تمتلئ الأمثال الشعبية بالكثير من النصائح والمحاذير، في الوقت الذي تتميز فيه بطرافتها وحكمتها. وعلى الرغم من اختلاف الدولة المنسوب إليها المثل الشعبي، فإن الحكمة المراد تعليمها من وراء تلك الأمثال تتقارب خصوصاً في المجتمعات العربية.
لا يختلف الأمر كثيراً في ليبيا، إذ تنتشر الأمثال الشعبية الطريفة التي لا تخلو من الحكمة والنصيحة بين الليبيين، في الوقت الذي نلاحظ فيه تشابهاً كبيراً بينها وبين العديد من الأمثال في مختلف البلدان العربية، مع اختلاف اللهجات والألفاظ.
وفي التقرير التالي ترصد "العين الإخبارية" 10 من أطرف الأمثال الشعبية الليبية:
اقتلني يا سمن البقر
ويعني ذلك المثل أن المرء لا يخشى من وعيد وتهديد شخص ما، بل على العكس يرغبه، ومن ثم فذلك المثل يمكنك قوله لشخص يهددك بشيء أنت ترغبه بشدة.
وتقول وسائل إعلام ليبية إن أول مرة ظهر فيها هذا المثل، كانت في إحدى مناطق الجبل الأخضر، في بداية السبعينيات حين اجتمع الرئيس السابق معمر القذافي، آنذاك، بأعيان هذه المنطقة، وكان غاضباً منهم لأنهم لا يتفاعلون إيجابياً مع أطروحاته فقال لهم، فيما معناه إنه إذا كان لا يعجبهم نظام حكمه، فسيرد لهم نظام السنوسية.
وفي حين كان يتوقع القذافي أن يتعلق به الحاضرون ويهتفون له، قال له أحد الشيوخ وهو مسترخٍ على مقعده بصوت جهوري مسموع: اقتلني يا سمن البقر.
"اللي تاكلك تحكها"
وتقال في شرعية الدفاع عن النفس، وعدم تحمل الأذى.
"اللي بدلك بالفول، بدله بقشوره"
وتعني أن من هانت عليه مودتك، وتحول إلى غيرك، فلا تتردد في هجره والاستهانة بمودته.
"بقطر في عيونه الثوم"
يطلق هذا المثل عندما يريد شخص أن يقتص من آخر؛ حيث إن الثوم حار جداً، ومن ثم فإن مفعوله قاس للغاية خصوصاً إذا كان في العين.
ويعبر أيضا هذا المثل عن شدة التحذير والوعيد.
"يغض في الملح ويقول صامط"
وكلمة "يغض" تعني "يمضغ" و"صامط" يعني مذاق الطعام بدون ملح.
ويقال هذا التعبير عن شخص في قمة الانفعال والغضب، فعلى الرغم من أنه يأكل الملح، فإنه يقول إنه ليس بمالح، أي لا يدري ما يفعل من شدة الانفعال.
"ارتاح يا بركة، دق النوى"
يقال هذا المثل لمن لا يكاد ينتهي من عمل مرهق، حتى يكلف بآخر أكثر إرهاقاً.
"اشبح اللي أوطى منك، تستراح"
وكلمة اشبح تستخدم في العامية الليبية بمعني (انظر)، و"أوطي" أي أقل.
يستخدم هذا المثل في النصح بمقارنة الإنسان نفسه بمن هم أقل منه شأناً أو مرتبة أو حظاً، لأن نظره إلى من هم أعلى منه يسبب له الشقاء والأسف.
"اعط للبرمة تعطيك"
ويعني هذا المثل أن المرء يجني ثمرة عمله، وأن الإنسان لا يجني إلا ما يبذر، وهي تماثل القول العربي "من يزرع الشوك لا يجني عنبا".
والبرمة تعني في العامية الليبية القِدر أو الإناء من الفخار.
"شكى له من العقم، قال له: إيش عندك من عويلة؟"
وهو مثل يضرب في الحمق؛ حيث يكون الأمر واضحا أمام المرء ومع ذلك لا يفهمه.
"اذكر القط، يجبك ينط"
وهو مثل يضرب فيمن يتوجس من شيء أو خطر، فيقع ويحدث له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق