بعض الأقوال والأمثال الشعبية المتداولة والمعروفة بين الناس يكون مغزاها في أغلب الأحيان سلبياً ومحبطاً ومثبطاً للعزيمة وأحياناً تقوم بدور تربوي سيئ يؤثر في الأجيال المقبلة ويخلق لديها معتقدات خاطئة وتؤثر في نظرتها للحياة وتزرع فيها الخوف والكسل والبخل والاستسلام والخضوع والتشاؤم وصفات سلبية كثيرة. وقد تدعو لصفات ذميمة ومخالفة لديننا الحنيف، وسأسرد بعضاً منهاً وما هي إلا غيض من فيض.
من الأمثال التي تحث على العصبية الجاهلية: «أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب» وهذا يتعارض مع الحديث الشريف، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :انْصُر أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصرهُ. (رواه البخاري).
ومن الأقوال المتداولة: «الأقارب عقارب» وهذا يدعو لقطع الرحم التي أمر الله أن توصل.
قال تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى» (سورة النساء آية رقم 36). ومن الأمثال التي تدعو للانهزام والاستكانة وعدم الإقدام والجرأة والطموح منها: مد رجولك على قد لحافك، ومنها: عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة، والقناعة كنز لا يفنى، و خليك على حالك لا تخرب أحوالك.
وهناك مثل يحث على عدم الإحسان للآخرين وإساءة الظن بهم وهو: اتق شر من أحسنت إليه، وهو قد يجعلك لا تقدم معروفاً أو إحساناً لشخص آخر أو تترقب أن يسيء إليك من أسديت له معروفاً.
وهناك أمثال تدعو إلى التبذير مع التواكل كالمثل: اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.
ومقولة بالعامية تدعو لليأس والخنوع وعدم طلب العلم وهي: يوم شاب ودوه الكتاّب، ويقابلها المقولة المشهورة: اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد.
وللحديث بقية....
هيا خالد الهاجري
haya171@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق