google.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0 حكم أمثال أقوال قصص: أمثال شعبية ابطالها حيوانات oogle.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 30 أبريل 2018

أمثال شعبية ابطالها حيوانات


أمثال شعبية.. أبطالها حيوانات وطيور
الكلبة "براقش" والفأر "أزعر" الأشهر .. والضب كبير الحكماء

كتب:عماد عبدالراضى
"الأمثال الشعبية" علم غريب ومثير، هى مرآة الشعوب والأمم تصف أخلاقهم وعاداتهم، وتعكس خبايا بيئتهم، وتعد الحيوانات والطيور من أبرز مكونات الأمثال الشعبية العربية، على اعتبار أنها عنصر مهم فى البيئة "سواء الصحراوية أو الريفية".
لهذا فقد شكَّلت عنصرا مهما من عناصر تكوين الوجدان الشعبى فى بيئتنا، فأُخذت الأمثال من أفعال الحيوان والطير ومن عاداتها، وأصبح من المألوف أن تجد الأمثال الشعبية تقارن بين أفعال الإنسان وأفعال انواع الحيوانات والطيور، كذلك فقد اعتاد العرب على تخيُّل قصص أسطورية أبطالها من الحيوانات والطيور لوضع مناسبة للأمثال التى يرددها العرب منذ قرون بعيدة.
ويُعد المثل "على أهلها جنت براقش" من أشهر الأمثال التى أخذت من أفعال الحيوانات، وقصته أن براقش اسم كلبة كانت عند قوم من العرب، نبحت على جيش مروا ولم يشعروا بقومها الذين اختبأوا من ذلك الجيش، فلما سمعوا نباحها علموا أن أهلها هناك عطفوا عليهم فاستباحوهم وقتلوها. فصارت مثلاً.
ومن الأمثلة الطريفة التى أخذت من قصص الحيوان: "مين علمك الذوق؟ اللي معلق فوق"، هو مثل مأخوذ من قصة تقول إنه تمكّن أسد وذئب وثعلب من اصطياد غزال، وعندما سأل الأسد رفيقيه عن طريقة مُقترحة لاقتسام الفريسة، أعطى الذئب رأيا لم يعجب الأسد، فركله الأسد ركلة رمته في الهواء، فصار معلَّقا على شجرة مقتولا، عندئذ قال الثعلب عن اقتراحه لاقتسام الفريسة: الرأس لفطورك، الفخذان لغدائك، والباقي لعشائك، فسأله الأسد: مَن علّمه الذوق، فأجاب الثعلب: "المعلَّق فوق". أي انه تعلم الذوق بعدما شاهد ما حدث للذئب.. فصارت مثلا.
ومن الأمثلة التى ربما لا يعرف البعض أنها مأخوذة من قصة مروية عن الفئران ذلك المثل القائل: "قُصر ذيل يا أزعر".. وقصته أن بعض الفئران علموا بوجود جـرّة من العسل في مكان ما، فكانوا يذهبون إلى هناك ويصعدون بالتناوب على فم الجرة، فيمد كل فأر منهم ذيله في الجرة ليتعلق به العسل فيلحسه، وصادف أن أحد الفئران كان قصير الذيل، فحاول مرارا أن يمد ذيله فى الجرة، لكن ذيله القصير لم يصل إلى العسل فقال لهم: أنا لا أحب العسل. فأجابه أحدهم: "قُصرْ ذيل يا أزعر".. فأخذت مثلا.
ومن الأمثال التى تحمل خلف ألفاظها حكايات مثيرة عن الحيوانات والطيور المثل الذى يقول: "اللي مايعرف الصقر يشويه"، وحكايته أن رجلاً كان يملك صقراً نادراً وثميناً يحبه كحبه لأبنائه فهو مصدر رزقه بعد الله، وخرج الرجل ذات يوم غائم وأطلق الصقر على مجموعه من الحبارى (نوع من الطيور) رغم عدم ملاءمة الجو للصيد ..فغاب الصقر وطالت غيبته، وأمضى صاحبه نهاره يصيح ويراقب ويبحث عنه دون جدوى، وبعد طول المسير والتعب والعطش رأى راعيا للغنم فسأله عن الصقر، فقال الراعي: لا أعرف طيرك ، ولكن جاءني طائران ووقعا تحت هذه الشجرة، وأخذا يتعاركان فاقتربت منهما وضربتهما بالعصا ثم ذبحتهما وها هما في النار، بعد قليل ينضجان فنأكلهما معاً، ذهب الرجل إلى النار وحفر التراب بيديه وإذا بطيره ومعه حبارى.
صعق الرجل وقال: يا مجنون هذا طيري وهو لا يؤكل، الحبارى تؤكل فقط.
قال الراعي: وما الفرق بين الحباري والصقر كلاهما في النهاية مجرد طيور !
حزن الرجل وبكى حيث لا يفيد البكاء والندم، ثم أطلق المثل المشهور "اللي ما يعرف الصقر يشويه".
كذلك هناك المثل الشهير "مع الخيل يا شقراء"، وقصة هذا المثل تقول إنه كان هناك فلاح يملك مجموعة من الخيول الأصيلة وكان الفلاح يدرب خيوله يوميا فيفتح لها الاصطبلات ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة، وكان لهذا الفلاح
بقرة (شقراء) عزيزة على قلبه، فكلما أطلق الخيل انطلقت البقرة رافعة ذيلها وتركض بأقصى سرعتها، والفلاح مندهش من فعل تلك البقرة، وكان كلما انطلقت الخيول ورأى ما رأى قال: مع الخيل يا شقراء، فذهبت هذه العبارة مثلا يضرب لمن يحاكي ويقلد كل شيء ويندفع فيما خلق له وما جعله الله لغيره ولا يصلح له.
وقد حفل كتاب "الحيوان" للجاحظ بالكثير من الأمثال التى أُخذ معناها من صفات الحيوانات والطيور، منها "أعقّ من ضب "لأن الضب يأكل أبناءه، وايضا "أحمق من نعامة" وذلك لأنها تدع الحضن على بيضها ساعة الحاجة إلى الطعام, إذا رأت بيض نعامة أخرى رقدت عليها ونسيت بيضها .
وهناك حكايات أُخذ منها أكثر من مثل، منها ما جاء فى "مجمع الأمثال" للميدانى، حيث أورد قصة أُخذت معظم عباراتها أمثالا شعبية وهى قصة احتكام الأرنب والثعلب إلى الضب للفصل بينهما، فقالوا إن الأرنب التقط ثمرة فاختلسها الثعلب فأكلها, فانطلقا يتخصمان إلى الضب.
فقال الأرنب: يا أبا الحسل (كنية الضب(.
فقال الضب: سميعا دعوت.
فقال: أتيناك لنختصم إليك.
قال: عادلا حكَّمتما.
قالت: فاخرج إلينا.
قال: في بيته يؤتي الحكم.
قالت: إني وجدت ثمرة.
قال: حلوة فكليها.
قالت: فاختلسها الثعلب.
قال: لنفسه بغى الخير.
قالت: فلطمته.
قال: بحقك أخذت.
قال: فلطمني.
قال: حر انتصف (أي اقتص لنفسه).
قالت: فاقض بيننا.
قال: قد قضيت.
فذهبت كل أقوال الضب فى هذه الحكاية أمثالا.

ليست هناك تعليقات: