نيسـان .. الامثال الشعبية تصفه بـ«الـفلـتــــان»
تم نشره في الجمعة 13 نيسان / أبريل 2012. 03:00 مـساءًنيسـان .. الامثال الشعبية تصفه بـ«الـفلـتــــان»الدستور – رنا «محمد حسن» الهنيني
لا يأتي إلا حين تتفتح زهور البيلسان، وتمتلئ البرية بالدحنون، فهو شهر نيسان،حيث ينعقد اللوز والتفاح، فيه تظهر البراعم وتتفتح الأزهار وليس غريبا أن يبدأ نيسان بدعابة بعد أن ترك وراءه تجهم الشتاء وعواصفه. شهر نيسان هو الشهر الرابع من شهور السنة الميلادية بين آذار وأيار وأيامه ثلاثون، ويعد سيد الشهور لما له من ميزات كثيرة.
ولفظ «نيسان» أعجمي الأصل ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة وهو دخيل قديم في اللغة العربية ونونه الأولى مفتوحة ولا يجوز كسرها خلافاً لما هو شائع على الألسنة وهو شهر الربيع الحقيقي الذي قال فيه أبو تمام الطائي : (يا صاحبي تقصيا نظريكما تريا وجوه الأرض كيف تصور/ تريا نهاراً مشمساً قد شابه زهر الربا فكأنما هو مقمر/ أضحت تصوغ بطونها لظهورها نوراً تكاد له القلوب تنور/ من كل زاهرة ترقرق بالندى فكأنها عين إليك تحدر/ دنيا معاش للورى حتى إذا حلّ الربيع فإنما هي منظر).
اراء
نهلة فؤاد قالت «ان شهر نيسان مرتبط لدي بفصل الربيع و اخضرار الأرض و تلونها بكافة الألوان المبهجة، هذا الشهر مرتبط بالرحلات العائلية و الذكريات الجميلة التي بقيت في ذاكرتنا عن أشخاص عاشوا معنا و أمضوا معنا أوقاتاً جميلة في هذا الوقت من السنة و لكنهم رحلوا بأجسادهم و بقيت صورهم معنا مرتبطة بجمال ربيع نيسان»
من جانب اخر قال إبراهيم احمد الكور ان «شتوة نيسان بتحيي الإنسان» كلمات ربما كنا نسمعها من والدينا وأجدادنا لكن لم نكن نفهم معانيها، فهم لم يقولوها كلمة عابرة إلا أنهم ورغم إمكانياتهم القليلة يعرفون معناها من ناحية الأرض والزراعة، فشتوة نيسان تنظف الجو من الحشرات الطائرة والزاحفه والضارة بالبيئة والمزروعات لاحتوائها على نسبة أملاح عاليه لا تتحملها معظم الحشرات إضافة الى انها تعطي الارض نفسا جديدا كالظمآن وسط الصحراء، وتقوم ايضا بتنظيف الارض من الأتربة والأوساخ المتراكمة لتعطي منظرا خلابا لفصل الربيع وأقول للجميع أن يشكروا الله على ما أنعمهم من نعم كثيرة ومنها المطر.
انعكاس على الحالة النفسية
ويقول أخصائي علم التربية الدكتور رمزي هارون: بالتأكيد ينعكس الربيع إيجابا على الحالة النفسية للإنسان، لان هذا الفصل يمتاز بطول النهار ولذلك ترتفع
مستوى الإضاءة التي يتأثر بها الكائن هرمونيا››.
ويشير إلى أن هناك أشخاصا يعانون من اكتئاب الربيع وهي الفترة الانتقالية من الشتاء إلى الربيع وتسببها تغيرات هرمونية لدى البعض..
ويبين أن اكتئاب الربيع حالة مؤقتة لا تدوم لفترة طويلة والإنسان يجهلها صاحبها ولكن الحالة المزاجية من»تغير المزاج»وانخفاضه تدلل عليها.
ويدعو إلى أن يفتح الإنسان صفحة جديدة مع نفسه في فصل الربيع حيث التنوع في الألوان وخاصة ‹› الأخضر فهو يساعد على الهدوء النفسي فكلاهما الأخضر
والأزرق من ألوان الحياة››.
ويبين ان انخفاض الإضاءة عامل من عوامل الشعور بالاكتئاب وينجم عن الخروج من فصل الشتاء الذي لا يسمح بممارسة الأنشطة المعتادة التي تنعكس ايجابا على الحالة النفسية.
ويؤكد على ان بلادنا تعيش أربعة فصول واضحة بالرغم من قصر فصلي الربيع والخريف ففي المناطق التي تتواجد فيها أربعة فصول،فان الناس يميلون إلى الشعور بالفرح بسبب التغير والتنويع.
ويوضح أن عددا من الناس بدلا من أن يفكر بالاستمتاع ببدايات نيسان بما يعنيه هذا الشهر من تفتح وحياة،يلجأ لطرح دعابة يقذف بها على مسامع أقاربه وأصحابه ومعارفه ويقول ‹›المنظومة التربوية تمنع الكذب فلا يوجد أول نيسان ولا آخر نيسان للكذب لأنه مرفوض تربويا ودينيا وأخلاقيا››.
مطرة نيسان
يقول الحاج حسين زاهدة عن شهر نيسان أنهم كانوا يتناولون الكثير من الأمثال عن هذا الشهر مثل «الريّة بنيسان بتسوى الصمد والسكة والنير والفدان». يعني أنه لا تحصل فائدة من سكة المحراث والفدان واستعمالهما في حرث الأرض مالم يرتو الزرع بمطر نيسان. «حشيش نيسان بيحرك الكسلان» « بنيسان بتسرح الغزلان وبيفتح البستان» «إن أجا نيسان حضروا له الفنجان « كناية عن الحث لتحضير لوازم الرحلات وأضاف أن من الأمثال الشعبية أيضا «مطره نيسان ذهب» و»نيسان بلا مطر مثل عروس بلا جلوة» وكانوا يعتقدون فيما مضى أن مطر نيسان يطيل الشعر فيقولون : «مطر نيسان يطول شعر الإنسان»، «بنيسان بتشتي عشية بتمشي الصبح محفية» و» ذهب نيسان ذهب كيزان» وكيزان جمع كوز ويصير المعنى مطر نيسان كالذهب في الجرة.
وتوجد أمثال عن أمطار نيسان على النقيض مما أوردنا مثل : «كانون فحلها ونيسان محلها» وقيل كل مثل حسب الحالة المناخية التي كانت سائدة عند قوله،ومن الأمثال التي تشير إلى ارتفاع الحرارة «بنيسان بيدوب التلج وبيبان المرج «، كما نقلت بعض الأمثال التي تؤكد عدم استقرار حالة الجو بين المطر والانحباس والبرد والدفء، ومنها : « نيسان لسانه فلتان» و»بنيسان أول النهار وحل وتاليه محل». ويدفع اعتدال الجو في نيسان الناس إلى التخفيف من الثياب، وارتداء الثياب الصيفية في بعض السنوات فيقال «بنيسان بتزهر البساتين.. وبتحلا السيارين» و»بنيسان اطفي نارك.. وافتح شبابيك دارك.. واسبح بالشمس لزنارك».
مرتبط بالارض والتراث
الدكتور عماد أبو مغلي أستاذ الشريعة في جامعة الإسراء : كما لا يخفى ان شهر نيسان شهر شمسي ترتيبه الرابع من شهور السنة الميلادية ويقابله في الغربية «ابريل» وربما ارتبطت أهمية هذا الشهر بكثرة الأمثال الشعبية المتعلقة به سواء من حيث اسمه أو ما يجري في أيامه من تقلبات في الطقس ومن هذه الأمثال «شتوة نيسان بتحيي الإنسان « وفيما يتعلق وأصل التسمية الغربية ابريل التي تعني التفتح إشارة واضحة إلى موسم الربيع الذي غالبا ما يبدأ في هذا الشهر، والكثير من الناس يتفاءل بهذا الموسم، من هنا ربما اتخذ هذا الشهر خصوصية وارتبط بمظاهر اجتماعية منها ما ينسجم مع الدين ومنها ما يتعارض معه، فعلى سبيل المثال ارتبط هذا الشهر بجملة أبراج كالحمل والحوت والثور وأصحاب هذه الأبراج لهم حظوة في هذا الشهر، وهذا الكلام يعتبر تنجيم لا أصل له في الدين، وبعضهم ربط هذا الشهر بالحب وذلك من خلال المشاهدات التي تجري فيه من تزاوج وتكاثر، الأمر الذي ينعكس إيجابا على نفسية الإنسان ومزاجه؛ وعليه كان هذا الشهر مناخ ملائما لتكوين علاقات اجتماعية جديدة، والكل يحاول عند إنشاء مثل هذه العلاقات أن يظهر كما يظهر هذا الشهر بأجمل صورة وعليه ربما استعمل الكذب للوصول لمثل هذه الغاية حتى تطور الأمر ليرتبط هذا الشهر بكذبة أخذت اسمه «كذبة نيسان»، والرأي الديني بهذا الموضوع أن الكذب حرام في نيسان وغيره والكذب وسيلة باطلة والغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة.التاريخ : 13-04-2012
الموقع الكامل
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لجريدة الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق