أمثال جديدة عن حقوق الجار
أمثال جديدة عن حقوق الجار أرغب بأن أبدء هذه المقالة بعمل مقارنة مبسطة بين مفهوم الجار والعلاقة به قديماً وفي أيامنا هذه، من المعروف أن الجار هو كل إنسان قريب منك في السكن.
قديماً كانت الشوارع ضيقة والحارات صغيرة والبيوت متجمعة حول بعضها لدرجة أن الجيران كانوا يستطيعوا رؤية بعضهم البعض أكثر من مرة في اليوم فكان يجمعهم مسجد واحد وسوق واحد وإذا حدث أي موقف داخل منزل معين يعرفه الجيران أجمعين ويشاركون بعضهم البعض في الأفراح والأحزان.
أما الآن نجد أن كل شخص في حاله لدرجة أن كثير منا لم يعرف من هو جاره الذي يسكن معه في المنزل لذا أصبحنا أكثر عزلة عن غيرنا وهذا بالطبع خطأ جسيم لأن الله عز وجل ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصانا على الجار وأنه كلما قرب الجار منا كلما تأكد حقه علينا.
أمثال وعبر عن الجار
كان للجار أيام أجدادنا أهمية خاصة فكان كل منهم (يذهب للأخر للإطمئنان عليه، يتحدثون مع بعضهم عن أمور الحياة، يأكلون مع بعضهم إذا كان لم يكن لأحد منهم طعام في يوم ما،….إلخ) لدرجة أن الأسلاف ضربوا لنا أروع الأمثلة في حسن معاملة الجار لتظل عالقة بأذهاننا طوال حياتنا.
في يوم من الأيام كان رجل يدعى التابعي ذهب لزيارة عبد الله بن عمر فوجد عنده غلام يسلخ شاه فقال له عبدالله: ياغلام إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي وكررها مرات كثيرة فقال له الغلام: كم تقول هذا؟ فقال له ابن عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه، وفيما يلي مجموعة من الأمثال والعبر التي قيلت عن الجار.
- المروؤات أربع: العفاف، وإصلاح الحال، وحفظ الإخوان، وإعانة الجيران.
- الثقافة التي تخاف على نفسها من هجمة قط الجيران ثقافة فئران.
- لا تحرقن جارة لجارتها ولو فرسن شاة.
- الجار السيء يعطيك الإبرة دون خيط.
- الجار القريب خير من الأخ البعيد.
إختيار الجار
كان يقال لنا في قديم الزمان أن الجار قبل الدار لأن الجار له تأثير على جاره، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أربع من السعادة وذكر منها “الجار الصالح” وأربع من الشقاء وذكر منها “الجار السوء”، وكان عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم يتعوذ منه في دعائه دائماً بقوله “اللهم إني أعوذ بك من جار السوء”.
الجار السوء يمكنه إيذاء غيره وينغص عليه معيشته لذا نجد في هذه الأيام أن من يملك بيتاً يقوم بتسكينه للعائلة لحل مشاكل الجيرة وإذ لم يكن عليك بالسؤال من هو الذي سيكون جارك وما هي طباعه لأن الجيرة الصالحة لا تقدر بمال.
حقوق الجار
الجار الصالح هو من يمد لك يد العون عندما تحتاج إليه فهو أقرب من عائلتك وله الكثير من الحقوق والتي على رأسها كف الأذى عنه المتمثل في النظر إلى ما عنده بعين حاسدة، السخرية منه ومضايقته والتسبب في إزعاجه، إلقاء الأذى عند بابه.
عليك أيضاً الإهداء إليه بهدايا ولو رمزية معبرة عن حبك وتقديرك له هذا سيؤدي إلى إزالة الأحقاد وتقرب النفوس وزيادة الحب والوئام.
ومن حقوق الجار أيضاً أن تحب له الخير كما تحبه لنفسك كما يمكنك مساعدته مادياً إذا احتاج لذلك، وعليك الحفاظ عليه وعلى أهل بيته وعدم خيانته.
الجار في الإسلام
يأمرنا دين الإسلام بمراعاة الجار سواء كان كافراً أو أجنبياً أو حتى من الأقارب، من منا يتذكر موقف رسولنا الكريم مع جاره اليهودي الذي كان يضع كل يوم القاذورات أمام بيته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يجد ذلك يأخذه ويلقيه بعيداً حتى جاء يوم وهذا الجار لم يضع شيئاً أمام بيت رسول الله.
تعجب لذلك سيدنا محمد فقرر بأن يذهب ليطمئن عليه وذلك لأن للجار حقوق لابد منها، عندما وجده اليهودي أدرك خطأه وشعر بالنقص وندم وتأسف للنبي وقال: ما هذا الدين السمح! وأعلن إسلامه على الفور، وإليكم مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على إحترام حقوق الجار.
- قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى، والجار الجنب).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يأخذُ عنِّي هذه الكلمات فيعمل بهنَّ أو يُعَلِّم من يعملُ بهنَّ؟ فقال أبو هريرة: قلت أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدَّ خمساً فقال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحبّ للناس ما تحبّ لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلبل).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن فلانة تقوم الليل، وتصوم النهار، وتتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: لا خير فيها، هي في النار).
التعليقات