google.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0 حكم أمثال أقوال قصص: الخصائص الفنية في الحكم والامثال oogle.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 أبريل 2020

الخصائص الفنية في الحكم والامثال

الخصائص الفنية في الحكم والأمثال العربية

الخصائص الفنية في الحكم والأمثال العربية

التصنيف: أدب ولغة
تاريخ النشر: 8 جمادى الثاني 1439 (2018-02-24)
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

(رسالة الخصائص الفنية في الحكم والأمثال العربية (دراسة تحليلية تطبيقية على كتاب مجمع الأمثال للميداني) رسالة عليها حصل بها الباحث أمين عبد الله محمد اليزيدي على درجة الدكتوراه من جامعة النيلين، كلية الدراسات العليا، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، عام 1426هـ).

 وفي مستهل رسالته يذكر الباحث أن المثَل تعبير تصويري إيحائي أكثر منه تعبيرًا مقننًا, يختلف عن الحكمة في شيوعه وعمومه وغرضه وأدائه التصويري, وكل مثل حكمة وليس كل حكمة مثلا, ولعله أن يكون أقدم الفنون التعبيرية التي عرفها الإنسان, فقد يكون البذرة الأولى للقص والإنشاء, كما إنه قد يكون ممهداً لظهور الفن الشعري.

وأن فن الأمثال يتميز عن غيره من الفنون باعتماده على المتلقي, وبقدرته الاختزالية للتجارب والأحوال. وقد نظر إليه في كتب البلاغة على أنه فن مستقل.

 

دواعي الدراسة وأهدافها:

هذا التواضع والرضا عن أقوال بعينها والاستدلال بها, أو تضمينها الكلام والتمثل بها دليل كاف على مدى انبهار المجتمع بتلك الأقوال, وإعجابه وسروره بها, وإن كان سبب السرور غير معروف, أهو في ألفاظ هذه الجمل, أم في دلالتها؟ ولماذا سُرَّ بها المجتمع ابتداء؟! ولماذا اقتطعها دون غيرها من الكلام؟!

كل هذه التساؤلات, الإجابة عنها تتطلب العودة إلى هذه الأقوال, ودراستها دراسة تحليلية للحصول على الجواب الشافي. ومما دعا الباحث إلى هذه الدراسة:

1-              ملاحظة الباحث أن النصوص تتمايز في حضورها لدى المجتمع اللغوي, وسير بعضها دون بعض, وحدوث ذلك بما يشبه الاتفاق, مما يثير الانتباه إلى هذه النصوص.

2-              أن الأمثال تنتمي إلى الفن, كما تنتمي إلى لغة الحديث اليومي, وتكون في الفن الشعري والنثر الأدبي, مع بقائها مكوناً من مكونات الخطاب اليومي, كل ذلك يسترعي الانتباه, و يستوجب دراسة هذا اللون من الفن اللغوي وعلاقته بالمجتمع واللغة, وخصائصه التي تميزه عن الأداء العادي للغة, مع وجوده الدائم.

3-              من طبيعة النصوص أن تكرارها يذهب بعضاً من جدتها, إلا الأمثال لا تذهب جدتها.

4-              حضور هذا اللون من الأداء اللغوي في الخطاب اليومي, و في النثر الفني وفي الشعر, يعني وجوده في العملية اللغوية بشكل عام, وهذا يجعل من دراسته (دراسة فنية كانت أو غير فنية ) دراسة لفن اللغة عموماً.

5-              إدراك الباحث أن هذا الموضوع لم ينل حقه من الدراسة.

تلك كانت من أبرز دواعي دراسة هذا اللون من الفن القولي في الأدب العربي.

وهدفت الدراسة إلى:

1-              توضيح الخصائص الفنية والجمالية للحِكَم والأمثال.

2-              الكشف عن عناصر البقاء الفني لهذه الجمل.

3-              أن تكون هذه الدراسة دراسة عامة غير محددة بفن الأمثال فقط؛ بل الإفادة منها في تحليل النص الأدبي عموماً.

4-              دراسة النصوص وفق رؤى حديثة, مع عدم التنكر للقديم؛ بل للإفادة من المناهج والأساليب الحديثة.

ويذكر الباحث أن هذه الدراسة تنطلق للأمثال في كتاب "مجمع الأمثال" للميداني من عدد المحاور أهمها:

1-                المثل تعبير تصويري.

2-                تكامل عناصر الحدث اللساني وهي المرسل, اللغة, المتلقي.

3-                تناول الوحدات والسمات الكلية للعمل الأدبي.

ويمكن إجمال مظاهر تحقق فنية التعبير والأداء في الأمثال كما وجدها الباحث في مجمع الميداني في التالي:

1-              التصوير والتشخيص. وهي أبرز السمات الفنية والجمالية للأمثال، وقد استعان مبدع المثل بعدد من الوسائط الحسية والفنية لإتمام عملية التعبير بالتصوير, وأبرز الوسائط الحسية كانت استعانة المبدع بالعنصر البشري والحيواني ومظاهر الطبيعة في التعبير والتصوير, واستغل المبدع هذه المكونات الحسية للتعبير عن المفاهيم المجردة كالخير والشر, والذل والعز, والبخل والكرم, وغير ذلك.

وقد وظف المبدع العناصر الحسية في التصوير عبر وسائط فنية هي:

أ‌- الرمز.

ب‌- المحاكاة.

ت‌- السرد والحكاية.

وهذه الوسائط الفنية لا تتحقق إلا من خلال لغة بلاغية وفنية, ولذا فإنها تحوي التشبيه والكناية والاستعارة والمجاز.

2-              التنوع الإيقاعي والبديع. ومن أبرز الفنون التي يحويها المثل في مجمع الميداني:

أ‌- التكرار.

ب‌- الجناس.

ت‌- السجع.

ث‌- الإيقاع المعتمد على التقسيم الزمني للوحدات الكلامية.

3-              التنوع البنائي والأسلوبي. فقد تجلت في الأمثال عدد من الظواهر المعجمية والتركيبية التي تستدعي التوقف أمامها, وهي:

1-              انتماء معجم الأمثال إلى البيئة المحيطة وتمثيله لها خير تمثيل.

2-              استخدمت المفردة في الأمثال استخداماً مجازياً يخرج بها عن الأصل.

3-              استغل المبدع وسيلة التضاد بغرض البيان والإيضاح والإمتاع والتصوير.

4-              بنيت الجملة في المثل وفقاً لسنن العربية, واستفاد المبدع من آلية العدول ليخرج بالتركيب عن الأصل إلى غيره وفق قواعد اللغة وسننها, واستغل المبدع التنوع الأسلوبي في اللغة ليفيد منه في بناء جملة المثل, ومن مظاهر هذا التنوع والعدول: الحذف. التقديم والتأخير. المفعول المطلق.

4-              التكثيف والإيحاء والاستدلال, وهذه الخاصية غير مستقلة عن غيرها, إنَّما هي مستندة إلى السمات السابق عرضها, كما إنها مبثوثة خلالها, ذلك إن التكثيف والإيحاء والاستدلال أمور لا تتحقق إلا عبر لغة النص وأسلوب بنائه, وعناصره الفنية بما يؤدي إلى تحقق الإيجاز وتكثيف الدلالة. وهذه الخاصية تجعل من المثل فناً يتسم بالإيجاز وكثافة التعبير وقوة الدلالة وغرابة الاستدلال وجماله.

ويعلل الباحث أسباب اختياره كتاب "مجمع الأمثال" للميداني ليكون أنموذجاً للدراسة التطبيقية؛ لكونه أحد الكتب التي وجدت في مرحلة متأخرة من مراحل تدوين الأمثال (عاش الميداني في القرن السادس الهجري)؛ مما يبعث على الاطمئنان إلى أن الكتاب قد شمل كثيراً مما ورد من أمثال العرب, كما أنه أحد أشهر الكتب التي وصلت إلينا من الكتب التي تمثل جمع العرب للأمثال, وأيضاً فإن الميداني قد جمع الأمثال والحكم في سفر واحد باعتبار أن الفرق بينهما في عملية التلقي, وذلك ما يوافق طبيعة هذه الدراسة.

 

مكونات الدراسة:

قسم الباحث الدراسة بعد المقدمة إلى بابين:

1- تناول الباب الأول ما يخص هذا الفن من التأصيل, ففي الفصل الأول تناول مفهوم المثل باعتباره يدل دلالة مفهومية وليس دلالة اصطلاحية نظراً لتعدد استعمال هذه الكلمة في الإطار الأدبي والفني, وذلك من خلال عرض دلالة الكلمة في المعاجم, وفي القرآن الكريم, وعند المحدثين, ثم فرق بين المثل والحكمة وناقش الرأي القائل بأن المثل يعني أقوال ذوي السيادة, ثم تناول جمع الأمثال وجهود الميداني ومنهجه في جمع الأمثال, وخصص الفصل الثاني لعرض ما يخص الأمثال بصفة عامة فكان المبحث الأول عن بداية المثل, والمبحث الثاني عن ضرب المثل, والمبحث الثالث عن سير المثل، وقد كان لهذا المبحث عناية خاصة؛ لأن سير الأقوال قد يكون هو الفارق الأساسي بين الأمثال وغيرها من الأقوال, وتناول في المبحث الرابع قيمة المثل, وفي المبحث الخامس عرض لمفهوم المثل في كتب البلاغة, وقد خصص كتب البلاغة دون غيرها حتى لا تتشعب الدراسة؛ ولأن كتب البلاغة تمثل نوعاً من التناول التطبيقي والاصطلاحي والفني للنصوص الأدبية بعامة ومنها الأمثال.

2- وتناول الباب الثاني الدراسة التحليلية التطبيقية, وهو موزع في فصلين:

-       تناول في الفصل الأول أبرز خصائص الأمثال, والفن بشكل عام, وهو التعبير بالتصوير, وتناول في المبحث الأول مفهوم التعبير التصويري عند قدماء النقاد والأدباء العرب, ثم انتقل إلى عرض الوسائط الحسية للتعبير التصويري للأمثال في كتاب الميداني, واقتصر على العنصر الإنساني والحيواني. ثم انتقل البحث إلى الوسائط الفنية والبلاغية للتعبير التصويري للأمثال في كتاب مجمع الأمثال للميداني, وأبرز هذه الوسائط: الرمز, والمحاكاة, والسرد والحكاية, ثم أثر المثل وقدرته الفنية من خلال وجوده في الفنون القولية الأخرى كالشعر, وكيف وظف المثل توظيفاً فنياً في الفن القولي الرفيع, بعدها ينتقل البحث للتطرق لأبرز خصائص وسمات الصورة المثلية وقد طبق على بعض النماذج من الأمثال من كتاب الميداني بحيث تكون ممثلة لما يتضمنه الكتاب من النصوص بما في ذلك الأمثال المرتبطة بالحكايات كما قام بتحليل نماذج من الأمثال, وقد حظي هذا الفصل بنصيب وافر من مساحة البحث لأن الأمثال تعبير تصويري.

-       أما الفصل الثاني فتناول بالبحث والتحليل والتطبيق نماذج من نصوص الأمثال من كتاب مجمع الأمثال الميداني, حُلِلَت وفقاً للمستويات المتبعة في التحليل الأسلوبي حيث تناول المبحث الأول الظواهر المعجمية, وهي:علاقة معجم الأمثال ببيئتها, ثم ظاهرة العدول على مستوى المفردات في الأمثال وكيف استخدمت المفردة في المثل, ثم ظاهرة التضاد. وتناول في المبحث الثاني الظواهر التركيبية للمثل في مجمع الميداني, وأبرزها: الجملة الاسمية والجملة الفعلية, ثم انتقل البحث إلى ظاهرة العدول على مستوى الجمل وذلك من خلال بعض الظواهر, كان أبرزها: التقديم والتأخير, والحذف, والمفعول المطلق. ثم انتقل البحث إلى مستوى الإيقاع وفيه تناولت علاقة الظاهرة الصوتية والإيقاعية بالتعبير التصويري, وبطبيعة الحال فإن البحث تطرق لأبرز الظواهر الإيقاعية للمثل في كتاب مجمع الأمثال للميداني, وأبرز هذه الظواهر: التكرار, والجناس, والسجع, والإيقاع المعتمد على التقسيم الزمني للوحدات الكلامية.

واقتضى أسلوب الدراسة أن يكون كل تحليل لهذه الجزئيات إنما يخدم العنصر النهائي في الاتصال والفن وهو الدلالة, وذلك كان موضوع المبحث الأخير من هذا الفصل, وفيه تناول البحث عناصر ومكونات الدلالة, وهي المكون المقالي والمكون المقامي, ثم العوامل المؤثرة والفاعلة في الدلالة وهي السياق, والعنصر الاجتماعي, والمقام, وأخيرًا انبناء الدلالة في الأمثال و العلاقة بين جملة المثل والصورة الدلالية.

وأثناء الدراسة تم التركيز على ظواهر أساسية تتميز بها الأمثال في مجمع الميداني, هذه الظواهر هي: العدول, الإيجاز والتكثيف, التعبير بالتصوير, انطلاقاً من العلاقة التكاملية القائمة بين عناصر الحدث اللساني وهي المرسل, واللغة, والمتلقي.

ولا تفرق الدراسة التطبيقية بين الأمثال التي أساسها الحكمة أو الأمثال المولدة وبين بقية الأمثال, خشية التكرار الممل؛ ولأن ذلك التفريق ليس من غرض البحث في مرحلة التطبيق.

وتضمنت الخاتمة النتائج التي توصل إليها.

وقد كان اعتماد الباحث الأول على "مجمع الأمثال" للميداني, وذلك بطبيعة الحال لكونه هدف الدراسة وميدانها الذي تطبق عليه, و "جمهرة الأمثال" للعسكري, واطلعت على عدد من كتب الأمثال مثل: "فصل المقال شرح كتاب الأمثال" لأبي عبيده البكري, و"الزاهر في معاني كلمات الناس" لابن الأنباري, و"نكتة الأمثال" للكلاعي.

 ومن كتب الأدب التي أفدت منها: "البيان والتبيين" و"الحيوان" للجاحظ, و"الكامل" للمبرد. ومن كتب البلاغة والنقد في التراث العربي: "دلائل الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني, و"العمدة" لابن رشيق, و"منهاج البلغاء" لحازم القرطاجني و"الطراز" ليحيى بن حمزة العلوي, و"المثل السائر" لابن الأثير.

ومن المعاجم: "لسان العرب" لابن منظور, و"القاموس المحيط" للفيروز آبادي. كما أفدت من عدد من الدراسات النقدية والبلاغية الحديثة.

وقد اتبع الباحث الدراسة المنهج الوصفي ومنهج التحليل اللغوي الأسلوبي, مع الإفادة من المناهج الأخرى كلما دعت الحاجة.

 ويذكر الباحث أن الأمثال فن محبب إلى النفس البشرية, تميل الفطرة إليه وإلى التماسه. ولمداخلة الأمثال والحكم النفس الإنسانية, وموافقتها للطبيعة البشرية, ضرب الله عز وجل للناس الأمثال في كتابه العزيز.

 

       وأضحى المثل والحكمة كالعقد من اللؤلؤ على جيد الحسناء؛ فهو ليس طوع كل أحد, ولا يستطيع أن يناله، كما لن يعدم الناس نواله، وإن بجمال النظرة وإفادة العبرة.

وكانت الأمثال -لجمالها وبلاغتها- أكثر سيرورة وأسرع انتشارًا, وأقدر على البقاء, ونظرًا لما تستدعيه من أحداث وأقوال فإنها ذات قدرة حافظة للمآثر, تنقلها للأجيال, جيلاً عن جيل, ولها مظاهر وامتيازات.

       والأمثال, هذه الكلمات المتداولة, يؤمن بها المجتمع ويُسَرُ بها؛ لأنها جزء من تاريخه ولغته, وله بها عناية؛ حتى إنها تمثل جزءاً منه. ولم لا؟! فهو من تواضع عليها واعتمدها؛ لتكون بنى استدلالية وتعبيرية على المفاهيم والمعاني والأحوال, ليست شيئاً غريباً عما يتداوله المجتمع من لغتهم وأقوالهم, بل هي من سننهم التعبيرية اللغوية.

 وإذا كان الخطاب الشعري يقوم على العدول عن لغة الخطاب اليومي مما يجعله أكثر جدة وإثارة, فما الذي جعل من الأمثال نصوصاً جمالية وفنية, بها قدر غير قليل من الإثارة, وقدر كبير من أثر التلقي, فهل ذلك يعود إلى طبيعة المجتمع العربي ولغته؟ وهل كان المجتمع بطبيعته مجتمعاً أدبياً، وأن التخاطب اليومي كان نوعاً من الفن والأدب؟ وهل كون الأمثال جزءاً من لغة الاتصال اليومي جعلها أكثر سيراً وحضوراً من غيرها؟

 وقد خلص الباحث إلى أن المثل من مادة (مَثَل) وأنه إذا كانت هذه المادة قد استعملت بمعان متعددة فإن هذا يعني أن مصطلح المثل غير محدد, وأنه أسلوب خطاب يفهم نوعه وأثره دون تحديد علمي دقيق, فالأمثال أسلوب تعبيري تصويري أكثر منه أداءً بنائياً, أو مضمونيًا ممكن التحديد.

أما الحكمة فهي تلتقي مع المثل في بعض وظائفها كالتوجيه والإرشاد, أما هي من حيث كونها مصطلحاً فهي غير المثل, ولها -من حيث طبيعة كل نوع- ما يميزها عن المثل, فالحكمة تقرر وتقنع فهي تميل إلى الخطابية, والمثل يغمض ويوحي ويخيل, فهو يميل إلى التخييل والشعرية, ودلالة الحكمة مباشرة, ودلالة المثل إيحائية, ووظيفة الحكمة التوجيه, ووظيفة المثل التصوير والتشخيص.

 وقد اعتني بجمع الأمثال منذ البدايات الأولى للتدوين, ويعد كتاب "مجمع الأمثال" للميداني من أبرز الكتب التي تمثل جمع العرب للأمثال, ويتميز عن غيره باشتماله على أمثال المولدين.

أما فن المثل فيظهر أنه من أبرز وأقدم فنون القول لما يشتمل عليه من بذور الفنون الأخرى كالإيقاع والخرافة والحكاية على لسان الحيوان, والقص والإنشاء, كما يمكن أن نعده ممهداً لظهور الفن الشعري.

وضرب المثل يعني صوغه وإنشاؤه كما يعني التمثل به, وفي الحالين فإن ضرب المثل كان استجابة لحاجة لغوية و فنية واجتماعية, فهو أحد عوامل إثراء التعبير والاستدلال وحفظ التجارب وتناقلها.كما أن التمثل بالأمثال يعد من قبيل العمل الإبداعي.

 ولا يكون القول مثلًا إلا إذا شاع واشتهر وتداوله المجتمع المتلقي، ولذا فإن أبرز المعايير التي يمكن أن يتميز بها فن الأمثال عن غيره المعايير, هو معيار السير والذيوع والشهرة, وخلص الباحث إلى أن شهرة القول وسيره معيار نقدي أكثر منه معياراً أدائياً لغوياً, بل هو آلية اجتماعية قام بها المجتمع المتلقي, مما يعني أن طبيعة التلقي هي الفيصل فيما يخص هذا الفن, أو مما يعمل على الإضافة إليه.

 كما خلص الباحث إلى أن عملية الإبداع في الأمثال عملية خاصة, يجب فيها تضافر القول الفردي, والسلوك الجماعي المتمثل في التمثل بالمثل وتسييره من قبل جماعة التلقي ضمن الجماعة اللغوية؛ إذ بدون الش

ليست هناك تعليقات: