الأمثال الشعبية تكرس للعنف ضد المرأة

الجمعة 2013/09/13
الأمثلة الشعبية المرتبطة بالصورة السلبية للمرأة موجودة في كل الدنيا

القاهرة- تجسد الأمثال الشعبية جزءا من ثقافة المجتمع، وفي قراءة تحليلية لبعضها نجد أن الكثير منها يرسخ ظاهرة العنف ضد المرأة، حيث لعبت دورا مهما في تشكيل دور المرأة العربية والتعامل القهري معها، بما فيها من موروث ثقافي يدعو إلى التمييز بين الجنسين.

تؤكد الدكتورة حنان سالم أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن العنف ضد المرأة كما عرفه مؤتمر بكين عام 1995 هو العمل الذي يكون فيه أذى بدني أو جنسي أو نفسي أو معاناة، بما في ذلك التهديد بالقيام بأعمال من هذا القبيل أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية تدفع إليه عصبية الجنس الآخر، ويرتكب بأي وسيلة كانت بحق أي امرأة لكونها امرأة، ومن هذا التعريف يتضح لنا أن مفهوم العنف يختلف من مجتمع إلى آخر ومن طبقة إلى أخري، إلا أنه يظل شكلا من أشكال التمييز بين الجنسين، وهو يؤدي إلى حرمان المرأة من حقوقها، سواء الاجتماعية أو القانونية أو أي حق آخر في الحياة.

وتتنوع وتتعدد أشكال العنف ضد النساء في مصر وتصاحب المرأة منذ طفولتها وتزداد حدة في شبابها وكهولتها، وقد تظل مستمرة بصورة مختلفة حتى في شيخوختها، ويمارس العنف من الرجل ضد المرأة في كثير من الأحيان استنادًا إلى الرابطة العائلية كالأزواج والآباء والأبناء، ومن أجيال أخرى وذلك على الرغم من وجود الحماية القانونية، لاسيما أن أغلب التشريعات العربية تساوي بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، إلا أنه ما زالت هناك العديد من صور التمييز، بسبب الفجوة بين القانون والتطبيق، الناتجة عن عوامل اجتماعية وثقافية متعلقة بتدني الشروط الموضوعية المحددة لوضع المرأة ومكانتها في المجتمع، ولانخفاض الوعي القانوني لدي النساء وتغلب العادات والتقاليد.

وتضيف الدكتورة حنان أن الأمثال السيئة عن المرأة العربية ليست للنكتة أو الثرثرة، بل تعبر في الواقع عن نظرة الناس إليها، واستخدام هذه الأمثلة شائع بين الناس حتى في ظل الثقافة العصرية والفضائيات، لأن التعليم الأسري والمدرسي والقوانين لم تتغير، وبقيت كما هي بالرغم من نضال المرأة ضدها.

بينما ترى الدكتورة سهير عبد العزيز أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر أن الأمثلة الشعبية المرتبطة بالصورة السلبية للمرأة موجودة في كل الدنيا ولا ترتبط بثقافة معينة أو شعب محدد، هناك مثل إنكليزي يقول: "آخر ما يموت في الرجل قلبه وفي المرأة لسانها"، ومثل يوناني: "لا تثق بالمرأة حتى وإن ماتت".. والنماذج عديدة وترتبط الأمثال بوضع المرأة في المجتمع ودورها، هل ملحوظة وموجودة في جميع المجالات أم لا، وطالبت بوجود إسهامات فكرية وثقافية للرد على هذه النماذج وتقديم صورة المرأة الناجحة.

وتضيف الدكتورة: خطورة هذه الأمثال أنها تقوم بدور القانون الذي يطبقه المجتمع ويستند إليه في تقييد حركة المرأة فيما يتعلق باللباس والإقامة والسفر والعمل، وتستمد الصورة الذهنية حول المطلقات والأرامل والعوانس من هذه الأمثال، وتصل لدرجة إدانة المرأة وإصدار الأحكام عليها، لاسيما في معظم حالات الصراع بين الرجل والمرأة.

أما الدكتورة إيمان الشريف أستاذة علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، فترى أن بقايا الثقافة الاجتماعية، ومنها الأمثال تتولى ترسيخ قيم التمييز ضد المرأة في كل المجالات، خاصة في ظل الصورة النمطية التي يقدمها الإعلام حول المرأة، حيث تقدم الأعمال الدرامية المرأة الخاضعة للرجل، والتي لا تصلح أن تكون مسؤولة، وعندما تكون ناجحة في العمل تصبح فاشلة في أسرتها، وتساهم الدراما في نشر هذه النماذج السلبية من قبيل السيدات الناقصات عقل ودين وضعف المرأة وعدم قدرتها على اتخاذ قرار وغلبة ثقافة الاتباع والتقليد لديها ناهيك عن الخطاب الديني السائد الذي يؤصل لأشكال عديدة من التمييز ضدها، ويعمل على تثبيت الكثير من أشكال الظلم الواقع عليها.