طرف من البخل.
عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان
عقرة العمل النسيان
العقرة، خرزة تشدها المرأة في حقويها لئلا تحبل.
عاد إلى عكره
العكر، الأصل، والعكرة، أصل اللسان. وهذا كقولهم:
عادت لعترها لميس
أي أصلها.
على جارتي عقق وليس علي عقق
العقة، العقيقة، وهي قطعة من الشعر، يعني الذؤابة. قالته امرأة كانت لها ضرة، وكان زوجها يكثر ضربها، فحسدت ضرتها على أن تضرب، فعند ذلك قالت هذه الكلمة، أي أنها تضرب وتحب وتكرم وهي لا تضرب ولا تكرم. يضرب لمن يحسد غيره محسود.
عتاب وضن
أي لا يزال بين الخليلين ود ما كان العتاب، فإذا ذهب العتاب فقد ذهب الوصال.
عذرتني كل ذات أب
قالتها امرأة قيل أن أباها وطئها فقالت: عذرتني كل ذات أب. أي كل امرأة لها أب تعلم أن هذا كذب. يضرب في استبعاد الشيء وإنكار كونه.
عمك أول شارب
أي عمك أحق بخيرك ومنفعتك من غيره فابدأ به. يضرب في اختصاص بعض القوم.
أعندي أنت أم في العكم
يقال: عكمت المتاع أعكمه عكما إذا شددته في الوعاء، وهو العكم. وعكمت الرجل العكم إذا عكمته له. يضرب لمن قل فهمه عند خطابك إياه.
أعض به الكلاليب
يقال أعضه إذا حمله على العض، أي جعل الكلاليب تعضه. يقال: عضه، وعض به، وعض عليه، أي ألصق به شراً.
على وضر من ذا الإناء
الوضر، الدرن والدسم. وعلى من صلة فعل محذوف، أي أرجي الدهر على كذا. يضرب لمن يتبلغ بالتسير.
عرض للكريم ولا تباحث
البحث للصرف الخالص، أي لا تبين حاجتك له ولا تصرح فإن التعريض يكفيه.
عمل به الفاقرة
أي عمل به عملاً كسر فقاره. وفي التنزيل: " تظن أن يفعل بها فاقرة " . أي داهية.
عرض ما وقع فيه حمد ولا ذم
يضرب لمن لا خير عنده ولا شر.
عذاب رعف به الدهر عليه
يقال: رعف الفرس يرعف ويرعف إذا تقدم. يضرب لمن استقبله الدهر بشر شمر أي شديد.
العود أحمد
يحوز أن يكون أحمد أفعل من الحامد، يعني أنه إذا ابتدأ العرف جلب الحمد إلى نفسه فإذا عاد كان أحمد له، أي أكسب للحمد له. ويجوز أن يكون أفعل من المفعول، يعني أن الابتداء محمود والعود أحق بأن يحمد منه. وأول من قال ذلك خداش بن حابس التميمي، وكان خطب فتاة من بني ذهل، ثم من بني سدوس يقال لها الرباب، وهام بها زماناً ثم أقبل يخطبها، وكان أبواها يتمنعان لجمالها وميسمها، فردا خداشاً، فأضرب عنها زماناً ثم أقبل ذات ليلة راكباً فانتهى إلى محلتهم وهو يتغنى ويقول:
ألا ليت شعري يا رباب متى أرى ... لنا منك نجعاً أو شفاء فأشتفي
(1/210)
فقد طالما عنيتني ورددتني ... وأنت صفيي دون من كنت أصطفي
لحى الله من تسمو إلى المال نفسه ... إذا كان ذا فضل به ليس يكتفي
فينكح ذا مال دميماً ملوما ... ويترك حراً مثله ليس يصطفي
فعرفت الرباب منطقه، وجعلت تتسمع إليه، وحفظت الشعر، وأرسلت إلى الركب الذين فيهم خداش أن أنزلوا بنا الليلة، فنزلوا، وبعثت إلى خداش أن قد عرفت حاجتك فاغد على أبي خاطباً. ورجعت إلى أمها فقالت: يا أمه، هل أنكح إلا من أهوى وألتحف إلا من أرضي؟ قالت: لا، فما ذاك؟ قالت: فانكحيني خداشاً. قالت: وما يدعوك إلى ذلك مع قلة ماله؟ قالت: إذا جمع المال السيء الفعال فقبحاً للمال. فأخبرت الأم أباها بذلك فقال: ألم نكن صرفناه عنا، فما بدا له؟ فلما أصبحوا غداً عليهم خداش فسلم وقال: العود أحمد، والمرء يرشد، والورد يحمد. فأرسلها مثلاً. ويقال: أول من قال ذلك وأخذ الناس منه مالك بن نويرة حين قال:
جزينا بني شيبان أمس بقرضهم ... وعدنا بمثل البدء والعود أحمد
فقال الناس: العود أحمد.
عند الرهان يعرف السوابق
يضرب للذي يدعي ما ليس فيه.
عليك وطبك فادوه
الأدواء، أكل الدواية. وعليك، أغراء، أي لا تتكل على مال غيرك.
عاد الأمر إلى نصابه
يضرب في الأمر يتولاه أربابه.
العزيمة حزم والاختلاط ضعف
هذا من كلام أكثم بن صيفي. يضرب في اختلاط الرأي وما فيه من الخطأ والضعف.
على الحازي هبطت
يقال: حزا يحزو ويحزى إذا قدر. والحازي الذي ينظر في خيلان الوجه وفي بعض الأعضاء ويتكهن. وهذا مثل قولهم: على الخبير سقطت. وقد مر.
عاش عيشاً ضارباً بجران
الجران، باطن عنق البعير. ويقال: ضرب الأرض بجرانه، إذا ألقى عليها كلاكله. يضرب لمن طاب عيشه في دعة وأقامة.
أعطني حظي من شواية الرضف
قال يونس: هذا مثل قالته امرأة كانت غريرة، وكان لها زوج يكرمها في المطعم والملبس، وكانت قد أوتيت حظاً من جمال فحسدت على ذلك، فابتدرت لها امرأة لتشينها فسألتها عن ضيع زوجها فأخبرتها بإحسانه إليها، فلما سمعت ذلك قالت: وما إحسانه وقد منعك حظك من شواية الرضف؟ قالت: وما شواية الرضف؟ قالت: هي من أطيب الطعام، وقد استأثر بها عليك فأطلبيها منه. فأحبت قولها لغرارتها، وظنت أنها قد نصحت لها، فتغيرت على زوجها، فلما أتاها وجدها على غير ما كان يعهدها، فسألها ما بالها؟ قالت: يا ابن عم، تزعم أني عليك كريمة، وإن لي عندك مزية، كيف وقد حرمتني شواية الرضف؟ بلغني حظي منها. فلما سمع مقالتها عرف أنها قد دهيت، فأصاخ، وكره أن يمنعها فترى أنه إنما منعها إياها ضناً بها فقال: نعم وكرامة، أنا فاعل الليلة إذا راح الرعاء، فلما راحوا وفرغوا من مهنهم ورضفوا غبوقهم، دعاها فاحتمل منها رضفة فوضعها في كفها، وقد كانت التي أوردتها قالت لها: إنك ستددين لها سخناً في بطن كفك، فلا تطرحيها فتفسد، ولكن عاقبي بين كفيك ولسانك. فلما وضعها في كفها أحرقتها فلم ترم بها، فاستعانت بكفها الأخرى فأحرقتها، فاستعانت بلسانها تبردها به فاحترق، فمجلت يديها، ونفطت لسانها، وخاب مطلبها، فقالت: قد كان عيي وشيي يصريني عن شر. فذهبت مثلاً. يضرب في الذراية على العائر الذي يتكلف ما قد كفي قال وقولها: أعطني حظي من شواية الرضف. يضرب للذي يسمو إلى ما لا حظ له فيه. هذا ما حكاه يونس عن أبي عمرو، وكذلك في أمثال شمر. قلت: قولها شواية الرضف. الشواية بالضم، الشيء الصغير من الكبير، كالقطعة من الشاة، يقال: ما بقي من الشاة إلا شواية. وشواية الخبز القرص منه. وشواية الرضف اللبن يغلي بالرضفة فيبقى منه شيء يسير قد انشوى على الرضفة. وقولها: قد كان عيي وشيي يصريني. الصري، القطع، ومنه: هواهن إن لم يصره الله قاتله. والعي مصدر قولهم عيي بالكلام يعيا عياً. والشي اتباع له. ويقال عيي شيي ابتاع له. وبعضهم يقول: شوي. ويقال: ما أعياه وما أشياه وما أشواه، أي ما أصغره. وجاء بالعي والشي. فالعي من بنات الياء، والشي من بنات الواو، وصارت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. ومعناه: جاء بالشيء الذي يعيا فيه لحقارته. ومعنى المثل: قد كان عجزي عن الكلام وسكوتي يدفع عني هذا الشر، تندم على ما فرط منها.
أعلة وبخلاً
لحى الله من تسمو إلى المال نفسه ... إذا كان ذا فضل به ليس يكتفي
فينكح ذا مال دميماً ملوما ... ويترك حراً مثله ليس يصطفي
فعرفت الرباب منطقه، وجعلت تتسمع إليه، وحفظت الشعر، وأرسلت إلى الركب الذين فيهم خداش أن أنزلوا بنا الليلة، فنزلوا، وبعثت إلى خداش أن قد عرفت حاجتك فاغد على أبي خاطباً. ورجعت إلى أمها فقالت: يا أمه، هل أنكح إلا من أهوى وألتحف إلا من أرضي؟ قالت: لا، فما ذاك؟ قالت: فانكحيني خداشاً. قالت: وما يدعوك إلى ذلك مع قلة ماله؟ قالت: إذا جمع المال السيء الفعال فقبحاً للمال. فأخبرت الأم أباها بذلك فقال: ألم نكن صرفناه عنا، فما بدا له؟ فلما أصبحوا غداً عليهم خداش فسلم وقال: العود أحمد، والمرء يرشد، والورد يحمد. فأرسلها مثلاً. ويقال: أول من قال ذلك وأخذ الناس منه مالك بن نويرة حين قال:
جزينا بني شيبان أمس بقرضهم ... وعدنا بمثل البدء والعود أحمد
فقال الناس: العود أحمد.
عند الرهان يعرف السوابق
يضرب للذي يدعي ما ليس فيه.
عليك وطبك فادوه
الأدواء، أكل الدواية. وعليك، أغراء، أي لا تتكل على مال غيرك.
عاد الأمر إلى نصابه
يضرب في الأمر يتولاه أربابه.
العزيمة حزم والاختلاط ضعف
هذا من كلام أكثم بن صيفي. يضرب في اختلاط الرأي وما فيه من الخطأ والضعف.
على الحازي هبطت
يقال: حزا يحزو ويحزى إذا قدر. والحازي الذي ينظر في خيلان الوجه وفي بعض الأعضاء ويتكهن. وهذا مثل قولهم: على الخبير سقطت. وقد مر.
عاش عيشاً ضارباً بجران
الجران، باطن عنق البعير. ويقال: ضرب الأرض بجرانه، إذا ألقى عليها كلاكله. يضرب لمن طاب عيشه في دعة وأقامة.
أعطني حظي من شواية الرضف
قال يونس: هذا مثل قالته امرأة كانت غريرة، وكان لها زوج يكرمها في المطعم والملبس، وكانت قد أوتيت حظاً من جمال فحسدت على ذلك، فابتدرت لها امرأة لتشينها فسألتها عن ضيع زوجها فأخبرتها بإحسانه إليها، فلما سمعت ذلك قالت: وما إحسانه وقد منعك حظك من شواية الرضف؟ قالت: وما شواية الرضف؟ قالت: هي من أطيب الطعام، وقد استأثر بها عليك فأطلبيها منه. فأحبت قولها لغرارتها، وظنت أنها قد نصحت لها، فتغيرت على زوجها، فلما أتاها وجدها على غير ما كان يعهدها، فسألها ما بالها؟ قالت: يا ابن عم، تزعم أني عليك كريمة، وإن لي عندك مزية، كيف وقد حرمتني شواية الرضف؟ بلغني حظي منها. فلما سمع مقالتها عرف أنها قد دهيت، فأصاخ، وكره أن يمنعها فترى أنه إنما منعها إياها ضناً بها فقال: نعم وكرامة، أنا فاعل الليلة إذا راح الرعاء، فلما راحوا وفرغوا من مهنهم ورضفوا غبوقهم، دعاها فاحتمل منها رضفة فوضعها في كفها، وقد كانت التي أوردتها قالت لها: إنك ستددين لها سخناً في بطن كفك، فلا تطرحيها فتفسد، ولكن عاقبي بين كفيك ولسانك. فلما وضعها في كفها أحرقتها فلم ترم بها، فاستعانت بكفها الأخرى فأحرقتها، فاستعانت بلسانها تبردها به فاحترق، فمجلت يديها، ونفطت لسانها، وخاب مطلبها، فقالت: قد كان عيي وشيي يصريني عن شر. فذهبت مثلاً. يضرب في الذراية على العائر الذي يتكلف ما قد كفي قال وقولها: أعطني حظي من شواية الرضف. يضرب للذي يسمو إلى ما لا حظ له فيه. هذا ما حكاه يونس عن أبي عمرو، وكذلك في أمثال شمر. قلت: قولها شواية الرضف. الشواية بالضم، الشيء الصغير من الكبير، كالقطعة من الشاة، يقال: ما بقي من الشاة إلا شواية. وشواية الخبز القرص منه. وشواية الرضف اللبن يغلي بالرضفة فيبقى منه شيء يسير قد انشوى على الرضفة. وقولها: قد كان عيي وشيي يصريني. الصري، القطع، ومنه: هواهن إن لم يصره الله قاتله. والعي مصدر قولهم عيي بالكلام يعيا عياً. والشي اتباع له. ويقال عيي شيي ابتاع له. وبعضهم يقول: شوي. ويقال: ما أعياه وما أشياه وما أشواه، أي ما أصغره. وجاء بالعي والشي. فالعي من بنات الياء، والشي من بنات الواو، وصارت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. ومعناه: جاء بالشيء الذي يعيا فيه لحقارته. ومعنى المثل: قد كان عجزي عن الكلام وسكوتي يدفع عني هذا الشر، تندم على ما فرط منها.
أعلة وبخلاً
(1/211)
قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله تعالى عنها حين قال لها: أرخي علي مرطك. فقالت: أنا حائض.
أعشبت فأنزل
أي أصبت حاجتك فاقنع. يقال: أعشب الرجل إذا وجد عشباً، وأخصب إذا وجد خصباً.
العقوبة ألأم حالات القذرة
يعني أن العفو هو الكرم.
العجلة فرصة العجزة
يضرب في مدح التأني وذم الاستعجال.
العاقل من يرى مقر سهمه من رميته
يضرب في النظر في العواقب.
العين أقدم من السن
أي أن الحديث لا يغلب القديم.
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان
عند النازلة تعرف أخاك
عليه من الله إصبع حسن
أي أثر حسن. يقال للراعي: على ماشيته إصبع. أي أثر حسن.
عليه واقية كواقية الكلاب
يضرب للئيم الموقى. و الواقية، الوقاية، وهو في المثل مصدر أضيف إلى الفاعل، أي كما تقي الكلاب أولادها.
عليك نفسك
أي اشتغل بشأنك. وهذا يسمى إغراء، ونصباً على الإغراء. وحروف الإغراء: عليك، وعندك، ودونك، وهن يقمن مقام الفعل، ومعنى كلها خذ. ويجوز عليك نفسك، بالضم، إذا أردت أن تؤكد الكاف وحده، كأنك قلت: عليك نفسك زيداً.
عقراً حلقا
في الدعاء بالهلكة. وفي الحديث، حين قيل له عليه السلام أن صفية بنت حيي رضي الله تعالى عنها حائض فقال: عقرى حلقى، ما أراها إلا حابستنا. قال أبو عبيد: هو عقرا حلقا، بالتنوين، والمحدثون يقولون: عقرى حلقى. وأصل هذا ومعناه: عقرها الله وحلقها، أي أصابها الله بوجع في حلقها. وهذا كما تقول: رأسته وعضدته وبطنته. وقال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال عند الأمر يعجب منه: خمشى عقرى حلقى، كأنه من الحلق والعقر والخمش، وهو الخدش، وقال:
ألا قومي أولو عقرى وحلقى ... لما لاقت سلامان بن غنم
يعني: قومي أولو نساء عقرى وحلقي، أي قد عقرن وجوههن وحلقن شعورهن متسلبات على أزواجهن. قلت: عقرى وحلقى في البيت جمع عقرى، مثل قتيل وقتلى. قال الليث: يقال للمرأة عقرى حلقى، يعني أنها تحلق قومها وتعقرهم بشؤمها.
عركه عرك الأديم
وعرك الرحى بثفالها. وعرك الصناع أديماً غير مدهون.
عالى به كل مركب
إذا كلفه كل أمر شاق.
عسى غد لغيرك
يريد عسى غد يكون لغيرك، أي لا تؤخر أمر اليوم إلى غد فلعلك لا تدركه.
عسى البارقة لا تخلف
البارقة، السحابة ذات البرق. يضرب في تعليق الرجاء بالإحسان.
عذرت القردان فما بال الحلم
القردان، جمع قراد. والحلم، جنس منه صغار. وهذا قريب من قولهم: استنت الفصال حتى القرعى.
عاث فيهم عيث الذئاب يلتبسن بالغنم
العيث، الفساد. يضرب لمن يجاوز الحد في الفساد بين القوم.
أعرب عن ضميره الفارسي
يضرب لمن يظهر ما في قلبه.
عند فلان كذب قليل
أي هو الصدوق الذي لا يكذب. وإذا قالوا: عنده صدق، فهو الكذوب.
عليه العفار والدبار وسوء الدار
العفار، التراب، والعفر مقصور منه كالزمان والزمن. والدبار، اسم من الأدبار كالعطاء من الإعطاء، ويجوز أن تكون الباء بدلاً من الميم، فيراد به الدمار وهو الهلاك. وسوء الدار، قال المفسرون: هو جهنم، نعوذ بالله تعالى منها.
عليه العفاء والذئب العواء
العفاء، بالفتح والمد، التراب. قال صفوان بن محرز: إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفاً وشربت عليه ماء فعلى الدنيا العفاء. وقال أبو عبيد: العفاء الدروس والهلاك وأنشد لزهير يذكر داراً:
تحمل أهلها عنها فبانوا ... على آثارها ذهب العفاء
قال وهذا ك قولهم: عليه الدبار، إذا دعا عليه أن يدبر فلا يرجع. والذئب العواء، الكثير العواء.
عرفت شواكل ذلك الأمر
أي ما أشكل من أمرهم. قاله عمارة بن عقيل.
عجب من أن يجيء من جحن خير
الجحن، القصير النبات، يعني النماء، يقال: جحن يجحن فهو جحن، إذا كان سيء الغذاء، واجحنه غيره إذا أساء غذاءه. يضرب للقصير لا يجيء منه خير.
أعانك المون قليلاً أو أباه ... والعون لا يعين إلا ما اشتهاه
قال أبو الهيثم: يعني من أعانك من غير أن يكون ولداً أو أخاً أو عبداً يهمه ما أهمك، ويسعى معك فيما ينفعك، فإنما يعينك بقدر ما يجب ويشتهي ثم ينصرف عنك.
العجز وطيء
أعشبت فأنزل
أي أصبت حاجتك فاقنع. يقال: أعشب الرجل إذا وجد عشباً، وأخصب إذا وجد خصباً.
العقوبة ألأم حالات القذرة
يعني أن العفو هو الكرم.
العجلة فرصة العجزة
يضرب في مدح التأني وذم الاستعجال.
العاقل من يرى مقر سهمه من رميته
يضرب في النظر في العواقب.
العين أقدم من السن
أي أن الحديث لا يغلب القديم.
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان
عند النازلة تعرف أخاك
عليه من الله إصبع حسن
أي أثر حسن. يقال للراعي: على ماشيته إصبع. أي أثر حسن.
عليه واقية كواقية الكلاب
يضرب للئيم الموقى. و الواقية، الوقاية، وهو في المثل مصدر أضيف إلى الفاعل، أي كما تقي الكلاب أولادها.
عليك نفسك
أي اشتغل بشأنك. وهذا يسمى إغراء، ونصباً على الإغراء. وحروف الإغراء: عليك، وعندك، ودونك، وهن يقمن مقام الفعل، ومعنى كلها خذ. ويجوز عليك نفسك، بالضم، إذا أردت أن تؤكد الكاف وحده، كأنك قلت: عليك نفسك زيداً.
عقراً حلقا
في الدعاء بالهلكة. وفي الحديث، حين قيل له عليه السلام أن صفية بنت حيي رضي الله تعالى عنها حائض فقال: عقرى حلقى، ما أراها إلا حابستنا. قال أبو عبيد: هو عقرا حلقا، بالتنوين، والمحدثون يقولون: عقرى حلقى. وأصل هذا ومعناه: عقرها الله وحلقها، أي أصابها الله بوجع في حلقها. وهذا كما تقول: رأسته وعضدته وبطنته. وقال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال عند الأمر يعجب منه: خمشى عقرى حلقى، كأنه من الحلق والعقر والخمش، وهو الخدش، وقال:
ألا قومي أولو عقرى وحلقى ... لما لاقت سلامان بن غنم
يعني: قومي أولو نساء عقرى وحلقي، أي قد عقرن وجوههن وحلقن شعورهن متسلبات على أزواجهن. قلت: عقرى وحلقى في البيت جمع عقرى، مثل قتيل وقتلى. قال الليث: يقال للمرأة عقرى حلقى، يعني أنها تحلق قومها وتعقرهم بشؤمها.
عركه عرك الأديم
وعرك الرحى بثفالها. وعرك الصناع أديماً غير مدهون.
عالى به كل مركب
إذا كلفه كل أمر شاق.
عسى غد لغيرك
يريد عسى غد يكون لغيرك، أي لا تؤخر أمر اليوم إلى غد فلعلك لا تدركه.
عسى البارقة لا تخلف
البارقة، السحابة ذات البرق. يضرب في تعليق الرجاء بالإحسان.
عذرت القردان فما بال الحلم
القردان، جمع قراد. والحلم، جنس منه صغار. وهذا قريب من قولهم: استنت الفصال حتى القرعى.
عاث فيهم عيث الذئاب يلتبسن بالغنم
العيث، الفساد. يضرب لمن يجاوز الحد في الفساد بين القوم.
أعرب عن ضميره الفارسي
يضرب لمن يظهر ما في قلبه.
عند فلان كذب قليل
أي هو الصدوق الذي لا يكذب. وإذا قالوا: عنده صدق، فهو الكذوب.
عليه العفار والدبار وسوء الدار
العفار، التراب، والعفر مقصور منه كالزمان والزمن. والدبار، اسم من الأدبار كالعطاء من الإعطاء، ويجوز أن تكون الباء بدلاً من الميم، فيراد به الدمار وهو الهلاك. وسوء الدار، قال المفسرون: هو جهنم، نعوذ بالله تعالى منها.
عليه العفاء والذئب العواء
العفاء، بالفتح والمد، التراب. قال صفوان بن محرز: إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفاً وشربت عليه ماء فعلى الدنيا العفاء. وقال أبو عبيد: العفاء الدروس والهلاك وأنشد لزهير يذكر داراً:
تحمل أهلها عنها فبانوا ... على آثارها ذهب العفاء
قال وهذا ك قولهم: عليه الدبار، إذا دعا عليه أن يدبر فلا يرجع. والذئب العواء، الكثير العواء.
عرفت شواكل ذلك الأمر
أي ما أشكل من أمرهم. قاله عمارة بن عقيل.
عجب من أن يجيء من جحن خير
الجحن، القصير النبات، يعني النماء، يقال: جحن يجحن فهو جحن، إذا كان سيء الغذاء، واجحنه غيره إذا أساء غذاءه. يضرب للقصير لا يجيء منه خير.
أعانك المون قليلاً أو أباه ... والعون لا يعين إلا ما اشتهاه
قال أبو الهيثم: يعني من أعانك من غير أن يكون ولداً أو أخاً أو عبداً يهمه ما أهمك، ويسعى معك فيما ينفعك، فإنما يعينك بقدر ما يجب ويشتهي ثم ينصرف عنك.
العجز وطيء
(1/212)
يقال: وطؤ فهو وطيء بين الوطاءة، وفراش وطيء أي وثير. يضرب لمن استوطأ مركب العجز وقعد عن طلب المكاسب والمخامد، ولمن ترك حقه مخافة الخصومة.
العجز ريبة
يعين أن الإنسان إذا قصد أمراً وجد إليه طريقاً فإن أقر بالعجز على نفسه ففي أمره ريبة. قال أبو الهيثم: هذا أحق مثلف ضربته العرب.
عهدك بالفاليات قديم
يضرب لما فات ويتعذر تداركه. وأصله في الرأس يبعد عهده بالدهن والفلي.
عرفطة تسقى من الغوادق
العرفطة، شجرة من العضاه خشنة المس. والغدق، الماء الكثير، وهو في الأصل مصدر، يقال: غدقت عين الماء، أي غزرت، ثم يوصف به فيقال: ماء غدق. ويقال: سحابة غادقة. والغوادق، السحاب الكثير الماء. يضرب للشرير يكرم ويبجل.
عوراء جاءت والندي مقفر
العوراء، الكلمة الفاحشة. والندي والنادي، المجلس. والمقفر، الخالي. يضرب لمن يؤذي جليسه بكلامه وتعطيمه عليه من غير استحقاق.
عرجلة تعتقل الرماح
العرجلة، الرجالة في الحرب. والاعتقال، أن يمسك الفارس رمحه بين جنب الفرس وفخذه. يضب لمن يخبر عن نفسه بما ليس في وسعه.
أعتوبة بين ظماء جوع
يقال: بينهم أعتوبة يتعاتبون بها، أي إذا تعاتبوا أصلح ما بينهم العتاب. يضرب لقوم فقرأ إذلاء يفتخرون بما لا يملكون.
عارية الفرج وبت مطرح
لبت، كساء غليظ النسج، ويقال هو طيلسان ن خز. يضرب لمن رضي بالتقشف وهو قادر على ضده، أي هي عارية الفرج وعندها بت مطروح. ويحتمل أن يعني به أنها تتجمل وقد عجزت عما يستر عورتها.
عشيرة رفاغها توسع
يعني أن أفنية العشيرة أوسع وأحمل لجناياته. يضرب لمن يرجع بجنايته إلى العشيرة ويؤذيها بالقول والفعل.
عين بذات الحبقات تدمع
العين، عين الماء. والحبق، بقل من بقول السهل و الحزن. وتدمع كناية عن قلة الماء فيها. يضرب لمن له غنى وخيره قليل ولا ينتفع به إلا الإخساء، لأنه قال فيما بعد: وأردها الذئب وكلب أبقع.
عيش المضر حلوه مر مقر
المضر، الذي له ضرائر. والمقر، الشديد المرارة. يقال أنه يضرب لمن كان له كفاف فطلب عيشاً أرفع وأنفع فوقع فيما يتعبه.
عينك عبى والفؤاد في دد
الدد والددن والدداء، اللعب واللهو. ويقال: رجل عبران، وامرأة عبرى، أي باكية. يضرب لمن يظهر حزناً لحزنك وفي قلبه خلاف ذلك.
أعلام أرض جعلت بطائحا
الأعلام، الجبال واحدها علم. والبطائح، جمع البطيحة، وهي الأرض المنخفضة. يضرب لشراف قوم صاروا وضعاء، ولمن كان حقه أن يشكر فكفر.
عافيم في القدر ماء أكدر
العافي، ما يبقى في أسفل القدر لصاحبها. وقال: إذا رد عافي القدر من يستعيرها. وماء كدر وأكدر في لونه كدرة. يضرب لمن أحسن إليه فأساء المكافأة.
عراضة توري الزناد الكائل
العراضة، الهدية. والزند الكائل، الكابي يقال: كال الزند يكيل كيلاً إذا لم تخرج ناره، وإنما قيل الزناد الكائل ولم يقل الكائلة لأن الزناد وإن كان جمع زند فهو على وزن الواحد مثل الكتاب والجدار. وهذا كما قال امرؤ القيس: تزول اليماني ذي العياب المحمل. وكما قال زهير: من أفال مرء نم. يضرب لمن يخدع الناس بحسن منطقه. ويضرب في تأثير الرشا عند انغلاق المراد.
عشر والموت شجا الوريد
التعشير، نهيق الحمار عشرة أصوات في طلق واحد قال الشاعر:
لعمري لئن عشرت من خيفة الردى ... نهاق الحمير أنني لجزوع
وذلك أنهم كانوا إذا خافوا من وباء بلد عشروا تعشير الحمار قبل أن يدخلوه، وكانوا يزعمون أن ذلك ينفعهم. يقول عشر هذا الرجل والموت شجا وريده، أي مما شجا به وريده. يريد قرب الموت منه. يضرب لمن يجزع حين لا ينفعه الجزع.
أعلم بمنبت القصيص
والمعنى: أنه عارف بموضع حاجته. و القصيص، منابت الكمأة ولا يعلم بذلك إلا عالم بأمور النبات. وأما قولهم:
أعلم من أين يؤكل الكتف
فزعم الأصمعي أن العرب تقول للضعيف الرأي: لا يحسن أكل لحم الكتف. قلت: أورد حمزة هذين المثلين في كتاب أفعل، وهما وإن كانا لأفعل فهذا الموضع أولى بهما لأنهما عريا من، من.
ما على أفعل من هذا الباب
أعز من كليب وائل
العجز ريبة
يعين أن الإنسان إذا قصد أمراً وجد إليه طريقاً فإن أقر بالعجز على نفسه ففي أمره ريبة. قال أبو الهيثم: هذا أحق مثلف ضربته العرب.
عهدك بالفاليات قديم
يضرب لما فات ويتعذر تداركه. وأصله في الرأس يبعد عهده بالدهن والفلي.
عرفطة تسقى من الغوادق
العرفطة، شجرة من العضاه خشنة المس. والغدق، الماء الكثير، وهو في الأصل مصدر، يقال: غدقت عين الماء، أي غزرت، ثم يوصف به فيقال: ماء غدق. ويقال: سحابة غادقة. والغوادق، السحاب الكثير الماء. يضرب للشرير يكرم ويبجل.
عوراء جاءت والندي مقفر
العوراء، الكلمة الفاحشة. والندي والنادي، المجلس. والمقفر، الخالي. يضرب لمن يؤذي جليسه بكلامه وتعطيمه عليه من غير استحقاق.
عرجلة تعتقل الرماح
العرجلة، الرجالة في الحرب. والاعتقال، أن يمسك الفارس رمحه بين جنب الفرس وفخذه. يضب لمن يخبر عن نفسه بما ليس في وسعه.
أعتوبة بين ظماء جوع
يقال: بينهم أعتوبة يتعاتبون بها، أي إذا تعاتبوا أصلح ما بينهم العتاب. يضرب لقوم فقرأ إذلاء يفتخرون بما لا يملكون.
عارية الفرج وبت مطرح
لبت، كساء غليظ النسج، ويقال هو طيلسان ن خز. يضرب لمن رضي بالتقشف وهو قادر على ضده، أي هي عارية الفرج وعندها بت مطروح. ويحتمل أن يعني به أنها تتجمل وقد عجزت عما يستر عورتها.
عشيرة رفاغها توسع
يعني أن أفنية العشيرة أوسع وأحمل لجناياته. يضرب لمن يرجع بجنايته إلى العشيرة ويؤذيها بالقول والفعل.
عين بذات الحبقات تدمع
العين، عين الماء. والحبق، بقل من بقول السهل و الحزن. وتدمع كناية عن قلة الماء فيها. يضرب لمن له غنى وخيره قليل ولا ينتفع به إلا الإخساء، لأنه قال فيما بعد: وأردها الذئب وكلب أبقع.
عيش المضر حلوه مر مقر
المضر، الذي له ضرائر. والمقر، الشديد المرارة. يقال أنه يضرب لمن كان له كفاف فطلب عيشاً أرفع وأنفع فوقع فيما يتعبه.
عينك عبى والفؤاد في دد
الدد والددن والدداء، اللعب واللهو. ويقال: رجل عبران، وامرأة عبرى، أي باكية. يضرب لمن يظهر حزناً لحزنك وفي قلبه خلاف ذلك.
أعلام أرض جعلت بطائحا
الأعلام، الجبال واحدها علم. والبطائح، جمع البطيحة، وهي الأرض المنخفضة. يضرب لشراف قوم صاروا وضعاء، ولمن كان حقه أن يشكر فكفر.
عافيم في القدر ماء أكدر
العافي، ما يبقى في أسفل القدر لصاحبها. وقال: إذا رد عافي القدر من يستعيرها. وماء كدر وأكدر في لونه كدرة. يضرب لمن أحسن إليه فأساء المكافأة.
عراضة توري الزناد الكائل
العراضة، الهدية. والزند الكائل، الكابي يقال: كال الزند يكيل كيلاً إذا لم تخرج ناره، وإنما قيل الزناد الكائل ولم يقل الكائلة لأن الزناد وإن كان جمع زند فهو على وزن الواحد مثل الكتاب والجدار. وهذا كما قال امرؤ القيس: تزول اليماني ذي العياب المحمل. وكما قال زهير: من أفال مرء نم. يضرب لمن يخدع الناس بحسن منطقه. ويضرب في تأثير الرشا عند انغلاق المراد.
عشر والموت شجا الوريد
التعشير، نهيق الحمار عشرة أصوات في طلق واحد قال الشاعر:
لعمري لئن عشرت من خيفة الردى ... نهاق الحمير أنني لجزوع
وذلك أنهم كانوا إذا خافوا من وباء بلد عشروا تعشير الحمار قبل أن يدخلوه، وكانوا يزعمون أن ذلك ينفعهم. يقول عشر هذا الرجل والموت شجا وريده، أي مما شجا به وريده. يريد قرب الموت منه. يضرب لمن يجزع حين لا ينفعه الجزع.
أعلم بمنبت القصيص
والمعنى: أنه عارف بموضع حاجته. و القصيص، منابت الكمأة ولا يعلم بذلك إلا عالم بأمور النبات. وأما قولهم:
أعلم من أين يؤكل الكتف
فزعم الأصمعي أن العرب تقول للضعيف الرأي: لا يحسن أكل لحم الكتف. قلت: أورد حمزة هذين المثلين في كتاب أفعل، وهما وإن كانا لأفعل فهذا الموضع أولى بهما لأنهما عريا من، من.
ما على أفعل من هذا الباب
أعز من كليب وائل
(1/213)
هو كليب بن ربيعة بن الحرث بن زهير، وكان سيد ربيعة في زمانه، وقد بلغ من عزه أنه كان يحمي الكلأ فلا يقرب حماه، ويجير الصيد فلا يهاج، وكان إذا مر بروضة أعجبته، أو غدير ارتضاه، كنع كليباً ثم رمى به هناك، فحيث بلغ عواؤه كان حمى لا يرعى، وكان اسم كليب ابن ربيعة وائلاً، فلما حمى كليبه المومى الكلأ قيل أعز من كليب وائل، ثم غلب هذا الاسم عليه حتى ظنوه اسمه، وكان من عزه لا يتكلم أحد في مجلسه ولا يحتبي أحد عنده، ولذلك قال أخوه مهلهل بعد موته:
نبئت أن النار بعدك أوقدت ... واستب بعدك يا كليب المجلس
وتكلموا في أمر كل عظيمة ... لو كنت شاهدهم بها لم ينسبوا
وفيه أيضاً يقول معبد بن سعنة التميمي:
كفعل كليب كنت خبرت أنه ... يخطط أكلاء المياه ويمنع
يجير على أفناء بكر بن وائل ... أرانب ضاح والظباء فترتع
وكليب هذا هو الذي قتله جساس بن مرة الشيباني، وقد ذكرت قصته عند قولهم: أشأم من البسوس، في باب الشين.
أعيا من باقل
هو رجل من أياد. قال أبو عبيدة: باقل رجل من ربيعة بلغ من عيه أنه اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً، فمر بقوم فقالوا له: بكم اشتريت الظبي؟ فمد يده ودلع لسانه، يريد أحد عشر، فشرد الظبي وكان تحت إبطه. قال حميد الأرقط، في ضيف له أكثر من الطعام حتى منعه ذلك من الكلام:
أتانا وما داناه سحبان وائل ... بياناً وعلماً بالذي هو قائل
فما زال منه اللقم حتى كأنه ... من العي لما أن تكلم باقل
يقول وقد ألقى المراسي للقرى ... أبن لي ما الحجاج بالناس فاعل
يدلل كفاه ويحدر حلقه ... إلى البطن ما ضمت عليه الأنامل
فقلت لعمري ما لهذا طرقتنا ... فكل ودع الأرجاف ما أنت آكل
أعز من الزباء
هي امرأة من العماليق، وأمها من الروم، وكانت ملكة الحيرة تغزو بالجيوش، وهي التي غزت مارداً والأبلق، وهما حصنان كانا للسموءل بن عاديا اليهودي، وكان مارد مبنياً من حجارة سود، والأبلق من حجارة سود وبيض، فاستصعبا عليها فقالت: تمرد مارد وعز الأبلق. فذهبت مثلاً. وقد تقدمت قصتها مع جذيمة قبل.
أعيا من يد في رحم
يضرب لمن يتحير في الأمر ولا يتوجه له. قال أبو الندى: ما في الدنيا أعيا منها لأن صاحبها يتقي كل شيء، قد دهن يده بدهن وغسلها بماء حتى تلين ولا يلتزق بها الرحم، فهو لا يكاد يمس بيده شيئاً حتى يفرغ.
أعز من الأبلق العقوق
يضرب لما يعز وجوده، وذلك لأن العقوق ف ي الإناث ولا تكون في الذكور. قال المفضل: إن المثل لخالد بن مالك النهشلي قاله للنعمان بن المنذر، وكان أسر ناساً من بني مازن بن عمرو بن تميم فقال: من يكفل بهؤلاء؟ فقال خالد: أنا. فقال النعمان: وبما أحدثوا؟ فقال خالد: نعم، وإن كان الأبلق العقوق. فذهبت مثلاً. يضرب في عزة الشيء. والعرب كانت تسمي الوفاء الأبلق العقوق لعزة وجود.
أعقر من بغلة وأعقم من بغلة أعز من بيض الأنوق
قالوا: الأنوق الرحمة، وعز بيضها لأنه لا يظفر به لأن أوكارها في رؤوس الجبال والأماكن الصعبة البعيدة قال الأخطل:
من الجاريات الحور مطلب سرها ... كبيض الأنوق المستكنة في الوكر
أعز من الغراب الأعصم
قال حمزة: هذا أيضاً في طريق الأبلق العقوق في أنه لا يوجد، وذلك أن الأعصم الذي تكون أحدى رجليه بيضاء، والغراب لا يكون كذلك. وفي الحديث: إن عائشة في النساء كالغراب الأعصم.
أعز من قنوع
هو من قول الشاعر:
وكنت أعز عزاً من قنوع ... ترفع عن مطالبة الملول
فصرت أذل من معنى دقيق ... به فقر إلى ذهن جليل
وأما قولهم:
أعز من الكبريت الأحمر
فيقال هو الذهب الأحمر. ويقال بل هو لا يوجد إلا أن يذكر. وقال:
عز الوفاء فلا وفاء وإنه ... لأعز وجداناً من الكبريت
أعز من مروان القرظ
نبئت أن النار بعدك أوقدت ... واستب بعدك يا كليب المجلس
وتكلموا في أمر كل عظيمة ... لو كنت شاهدهم بها لم ينسبوا
وفيه أيضاً يقول معبد بن سعنة التميمي:
كفعل كليب كنت خبرت أنه ... يخطط أكلاء المياه ويمنع
يجير على أفناء بكر بن وائل ... أرانب ضاح والظباء فترتع
وكليب هذا هو الذي قتله جساس بن مرة الشيباني، وقد ذكرت قصته عند قولهم: أشأم من البسوس، في باب الشين.
أعيا من باقل
هو رجل من أياد. قال أبو عبيدة: باقل رجل من ربيعة بلغ من عيه أنه اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً، فمر بقوم فقالوا له: بكم اشتريت الظبي؟ فمد يده ودلع لسانه، يريد أحد عشر، فشرد الظبي وكان تحت إبطه. قال حميد الأرقط، في ضيف له أكثر من الطعام حتى منعه ذلك من الكلام:
أتانا وما داناه سحبان وائل ... بياناً وعلماً بالذي هو قائل
فما زال منه اللقم حتى كأنه ... من العي لما أن تكلم باقل
يقول وقد ألقى المراسي للقرى ... أبن لي ما الحجاج بالناس فاعل
يدلل كفاه ويحدر حلقه ... إلى البطن ما ضمت عليه الأنامل
فقلت لعمري ما لهذا طرقتنا ... فكل ودع الأرجاف ما أنت آكل
أعز من الزباء
هي امرأة من العماليق، وأمها من الروم، وكانت ملكة الحيرة تغزو بالجيوش، وهي التي غزت مارداً والأبلق، وهما حصنان كانا للسموءل بن عاديا اليهودي، وكان مارد مبنياً من حجارة سود، والأبلق من حجارة سود وبيض، فاستصعبا عليها فقالت: تمرد مارد وعز الأبلق. فذهبت مثلاً. وقد تقدمت قصتها مع جذيمة قبل.
أعيا من يد في رحم
يضرب لمن يتحير في الأمر ولا يتوجه له. قال أبو الندى: ما في الدنيا أعيا منها لأن صاحبها يتقي كل شيء، قد دهن يده بدهن وغسلها بماء حتى تلين ولا يلتزق بها الرحم، فهو لا يكاد يمس بيده شيئاً حتى يفرغ.
أعز من الأبلق العقوق
يضرب لما يعز وجوده، وذلك لأن العقوق ف ي الإناث ولا تكون في الذكور. قال المفضل: إن المثل لخالد بن مالك النهشلي قاله للنعمان بن المنذر، وكان أسر ناساً من بني مازن بن عمرو بن تميم فقال: من يكفل بهؤلاء؟ فقال خالد: أنا. فقال النعمان: وبما أحدثوا؟ فقال خالد: نعم، وإن كان الأبلق العقوق. فذهبت مثلاً. يضرب في عزة الشيء. والعرب كانت تسمي الوفاء الأبلق العقوق لعزة وجود.
أعقر من بغلة وأعقم من بغلة أعز من بيض الأنوق
قالوا: الأنوق الرحمة، وعز بيضها لأنه لا يظفر به لأن أوكارها في رؤوس الجبال والأماكن الصعبة البعيدة قال الأخطل:
من الجاريات الحور مطلب سرها ... كبيض الأنوق المستكنة في الوكر
أعز من الغراب الأعصم
قال حمزة: هذا أيضاً في طريق الأبلق العقوق في أنه لا يوجد، وذلك أن الأعصم الذي تكون أحدى رجليه بيضاء، والغراب لا يكون كذلك. وفي الحديث: إن عائشة في النساء كالغراب الأعصم.
أعز من قنوع
هو من قول الشاعر:
وكنت أعز عزاً من قنوع ... ترفع عن مطالبة الملول
فصرت أذل من معنى دقيق ... به فقر إلى ذهن جليل
وأما قولهم:
أعز من الكبريت الأحمر
فيقال هو الذهب الأحمر. ويقال بل هو لا يوجد إلا أن يذكر. وقال:
عز الوفاء فلا وفاء وإنه ... لأعز وجداناً من الكبريت
أعز من مروان القرظ
(1/214)
هو مروان بن زنباع العبسي، وكان يحمي القرظ لعزه. ويقال: بل سمي بذلك لأنه كان يغزو اليمن وبها منابت القرظ. ووصف مروان هذا للمنذر بن ماء السماء فاستوقده عليه فقال له: أنت مع ما حببت به من العز في قومك كيف علمك بهم؟ فقالت: أبيت اللعن، أني إن لم أعلمهم لم أعلم غيرهم. قال: ما تقول في عبس؟ قال: رمح حديد أن لم تطعن به يطعنك. قال: ما تقول في فزارة؟ قال: واد يحمى ويمنع. قال: فما تقول في مرة؟ قال: الحر بوادي عوف. قال: فما تقول في أشجع؟ قال: ليسوا بداعيك ولا بمجيبيك. قال فما تقول في عبد الله بن غطفان؟ قال: صقور لا تصيدك. قال: فما تقول في ثعلبة بن سعد؟ قال: أصوات ولا أنيس.
أعز من حليمة
هي بنت الحرث بن أبي شمر، ملك عرب الشام، وفيها سار المثل فقيل: ما يوم حليمة بسر. وهذا اليوم هو اليوم الذي قتل فيه المنذر بن ماء السماء ملك العراق، وكان قد سار بعربها إلى الحرث الأعرج الغساني، وهو الأكبر، وكان في عرب الشام، وهو أشهر أيام العرب، وإنما نسب هذا اليوم إلى حليمة لأنها حضرت المعركة محضضة لعسكر أبيها، فتزعم العرب أن النغبار ارتفع في يوم حليمة حتى سد عين الشمس فظهرت الكواكب المتباعدة عن مطلع الشمس، فسار المثل بهذا اليوم فقيل: لأرينك الكواكب ظهراً. وأخذه طرفة فقال:
إن تنوله فقد تمنعه ... وتريه النجم يجري بالظهر
وقد ذكر النابغة يوم حليمة في شعره فقال يصف السيوف:
تخيرن من أزمان عهد حليمة ... إلى اليوم قد جربن كل التجارب
أعز من أم قرفة
هي امرأة فزارية كانت تحب مالك بن حذيفة بن بدر، وكان يعلق في بيتها خمسون سيفاً لخمسين رجلاً كلهم لها محرم.
أعدى من الظليم
وذلك أنه إذا عدا مد جناحيه فكان حضره بين العدو والطيران.
أعدى من الحية
هذا من العداء وهو الظلم. و هذا كقولهم: أظلم من حية. وأما قولهم:
أعدى من الذئب
فمن العداء والعداوة والعدو. وقولهم:
أعدى من العقرب
هذا من العداء والعداوة. وقولهم:
أعدى من الجرب
من العدوى. وكذلك:
أعدى من الثؤباء
من العدوى أيضاً والثؤباء، التثاؤب. وزعموا أن شظاظاً كان على ناقة يتبع رجلاً مغيراً، فتثاءب شظاظ، فتثاءبت ناقته، وتثاءبت ناقة الرجل المطلوب، فتثاءب الرجل من فوقها فقال:
أعديتني فمن ترى أعداك ... لا حل من أغفى ولا عداك
قال حمزة: يقول لا حل رحله من أركضك قلت قد روى حمزة: لا حل من غفا. ثم قال في تفسيره: لا حل رحله من أركضك. وليس في البيت ما يدل على هذا المعنى لأن غفا غير معروف. قال ابن السكيت: تقول أركضت إذا نمت، ولا تقل غفوت. يقول: لا حل رحله من نام ولم يركضك حتى تفلت. والدليل عليه قول حمزة بعد هذا: ثم التفت الرجل فإذا شظاظ في طلبه فأجهدها حتى أفلت. وهذا هو الوجه.
أعدى من الشنفري
أعز من حليمة
هي بنت الحرث بن أبي شمر، ملك عرب الشام، وفيها سار المثل فقيل: ما يوم حليمة بسر. وهذا اليوم هو اليوم الذي قتل فيه المنذر بن ماء السماء ملك العراق، وكان قد سار بعربها إلى الحرث الأعرج الغساني، وهو الأكبر، وكان في عرب الشام، وهو أشهر أيام العرب، وإنما نسب هذا اليوم إلى حليمة لأنها حضرت المعركة محضضة لعسكر أبيها، فتزعم العرب أن النغبار ارتفع في يوم حليمة حتى سد عين الشمس فظهرت الكواكب المتباعدة عن مطلع الشمس، فسار المثل بهذا اليوم فقيل: لأرينك الكواكب ظهراً. وأخذه طرفة فقال:
إن تنوله فقد تمنعه ... وتريه النجم يجري بالظهر
وقد ذكر النابغة يوم حليمة في شعره فقال يصف السيوف:
تخيرن من أزمان عهد حليمة ... إلى اليوم قد جربن كل التجارب
أعز من أم قرفة
هي امرأة فزارية كانت تحب مالك بن حذيفة بن بدر، وكان يعلق في بيتها خمسون سيفاً لخمسين رجلاً كلهم لها محرم.
أعدى من الظليم
وذلك أنه إذا عدا مد جناحيه فكان حضره بين العدو والطيران.
أعدى من الحية
هذا من العداء وهو الظلم. و هذا كقولهم: أظلم من حية. وأما قولهم:
أعدى من الذئب
فمن العداء والعداوة والعدو. وقولهم:
أعدى من العقرب
هذا من العداء والعداوة. وقولهم:
أعدى من الجرب
من العدوى. وكذلك:
أعدى من الثؤباء
من العدوى أيضاً والثؤباء، التثاؤب. وزعموا أن شظاظاً كان على ناقة يتبع رجلاً مغيراً، فتثاءب شظاظ، فتثاءبت ناقته، وتثاءبت ناقة الرجل المطلوب، فتثاءب الرجل من فوقها فقال:
أعديتني فمن ترى أعداك ... لا حل من أغفى ولا عداك
قال حمزة: يقول لا حل رحله من أركضك قلت قد روى حمزة: لا حل من غفا. ثم قال في تفسيره: لا حل رحله من أركضك. وليس في البيت ما يدل على هذا المعنى لأن غفا غير معروف. قال ابن السكيت: تقول أركضت إذا نمت، ولا تقل غفوت. يقول: لا حل رحله من نام ولم يركضك حتى تفلت. والدليل عليه قول حمزة بعد هذا: ثم التفت الرجل فإذا شظاظ في طلبه فأجهدها حتى أفلت. وهذا هو الوجه.
أعدى من الشنفري
(1/215)
هذا من العدو. ومن حديثه، فما ذكر أبو عمرو الشيباني، أنه خرج هو وتأبط شراً وعمرو بن براق فأغاروا على بجيلة فوجدوا لهم رصداً على الماء، فلما مالوا له في جوف الليل قال لهما تأبط شراً: أن بالماء رصداً، وإني لأسمع وجيب قلوب القوم. فقالا: ما تسمع شيئاً، وما هو إلا قلبك يجب. فوضع أيديهما على قلبه وقال: والله ما يجب، وما كان وجاباً. قالوا: فلا بد لنا من ورود الماء. فخرج الشنفري، فلما رآه الرصد عرفوه، فتركوه حتى شرب من الماء ورجع إلى أصحابه فقال: والله ما بالماء أحد، ولقد شربت من الحوض. فقال تأبط شراً للشنفري: بلى، ولكن القوم لا يريدونك وإنما يريدونني. ثم ذهب ابن براق فشرب ورجع، ولم يعرضوا له. فقال تأبط شراً للشنفري: إذا أنا كرعت في الحوض فإن القوم سيشدون علي فيأسرونني، فاذهب كأنك تهرب، ثم كن في أصل ذلك القرن، فإذا سمعتني أقول: خذوا خذوا. فتعال فأطلقني. وقال لان براق: إني سآمرك أن تستأسر للقوم، فلا تنأعنهم، ولا تمكنهم من نفسك. ثم مر تأبط شراً: حتى ورد الماء، فحين كرع في الحوض شدوا عليه فأخذوه وكتفوه بوتر، وطار الشنفري فأتى حيث أمره، وانحاز ابن براق حيث يرون، فقال تأبط شراً: يا معشر بجيلة، هل لكم في خير؟ أن تياسرونا في الفداء ويستأسر لكم ابن براق. قالوا: نعم. فقال: ويلك يا ابن براق، أما الشنفري فقد طار وهو يصطلي نار بني فلان، وقد علمت ما بيننا وبين أهلك، فهل لك أن تستأسر وتياسرونا في الفداء؟ قال: لا والله حتى أروز نفسي شوطاً أو شوطين. فجعل يستن نحو الجبل ويرجع. حتى إذا رأوا أنه قد أعيا طمعوا فيه فاتبعوه، ونادى تأبط شراً: خذوا خذوا. فخالف الشنفري إلى تأبط شراً فقطع وثاقه، فلما رآه ابن براق. وقد خرج من وثاقه مال إلى عنده، فناداهم تأبط شراً: يا معشر بجيلة، أعجبكم عدو ابن براق، أما والله لأعدون لكم عدواً ينسيكم عدوه، ثم أحضروا ثلاثتهم فنجوا. وفي ذلك يقول تأبط شراً:
ليلة صاحوا وأغروا بي سراعهم ... بالعيبتين لدى معدى ابن براق
كأنما حثحثوا حصا قوادمه ... أو أم خشف بذي شث وطباق
لا شيء أسرع مني غير ذي عذر ... أو ذي جناح بجنب الريد خفاق
فكل هؤلاء الثلاثة كانوا عدائين ولم يسر المثل إلا بالشنفري.
أعدى من السليك
هذا من العدو أيضاً. ومن حديثه فيما زعم أبو عبيدة، أنه رأته طلائع جيش لبكر بن وائل، جاءوا متجردين ليغيروا على تميم ولا يعلم بهم، فقالوا: إن علم السليك بنا أنذر قومه. فبعثوا إليه فارسين على جوادين، فلما هايجاه خرج يمحص كأنه ظبي، فطارداه سحابة نهاره ثم قالا: إذا كان الليل أعيا فسقط فنأخذه. فلما أصبحا وجدا أثره قد عثر بأصل شجرة فنزا وندرت قوسه فانحطمت، فوجدا قصدة منها قد ارتزت في الأرض فقالا: لعل هذا كان من أول الليل ثم فتر. فتبعاه فإذا أثره متفاجاً قد بال في الأرض وخد فقالا: ما له؟ قاتله الله، ما أشد متنه! والله لأتبعناه. وانصرفا. فنم السليك غلى قومه فأنذرهم، فكذبوه لبعد الغاية فقال:
يكذبني العمران عمرو بن جندب ... وعمرو بن سعد والمكذب أكذب
سعيت لعمري سعي غير معجز ... ولا نأنا لو أنني لا أكذب
ثكلتكما أن لم أكن قد رأيتها ... كراديس يهديها إلى الحي موكب
كراديس فيها الحوفزان وحوله ... فوارس همام متى يدع يركبوا
وجاء الجيش فأغاروا. وسليك تميمي من بني سعد، وسلكة أمة، وكانت سوداء وإليها ينسب. والسلكية، ولد الحجل. وذكر أبو عبيدة السليك في العدائين مع المنتشرين وهب الباهلي وأوفى بن مطر المازني، والمثل سار بسليك من بينهم.
أعق من ضب
ليلة صاحوا وأغروا بي سراعهم ... بالعيبتين لدى معدى ابن براق
كأنما حثحثوا حصا قوادمه ... أو أم خشف بذي شث وطباق
لا شيء أسرع مني غير ذي عذر ... أو ذي جناح بجنب الريد خفاق
فكل هؤلاء الثلاثة كانوا عدائين ولم يسر المثل إلا بالشنفري.
أعدى من السليك
هذا من العدو أيضاً. ومن حديثه فيما زعم أبو عبيدة، أنه رأته طلائع جيش لبكر بن وائل، جاءوا متجردين ليغيروا على تميم ولا يعلم بهم، فقالوا: إن علم السليك بنا أنذر قومه. فبعثوا إليه فارسين على جوادين، فلما هايجاه خرج يمحص كأنه ظبي، فطارداه سحابة نهاره ثم قالا: إذا كان الليل أعيا فسقط فنأخذه. فلما أصبحا وجدا أثره قد عثر بأصل شجرة فنزا وندرت قوسه فانحطمت، فوجدا قصدة منها قد ارتزت في الأرض فقالا: لعل هذا كان من أول الليل ثم فتر. فتبعاه فإذا أثره متفاجاً قد بال في الأرض وخد فقالا: ما له؟ قاتله الله، ما أشد متنه! والله لأتبعناه. وانصرفا. فنم السليك غلى قومه فأنذرهم، فكذبوه لبعد الغاية فقال:
يكذبني العمران عمرو بن جندب ... وعمرو بن سعد والمكذب أكذب
سعيت لعمري سعي غير معجز ... ولا نأنا لو أنني لا أكذب
ثكلتكما أن لم أكن قد رأيتها ... كراديس يهديها إلى الحي موكب
كراديس فيها الحوفزان وحوله ... فوارس همام متى يدع يركبوا
وجاء الجيش فأغاروا. وسليك تميمي من بني سعد، وسلكة أمة، وكانت سوداء وإليها ينسب. والسلكية، ولد الحجل. وذكر أبو عبيدة السليك في العدائين مع المنتشرين وهب الباهلي وأوفى بن مطر المازني، والمثل سار بسليك من بينهم.
أعق من ضب
(1/216)
قال حمزة: أرادوا ضبة، فكثر الكلام بها فقالوا ضب قلت يجوز أن يكون الضب اسم الجنس كالنعام والحمام والجراد، وإذا كان كذلك وقع على الذكر والأنثى. قال: وعقوقها: أنها تأكل أولادها، وذلك أن الضبة إذا باضت حرست بيضها من كل ما قدرت عليه من ورل وحية وغير ذلك، فإذا نقبت أولادها وخرجت من البيض ظنتها شيئاً يريد بيضها فوثبت عليها تقتلها فلا ينجو منها إلا الشريد. وهذا مثل قد وضعته العرب في موضعه، وأتت بعلته، ثم جاءت إلى ما هو في العقوق مثل الضبة فضربت به المثل على الضد فقالوا: أبر من هرة، وهي أيضاً تأكل أولادها، فحين سئلوا عن الفرق، وجهوا أكل الهرة أولادها إلى شدة الحب لها فلم يأتوا في ذلك بحجة مقنعة. قال الشاعر:
أما ترى الدهر وهذا الورى ... كهرة تأكل أولادها
وقالوا أيضاً: أكرم من الأسد، وألأم من الذئب، فحين طولبوا بالفرق قالوا: كرم الأسد أنه عند شبعه يتجافى عما يمر به. ولؤم الذئب أنه في كل أوقاته متعرض لكل ما يعرض له. قالوا: ومن تمام لرمه أنه في كل أوقاته متعرض لكل ما يعرض له. قالوا: ومن تمام لؤمه أنه ربما يعرض للإنسان منه اثنان فيتساندان ويقبلان عليه إقبالاً واحداً، فإن أدمى الإنسان واحداً من الذئبين وثب الذئب الآخر على الذئب المدمى فمزقه وأكله وترك الإنسان. وأنشدوا لبعضهم:
وكنت كذئب السوء لما رأى دماً ... بصاحبه يوماً أحال على الدم
أحال، أي أقبل. قالوا: فليس في خلق الله تعالى ألأم من هذه البهجة إذ يحدث لها عند رؤية الدم بمجانسها الطمع فيه، ثم يحدث ذلك الطمع لها قوة تعدو بها على الآخر. ومما أجروه مجرى الذئب والأسد والضب والهر في تضاد النعوت الكبش والتيس فإنه يقولون للرئيس يا كبش، وللجاهل يا تيس، ولا يأتون في ذلك بعلة. وكذلك المعز والضأن يقولون فيهما: فلان ماعز من الرجال، وفلان أمعز من فلان، أي أمتن منه. ثم يقولون: فلان نعجة من النعاج، إذا وصفوه بالضعف والموق. و قالوا: العنوق بعد النوق، ولم يقولوا الحمل بعد الجمل. قال حمزة: فمعنى قولهم العنوق بعد النوق، أي بعد الحال الجليلة صغر أمركم، وهذا كما يقال الحور بعد الكور. وكذلك يقولون: أبعد النوق العنوق، فإن أرادوا ضد ذلك قالوا: أبعد العنوق النوق. والأفراس عند العرب معز الخيل، والبرازين ضأنها، كما أن البخت ضأن الإبل، والجواميس ضأن البقر. وهذا كما حكي عن ثمامة أنه قال: النمل ضأن الذر. وخالفه مخالف فقال: النمل والذر. وخالفه مخالف فقال: النمل والذر كالفأر والجرذان.
أعق من ذئبة
لأنها تكون مع ذئبها فيرمى، فإذا رأته أنه قد دمي شدت عليه فأكلته. قال رؤبة:
فلا تكوني يا ابنة الأشم ... ورقاء دمى ذئبها المدمى
وقال آخر:
فتى ليس لابن العم كالذئب أن رأى ... بصاحبه يوماً دماً فهو آكله
أعطش من ثعالة قد اختلفوا في التفسير. فزعم محمد بن حبيب أنها الثعلب. وخالفه ابن الأعرابي فزعم أن ثعالة رجل من بني مجاشع، خرج هو ونجيح ابن عبد الله بن مجاشع في غزاة ففوزا، فلقم كل واحد منهما فيشلة الآخر، وشرب بوله، فتضاعف العطش عليهما من ملوحة البول، فماتا عطشانين، فضربت العرب بثعالة المثل، وأنشد لجرير:
ما كان ينكر في غزي مجاشع ... أكل الخزي رولا ارتضاع الفيشل
وقال:
وضعتم ثم بال على لحاكم ... ثعالة حين لم تجدوا شرابا
أعطش من النقاقة
ويروى من النقاق أيضاً، يعنون به الضفدع، وذلك أنه إذا فارق الماء مات. ويقال للإنسان إذا جاع: نقت ضفادع بطنه، وصاحت عصافير بطنه.
أعطش من النمل
لأنه يكون في القفار حيث لا ماء ولا مشرب.
أعذب من ماء البارق
وهو ماء السحاب يكون فيه البرق.
وماء الغنادية
وهو ماء السحابة التي تغدو.
وماء المفاصل
وهو ماء المفصل بين الجبلين. قال أبو ذؤيب:
وأن حديثاً منك لو تبذلينه ... جنى النحل في ألبان عوذ مطافل
مطافل أبكار حديث نتاجها ... تشاب بماء مثل ماء المفاصل
وماء الحشرج
وهو ماء الحصى. قال:
فلثمت فاها آخذاً بقرونها ... شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
ويقال: الحشرج الحسى. ويقال وهو الكوز اللطيف.
أما ترى الدهر وهذا الورى ... كهرة تأكل أولادها
وقالوا أيضاً: أكرم من الأسد، وألأم من الذئب، فحين طولبوا بالفرق قالوا: كرم الأسد أنه عند شبعه يتجافى عما يمر به. ولؤم الذئب أنه في كل أوقاته متعرض لكل ما يعرض له. قالوا: ومن تمام لرمه أنه في كل أوقاته متعرض لكل ما يعرض له. قالوا: ومن تمام لؤمه أنه ربما يعرض للإنسان منه اثنان فيتساندان ويقبلان عليه إقبالاً واحداً، فإن أدمى الإنسان واحداً من الذئبين وثب الذئب الآخر على الذئب المدمى فمزقه وأكله وترك الإنسان. وأنشدوا لبعضهم:
وكنت كذئب السوء لما رأى دماً ... بصاحبه يوماً أحال على الدم
أحال، أي أقبل. قالوا: فليس في خلق الله تعالى ألأم من هذه البهجة إذ يحدث لها عند رؤية الدم بمجانسها الطمع فيه، ثم يحدث ذلك الطمع لها قوة تعدو بها على الآخر. ومما أجروه مجرى الذئب والأسد والضب والهر في تضاد النعوت الكبش والتيس فإنه يقولون للرئيس يا كبش، وللجاهل يا تيس، ولا يأتون في ذلك بعلة. وكذلك المعز والضأن يقولون فيهما: فلان ماعز من الرجال، وفلان أمعز من فلان، أي أمتن منه. ثم يقولون: فلان نعجة من النعاج، إذا وصفوه بالضعف والموق. و قالوا: العنوق بعد النوق، ولم يقولوا الحمل بعد الجمل. قال حمزة: فمعنى قولهم العنوق بعد النوق، أي بعد الحال الجليلة صغر أمركم، وهذا كما يقال الحور بعد الكور. وكذلك يقولون: أبعد النوق العنوق، فإن أرادوا ضد ذلك قالوا: أبعد العنوق النوق. والأفراس عند العرب معز الخيل، والبرازين ضأنها، كما أن البخت ضأن الإبل، والجواميس ضأن البقر. وهذا كما حكي عن ثمامة أنه قال: النمل ضأن الذر. وخالفه مخالف فقال: النمل والذر. وخالفه مخالف فقال: النمل والذر كالفأر والجرذان.
أعق من ذئبة
لأنها تكون مع ذئبها فيرمى، فإذا رأته أنه قد دمي شدت عليه فأكلته. قال رؤبة:
فلا تكوني يا ابنة الأشم ... ورقاء دمى ذئبها المدمى
وقال آخر:
فتى ليس لابن العم كالذئب أن رأى ... بصاحبه يوماً دماً فهو آكله
أعطش من ثعالة قد اختلفوا في التفسير. فزعم محمد بن حبيب أنها الثعلب. وخالفه ابن الأعرابي فزعم أن ثعالة رجل من بني مجاشع، خرج هو ونجيح ابن عبد الله بن مجاشع في غزاة ففوزا، فلقم كل واحد منهما فيشلة الآخر، وشرب بوله، فتضاعف العطش عليهما من ملوحة البول، فماتا عطشانين، فضربت العرب بثعالة المثل، وأنشد لجرير:
ما كان ينكر في غزي مجاشع ... أكل الخزي رولا ارتضاع الفيشل
وقال:
وضعتم ثم بال على لحاكم ... ثعالة حين لم تجدوا شرابا
أعطش من النقاقة
ويروى من النقاق أيضاً، يعنون به الضفدع، وذلك أنه إذا فارق الماء مات. ويقال للإنسان إذا جاع: نقت ضفادع بطنه، وصاحت عصافير بطنه.
أعطش من النمل
لأنه يكون في القفار حيث لا ماء ولا مشرب.
أعذب من ماء البارق
وهو ماء السحاب يكون فيه البرق.
وماء الغنادية
وهو ماء السحابة التي تغدو.
وماء المفاصل
وهو ماء المفصل بين الجبلين. قال أبو ذؤيب:
وأن حديثاً منك لو تبذلينه ... جنى النحل في ألبان عوذ مطافل
مطافل أبكار حديث نتاجها ... تشاب بماء مثل ماء المفاصل
وماء الحشرج
وهو ماء الحصى. قال:
فلثمت فاها آخذاً بقرونها ... شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
ويقال: الحشرج الحسى. ويقال وهو الكوز اللطيف.
(1/217)
أعجل من نعجة إلى حوض لأنها إذا رأت الماء لم تنثن عنه بزجر ولا غيره حتى توافيه.
أعجل من معجل أسعد
قد مر تفسيره والخلاف فيه في باب الراء عند قولهم: أروى من معجل أسعد.
أعبث من قرد
لأنه إذا رأى إنساناً يولع بفعل شيء يفعله أخذ يفعل مثله.
أعيث من جعار
العيث، الفساد. وجعار، الضبع. وقد مر ذكره في مواضع من هذا الكتاب.
أعقد من ذنب الضب
قالوا أن عقده كثيرة. وزعموا أن بعض الحاضرة كسا أعرابياً ثوباً فقال له: لأكافنئك على فعلك بما أعلمك. كم في ذنب الضب من عقدة؟ قال: لا أدري. قال: فيه إحدى وعشرون عقدة.
أعزب رأياً من حاقن
الحاقن، الذي أخذه البول. ومن ذلك يقال: لا رأي لحاقن. وكذلك يقال:
أعزب رأياً من صارب
وهو الذي حبس غائطه. ومنه قولهم: صرب الصبي ليسمن.
أعمر من قراد
قال حمزة: العرب تدعي أن القراد يعيش سبعمائة سنة. قال: وهذا من أكاذيب الأعراب، والضحر منهم به دعاهم إلى هذا القول فيه.
أعمر من ضب
حكى الزبادي عن الأصمعي أنه قال: يبلغ الحسل مائة سنة ثم تسقط سنه، فحينئذ يسمى ضباً، وأنشد لرؤبة:
فقلت لو عمرت سن الحسل ... أو عمر نوح زمن الفطحل
والصخر مبتل كطين الوحل ... صرت رهين هرم أو قتل
أعمر من نسر
تزعم العرب أن النسر يعيش خمسمائة سنة. وقد مر ذكر لقمان ولبد فيما تقدم من الكتاب في باب الهمزة عند قولهم: أتى أبد على لبد.
أعمر من نصر
يعنون نصر بن دهمان. زعم أبو عبيدة أنه كان من قادة غطفان وسادتها فعمر حتى خرف، ثم عاد شاباً يافعاً، ورجع بياض شعره سواداً، ونبتت أسنانه بعد الدرد. قال أبو عبيدة: فليس في العرب أعجوبة مثلها. و أنشد لبعض شعراء العرب فيه:
كنصر بن دهمان الهنيدة عاشها ... وتسعين حولاً ثم قوم فانصاتا
وعاد سواد الراس بعد بياضه ... وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا
فعاش بخير في نعيم وغبطة ... ولكنه من بعد ذا كله ماتا
أعمر من معاذ
هذا مثل مولد إسلامي. ومعاذ هو معاذ بن مسلم، وكان صحب بني مروان في دولتهم، ثم صحب بني العباس وطعن في مائة وخمسين سنة فقال فيه الشاعر:
إن معاذ بن مسلم رجل ... ليس يقينا لعمره أمد
قد شاب رأس الزمان واكتهل ... الدهر وأثواب عمره جدد
قل لمعاذ إذا مررت به ... قد ضج من طول عمرك الأبد
يا بكر حواء كم تعيش وكم ... تسحب ذيل الحياة يا لبد
قد أصبحت دار آدم خربت ... وأنت فيها كأنك الوتد
تسأل غربانها إذا ُنعبت ... كيف يكون الصداع والرمد
مصححاً كالظليم ترفل في ... برديك منك الجبين يتقد
صاحبت نوحاً وضت بغلة ذي القرنين شيخاً لولدك الولد
ما قصر الجد يا معاذ ولا ... زحزح عنك الثراء والعدد
فاشخص ودعنا فإن غايتك الموت ... وإن شد ركنك الجلد
أعقل من ابن تقن
هذا رجل يقال له عمرو بن تقن، وهو الذي يضرب به المثل فيقال: أرمى من ابن تقن. وكان من عاد من عقلائها ودهاتها، وكان لقمان ابن عاد أراده على بيع إبل له معجبة، فامتنع عليه، واحتال لقمان في سرقتها منه فلم يمكنه ذلك، ولا وجد غرة منه. وفيه قال الشاعر:
أتجمع أن كنت ابن تقن فطانة ... وتغبن أحياناً هنات دواهيا
وأما قولهم:
هو أعلم بمنبت القصيص
فالمعنى أنه عارف بموضع حاجته. والقصيص، منابت الكمأة، ولا يعلم ذلك إلا عالم بأمور النبات. وأما قولهم: هو
أعلم من أين يؤكل الكتف
فزعم الأصمعي أن العرب تقول للضعيف الرأي أنه لا يحسن أكل لحم الكتف.
أعجز من هلباجة
أعجل من معجل أسعد
قد مر تفسيره والخلاف فيه في باب الراء عند قولهم: أروى من معجل أسعد.
أعبث من قرد
لأنه إذا رأى إنساناً يولع بفعل شيء يفعله أخذ يفعل مثله.
أعيث من جعار
العيث، الفساد. وجعار، الضبع. وقد مر ذكره في مواضع من هذا الكتاب.
أعقد من ذنب الضب
قالوا أن عقده كثيرة. وزعموا أن بعض الحاضرة كسا أعرابياً ثوباً فقال له: لأكافنئك على فعلك بما أعلمك. كم في ذنب الضب من عقدة؟ قال: لا أدري. قال: فيه إحدى وعشرون عقدة.
أعزب رأياً من حاقن
الحاقن، الذي أخذه البول. ومن ذلك يقال: لا رأي لحاقن. وكذلك يقال:
أعزب رأياً من صارب
وهو الذي حبس غائطه. ومنه قولهم: صرب الصبي ليسمن.
أعمر من قراد
قال حمزة: العرب تدعي أن القراد يعيش سبعمائة سنة. قال: وهذا من أكاذيب الأعراب، والضحر منهم به دعاهم إلى هذا القول فيه.
أعمر من ضب
حكى الزبادي عن الأصمعي أنه قال: يبلغ الحسل مائة سنة ثم تسقط سنه، فحينئذ يسمى ضباً، وأنشد لرؤبة:
فقلت لو عمرت سن الحسل ... أو عمر نوح زمن الفطحل
والصخر مبتل كطين الوحل ... صرت رهين هرم أو قتل
أعمر من نسر
تزعم العرب أن النسر يعيش خمسمائة سنة. وقد مر ذكر لقمان ولبد فيما تقدم من الكتاب في باب الهمزة عند قولهم: أتى أبد على لبد.
أعمر من نصر
يعنون نصر بن دهمان. زعم أبو عبيدة أنه كان من قادة غطفان وسادتها فعمر حتى خرف، ثم عاد شاباً يافعاً، ورجع بياض شعره سواداً، ونبتت أسنانه بعد الدرد. قال أبو عبيدة: فليس في العرب أعجوبة مثلها. و أنشد لبعض شعراء العرب فيه:
كنصر بن دهمان الهنيدة عاشها ... وتسعين حولاً ثم قوم فانصاتا
وعاد سواد الراس بعد بياضه ... وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا
فعاش بخير في نعيم وغبطة ... ولكنه من بعد ذا كله ماتا
أعمر من معاذ
هذا مثل مولد إسلامي. ومعاذ هو معاذ بن مسلم، وكان صحب بني مروان في دولتهم، ثم صحب بني العباس وطعن في مائة وخمسين سنة فقال فيه الشاعر:
إن معاذ بن مسلم رجل ... ليس يقينا لعمره أمد
قد شاب رأس الزمان واكتهل ... الدهر وأثواب عمره جدد
قل لمعاذ إذا مررت به ... قد ضج من طول عمرك الأبد
يا بكر حواء كم تعيش وكم ... تسحب ذيل الحياة يا لبد
قد أصبحت دار آدم خربت ... وأنت فيها كأنك الوتد
تسأل غربانها إذا ُنعبت ... كيف يكون الصداع والرمد
مصححاً كالظليم ترفل في ... برديك منك الجبين يتقد
صاحبت نوحاً وضت بغلة ذي القرنين شيخاً لولدك الولد
ما قصر الجد يا معاذ ولا ... زحزح عنك الثراء والعدد
فاشخص ودعنا فإن غايتك الموت ... وإن شد ركنك الجلد
أعقل من ابن تقن
هذا رجل يقال له عمرو بن تقن، وهو الذي يضرب به المثل فيقال: أرمى من ابن تقن. وكان من عاد من عقلائها ودهاتها، وكان لقمان ابن عاد أراده على بيع إبل له معجبة، فامتنع عليه، واحتال لقمان في سرقتها منه فلم يمكنه ذلك، ولا وجد غرة منه. وفيه قال الشاعر:
أتجمع أن كنت ابن تقن فطانة ... وتغبن أحياناً هنات دواهيا
وأما قولهم:
هو أعلم بمنبت القصيص
فالمعنى أنه عارف بموضع حاجته. والقصيص، منابت الكمأة، ولا يعلم ذلك إلا عالم بأمور النبات. وأما قولهم: هو
أعلم من أين يؤكل الكتف
فزعم الأصمعي أن العرب تقول للضعيف الرأي أنه لا يحسن أكل لحم الكتف.
أعجز من هلباجة
(1/218)
هو النؤوم الكسلان العطل الجافي. قال حمزة: وقد سار في وصف الهلباجة فصل لبعض الأعراب المتفصحين، وفصل آخر لبعض الحضريين، فأما وصف الأعرابي فإن الأصمعي قال: أخبرني خلف الأحمر أنه سأل ابن أبي كبشة بن القبعثرى عن الهلباجة فتردد في صدره من خبث الهلباجة ما لم يستطع معه إخراج وصفه في كلمة واحدة ثم قال: الهلباجة الضعيف العاجز الأخرق الأحمق الجلف الكسلان الساقط، لا معنى فيه ولا غناء عنده، ولا كفاية معه ولا عمل لديه، وبلى يستعمل، وضرسه أشد من عمله، فلا تحاضرن به مجلساً، وبلى فليحضر ولا يتكلمن. وأما وصف الحضري فإن بعض بلغاء الأمصار سئل عن الهلباجة فقال: هو الذي لا يرعوي لعذل العاذل، ولا يصغي إلى وعظ الواعظ، ينظر بعين حسود، ويعرض أعراض حقود، إن سأل ألحف، وإن سئل سوف، وإن حدث حلف، وإن وعد أخلف، وإن زجر عنف، وإن قدر عسف، وإن احتمل أسف، وإن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، وإن فرح أشر، وإن حزن يئس، وإن ضحك زأر، وإن بكى جأر، وإن حكم جار، وإن قدمته تأخر، وإن أخرته تقدم، وإن أعطاك من عليك، وإن أعطيته لم يشكرك، وإن أسررت إليه خانك، وإن أسر إليك اتهمك، وإن صار فوقك قهرك، وإن صار دونك حسدك، وإن وثقت به خانك، وإن انبسطت إليه شانك، وإن أكرمته أهانك، وإن غاب عنه الصديق سلاه، وإن حضر قلاه، وإن فاتحه لم يجبه، وإن أمسك عنه لم يبدأه، وإن بدأ بالود هجر، وإن بدأ بالبر جفا، وإن تكلم فضحه العي، وإن عمل قصر به الجهل، وإن اؤتمن غدر، وإن أجار اخفر، وإن عاهد نكث، وإن حلف حنث، لا يصدر عنه الآمل إلا بخيبة، ولا يضطر إليه حر غلا بمحنة. قال خلف الأحمر: سألت إعرابياً عن الهلباجة فقال: هو الأحمق الضخم القدم الأكول الذي والذي. ثم جعل يلقاني بعد ذلك ويزيد في التفسير كل مرة شيئاً، ثم قال لي بعد حين، وأراد الخروج: هو الذي جمع كل شر.
أعجز ممن قتل الدخان
هو الذي ضرب به المثل فقيل: أي فتى قتل الدخان؟ وقد مر ذكره في الباب الأول من الكتاب. قال ابن الأعاربي: هو رجل كان يطبخ قدراً فغشيه الدخان، فلم يتحول حتى قتله، فجعلت ابنته تبكيه وتقول: يا أبتاه، وأي فتى قتل الدخان؟ فلما أكثرت قال لها قائل: لو كان ذا حيلة تحول. وهذا أيضاً مثل. ولقوله تحول وجهان: أحدهما التنقل، والآخر طلب الحيلة. وأما قولهم:
أعجز عن الشيء من الثعلب عن العنقود
فإن أصل ذلك أن العرب تزعم أن الثعلب نظر إلى العنقود فرامه فلم ينله، فقال: هذا حامض. وحكى الشاعر ذلك فقال:
أيها العائب سلمى ... أنت عندي كثعاله
رام عنقوداً فلما ... أبصر العنقود طاله
قال هذا حامض ... لما رأى أن لا يناله
أعجز من مستطعم العنب من الدفلى
هذا من قول الشاعر:
هيهات جئت إلى دفلى تحركها ... مستطعماً عنباً حركت فالتقط
أعجز من جاني العنب من الشوك
هذا أيضاً من قول الشاعر:
إذا وترت أمرا فاحذر عداوته ... من يزرع الشوك لا يحصد به عنباً
قال حمزة: وهذا الشاعر أخذ هذا المثل من حكيم من حكماء العرب من قوله: من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة، ولن يجتني من شوكة عنبة.
أعطف من أم إحدى وعشرين
هي الدجاجة لأنها تحضن جميع فراخها وتزق كلها، وإن ماتت إحداهن تبين الغم فيها.
أعز من إست النمر
ويقال أمنع.
أعز من أنف الأسد
ويراد المنعة أيضاً.
أعطش من قمع
أعجل من كلب إلى ولوغه
أعرض من الدهماء
أعرى من إصبع ومن مغزل ومن حية
ومن الأيم ومن الراحة ومن الحجر الأسود
أعلق من قراد ومن الحناء أعطى من عقرب
لم يذكر حمزة معنى قوله: أعطى من عقرب. ويمكن أن يقال أنه اسم رجل معطاء، أو يقال أرادوا هذا العقرب المعروفة. وأعطى على هذا من العطو الذي هو التناول، أي أنه أكثر تناولاً لأعراض الناس من العقرب التي تأبر كل ما مرت به. فأما عقرب الذي يضرب به المثل فيقال: اتجر من عقرب، وأمطل من عقرب، فهو ممن لا يضرب به المثل في كثرة العطاء. هذا ما سنح في معنى هذا المثل. والله أعلم.
أعدل من الميزان
أعتق من بر
أعلم من دغفل
أعمر من ابن لسان الحمرة
أعلم من دعي
أعمق من البحر
أعجز ممن قتل الدخان
هو الذي ضرب به المثل فقيل: أي فتى قتل الدخان؟ وقد مر ذكره في الباب الأول من الكتاب. قال ابن الأعاربي: هو رجل كان يطبخ قدراً فغشيه الدخان، فلم يتحول حتى قتله، فجعلت ابنته تبكيه وتقول: يا أبتاه، وأي فتى قتل الدخان؟ فلما أكثرت قال لها قائل: لو كان ذا حيلة تحول. وهذا أيضاً مثل. ولقوله تحول وجهان: أحدهما التنقل، والآخر طلب الحيلة. وأما قولهم:
أعجز عن الشيء من الثعلب عن العنقود
فإن أصل ذلك أن العرب تزعم أن الثعلب نظر إلى العنقود فرامه فلم ينله، فقال: هذا حامض. وحكى الشاعر ذلك فقال:
أيها العائب سلمى ... أنت عندي كثعاله
رام عنقوداً فلما ... أبصر العنقود طاله
قال هذا حامض ... لما رأى أن لا يناله
أعجز من مستطعم العنب من الدفلى
هذا من قول الشاعر:
هيهات جئت إلى دفلى تحركها ... مستطعماً عنباً حركت فالتقط
أعجز من جاني العنب من الشوك
هذا أيضاً من قول الشاعر:
إذا وترت أمرا فاحذر عداوته ... من يزرع الشوك لا يحصد به عنباً
قال حمزة: وهذا الشاعر أخذ هذا المثل من حكيم من حكماء العرب من قوله: من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة، ولن يجتني من شوكة عنبة.
أعطف من أم إحدى وعشرين
هي الدجاجة لأنها تحضن جميع فراخها وتزق كلها، وإن ماتت إحداهن تبين الغم فيها.
أعز من إست النمر
ويقال أمنع.
أعز من أنف الأسد
ويراد المنعة أيضاً.
أعطش من قمع
أعجل من كلب إلى ولوغه
أعرض من الدهماء
أعرى من إصبع ومن مغزل ومن حية
ومن الأيم ومن الراحة ومن الحجر الأسود
أعلق من قراد ومن الحناء أعطى من عقرب
لم يذكر حمزة معنى قوله: أعطى من عقرب. ويمكن أن يقال أنه اسم رجل معطاء، أو يقال أرادوا هذا العقرب المعروفة. وأعطى على هذا من العطو الذي هو التناول، أي أنه أكثر تناولاً لأعراض الناس من العقرب التي تأبر كل ما مرت به. فأما عقرب الذي يضرب به المثل فيقال: اتجر من عقرب، وأمطل من عقرب، فهو ممن لا يضرب به المثل في كثرة العطاء. هذا ما سنح في معنى هذا المثل. والله أعلم.
أعدل من الميزان
أعتق من بر
أعلم من دغفل
أعمر من ابن لسان الحمرة
أعلم من دعي
أعمق من البحر
(1/219)
أعز من الترياق ومن ابن الخصي
ومن مخ البعوض ومن عقاب الجو
المولدون
" عز المرء استغناؤه عن الناس عار النساء باق " " عي القلادة ورأس التخت وأول الجريدة وبيت القصيدة " " ونكتة المسألة " " عناية القاضي خير من شاهدي عدل " " عين الهوى لا تصدق " " عليك بالجنة فإن النار في الكف " " عصارة لؤم في قرارة خبث " " عليه الدمار وسوء الدار " " عليه ما على الطبل يوم العيد " " عليه ما على أصحاب السبت " أي اللعنة.
" عليه ما على أبي لهب " " على هذا قتل الوليد " يعنون الوليد بن طريف الخارجي. يضرب للأمر العظيم يطلبه من ليس له بأهل.
" عذر لم يتول الحق نسجه " " عقول الرجال تحت أسنة أقلامها " " على حسب التكبر في الولاية يكون التذلل في العزل " " عليك من المال ما يعولك ولا تعوله " " العادة توأم الطبيعة " " العزل طلاق الرجال وحيض العمال " قال الشاعر:
وقالوا العزل للعمال حيض ... لحاه الله من حيض بغيض
فإن يك هكذا فأبو علي ... من اللائي يئسن من المحيض
" العادة طبيعة خامسة " " العرق نزاع " " العز في نواصي الخيل " " العفة جيش لا يهزم " " العرق يسري إلى النائم " " العقل يهاب ما لا يهاب السيف " " الأعمى يخرأ فوق السطح ويحسب الناس لا يرونه " " العجيزة أحد الوجهين " " عادة ترضعت بروحها تنزعت " تم الجزء الأول من كتاب أمثال العرب للميداني
المجلد الثاني
وهو يشتمل على نيف وستة آلاف مثل، ورتبه على حروف المعجم في أوائلها، وذكر في كل مثل من اللغة والإعراب ما يفتح الغلق، ومن القصص والأسباب ما يوضح الغرض ويسيغ الشرق، وافتتح كل باب بما في كتاب أبي عبيد أو غيره، ثم أعقبه بما على أفعل من ذلك الباب، ثم بأمثال المولدين، وجعل ثمانية وعشرين باباً، وجعل التاسع والعشرين في أسماء أيام العرب، والثلاثين في نبذ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين. وبالجملة فهو غاية في حسن التأليف والوضع، وبسط العبارة، وكثرة الفوائد.
الباب التاسع عشر
في
ما أوله غين
غرة بين عيني ذي رحم
أي، ليس تخفى الودادة والنصح من صاحبك كما لا يخفى عليك حب ذي رحمك لك في نظره فإنه ينظر بعين جلية، والعدو ينظر شزراً. وهذا كقولهم: جلى محب نظره. والتقدير: غرته غرة ذي رحم.
غضب الخيل على اللجم
يضرب لمن يغضب غضباً لا ينتفع به ولا موضع له. ونصب غضب على المصدر، أي غضب غضب الخيل.
غلبت جلتها حواشيها
الحاشية، صغار الإبل، سميت حاشية وحشواً لأنها تحشو الكبار، أي تتخللها. ويجوز أن يكون من أصابتها حشى الكبار إذا انضمت إلى جنبها. والجلة، عظامها جمع جليل ويراد بهما الصغار والكبار. يضرب لمن عظم أمره بعد أن كان صغيراً فغلب ذوي الأسنان.
غشمشم يغشى الشجر
يراد به السيل لأنه يركب الشجر فيدقه ويقلعه. ويراد أيضاً الجمل الهائج. ويقال لهما الايهمان. يضرب للرجل لا يبالي ما يصنع من الظلم. وتقدير: سيل غشمشم، أي هذا سيل، أو هو سيل.
غرثان فأربكوا له
يقال: دخل ابن لسان الحمرة على أهله، وهو جائع عطشان، فبشروه بمولود، وأتوه به فقال: والله ما أدري أآكله أم أشربه. فقالت امرأته: غرثان فأربكوا له. وروى ابن دريد: فأبكلوا له. من البكيلة وهي اقط يلت بسمن. والربيكة شيء من حساء واقط. قال: فلما طعم وشرب قال: كيف الطلا وأمه؟ فأرسلها مثلاً. يضرب لمن قد ذهبه همه وتفرغ لغيره.
غزو كولغ الذئب
الولغ، شرب السباع بألسنتها. أي غزو متدارك متتابع.
غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية
ويروى أغدة وموتاً، نصباً على المصدر، أي أؤغد أغداداً وأموت موتاً. يقال: أغد البعير إذا صار ذا غدة، وهي طاعونة. ومن روى بالرفع فتقديره غدتي كغدة البعير، وموتي موت في بيت سلولية. وسلول عندهم أقل العرب وأذلهم وقال:
إلى الله أشكو أنني بت طاهراً ... فجاء سلولي فبال على رجلي
فقلت اقطعوها بارك الله فيكم ... فإني كريم غير مدخلها رحلي
ومن مخ البعوض ومن عقاب الجو
المولدون
" عز المرء استغناؤه عن الناس عار النساء باق " " عي القلادة ورأس التخت وأول الجريدة وبيت القصيدة " " ونكتة المسألة " " عناية القاضي خير من شاهدي عدل " " عين الهوى لا تصدق " " عليك بالجنة فإن النار في الكف " " عصارة لؤم في قرارة خبث " " عليه الدمار وسوء الدار " " عليه ما على الطبل يوم العيد " " عليه ما على أصحاب السبت " أي اللعنة.
" عليه ما على أبي لهب " " على هذا قتل الوليد " يعنون الوليد بن طريف الخارجي. يضرب للأمر العظيم يطلبه من ليس له بأهل.
" عذر لم يتول الحق نسجه " " عقول الرجال تحت أسنة أقلامها " " على حسب التكبر في الولاية يكون التذلل في العزل " " عليك من المال ما يعولك ولا تعوله " " العادة توأم الطبيعة " " العزل طلاق الرجال وحيض العمال " قال الشاعر:
وقالوا العزل للعمال حيض ... لحاه الله من حيض بغيض
فإن يك هكذا فأبو علي ... من اللائي يئسن من المحيض
" العادة طبيعة خامسة " " العرق نزاع " " العز في نواصي الخيل " " العفة جيش لا يهزم " " العرق يسري إلى النائم " " العقل يهاب ما لا يهاب السيف " " الأعمى يخرأ فوق السطح ويحسب الناس لا يرونه " " العجيزة أحد الوجهين " " عادة ترضعت بروحها تنزعت " تم الجزء الأول من كتاب أمثال العرب للميداني
المجلد الثاني
وهو يشتمل على نيف وستة آلاف مثل، ورتبه على حروف المعجم في أوائلها، وذكر في كل مثل من اللغة والإعراب ما يفتح الغلق، ومن القصص والأسباب ما يوضح الغرض ويسيغ الشرق، وافتتح كل باب بما في كتاب أبي عبيد أو غيره، ثم أعقبه بما على أفعل من ذلك الباب، ثم بأمثال المولدين، وجعل ثمانية وعشرين باباً، وجعل التاسع والعشرين في أسماء أيام العرب، والثلاثين في نبذ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين. وبالجملة فهو غاية في حسن التأليف والوضع، وبسط العبارة، وكثرة الفوائد.
الباب التاسع عشر
في
ما أوله غين
غرة بين عيني ذي رحم
أي، ليس تخفى الودادة والنصح من صاحبك كما لا يخفى عليك حب ذي رحمك لك في نظره فإنه ينظر بعين جلية، والعدو ينظر شزراً. وهذا كقولهم: جلى محب نظره. والتقدير: غرته غرة ذي رحم.
غضب الخيل على اللجم
يضرب لمن يغضب غضباً لا ينتفع به ولا موضع له. ونصب غضب على المصدر، أي غضب غضب الخيل.
غلبت جلتها حواشيها
الحاشية، صغار الإبل، سميت حاشية وحشواً لأنها تحشو الكبار، أي تتخللها. ويجوز أن يكون من أصابتها حشى الكبار إذا انضمت إلى جنبها. والجلة، عظامها جمع جليل ويراد بهما الصغار والكبار. يضرب لمن عظم أمره بعد أن كان صغيراً فغلب ذوي الأسنان.
غشمشم يغشى الشجر
يراد به السيل لأنه يركب الشجر فيدقه ويقلعه. ويراد أيضاً الجمل الهائج. ويقال لهما الايهمان. يضرب للرجل لا يبالي ما يصنع من الظلم. وتقدير: سيل غشمشم، أي هذا سيل، أو هو سيل.
غرثان فأربكوا له
يقال: دخل ابن لسان الحمرة على أهله، وهو جائع عطشان، فبشروه بمولود، وأتوه به فقال: والله ما أدري أآكله أم أشربه. فقالت امرأته: غرثان فأربكوا له. وروى ابن دريد: فأبكلوا له. من البكيلة وهي اقط يلت بسمن. والربيكة شيء من حساء واقط. قال: فلما طعم وشرب قال: كيف الطلا وأمه؟ فأرسلها مثلاً. يضرب لمن قد ذهبه همه وتفرغ لغيره.
غزو كولغ الذئب
الولغ، شرب السباع بألسنتها. أي غزو متدارك متتابع.
غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية
ويروى أغدة وموتاً، نصباً على المصدر، أي أؤغد أغداداً وأموت موتاً. يقال: أغد البعير إذا صار ذا غدة، وهي طاعونة. ومن روى بالرفع فتقديره غدتي كغدة البعير، وموتي موت في بيت سلولية. وسلول عندهم أقل العرب وأذلهم وقال:
إلى الله أشكو أنني بت طاهراً ... فجاء سلولي فبال على رجلي
فقلت اقطعوها بارك الله فيكم ... فإني كريم غير مدخلها رحلي
(1/220)
وهذا من قول عامر بن الطفيل، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم معه أربد بن قيس أخو لبيد بن ربيعة العامري الشاعر لأمه، فقال رجل: يا رسول الله، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك. فقال: دعه، فإن يرد الله تعالى به خيراً يهده. فأقبل حتى قام عليه فقال: يا محمد، ما لي إن أسلمت؟ قال: لك ما للمسلمين، وعليك ما عليهم. قال: تجعل لي الأمر بعدك. قال: لا. ليس ذاك إلي إنما ذاك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء. قال: فتجعلني على الوبر وأنت على المدر. قال: لا. قال: فماذا تجعل لي؟ قال صلى الله عليه وسلم: أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها. قال: أو ليس ذلك إلى اليوم، وكان أوصى إلى أربد بن قيس: إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف. فجعل عامر يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه، فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه، فاخترط من سيفه شبراً ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله، وجعل عامر يومئ إليه، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اكفنيهما بما شئت. فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته، وولى عامر هارباً وقال: يا محمد، دعوت ربك فقتل أربد، والله لأملأنها عليك خيلاً جرداً وفتياناً مرداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة. يريد الأوس والخزرج. فنزل عامر ببيت امرأة سلولية، فلما أصبح ضم عليه سلاحه وخرج وهو يقول: واللات لئن أصحر محمد إلي وصاحبه، يعني ملك الموت، لأنفذتهما برمحي. فلما رأى الله تعالى ذلك منه، أرسل ملكاً فلطمه بجناحه فاذرأه في التراب، وخرجت على ركبته غدة، في الوقت، عظيمة فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول: غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية، ثم مات على ظهر فرسه. يضرب في خصلتين إحداهما شر من الأخرى.
غمرات ثم ينجلين
يقال إن المثل للأغلب العجلي. يضرب في احتمال الأمور العظام والصبر عليها. ورفع غمرات على تقدير، هذه غمرات. ويروى: الغمرات ثم ينجلين. وكأنه قال: هي الغمرات، أو القصة الغمرات، تظلم ثم تنجلي. وواحدة الغمرات، وهي الشدائد غمرة وهي ما تغمر الواقع فيها بشدتها، أي تقهره.
غنيت الشوكة عن التنقيح
أي عن التسوية والتحديد. يقال: نقحت العود إذا بريت عنه أبنه وسويته. يضرب لمن يبصر من لا يحتاج إلى التبصير.
أغيرة وجبناً
قال امرأة من العرب تعير به زوجها، وكان تخلف عن عدوه في منزله فرآها تنظر إلى قتال الناس، فضربها فقالت: أغيرة وجبناً، أي أتغار غيرة وتجبن جبناً، نصباً على المصدر، ويجوز أن يكونا منصوبين بإضمار فعل وهو أتجمع. يضرب لمن يجمع بين شرين. قاله أبو عبيد.
غرني برداك من خدافلي
ويروى غدافلي، وبالخاء أصح وعليه الاعتماد. قال المنذري: قرأته بخط أبي الهيثم خدافلي، قال: وهي الخلقان، ولا واحد للخدافل. وأصل المثل أن رجلاً استعار من امرأة برديها فلبسهما ورمي بخلقان كانت عليه، فجاءت المرأة تسترجع برديها فقال الرجل: غرني برداك من خدافلي. يضرب لمن ضيع ماله طمعاً في مال غيره.
غثك خير من سمين غيرك
قال المفضل: أول من قال ذلك معن بن عطية المذحجي، وذلك أنه كانت بينهم وبين حي من أحياء العرب حرب شديدة، فمر معن في حملة حملها برجل من حربه صريعاً فاستغاثه وقال: امتن علي كفيت البلاء. فأرسلها مثلاً. فأقامه معن، وسار به حتى بلغه مأمنه، ثم عطف أولئك القوم على مذحج فهزموهم، وأسروا معناً وأخاً له يقال له روق، وكان يضعف ويحمق، فلما انصرفوا إذا صاحب معن الذي نجاه أخو رئيس القوم، فناداه معن وقال:
يا خير جاز بيد ... أوليتها نج منجيكا
هل من جزاء عندك اليوم لمن رد عواديكا
من بعد ما نلتك بالكلم لدى الحرب عواشيكا
غمرات ثم ينجلين
يقال إن المثل للأغلب العجلي. يضرب في احتمال الأمور العظام والصبر عليها. ورفع غمرات على تقدير، هذه غمرات. ويروى: الغمرات ثم ينجلين. وكأنه قال: هي الغمرات، أو القصة الغمرات، تظلم ثم تنجلي. وواحدة الغمرات، وهي الشدائد غمرة وهي ما تغمر الواقع فيها بشدتها، أي تقهره.
غنيت الشوكة عن التنقيح
أي عن التسوية والتحديد. يقال: نقحت العود إذا بريت عنه أبنه وسويته. يضرب لمن يبصر من لا يحتاج إلى التبصير.
أغيرة وجبناً
قال امرأة من العرب تعير به زوجها، وكان تخلف عن عدوه في منزله فرآها تنظر إلى قتال الناس، فضربها فقالت: أغيرة وجبناً، أي أتغار غيرة وتجبن جبناً، نصباً على المصدر، ويجوز أن يكونا منصوبين بإضمار فعل وهو أتجمع. يضرب لمن يجمع بين شرين. قاله أبو عبيد.
غرني برداك من خدافلي
ويروى غدافلي، وبالخاء أصح وعليه الاعتماد. قال المنذري: قرأته بخط أبي الهيثم خدافلي، قال: وهي الخلقان، ولا واحد للخدافل. وأصل المثل أن رجلاً استعار من امرأة برديها فلبسهما ورمي بخلقان كانت عليه، فجاءت المرأة تسترجع برديها فقال الرجل: غرني برداك من خدافلي. يضرب لمن ضيع ماله طمعاً في مال غيره.
غثك خير من سمين غيرك
قال المفضل: أول من قال ذلك معن بن عطية المذحجي، وذلك أنه كانت بينهم وبين حي من أحياء العرب حرب شديدة، فمر معن في حملة حملها برجل من حربه صريعاً فاستغاثه وقال: امتن علي كفيت البلاء. فأرسلها مثلاً. فأقامه معن، وسار به حتى بلغه مأمنه، ثم عطف أولئك القوم على مذحج فهزموهم، وأسروا معناً وأخاً له يقال له روق، وكان يضعف ويحمق، فلما انصرفوا إذا صاحب معن الذي نجاه أخو رئيس القوم، فناداه معن وقال:
يا خير جاز بيد ... أوليتها نج منجيكا
هل من جزاء عندك اليوم لمن رد عواديكا
من بعد ما نلتك بالكلم لدى الحرب عواشيكا
(1/221)
فعرفه صاحبه فقال لأخيه: هذا المان علي، ومنقذي بعد ما أشرفت على الموت، فهبه لي. فوهبه له فخلى سبيله وقال: إني أحب أن أضاعف لك الجزاء، فاختر أسيراً آخراً. فاختار معن أخاه روقاً، ولم يلتفت إلى سيد مذحج، وهو في الأسارى، ثم انطلق معن وأخوه راجعين، فمرا بأسارى قومهما فسألوا عن حاله فأخبرهم الخبر فقالوا لمعن: قبحك الله، تدع سيد قومك وشاعرهم لا تفكه، وتفك أخاك هذا الأنوك الفسل الرذل: فوالله ما نكأ جرحاً، ولا أعمل رمحاً، ولا ذعر سرحاً، وإنه لقبيح المنظر، سيئ المخبر لئيم. فقال معن: غثك خير من سمين غيرك. فأرسلها مثلاً. ولما بايع الناس عبد الله بن الزبير تمثل بهذا المثل عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما فقال: أين المذهب عن ابن الزبير؟ أبوه حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدته عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب، وعمته خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وجده صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه، وأمه ذات النطاقين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فشددت على يده وعضده، ثم آثر على الحميدات والأسامات، فبأوت نفسي ولم أرض بالهوان، وإن ابن أبي العاصي مشى اليقدمية وإن ابن الزبير مشى القهقرى. ثم قال لعلي ابن عبد الله بن عباس: الحق بابن عمك، فغثك خير من سمين غيرك، ومنك أنفك وإن كان أجدع. فلحق ابنه علي بعبد الملك بن مروان. فكان آثر الناس عنده قوله: آثر على الحميدات. أراد قوماً من بني أسد ابن عبد العزى من قرابته، وكأنه صغرهم وحقرهم. قال الأصمعي: الحميديون من بني أسد من قريش، وابن أبي العاصي عبد الملك بن مروان، نسبه إلى جده. وقوله: مشى اليقدمية، أي تقدم بهمته وأفعاله " قلت " يقال مشى فلان اليقدمية والقدمية إذا تقدم في الشرف والفضل ولم يتأخر عن غيره في الأفضال على الناس. قال أبو عمرو: معناه التبختر، وهو مثل ولم يرد المشي بعينه. كذا رواه القوم اليقدمية، بالياء، والجوهري أورده في كتابه بالتاء، وقال: قال سيبويه التاء زائدة. وفي التهذيب بخط الأزهري بالياء منقوطة من تحتها بنقطتين كما روى هؤلاء.
الغبط خير من الهبط
ويقولون: اللهم غبطاً ولا هبطاً. يريدون: اللهم ارتفاعاً لا اتضاعاً، أي نسألك أن تجعلنا بحيث نغبط. والهبط، الذل. يقال: هبط فهبط، لازم ومتعد. قاله الفراء.
غل قمل
يضرب للمرأة السيئة الخلق. قال الأصمعي: إنهم كانوا يغلون الأسير بالقد وعليه الوبر، فإذا طال القد عليه قمل فلقي منه جهداً، فضرب لكل ما يلقى منه شدة.
غيض من فيض
أي قليل من كثير. الغيض، النقصان، الزيادة. يقال: غاض يغيض غيضاً، ومثله فاض. وهذا كقولهم: برض من عد. والبرض، القليل من كل شيء. والعد، الماء الذي له مادة. ومنه قول ذي الرمة:
دعت مية الأعداد واستبدلت بها ... خناطيل آجال من العين خذل
غل يداً مطلقها واسترق رقبة معتقها
يضرب لمن يستعبد بالإحسان إليه.
غادر وهية لا ترقع
أي فتق فتقاً لا رتق له. يضرب في الداهية الدهياء.
غضبان لم تؤدم له البكيلة
هذا قريب من قولهم: غرثان فاربكوا له. والبكيلة، الأقط بالدقيق يلت به فيؤكل بالسمن من غير أن تمسه النار.
الغمج أروى والرشيف أشرب
الغمج، الشرب الشديد. والرشيف، القليل. قال أبو عمرو: أي أنك إذا أقبلت ترشف قليلاً أوشك أن يهجم عليك من ينازعك فاحتكر لنفسك. يضرب في أخذ الأمر بالوثيقة والحزم.
غلبتهم أني خلقت نشبة
يضرب لمن طلب شيئاً فألح حتى أحرز بغيته. ونشبة، مثل همزة، من النشوب. يقال: نشب في الشيء إذا علق به، ورجل نشبة أي كثير النشوب في الأمور.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟استغاث من جوع بما أماته
يضرب لمن استغاث بمن يؤتى من جهته قال الشاعر:
لعلك أن تغص برأس عظم ... وعلك في شرابك أن تحينا
غداً غدها إن لم يعقني عائق
الهاء كناية عن الفعلة، أي غدا غد قضائها إن لم يحبسني حابس.
اغفروا هذا الأمر بغفرته
أي أصلحوه بما ينبغي أن يصلح به. والغفرة، في الأصل، ما يغطى به الشيء من الغفر، وهو الستر والتغطية.
الغضب غول الحلم
الغبط خير من الهبط
ويقولون: اللهم غبطاً ولا هبطاً. يريدون: اللهم ارتفاعاً لا اتضاعاً، أي نسألك أن تجعلنا بحيث نغبط. والهبط، الذل. يقال: هبط فهبط، لازم ومتعد. قاله الفراء.
غل قمل
يضرب للمرأة السيئة الخلق. قال الأصمعي: إنهم كانوا يغلون الأسير بالقد وعليه الوبر، فإذا طال القد عليه قمل فلقي منه جهداً، فضرب لكل ما يلقى منه شدة.
غيض من فيض
أي قليل من كثير. الغيض، النقصان، الزيادة. يقال: غاض يغيض غيضاً، ومثله فاض. وهذا كقولهم: برض من عد. والبرض، القليل من كل شيء. والعد، الماء الذي له مادة. ومنه قول ذي الرمة:
دعت مية الأعداد واستبدلت بها ... خناطيل آجال من العين خذل
غل يداً مطلقها واسترق رقبة معتقها
يضرب لمن يستعبد بالإحسان إليه.
غادر وهية لا ترقع
أي فتق فتقاً لا رتق له. يضرب في الداهية الدهياء.
غضبان لم تؤدم له البكيلة
هذا قريب من قولهم: غرثان فاربكوا له. والبكيلة، الأقط بالدقيق يلت به فيؤكل بالسمن من غير أن تمسه النار.
الغمج أروى والرشيف أشرب
الغمج، الشرب الشديد. والرشيف، القليل. قال أبو عمرو: أي أنك إذا أقبلت ترشف قليلاً أوشك أن يهجم عليك من ينازعك فاحتكر لنفسك. يضرب في أخذ الأمر بالوثيقة والحزم.
غلبتهم أني خلقت نشبة
يضرب لمن طلب شيئاً فألح حتى أحرز بغيته. ونشبة، مثل همزة، من النشوب. يقال: نشب في الشيء إذا علق به، ورجل نشبة أي كثير النشوب في الأمور.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟استغاث من جوع بما أماته
يضرب لمن استغاث بمن يؤتى من جهته قال الشاعر:
لعلك أن تغص برأس عظم ... وعلك في شرابك أن تحينا
غداً غدها إن لم يعقني عائق
الهاء كناية عن الفعلة، أي غدا غد قضائها إن لم يحبسني حابس.
اغفروا هذا الأمر بغفرته
أي أصلحوه بما ينبغي أن يصلح به. والغفرة، في الأصل، ما يغطى به الشيء من الغفر، وهو الستر والتغطية.
الغضب غول الحلم
(1/222)
أي مهلكة. يقال: غاله يغوله واغتاله إذا أهلكه. ويقال: أية غول أغول من الغضب. وكل ما أغال الإنسان فأهلكه فهو غول.
غلق الرهن بما فيه
يضرب لمن وقع في أمر لا يرجو انتياشاً منه. وفي الحديث: لا يغلق الرهن، أي لا يستحقه مرتهنه إذا لم يرد الراهن ما رهنه فيه، وكان هذا من فعل الجاهلية فأبطله الإسلام.
غنظوك غنظ جرادة العيار
الغنظ، أشد الغيظ والكرب، يقال غنظه غنظاً، أي جهده وشق عليه. وكان أبو عبيدة يقول: هو أن يشرف الرجل على الموت من الكرب ثم يفلت منه. وأصل المثل أن العيار كان رجلاً أثرم فأصاب جراداً في ليلة باردة، وقد جف، فأخذ منه كفاً فألقاه في النار، فلما ظن أنه انشوى طرح بعضه في فيه فخرجت جرادة من بين سنيه فطارت، فاغتاظ منها جداً، فضربت العرب بذلك المثل، أنشد البياري لمسروح الكلبي يهاجي جريراً.
ولقد رأيت فوارساً من قومنا ... غنظوك غنظ جراد العيار
ولقد رأيت مكانهم فكرهتهم ... ككراهة الخنزير للإيغار
يضرب في خضوع الجبان. ويقال: جرادة، اسم فرس للعيار وقع في مضيق حرب فلم يجد منه مخرجاً. وذكر عمر بن عبد العزيز الموت فقال: غنظ ليس كالغنظ، وكظ ليس كالكظ.
غني حتى غرف البحر بدلوين
يضرب لمن انتاش حاله فتصلف
الغرة تجلب الدرة
يقال غارت الناقة تغار مغارة وغراراً إذا قل لبنها، والغرة اسم منه، يعني أن قلة لبنها تعد وتخبر بكثرته فيما يستقبل. يضرب لمن قل عطاؤه ويرجى كثرته بعد ذلك.
غاط بن باط
يقال: غاط في الشيء يغوط ويغيط إذا دخل فيه. ويقال: هذا رمل تغوط فيه الأقدام، أي تغوص. وباط، مثل فاض، من بطا يبطو إذا اتسع، ومنه، الباطية لهذا الإناء. يضرب للأمر الذي اختلط فلا يهتدى فيه. ويضرب للمخلط في حديثه إذا أرادوا تكذيبه.
غريت بالسود وفي البيض الكثر
يقال غري بالشيء يغرا غراً إذا ولع به. والكثر الكثرة. يقال: الحمد لله على القل والكثر. يضرب لمن لزم شيئاً لا يفارقه ميلاً منه إليه.
غذيمة بالظفر ليست تقطع
الغذيمة، الأرض تنبت الغذم. يقال: حلو في غذيمة منكرة. والغذم، نبت. قال القطامي: في عثعث ينبت الحوذان والغذما. وتقدير المثل: غذم غذيمة، فحذف المضاف، وذلك أن الغذم ينبت في المزارع فيقلع ويرمى به، وهذا يقول هذه غذيمة لا تقطع بالظفر. ويضرب لمن نزلت به ملمة لا يقدر كل أحد على دفعها لصعوبتها.
غمام أرض جاد آخرين
يضرب لمن يعطي الأباعد ويترك الأقارب
الغراب أعرف بالتمر
وذلك أن الغراب لا يأخذ إلا الأجود منه، ولذلك يقال: وجد تمرة الغراب. إذا وجد شيئاً نفيساً.
غيبه غيابه
أي دفن في قبره. والغياب، ما يغيب عنك الشيء، فكأنه أريد به القبر. يضرب في الدعاء على الإنسان بالموت.
غزيل فقد طلاً
غزيل، تصغير غزال، أي ناعم فقد نعمة. يضرب للذي نشأ في نعمة فإذا وقع في شدة لم يملك الصبر عليها.
غبر شهرين ثم جاء بكلبين
يضرب لمن أبطأ ثم أتى بشيء فاسد. صام حولاً ثم شرب بولاً.
ألغظ المواطئ الحصا على الصفا
أي مواطئ الحصا. يضرب للأمر يتعذر الدخول فيه والخروج منه.
ما على أفعل من هذا الباب
أغنى عن الشي من الأقرع عن المشط
هذا من قول سعيد بن عبد الرحمن بن حسان:
قد كنت أغنى ذي غنى عنكم كما ... أغنى الرجال عن المشاط الأقر
أغنى عنه من التفة عن الرفة
التفة، هي السبع الذي يسمى عناق الأرض. والرفة، التبن، ويقال دقاق التبن. والأصل فيهما تفهة ورفهة، قاله حمزة، وجمعهما تفات ورفات. قال الشاعر:
غنينا عن حديثكم قديماً ... كما غني التفات عن الرفات
غلق الرهن بما فيه
يضرب لمن وقع في أمر لا يرجو انتياشاً منه. وفي الحديث: لا يغلق الرهن، أي لا يستحقه مرتهنه إذا لم يرد الراهن ما رهنه فيه، وكان هذا من فعل الجاهلية فأبطله الإسلام.
غنظوك غنظ جرادة العيار
الغنظ، أشد الغيظ والكرب، يقال غنظه غنظاً، أي جهده وشق عليه. وكان أبو عبيدة يقول: هو أن يشرف الرجل على الموت من الكرب ثم يفلت منه. وأصل المثل أن العيار كان رجلاً أثرم فأصاب جراداً في ليلة باردة، وقد جف، فأخذ منه كفاً فألقاه في النار، فلما ظن أنه انشوى طرح بعضه في فيه فخرجت جرادة من بين سنيه فطارت، فاغتاظ منها جداً، فضربت العرب بذلك المثل، أنشد البياري لمسروح الكلبي يهاجي جريراً.
ولقد رأيت فوارساً من قومنا ... غنظوك غنظ جراد العيار
ولقد رأيت مكانهم فكرهتهم ... ككراهة الخنزير للإيغار
يضرب في خضوع الجبان. ويقال: جرادة، اسم فرس للعيار وقع في مضيق حرب فلم يجد منه مخرجاً. وذكر عمر بن عبد العزيز الموت فقال: غنظ ليس كالغنظ، وكظ ليس كالكظ.
غني حتى غرف البحر بدلوين
يضرب لمن انتاش حاله فتصلف
الغرة تجلب الدرة
يقال غارت الناقة تغار مغارة وغراراً إذا قل لبنها، والغرة اسم منه، يعني أن قلة لبنها تعد وتخبر بكثرته فيما يستقبل. يضرب لمن قل عطاؤه ويرجى كثرته بعد ذلك.
غاط بن باط
يقال: غاط في الشيء يغوط ويغيط إذا دخل فيه. ويقال: هذا رمل تغوط فيه الأقدام، أي تغوص. وباط، مثل فاض، من بطا يبطو إذا اتسع، ومنه، الباطية لهذا الإناء. يضرب للأمر الذي اختلط فلا يهتدى فيه. ويضرب للمخلط في حديثه إذا أرادوا تكذيبه.
غريت بالسود وفي البيض الكثر
يقال غري بالشيء يغرا غراً إذا ولع به. والكثر الكثرة. يقال: الحمد لله على القل والكثر. يضرب لمن لزم شيئاً لا يفارقه ميلاً منه إليه.
غذيمة بالظفر ليست تقطع
الغذيمة، الأرض تنبت الغذم. يقال: حلو في غذيمة منكرة. والغذم، نبت. قال القطامي: في عثعث ينبت الحوذان والغذما. وتقدير المثل: غذم غذيمة، فحذف المضاف، وذلك أن الغذم ينبت في المزارع فيقلع ويرمى به، وهذا يقول هذه غذيمة لا تقطع بالظفر. ويضرب لمن نزلت به ملمة لا يقدر كل أحد على دفعها لصعوبتها.
غمام أرض جاد آخرين
يضرب لمن يعطي الأباعد ويترك الأقارب
الغراب أعرف بالتمر
وذلك أن الغراب لا يأخذ إلا الأجود منه، ولذلك يقال: وجد تمرة الغراب. إذا وجد شيئاً نفيساً.
غيبه غيابه
أي دفن في قبره. والغياب، ما يغيب عنك الشيء، فكأنه أريد به القبر. يضرب في الدعاء على الإنسان بالموت.
غزيل فقد طلاً
غزيل، تصغير غزال، أي ناعم فقد نعمة. يضرب للذي نشأ في نعمة فإذا وقع في شدة لم يملك الصبر عليها.
غبر شهرين ثم جاء بكلبين
يضرب لمن أبطأ ثم أتى بشيء فاسد. صام حولاً ثم شرب بولاً.
ألغظ المواطئ الحصا على الصفا
أي مواطئ الحصا. يضرب للأمر يتعذر الدخول فيه والخروج منه.
ما على أفعل من هذا الباب
أغنى عن الشي من الأقرع عن المشط
هذا من قول سعيد بن عبد الرحمن بن حسان:
قد كنت أغنى ذي غنى عنكم كما ... أغنى الرجال عن المشاط الأقر
أغنى عنه من التفة عن الرفة
التفة، هي السبع الذي يسمى عناق الأرض. والرفة، التبن، ويقال دقاق التبن. والأصل فيهما تفهة ورفهة، قاله حمزة، وجمعهما تفات ورفات. قال الشاعر:
غنينا عن حديثكم قديماً ... كما غني التفات عن الرفات
(1/223)
ويقال في مثل آخر: استغنت التفة عن الرفة. وذلك أن التفة سبع لا يقتات الرفة وإنما يغتذي باللحم فهو يستغني عن التبن " قلت " التفة والرفة مخففتان. وقال الأستاذ أبو بكر: هما مشددتان. وقد أورد الجوهري في باب الهاء التفه والرفه. وفي الجامع مثله، إلا أنه قال ويخففان. وأما الأزهري فقد أورد الرفة في باب الرفت، بمعنى الكسر، وقال: قال ثعلب عن ابن الأعرابي: الرفت التبن. ويقال في المثل: أنا أغنى عنك من التفه عن الرفت. قال الأزهري: والتفه يكتب بالهاء، والرفت بالتاء " قلت " وهذا أصح الأقوال لأن التبن مرفوت مكسور.
أغر من الدباء في الماء
من الغرور. والدباء، القرع. ويقال في المثل أيضاً: لا يغرنك الدباء وإن كان في الماء. قال حمزة: ولست أعرف معنى هذين المثلين " قلت " معنى المثل الأول منتزع من الثاني، وذلك أن أعرابياً تناول قرعاً مطبوخاً، وكان حاراً، فأحرق فمه فقال: لا يغرنك الدباء وإن كان نشؤه في الماء. يضرب للرجل الساكن ظاهراً الكثير الغائلة باطناً، فأخذ منه هذا المثل الآخر فقيل: أغر من الدباء في الماء.
أغر من سراب
لأن الظمآن يحسبه ماء. ويقال في مثل آخر: كالسراب يغر من رآه، ويخلف من رجاه.
أغر من الأماني
هذا من قول الشاعر:
إن الأماني غرر ... والدهر عرف ونكر
من سابق الدهر عثر
أغر من ظبي مقمر
وذلك أن الخشف يغتر بالليل المقمر فلا يحترز حتى تأكله السباع. ويقال: بل معناه أن الظبي صيده في القمراء أسرع منه في الظلمة لأنه يعشى في القمراء. ويقال: معناه من الغرة بمعنى الغرارة، لا من الاغترار، وذلك أنه يلعب في القمراء.
أغدر من غدير
قال حمزة: هذا من قول الكميت:
ومن غدره نبز الأولون ... بأن لقبوه الغدير الغديرا
وقال غير حمزة: زعم بنو أسد أن الغدير إنما سمي غديراً لأنه لا يغدر بصاحبه وهو أحوج ما يكون إليه، وفي ذلك يقول الكميت، وهو أسدي، وأنشد البيت الذي تقدم " قلت " وأهل اللغة يجعلونه من المغادرة، أي غادره السيل، أي تركه، وهو فعيل بمعنى مفاعل من غادره، أو فعيل بمعنى مفعل من أغدره، أي تركه.
أغدر من كناة الغدر
هم بنو سعد تميم، وكانوا يسمون الغدر فيما بينهم إذا راموا استعماله بكنية هم وضعوها له وهي كيسان. قال النمر بن تولب:
إذا كنت في سعد وأمك منهم ... غريباً فلا يغررك خالك من سعد
إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم ... إلى الغدر أدنى من شبابهم المرد
أغوى من غوغاء الجراد
الغوغاء، اسم للجراد إذا ماج بعضه في بعض قبل أن يطير " قلت " الغوغاء، يجوز أن يكون فعلالاً مثل قمقام عند من يصرفه، وفعلاء عند من لم يصرفه. قال أبو عبيدة: الغوغاء، شيء شبيه بالبعوض إلا أنه لا يعض ولا يؤذي وهو ضعيف. وقال غيره: الغوغاء، الجراد بعد الدبي، وبه سمي الغوغاء من الناس، وهم الكثير المختلطون.
أغزل من عنكبوت وأغزل من سرفة
قالوا هما من الغزل. وأما قولهم:
أغزل من امرئ القيس
فهو من الغزل، وهو التشبيب بالنساء في الشعر. قال حمزة وقولهم:
أغزل من فرعل
من الغزل. والفرعل، ولد الضبع. ولم يزد على هذا " قلت " الغزل هاهنا الخرق، يقال: غزل الكلب إذا تبع الغزال، فإذا أدركه ثفا الغزال في وجهه ففتر وخرق، أي دهش، ولعل الفرعل يفعل كذلك إذا تبع صيده فقيل:أغزل من فرعل. ويقال هذا أيضاً من الأول. وفرعل، رجل قديم.
أغدر من قيس بن عاصم
زعم أبو عبيدة أنه كان من أغدر العرب، وذكر أنه جاوره رجل تاجر، فربطه وأخذ متاعه وشرب خمره وسكر حتى جعل يتناول النجم ويقول:
وتاجر فاجر جاء الإله به ... كأن لحيته أذناب أجمال
ومن حديثه في الغدر أيضاً أنه جبى صدقة بني منقر للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغته موته صلى الله عليه وسلم قسمها في قومه وقال:
ألا أبلغا عني قريشاً رسالة ... إذا ما أتتهم مهديات الودائع
جبوت بما جمعته آل منقر ... وآيست منها كل أطلس طامع
أغدر من عتيبة بن الحرث
ذكر أبو عبيدة أنه نزل به أنيس بن مرة بن مرداس السلمي في صرم بن بني سليم، فشد على أموالهم فأخذها وربط رجالها حتى افتدوا، فقال عباس بن مرداس، عم أنيس:
أغر من الدباء في الماء
من الغرور. والدباء، القرع. ويقال في المثل أيضاً: لا يغرنك الدباء وإن كان في الماء. قال حمزة: ولست أعرف معنى هذين المثلين " قلت " معنى المثل الأول منتزع من الثاني، وذلك أن أعرابياً تناول قرعاً مطبوخاً، وكان حاراً، فأحرق فمه فقال: لا يغرنك الدباء وإن كان نشؤه في الماء. يضرب للرجل الساكن ظاهراً الكثير الغائلة باطناً، فأخذ منه هذا المثل الآخر فقيل: أغر من الدباء في الماء.
أغر من سراب
لأن الظمآن يحسبه ماء. ويقال في مثل آخر: كالسراب يغر من رآه، ويخلف من رجاه.
أغر من الأماني
هذا من قول الشاعر:
إن الأماني غرر ... والدهر عرف ونكر
من سابق الدهر عثر
أغر من ظبي مقمر
وذلك أن الخشف يغتر بالليل المقمر فلا يحترز حتى تأكله السباع. ويقال: بل معناه أن الظبي صيده في القمراء أسرع منه في الظلمة لأنه يعشى في القمراء. ويقال: معناه من الغرة بمعنى الغرارة، لا من الاغترار، وذلك أنه يلعب في القمراء.
أغدر من غدير
قال حمزة: هذا من قول الكميت:
ومن غدره نبز الأولون ... بأن لقبوه الغدير الغديرا
وقال غير حمزة: زعم بنو أسد أن الغدير إنما سمي غديراً لأنه لا يغدر بصاحبه وهو أحوج ما يكون إليه، وفي ذلك يقول الكميت، وهو أسدي، وأنشد البيت الذي تقدم " قلت " وأهل اللغة يجعلونه من المغادرة، أي غادره السيل، أي تركه، وهو فعيل بمعنى مفاعل من غادره، أو فعيل بمعنى مفعل من أغدره، أي تركه.
أغدر من كناة الغدر
هم بنو سعد تميم، وكانوا يسمون الغدر فيما بينهم إذا راموا استعماله بكنية هم وضعوها له وهي كيسان. قال النمر بن تولب:
إذا كنت في سعد وأمك منهم ... غريباً فلا يغررك خالك من سعد
إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم ... إلى الغدر أدنى من شبابهم المرد
أغوى من غوغاء الجراد
الغوغاء، اسم للجراد إذا ماج بعضه في بعض قبل أن يطير " قلت " الغوغاء، يجوز أن يكون فعلالاً مثل قمقام عند من يصرفه، وفعلاء عند من لم يصرفه. قال أبو عبيدة: الغوغاء، شيء شبيه بالبعوض إلا أنه لا يعض ولا يؤذي وهو ضعيف. وقال غيره: الغوغاء، الجراد بعد الدبي، وبه سمي الغوغاء من الناس، وهم الكثير المختلطون.
أغزل من عنكبوت وأغزل من سرفة
قالوا هما من الغزل. وأما قولهم:
أغزل من امرئ القيس
فهو من الغزل، وهو التشبيب بالنساء في الشعر. قال حمزة وقولهم:
أغزل من فرعل
من الغزل. والفرعل، ولد الضبع. ولم يزد على هذا " قلت " الغزل هاهنا الخرق، يقال: غزل الكلب إذا تبع الغزال، فإذا أدركه ثفا الغزال في وجهه ففتر وخرق، أي دهش، ولعل الفرعل يفعل كذلك إذا تبع صيده فقيل:أغزل من فرعل. ويقال هذا أيضاً من الأول. وفرعل، رجل قديم.
أغدر من قيس بن عاصم
زعم أبو عبيدة أنه كان من أغدر العرب، وذكر أنه جاوره رجل تاجر، فربطه وأخذ متاعه وشرب خمره وسكر حتى جعل يتناول النجم ويقول:
وتاجر فاجر جاء الإله به ... كأن لحيته أذناب أجمال
ومن حديثه في الغدر أيضاً أنه جبى صدقة بني منقر للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغته موته صلى الله عليه وسلم قسمها في قومه وقال:
ألا أبلغا عني قريشاً رسالة ... إذا ما أتتهم مهديات الودائع
جبوت بما جمعته آل منقر ... وآيست منها كل أطلس طامع
أغدر من عتيبة بن الحرث
ذكر أبو عبيدة أنه نزل به أنيس بن مرة بن مرداس السلمي في صرم بن بني سليم، فشد على أموالهم فأخذها وربط رجالها حتى افتدوا، فقال عباس بن مرداس، عم أنيس:
(1/224)
كثر الضجاج وما سمعت بغادر ... كعتيبة بن الحرث بن شهاب
ملكت حنظلة الدناءة كلها ... ودنست آخر هذه الأحقاب
أغلى فداء من حاجب بن زرارة ... وإلى فداء من بسطام بن قيس
ذكر أبو عبيدة أنهما أغلى عكاظي فداء قال: وكان فداؤهما فيما يقول المقلل مائتي بعير، وفيما يقول المكثر أربعمائة بعير. وقال أبو الندى: يقال أغلى فداء من الأشعث بن قيس الكندي غزا مذحجاً فأسر، ففدى نفسه بألفي بعير، وألف من غير ذلك، يريد من الهدايا والطرف، فقال الشاعر:
فكان فداؤه ألفي بعير ... وألفاً من طريفات وتلد
أغلم من تيس بني حمان
قالوا أن بني حمان تزعم أن تيسهم قفط سبعين عنزاً بعد ما فريت أوداجه، وفخروا بذلك. قال حمزة: يقال للتيس قفط وسفد وقرع، ولذوات الحافر كام وكاش وباك، وللإنسان نكح وهرج وناك. قال: وزعموا أن مالك بن مسمع قال للأحنف بن قيس هازلاً، وهو يفتخر بالربيعة على المضرية: لأحمق بكر بن وائل أشهر من سيد بني تميم، يعني بالأحمق هنيفة القيسي. فقال الأحنف، وكان لفاعة، أي حاضر الجواب: لتيس بني تميم أشهر من سيد بكر بن وائل، يعني تيس بني حمان، وحمان من تميم. قال أبو الندى: واسمه عبد العزى بن سعد بن زيد مناة، وسمي حمان لسواد شفتيه.
أغير من الفحل ومن جمل ومن ديك ومن عقيل
يعني عقيل بن علفة.
أغرب من غراب
أغوص من قرلى
وهو طائر. وقد مر ذكره في مواضع من الكتاب.
أغنج من مغنقة وهم المرأة الناعمة
أغلظ من حمل الجسر
أغشم من السيل
أغدر من ذئب
أعلم من خوات
يعنون خوات بن جبير. وقد مر ذكره.
أغلم من هجرس ومن ضبون.
المولدون
غيرة المرأة مفتاح طلاقها
غداؤه مرهون بعشائه
يضرب للفقير.
غراب نوح
يضرب للمتهم، وللمبطئ أيضاً.
غضب العشاق كمطر الربيع
غضب الجهال في قوله وغضب العاقل في فعله
غبار العمل خير من زعفران العطلة
غاص غوصة وجاء بروثة
غاب حولين وجاء بخفي حنين
غش القلوب يظهر في فلتات الألسن وصفحات الوجوه
غلول الكتب من ضعف المروة
غنى المرء في الغربة وطن وفقره في الوطن غربة
غبن الصديق نذالة
الغيرة من الإيمان
الغزو أدر للقاح وأحد للسلاح
الغائب حجته معه
الغناء رقية الزنا
الغلط يرجع
الغرباء برد الآفاق
الغرثان لا يمعك
غريم لا ينام
يضرب للملح في طلب الشيء.
غضبه على طرف أنفه
للرجل سريع الغضب.
الباب العشرون
في
ما أوله فاء
في بطن زهمان زاده
زهمان اسم كلب. روى أبو الندى، وابن الأعرابي زهمان، بفتح الزاي. وروى أبو الهيثم، وابن دريد، بضمها. يضرب لمن يكون معه عدته وما يحتاج إليه. وقال أبو عمرو: أصله أن رجلاً نحو جزوراً فقسمها فأعطى زهمان نصيبه، ثم رجع زهمان ليأخذ أيضاً مع الناس فقال صاحب الجزور: في بطن زهمان زاده. يضرب للرجل يطلب الشيء وقد أخذه مرة.
في الصيف ضيعت اللبن
ويروى: الصيف ضيعت اللبن. والتاء من ضيعت مكسورة في كل حال إذا خوطب به المذكر والمؤنث والاثنان والجمع، لأن المثل في الأصل خوطبت به امرأة، وهي دختنوس بنت لقيط بن زرارة، كانت تحب عمرو ابن عمرو بن عدس، وكان شيخاً كبيراً ففركته فطلقها، ثم تزوجها فتى جميل الوجه، وأجدبت فبعثت إلى عمرو تطلب منه حلوبة فقال عمرو أفي الصيف صنعت اللبن، فلما رجع الرسول وقال لها ما قال عمرو ضربت يدها على منكب زوجها وقالت: هذا ومذقه خير. تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خير من عمرو. فذهبت كلمتاهما مثلاً. فالأول يضرب لمن يطلب شيئاً قد فوته على نفسه، والثاني يضرب لمن قنع باليسير إذا لم يجد الخطير، وإنما خص الصيف لأن سؤالها الطلاق كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعاً لألبانها عند الحاجة.
فرق بين معد تحاب
قال الأصمعي: يقول أن ذوي القرابة إذا تراخت ديارهم كان أحرى أن يتحابوا، وإذا تدانوا تحاسدوا وتباغضوا. وكتب عمر رضي الله تعالى عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن مر ذوي القربى أن يتزاوروا ولا يتجاوروا.
في رأسه خطة
ملكت حنظلة الدناءة كلها ... ودنست آخر هذه الأحقاب
أغلى فداء من حاجب بن زرارة ... وإلى فداء من بسطام بن قيس
ذكر أبو عبيدة أنهما أغلى عكاظي فداء قال: وكان فداؤهما فيما يقول المقلل مائتي بعير، وفيما يقول المكثر أربعمائة بعير. وقال أبو الندى: يقال أغلى فداء من الأشعث بن قيس الكندي غزا مذحجاً فأسر، ففدى نفسه بألفي بعير، وألف من غير ذلك، يريد من الهدايا والطرف، فقال الشاعر:
فكان فداؤه ألفي بعير ... وألفاً من طريفات وتلد
أغلم من تيس بني حمان
قالوا أن بني حمان تزعم أن تيسهم قفط سبعين عنزاً بعد ما فريت أوداجه، وفخروا بذلك. قال حمزة: يقال للتيس قفط وسفد وقرع، ولذوات الحافر كام وكاش وباك، وللإنسان نكح وهرج وناك. قال: وزعموا أن مالك بن مسمع قال للأحنف بن قيس هازلاً، وهو يفتخر بالربيعة على المضرية: لأحمق بكر بن وائل أشهر من سيد بني تميم، يعني بالأحمق هنيفة القيسي. فقال الأحنف، وكان لفاعة، أي حاضر الجواب: لتيس بني تميم أشهر من سيد بكر بن وائل، يعني تيس بني حمان، وحمان من تميم. قال أبو الندى: واسمه عبد العزى بن سعد بن زيد مناة، وسمي حمان لسواد شفتيه.
أغير من الفحل ومن جمل ومن ديك ومن عقيل
يعني عقيل بن علفة.
أغرب من غراب
أغوص من قرلى
وهو طائر. وقد مر ذكره في مواضع من الكتاب.
أغنج من مغنقة وهم المرأة الناعمة
أغلظ من حمل الجسر
أغشم من السيل
أغدر من ذئب
أعلم من خوات
يعنون خوات بن جبير. وقد مر ذكره.
أغلم من هجرس ومن ضبون.
المولدون
غيرة المرأة مفتاح طلاقها
غداؤه مرهون بعشائه
يضرب للفقير.
غراب نوح
يضرب للمتهم، وللمبطئ أيضاً.
غضب العشاق كمطر الربيع
غضب الجهال في قوله وغضب العاقل في فعله
غبار العمل خير من زعفران العطلة
غاص غوصة وجاء بروثة
غاب حولين وجاء بخفي حنين
غش القلوب يظهر في فلتات الألسن وصفحات الوجوه
غلول الكتب من ضعف المروة
غنى المرء في الغربة وطن وفقره في الوطن غربة
غبن الصديق نذالة
الغيرة من الإيمان
الغزو أدر للقاح وأحد للسلاح
الغائب حجته معه
الغناء رقية الزنا
الغلط يرجع
الغرباء برد الآفاق
الغرثان لا يمعك
غريم لا ينام
يضرب للملح في طلب الشيء.
غضبه على طرف أنفه
للرجل سريع الغضب.
الباب العشرون
في
ما أوله فاء
في بطن زهمان زاده
زهمان اسم كلب. روى أبو الندى، وابن الأعرابي زهمان، بفتح الزاي. وروى أبو الهيثم، وابن دريد، بضمها. يضرب لمن يكون معه عدته وما يحتاج إليه. وقال أبو عمرو: أصله أن رجلاً نحو جزوراً فقسمها فأعطى زهمان نصيبه، ثم رجع زهمان ليأخذ أيضاً مع الناس فقال صاحب الجزور: في بطن زهمان زاده. يضرب للرجل يطلب الشيء وقد أخذه مرة.
في الصيف ضيعت اللبن
ويروى: الصيف ضيعت اللبن. والتاء من ضيعت مكسورة في كل حال إذا خوطب به المذكر والمؤنث والاثنان والجمع، لأن المثل في الأصل خوطبت به امرأة، وهي دختنوس بنت لقيط بن زرارة، كانت تحب عمرو ابن عمرو بن عدس، وكان شيخاً كبيراً ففركته فطلقها، ثم تزوجها فتى جميل الوجه، وأجدبت فبعثت إلى عمرو تطلب منه حلوبة فقال عمرو أفي الصيف صنعت اللبن، فلما رجع الرسول وقال لها ما قال عمرو ضربت يدها على منكب زوجها وقالت: هذا ومذقه خير. تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خير من عمرو. فذهبت كلمتاهما مثلاً. فالأول يضرب لمن يطلب شيئاً قد فوته على نفسه، والثاني يضرب لمن قنع باليسير إذا لم يجد الخطير، وإنما خص الصيف لأن سؤالها الطلاق كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعاً لألبانها عند الحاجة.
فرق بين معد تحاب
قال الأصمعي: يقول أن ذوي القرابة إذا تراخت ديارهم كان أحرى أن يتحابوا، وإذا تدانوا تحاسدوا وتباغضوا. وكتب عمر رضي الله تعالى عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن مر ذوي القربى أن يتزاوروا ولا يتجاوروا.
في رأسه خطة
(1/225)
الخطة، الأمر العظيم. يضرب لمن في نفسه حاجة قد عزم عليها. والعامة تقول: في رأسه خطية.
في رأسه نعرة
هي الذباب يدخل في أنف الحمار. يضرب للطامح الذي لا يستقر على شيء.
في وجه المال تعرف إمرته
أي نماءه وخيره. يقال: أمرت أموال فلان تأمر أمراً إذا نمت وكثرت وكثر خيرها. يضرب لمن يستدل بحسن ظاهره على حسن باطنه " قلت " قد أورد الجوهري إمرته، بسكون الميم، وكذلك هو في الديوان، وأورد الأزهري إمرته، بتشديد الميم، وكذلك أبو زيد وغيرهما. قال الأزهري: وبعضهم يقول إمرته من أمر المال أمراً.
فتل في ذروته
الذروة، أعلى السنان وأعلى كل شيء. وأصل فتل الذروة في البعير هو أن يخدعه صاحبه ويتلطف له بفتل أعالي سنامه حكاً ليسكن إليه، فيتسلق بالزمام عليه. قال أبو عبيدة: ويروى عن ابن الزبير أنه حين سأل عائشة رضي الله عنها الخروج إلى البصرة أبت عليه، فما زال يفتل في الذروة والغارب حتى أجابته. الذروة والغارب واحد. وأدخل في على معنى تصرف فيه بأن فتل بعضه دون بعض فكأنه قيل: فتل بعض ما في ذروته. قال الأصمعي: فتل في ذروته، أي خادعه حتى أزاله عن رأيه. يضرب في الخداع والمماكرة.
أفلت فلان جريعة الذقن
أفلت، يكون لازماً ويكون متعدياً، وهو هنا لازم. ونصب جريعة على الحال، كأنه قال: أفلت قاذفاً جريعة، وهو تصغير جرعة، وهي كنابة عما بقي من روحه، يريد أن نفسه صارت في فيه وقريباً منه كقرب الجرعة من الذقن، قال الهذلي:
نجا سالم والنفس منه بشدقه ... ولم ينج الأجفن سيف ومئزرا
قال يونس: أراد بجفن سيف ومئزر. وقال الفراء: نصبه على الاستثناء كما تقول: ذهب مال زيد وحشمه إلا سعداً وعبيداً. ويقولون: أفلت بجريعة الذقن، وبجريعاء الذقن. وفي رواية أبي زيد: أفلتني جريعة الذقن. وأفلت على هذه الرواية يجوز أن يكون متعدياً ومعناه خلصني ونجاني، ويجوز أن يكون لازماً ومعناه تخلص ونجا مني، وأراد بأفلتني أفلت مني، فحذف من وأوصل الفعل كقول امرئ القيس:
وأفلتهن علباء جريضاً ... ولو أدركنه صفر الوطاب
أراد أفلت منهن، أي من الخيل. وجريضاً، حال من علباء. ثم قال: ولو أدركنه، أي الخيل، لصفر وطابه، أي لمات. فهذا يدل على أن أفلتني معناه أفلت مني، وصغر جريعة تصغير تحقير وتقليل، لأن الجرعة في الأصل اسم للقليل مما يتجرع كالحسوة والغرفة والقدحة وأشباهها، ومنه نوق مجاريع، أي قليلات اللبن. ونصب جريعة على الحال وأضافها إلى الذقن لأن حركة الذقن تدل على قرب زهوق الروح، والتقدير: أفلتني مشرفاً على الهلاك. ويجوز أن يكون جريعة بدلاً من الضمير في أفلتني، أي أفلت جريعة ذقني، يعني باقي روحي، وتكون الألف واللام في الذقن بدلاً من الإضافة كقول الله عز وجل: ونهى النفس عن الهوى. أي عن هواها. وكقول الشاعر: وآنفنا بين اللحى والحواجب. ومن روى بجريعة الذقن فمعناه خلصني مع جريعة كما يقال اشترى الدار بآلاتها، أي مع آلاتها.
أفلت وله حصاص
الحصاص، الحبق: وفي الحديث: أن الشيطان إذا سمع الآذان ولى وله حصاص كحصاص الحمار. يضرب في ذكر الجبان إذا أفلت وأهرب.
أفلت وانحص الذنب
الانحصاص، تناثر الشعر. وهذا المثل يروى عن معاوية رضي الله عنه أنه أرسل رجلاً من غسان إلى ملك الروم وجعل له ثلاث ديات أن ينادي بالآذان إذا دخل عليه، ففعل الغساني ذلك، وعند ملك الروم بطارقته، فأهووا ليقتلوه فنهاهم ملكهم وقال: كنت أظن أن لكم عقولاً، إنما أراد معاوية أن أقتل هذا غدراً، وهو رسول فيفعل مثل ذلك بكل مستأمن ويهدم كل كنيسة عنده فجهزه وأكرمه ورده فلما رآه معاوية قال: أفلت وانحص الذنب. فقال: كلا أنه لبهلبه. ثم حدثه الحديث فقال معاوية: لقد أصاب، ما أردت إلا الذي قال. وقوله: كلا أنه لبهلبه. قالوا: أصله أن رجلاً أخذ بذنب بعير فأفلت البعير وبقي شعر الذنب في يده فقيل: أفلت وانحص الذنب، أي تناثر شعر ذنبه، فهو يقول: لم يتناثر شعر ذنبي بل هو بحاله.
فاها لفيك
في رأسه نعرة
هي الذباب يدخل في أنف الحمار. يضرب للطامح الذي لا يستقر على شيء.
في وجه المال تعرف إمرته
أي نماءه وخيره. يقال: أمرت أموال فلان تأمر أمراً إذا نمت وكثرت وكثر خيرها. يضرب لمن يستدل بحسن ظاهره على حسن باطنه " قلت " قد أورد الجوهري إمرته، بسكون الميم، وكذلك هو في الديوان، وأورد الأزهري إمرته، بتشديد الميم، وكذلك أبو زيد وغيرهما. قال الأزهري: وبعضهم يقول إمرته من أمر المال أمراً.
فتل في ذروته
الذروة، أعلى السنان وأعلى كل شيء. وأصل فتل الذروة في البعير هو أن يخدعه صاحبه ويتلطف له بفتل أعالي سنامه حكاً ليسكن إليه، فيتسلق بالزمام عليه. قال أبو عبيدة: ويروى عن ابن الزبير أنه حين سأل عائشة رضي الله عنها الخروج إلى البصرة أبت عليه، فما زال يفتل في الذروة والغارب حتى أجابته. الذروة والغارب واحد. وأدخل في على معنى تصرف فيه بأن فتل بعضه دون بعض فكأنه قيل: فتل بعض ما في ذروته. قال الأصمعي: فتل في ذروته، أي خادعه حتى أزاله عن رأيه. يضرب في الخداع والمماكرة.
أفلت فلان جريعة الذقن
أفلت، يكون لازماً ويكون متعدياً، وهو هنا لازم. ونصب جريعة على الحال، كأنه قال: أفلت قاذفاً جريعة، وهو تصغير جرعة، وهي كنابة عما بقي من روحه، يريد أن نفسه صارت في فيه وقريباً منه كقرب الجرعة من الذقن، قال الهذلي:
نجا سالم والنفس منه بشدقه ... ولم ينج الأجفن سيف ومئزرا
قال يونس: أراد بجفن سيف ومئزر. وقال الفراء: نصبه على الاستثناء كما تقول: ذهب مال زيد وحشمه إلا سعداً وعبيداً. ويقولون: أفلت بجريعة الذقن، وبجريعاء الذقن. وفي رواية أبي زيد: أفلتني جريعة الذقن. وأفلت على هذه الرواية يجوز أن يكون متعدياً ومعناه خلصني ونجاني، ويجوز أن يكون لازماً ومعناه تخلص ونجا مني، وأراد بأفلتني أفلت مني، فحذف من وأوصل الفعل كقول امرئ القيس:
وأفلتهن علباء جريضاً ... ولو أدركنه صفر الوطاب
أراد أفلت منهن، أي من الخيل. وجريضاً، حال من علباء. ثم قال: ولو أدركنه، أي الخيل، لصفر وطابه، أي لمات. فهذا يدل على أن أفلتني معناه أفلت مني، وصغر جريعة تصغير تحقير وتقليل، لأن الجرعة في الأصل اسم للقليل مما يتجرع كالحسوة والغرفة والقدحة وأشباهها، ومنه نوق مجاريع، أي قليلات اللبن. ونصب جريعة على الحال وأضافها إلى الذقن لأن حركة الذقن تدل على قرب زهوق الروح، والتقدير: أفلتني مشرفاً على الهلاك. ويجوز أن يكون جريعة بدلاً من الضمير في أفلتني، أي أفلت جريعة ذقني، يعني باقي روحي، وتكون الألف واللام في الذقن بدلاً من الإضافة كقول الله عز وجل: ونهى النفس عن الهوى. أي عن هواها. وكقول الشاعر: وآنفنا بين اللحى والحواجب. ومن روى بجريعة الذقن فمعناه خلصني مع جريعة كما يقال اشترى الدار بآلاتها، أي مع آلاتها.
أفلت وله حصاص
الحصاص، الحبق: وفي الحديث: أن الشيطان إذا سمع الآذان ولى وله حصاص كحصاص الحمار. يضرب في ذكر الجبان إذا أفلت وأهرب.
أفلت وانحص الذنب
الانحصاص، تناثر الشعر. وهذا المثل يروى عن معاوية رضي الله عنه أنه أرسل رجلاً من غسان إلى ملك الروم وجعل له ثلاث ديات أن ينادي بالآذان إذا دخل عليه، ففعل الغساني ذلك، وعند ملك الروم بطارقته، فأهووا ليقتلوه فنهاهم ملكهم وقال: كنت أظن أن لكم عقولاً، إنما أراد معاوية أن أقتل هذا غدراً، وهو رسول فيفعل مثل ذلك بكل مستأمن ويهدم كل كنيسة عنده فجهزه وأكرمه ورده فلما رآه معاوية قال: أفلت وانحص الذنب. فقال: كلا أنه لبهلبه. ثم حدثه الحديث فقال معاوية: لقد أصاب، ما أردت إلا الذي قال. وقوله: كلا أنه لبهلبه. قالوا: أصله أن رجلاً أخذ بذنب بعير فأفلت البعير وبقي شعر الذنب في يده فقيل: أفلت وانحص الذنب، أي تناثر شعر ذنبه، فهو يقول: لم يتناثر شعر ذنبي بل هو بحاله.
فاها لفيك
(1/226)
قال أبو عبيدة: أصله أنه يريد جعل الله تعالى بفيك الأرض، كما يقال: بفيك الحجر، وبفيك الأثلب. وقال: ومعناها الخيبة لك. وقال غيره: فاها، كناية عن الأرض، وفم الأرض التراب لأنها به تشرب الماء، فكأنه قال بفيه التراب. ويقال: ها، كناية عن الداهية، أي جعل الله فم الداهية ملازماً لفيك. ومعنى كلها الخيبة. وقال رجل من بلهجيم يخاطب ذئباً قصد ناقته:
فقلت له فاها لفيك فإنها ... قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذر
يعني الرمي بالنبل.
أفواهها مجاسها
أصله أن الإبل إذا أحسنت الأكل اكتفى الناظر بذلك عن معرفة سمنها وكان فيه غنى جسمها. وقال أبو زيد: أحناكها مجاسها.
في الخير له قدم
يريدون له سابقة في الخير. قال حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه:
لنا القدم الأولى إليك وخلفنا ... لأولنا في ملة الله تابع
ويروى عن الحسن ومجاهد في قوله تعالى: قدم صدق. يعني الأعمال الصالحة. وقال مقاتل بن حيان، في قوله تعالى: إن لهم قدم صدق عند ربهم. القدم، محمد صلى الله عليه وسلم يشفع لهم عند ربهم. قال أبو زيد: يقال رجل قدم إذا كان شجاعاً.
أفضيت غليه بشقوري
إذا أخبرته بسرائرك. والإفضاء، الخروج إلى الفضاء وأدخل الباء المتعدية، أي أخرجت إليه شقوري. قال أبو سعيد: يقال شقور وشقور، ولا أعرف اشتقاقه مم أخذ؟ وسألت عنه فلم يعرف. قال العجاج: جاري لا تستنكر عذري، سيري وإشفاقي على بعيري وكثرة الحديث عن شقوري. وقال الأزهري: من روى بفتح الشين فهو في مذهب النعت. والشقور، الأمور المهمة، والواحد شقر، ويقال أيضاً: شقور وفقور، وواحد الفقر فقر. وقال ثعلب: يقال لأمور الناس فقور وفقور، وهما هم النفس وحوائجها. يضرب لمن يفضى إليه بما يكتم عن غيره من السر.
في إستها ما لا ترى
يضرب للباذل الهيئة يكون مخبره أكثر من مرآه. ويضرب لمن خفي عليه شيء وهو يظن أنه عالم به.
افتح صررك تعلم عجرك
الصرر، جمع صرة، وهي خرقة تجعل فيها الدراهم وغيرها ثم تصر، أي تشد وتقطع جوانبها لتؤمن الخيانة فيها. والعجر، جمع عجرة، وهي العيب. وأصلها العقدة والابنة تكون في العصا وغيرها. يراد ارجع إلى نفسك تعرف خيرك من شرك.
الفحل يحمي شوله معقولاً
الشول، النوق التي خف لبنها وارتفع ضرعها وأتى عليها من نتاجها سبعة أشهر، أو ثمانية، الواحدة شائلة، والشول جمع على غير قياس، يقال شولت الناقة، بالتشديد، أي صارت شولاء ونصب معقولاً على الحال، أي أن الحر يحتمل الأمر الجليل في حفظ حرمه وإن كانت به علة.
فلم ربض العير إذن
قال امرؤ القيس لما ألبسه قيصر الثياب المسمومة وخرج من عنده، وتلقاه عير فربض، فتفاءل امرؤ القيس، فقيل: لا بأس عليك. قال: فلم ربض العير إذن؟ أي أنا ميت. يضرب للشي فيه علامة تدل على غير ما يقال لك.
في بيته يؤتى الحكم
فقلت له فاها لفيك فإنها ... قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذر
يعني الرمي بالنبل.
أفواهها مجاسها
أصله أن الإبل إذا أحسنت الأكل اكتفى الناظر بذلك عن معرفة سمنها وكان فيه غنى جسمها. وقال أبو زيد: أحناكها مجاسها.
في الخير له قدم
يريدون له سابقة في الخير. قال حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه:
لنا القدم الأولى إليك وخلفنا ... لأولنا في ملة الله تابع
ويروى عن الحسن ومجاهد في قوله تعالى: قدم صدق. يعني الأعمال الصالحة. وقال مقاتل بن حيان، في قوله تعالى: إن لهم قدم صدق عند ربهم. القدم، محمد صلى الله عليه وسلم يشفع لهم عند ربهم. قال أبو زيد: يقال رجل قدم إذا كان شجاعاً.
أفضيت غليه بشقوري
إذا أخبرته بسرائرك. والإفضاء، الخروج إلى الفضاء وأدخل الباء المتعدية، أي أخرجت إليه شقوري. قال أبو سعيد: يقال شقور وشقور، ولا أعرف اشتقاقه مم أخذ؟ وسألت عنه فلم يعرف. قال العجاج: جاري لا تستنكر عذري، سيري وإشفاقي على بعيري وكثرة الحديث عن شقوري. وقال الأزهري: من روى بفتح الشين فهو في مذهب النعت. والشقور، الأمور المهمة، والواحد شقر، ويقال أيضاً: شقور وفقور، وواحد الفقر فقر. وقال ثعلب: يقال لأمور الناس فقور وفقور، وهما هم النفس وحوائجها. يضرب لمن يفضى إليه بما يكتم عن غيره من السر.
في إستها ما لا ترى
يضرب للباذل الهيئة يكون مخبره أكثر من مرآه. ويضرب لمن خفي عليه شيء وهو يظن أنه عالم به.
افتح صررك تعلم عجرك
الصرر، جمع صرة، وهي خرقة تجعل فيها الدراهم وغيرها ثم تصر، أي تشد وتقطع جوانبها لتؤمن الخيانة فيها. والعجر، جمع عجرة، وهي العيب. وأصلها العقدة والابنة تكون في العصا وغيرها. يراد ارجع إلى نفسك تعرف خيرك من شرك.
الفحل يحمي شوله معقولاً
الشول، النوق التي خف لبنها وارتفع ضرعها وأتى عليها من نتاجها سبعة أشهر، أو ثمانية، الواحدة شائلة، والشول جمع على غير قياس، يقال شولت الناقة، بالتشديد، أي صارت شولاء ونصب معقولاً على الحال، أي أن الحر يحتمل الأمر الجليل في حفظ حرمه وإن كانت به علة.
فلم ربض العير إذن
قال امرؤ القيس لما ألبسه قيصر الثياب المسمومة وخرج من عنده، وتلقاه عير فربض، فتفاءل امرؤ القيس، فقيل: لا بأس عليك. قال: فلم ربض العير إذن؟ أي أنا ميت. يضرب للشي فيه علامة تدل على غير ما يقال لك.
في بيته يؤتى الحكم
(1/227)
هذا مما زعمت العرب عن ألسن البهائم. قالوا أن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب، فقال الأرنب: يا أبا الحسل. فقال: سميعاً دعوت. قالت: أتيناك لنختصم إليك. قال: عادلاً حكمتما. قالت: فاخرج إلينا. قال: في بيته يؤتى الحكم. قالت: إني وجدت تمرة. قال: حلوة فكليها. قالت: فاختلسها الثعلب. قال: لنفسه بغى الخير. قالت: فلطمته. قال: بحقك أخذت. قالت: فلطمني. قال: حر انتصر. قالت: فاقض بيننا. قال: قد قضيت. فذهبت أقواله كلها أمثالاً. " قلت " ومما يشبه هذا ما حكي أن خالد بن الوليد لما توجه من الحجاز إلى أطراف العراق دخل عليه عبد المسيح بن عمرو بن نفيلة فقال له خالد: أين أقصى أثرك؟ قال: ظهر أبي. قال: من أين خرجت؟ قال: من بطن أمي. قال: علام أنت؟ قال: على الأرض. قال: فيم أنت؟ قال: في ثيابي. قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد. قال: أتعقل؟ قال: نعم، وأفيد. قال: أحرب أنت أم سلم. قال: سلم. قال: فما بال هذه الحصون؟ قال: بنيناها لسفيه حتى يجيء حليم فينهاه. ومثل هذا أن عدي بن أرطأة أتى إياس بن معاوية قاضي البصرة في مجلس حكمه، وعدي أمير البصرة، وكان أعرابي الطبع فقال: لإياس يا هناه، أين أنت؟ قال: بينك وبين الحائط. قال: فاسمع مني. قال: للاستماع جلست. قال: إني تزوجت امرأة. قال: بالرفاه والبنين. قال: وشرطت لأهلها أن لا أخرجها من بينهم. قال: أوف لهم بالشرط. قال: فأنا أريد الخروج. قال: في حفظ الله. قال: فاقض بيننا. قال: قد فعلت. قال: فعلى من حكمت؟ قال: على ابن أخي عمك. قال: بشهادة من؟ قال: بشهادة ابن أخت خالتك.
في الاعتبار غنى عن الاختبار
أي من اعتبر بما رأى استغنى عن أن يختبر مثله فيما يستقبل
أفنيتهن فاقة فاقة إذا أنت بيضاء رقراقة
الكناية ترجع إلى الأموال. وفاقة، طائفة. والرقراقة، المرأة الناعمة التي تترقرق، أي تجيء وتذهب سمناً. هذا شيخ يقول لامرأته: أفنيت أموالي قطعة قطعة على شبابك. يضرب للذي يهلك ماله شيئاً بعد شيء.
في الجريرة تشترك العشيرة
يضرب في الحث على المواساة.
فر الدهر جذعاً
يقال: فررت عن أسنان الدابة إذا نظرت إليها لتعرف قدر سنها. والجذع قبل الثني بستة أشهر. أي أن الدهر لا يهرم. ونصب جذعاً على الحال. والمعنى: إن فاتنا اليوم ما نطلبه فسندركه بعد هذا.
في مثل حولاء السلى
ويقال: حولاء الناقة. يقال: فلان مثل حولاء الناقة، وهي الماء الذي يخرج على رأس الولد. والسلى، جلدة رقيقة يكون فيها الولد. يضرب لمن كان في خصب ورغد عيش. وكذلك قولهم: في مثل حدقة البعير.
فسا بينهم الظربان
هو دويبة فوق جرو الكلب، منتن الريح، كثير الفسو، لا يعمل السيف في جلده، يجيء إلى حجر الضب فيلقم استه جحره ثم يفسو عليه حتى يغتم ويضطرب فيخرج فيأكله، ويسمونه مفرق النعم، لأنه إذا فسا بينها وهي مجتمعة تفرقت. وقال الراجز يذكر حوضاً يستقي منه رجل: له صنان إزاؤه كالظربان الموفى. إزاؤه، أي صاحبه، من قولهم: فلان إزاء مال، يريد أنه إذا عرق فكأنه ظربان لنتنه. وقال الربيع بن أبي الحقيق:
وأنتم ظرابين إذ تجلسون ... وما أن لنا فيكم من نديد
وأنتم تيوس وقد تعرفون ... بريح التيوس ونتن الجلود
في القمر ضياء والشمس أضوأ منه
يضرب في تفضيل الشيء على مثله.
أفق قبل أن يحفر ثراك
قال أبو سعيد: أي قبل أن تثار مخازيك، أي دعها مدفونة. قال الباهلي: وهذا كما قال أبو طالب:
أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى ... ويصبح من لم يجن ذنباً كذي الذنب
في عضة ما ينبتن شكيرها
يقال: شكرت الشجرة تشكر شكراً أي خرج منها الشكير، وهو ما ينبت حول الشجرة من أصولها. يضرب في تشبيه الولد بأبيه.
في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار
في الاعتبار غنى عن الاختبار
أي من اعتبر بما رأى استغنى عن أن يختبر مثله فيما يستقبل
أفنيتهن فاقة فاقة إذا أنت بيضاء رقراقة
الكناية ترجع إلى الأموال. وفاقة، طائفة. والرقراقة، المرأة الناعمة التي تترقرق، أي تجيء وتذهب سمناً. هذا شيخ يقول لامرأته: أفنيت أموالي قطعة قطعة على شبابك. يضرب للذي يهلك ماله شيئاً بعد شيء.
في الجريرة تشترك العشيرة
يضرب في الحث على المواساة.
فر الدهر جذعاً
يقال: فررت عن أسنان الدابة إذا نظرت إليها لتعرف قدر سنها. والجذع قبل الثني بستة أشهر. أي أن الدهر لا يهرم. ونصب جذعاً على الحال. والمعنى: إن فاتنا اليوم ما نطلبه فسندركه بعد هذا.
في مثل حولاء السلى
ويقال: حولاء الناقة. يقال: فلان مثل حولاء الناقة، وهي الماء الذي يخرج على رأس الولد. والسلى، جلدة رقيقة يكون فيها الولد. يضرب لمن كان في خصب ورغد عيش. وكذلك قولهم: في مثل حدقة البعير.
فسا بينهم الظربان
هو دويبة فوق جرو الكلب، منتن الريح، كثير الفسو، لا يعمل السيف في جلده، يجيء إلى حجر الضب فيلقم استه جحره ثم يفسو عليه حتى يغتم ويضطرب فيخرج فيأكله، ويسمونه مفرق النعم، لأنه إذا فسا بينها وهي مجتمعة تفرقت. وقال الراجز يذكر حوضاً يستقي منه رجل: له صنان إزاؤه كالظربان الموفى. إزاؤه، أي صاحبه، من قولهم: فلان إزاء مال، يريد أنه إذا عرق فكأنه ظربان لنتنه. وقال الربيع بن أبي الحقيق:
وأنتم ظرابين إذ تجلسون ... وما أن لنا فيكم من نديد
وأنتم تيوس وقد تعرفون ... بريح التيوس ونتن الجلود
في القمر ضياء والشمس أضوأ منه
يضرب في تفضيل الشيء على مثله.
أفق قبل أن يحفر ثراك
قال أبو سعيد: أي قبل أن تثار مخازيك، أي دعها مدفونة. قال الباهلي: وهذا كما قال أبو طالب:
أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى ... ويصبح من لم يجن ذنباً كذي الذنب
في عضة ما ينبتن شكيرها
يقال: شكرت الشجرة تشكر شكراً أي خرج منها الشكير، وهو ما ينبت حول الشجرة من أصولها. يضرب في تشبيه الولد بأبيه.
في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار
(1/228)
يقال: مجدت الإبل تمجد مجوداً إذا نالت من الخلى قريباً من الشبع. واستمجد المرخ والعفار أي استكثرا وأخذا من النار ما هو حسبهما شبهاً بمن يكثر العطاء طلباً للمجد لأنهما يسرعان الوري. يضرب في تفضيل بعض الشيء على بعض. قال أبو زياد: ليس في الشجر كله أورى زناداً من المرخ. قال: وربما كان المرخ مجتمعاً ملتفاً وهبت الريح فحك بعضه بعضاً فأورى فاحترق الوادي كله، ولم نر ذلك في سائر الشجر. قال الأعشى:
زنادك خير الزناد الملو - ك خالط فيهن مرخ عفارا
ولو بت تقدح في ظلمة ... حصاة بنبع لأوريت نارا
والزند الأعلى يكون من العفار والأسفل من المرخ. كما قال الكميت:
إذا المرخ لو يور تحت العفار ... وضن بقدر فلم تعقب
في نظم سيفك ما ترى يا لقيم
حديثه أن لقمان بن عاد كان إذا اشتد الشتاء وكلب كان أشد ما يكون، وله راحلة لا ترغو ولا يسمع لها صوت، فيشدها برحله ثم يقول للناس حين يكاد البرد يقتلهم: ألا من كان غازياً فليغز. فلا يلحق به أحد. فلما شب لقيم، ابن أخته، اتخذ راحلة مثل راحلته، فلما نادى لقمان: ألا من كان غازياً فليغز. قال له لقيم: أنا معك إذا شئت. ثم إنهما سارا فأغارا فأصابا إبلاً ثم انصرفا نحو أهلهما فنزلا فنحرا ناقة، فقال لقمان للقيم: أتعشي أم أعشي لك؟ قال لقيم: أي ذلك شئت. قال لقمان: اذهب فعشها حتى ترى النجم قم رأس، وحتى ترى الجوزاء كأنها قطار، وحتى الشعرى كأنها نار، فألا تكن عشيت فقد أنيت. قال له لقيم: نعم، واطبخ أنت لحم جزورك حتى ترى الكراديس كأنها رؤوس رجال صلع، وحتى ترى الضلوع كأنها نساء حواسر، وحتى ترى الوذر كأنه قطا نوافر، وحتى ترى اللحم كأنه غطفان يقول غط غط، فألا تكون أنضجت فقد أنهيت. ثم انطلق في إبله يعشيها، ومكث لقمان يطبخ لحمه، فلما أظلم لقمان، وهو بمكان يقال له شرج، قطع سمر شرج فأوقد به النار حتى أنضج لحمه، ثم حفر ونه فملأه ناراً ثم واراها، فلما أقبل لقيم عرف المكان وأنكر ذهاب السمر فقال: أشبه شرج شرجاً لو أن سميراً. فأرسلها مثلاً. وقد ذكرته في حرف الشين. ووقعت ناقة من إبله في تلك النار فنفرت، وعرف لقيم أنه إنما صنع لقمان ذلك ليصيبه، وأنه حسده فسكت عنه، ووجد لقمان قد نظم في سيفه لحماً من لحم الجزور وكبداً وسناماً حتى توارى سيفه، وهو يريد إذا ذهب لقيم ليأخذه أن ينحره بالسيف، ففطن لقيم فقال: في نظم سيفك ما ترى يا لقيم. فأرسلها مثلاً. فحسد لقمان الصحبة فقال له لقيم: القسمة. فقال له لقمان: ما تطيب نفسي أن تقسم هذه الإبل إلا وإنا موثق. فأوثقه لقيم، فلما قسمها لقيم نقى منها عشراً أو نحوها فجشعت نفس لقمان، فنحط نحطة تقبضت منها الإنساع التي هو بها موثق ثم قال: الغادرة والمتغادرة والأفيل النادرة. فذهب قوله هذا مثلاً. وقال لقيم: قبح الله النفس الخبيثة. قوله: الغادرة، من قولهم غدرت الناقة إذا تخلفت عن الإبل. والأفيل، الصغير منها. يريد اقسم جميع ما فيها. والمثل الأول يضرب في المماكرة والخدع. والثاني في الخسة والاستقصاء في المعاملة.
فاق السهم بيني وبينه
يقال فاق السهم وانفاق إذا انكسر فوقه، أي فسد الأمر بيني وبينه.
الفرار بقراب أكيس
كان المفضل يقول: إن المثل لجابر بن عمرو المازني، وذلك أنه كان يسير يوماً في طريق إذ رأى أثر رجلين، وكان عائفاً قائفاً، فقال: أرى أثر رجلين شديداً كلبهما، عزيزاً سلبهما، والفرار بقراب أكيس ثم مضى " قلت " أراد ذو الفرار، أي الذي يفر ومعه قراب سيفه إذا فاته السيف أكيس ممن يفيت القراب أيضاً قال الشاعر:
أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلاً ... وأنجوا إذا لم ينج إلا المكيس
في ذنب الكلب تطلب الإهالة
يضرب لمن يطلب المعروف عند اللئيم قال:
إني وإن ابن علاق ليقربني ... كعابط الكلب يرجو الطرق في الذنب
افعل ذلك آثراً ما
قالوا معناه افعله أول كل شيء، أي افعله مؤثراً له. وقال الأصمعي: معناه افعل ذلك عازماً عليه. وما تأكيد. ويقال أيضاً: افعله آثر ذي أثير، أي أول كل شيء. قال عروة بن الورد:
وقالوا ما تشاء فقلت ألهو ... إلى الأصباح آثر ذي أثير
أراد فقلت أن ألهو إلى الصبح آثر كل شيء يؤثر فعله.
فرقاً أنفع من حب
زنادك خير الزناد الملو - ك خالط فيهن مرخ عفارا
ولو بت تقدح في ظلمة ... حصاة بنبع لأوريت نارا
والزند الأعلى يكون من العفار والأسفل من المرخ. كما قال الكميت:
إذا المرخ لو يور تحت العفار ... وضن بقدر فلم تعقب
في نظم سيفك ما ترى يا لقيم
حديثه أن لقمان بن عاد كان إذا اشتد الشتاء وكلب كان أشد ما يكون، وله راحلة لا ترغو ولا يسمع لها صوت، فيشدها برحله ثم يقول للناس حين يكاد البرد يقتلهم: ألا من كان غازياً فليغز. فلا يلحق به أحد. فلما شب لقيم، ابن أخته، اتخذ راحلة مثل راحلته، فلما نادى لقمان: ألا من كان غازياً فليغز. قال له لقيم: أنا معك إذا شئت. ثم إنهما سارا فأغارا فأصابا إبلاً ثم انصرفا نحو أهلهما فنزلا فنحرا ناقة، فقال لقمان للقيم: أتعشي أم أعشي لك؟ قال لقيم: أي ذلك شئت. قال لقمان: اذهب فعشها حتى ترى النجم قم رأس، وحتى ترى الجوزاء كأنها قطار، وحتى الشعرى كأنها نار، فألا تكن عشيت فقد أنيت. قال له لقيم: نعم، واطبخ أنت لحم جزورك حتى ترى الكراديس كأنها رؤوس رجال صلع، وحتى ترى الضلوع كأنها نساء حواسر، وحتى ترى الوذر كأنه قطا نوافر، وحتى ترى اللحم كأنه غطفان يقول غط غط، فألا تكون أنضجت فقد أنهيت. ثم انطلق في إبله يعشيها، ومكث لقمان يطبخ لحمه، فلما أظلم لقمان، وهو بمكان يقال له شرج، قطع سمر شرج فأوقد به النار حتى أنضج لحمه، ثم حفر ونه فملأه ناراً ثم واراها، فلما أقبل لقيم عرف المكان وأنكر ذهاب السمر فقال: أشبه شرج شرجاً لو أن سميراً. فأرسلها مثلاً. وقد ذكرته في حرف الشين. ووقعت ناقة من إبله في تلك النار فنفرت، وعرف لقيم أنه إنما صنع لقمان ذلك ليصيبه، وأنه حسده فسكت عنه، ووجد لقمان قد نظم في سيفه لحماً من لحم الجزور وكبداً وسناماً حتى توارى سيفه، وهو يريد إذا ذهب لقيم ليأخذه أن ينحره بالسيف، ففطن لقيم فقال: في نظم سيفك ما ترى يا لقيم. فأرسلها مثلاً. فحسد لقمان الصحبة فقال له لقيم: القسمة. فقال له لقمان: ما تطيب نفسي أن تقسم هذه الإبل إلا وإنا موثق. فأوثقه لقيم، فلما قسمها لقيم نقى منها عشراً أو نحوها فجشعت نفس لقمان، فنحط نحطة تقبضت منها الإنساع التي هو بها موثق ثم قال: الغادرة والمتغادرة والأفيل النادرة. فذهب قوله هذا مثلاً. وقال لقيم: قبح الله النفس الخبيثة. قوله: الغادرة، من قولهم غدرت الناقة إذا تخلفت عن الإبل. والأفيل، الصغير منها. يريد اقسم جميع ما فيها. والمثل الأول يضرب في المماكرة والخدع. والثاني في الخسة والاستقصاء في المعاملة.
فاق السهم بيني وبينه
يقال فاق السهم وانفاق إذا انكسر فوقه، أي فسد الأمر بيني وبينه.
الفرار بقراب أكيس
كان المفضل يقول: إن المثل لجابر بن عمرو المازني، وذلك أنه كان يسير يوماً في طريق إذ رأى أثر رجلين، وكان عائفاً قائفاً، فقال: أرى أثر رجلين شديداً كلبهما، عزيزاً سلبهما، والفرار بقراب أكيس ثم مضى " قلت " أراد ذو الفرار، أي الذي يفر ومعه قراب سيفه إذا فاته السيف أكيس ممن يفيت القراب أيضاً قال الشاعر:
أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلاً ... وأنجوا إذا لم ينج إلا المكيس
في ذنب الكلب تطلب الإهالة
يضرب لمن يطلب المعروف عند اللئيم قال:
إني وإن ابن علاق ليقربني ... كعابط الكلب يرجو الطرق في الذنب
افعل ذلك آثراً ما
قالوا معناه افعله أول كل شيء، أي افعله مؤثراً له. وقال الأصمعي: معناه افعل ذلك عازماً عليه. وما تأكيد. ويقال أيضاً: افعله آثر ذي أثير، أي أول كل شيء. قال عروة بن الورد:
وقالوا ما تشاء فقلت ألهو ... إلى الأصباح آثر ذي أثير
أراد فقلت أن ألهو إلى الصبح آثر كل شيء يؤثر فعله.
فرقاً أنفع من حب
(1/229)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق