«الامثال الشعبية» .. هل ترافقك في حياتك أم لا تعيرها إهتماما؟
تم نشره في الأحد 2 آب / أغسطس 2009. 03:00 مـساءً«الامثال الشعبية» .. هل ترافقك في حياتك أم لا تعيرها إهتماما؟الدستور - جمال خليفة
يقول علماء في الامثال انها ليست مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية.. وإنما هي عمل كلامي يستحث قوة ما على التحرك. ويعتقد قائل المثل أنه يؤثّر أعظم الأثر في مسار الأمور وفي سلوك الناس. فالمعنى والغاية يجتمعان في كل أمثال العالم.
والمثل الشعبي تعبير صادق عن مفاهيم وحياة الناس ، و هو عبارة عن جملة موجزة مفيدة محكمة البناء بليغة العبارة ، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات ومتوارثة من جيلْ إلى جيل. وهي تعبير عن نتاج تجربة تخلص إلى عبرة وحكمة للحض على سلوك معين ، أو للتنبيه من سلوك معين.
والمثل في قول الفارابي: هو ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم وقنعوا به في السرّاء والضراء ، ووصلوا به إلى المطالب القصية ، وهو أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص ، ولذا فالمثل قيمة خلقية مصطلح على قبولها في شعبها.
ولا بد من أن نلاحظ أن كثيراً من الأمثال تتناقض مع بعضها البعض ، لو وضعت جنباً إلي جنب ، لأن التجارب والحالات شديدة التنوع ، ولكل حالة وتجربة ، مثل
إن وجود أمثال قليلة سلبية لا يعكس روح المثل وهدفه والتزامه بحياة الناس.. فبعض هذه الأمثال قيلت للتحذير من اشخاص او اشياء معينة ، وهناك امثال تؤكد التكاتف والتضامن. او تعبّر عن تجربة جيدة او سيئة عاشها الشخص ، وهي لهذا لا تدل على العام بقدر دلالتها على الخاص. إلى جانب ذلك توجد الأمثال التي تدعو إلى المحبة وتعزيز رابطة القرابة اوالصداقة.
وفي هذا التحقيق إستمزجت "الدستور" عددا من الاشخاص خلال إتصالات عشوائية لبيان ما يحفظوه من امثال ومدى ارتباط هذه الامثال بهم وبأمور حياتهم والواقع الذي يعيشونه.. فكانت هذه الاجابات التي إضطررنا لشطب الامثال المتشابهة منها حتى يكون لدينا اكبر قدر من الامثال المختلفة:
تستخدم بكثره
سناء "طالبة جامعة" قالت: هناك الكثير من الامثال التي ترافقنا في حياتنا والتي نستخدمها بكثرة عندما تحدث لنا امور تشابه هذه الامثال مثل: القرد في عين أمه غزال ، يا فرعون مين فرعنك.. قال ما لقيت حدا يردني ، الفاضي بيعمل قاضي ، عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة ، اللي من دمك ما يخلو من همك ،
صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك ، هين فلوسك ولا تهين نفوسك ، الظفر ما بطلع من اللحم ، اللي بيته من قزاز ما برمي الناس بحجار.
لا استخدمها
رولا "موظفة في مول" قالت: بالنسبة لي فأنا لا استخدم هذه الامثلة ولكني احيانا اسمع الناس من حولي يذكرون خلال حديثهم بعض الامثال التي يستعينون بها في تأكيد او الدلالة على الواقع او الحدث الذي يمرون به ، ويستحضرني هنا بعض الامثال منها: من طلع من داره إنقل مقداره ، هَم البنات للممات ، على قد فراشك مد رجليك ، برد الصيف أحد من السيف ، مثل البوم ما بنعق إلا بالخراب ، سمرة ونغشة؟ ولا بيضة ودفشة ، اللي ما لو كبير مالو تدبير ، صابح القوم ولا تماسيهم.
لها ارتباط بالوقت
وليد "موظف في بنك" قال: قد تمر علينا اثناء مسيرة حياتنا بعض الامثال التي يكون لها ارتباط بالظرف الذي نعيشه او التجربة التي نمر بها ، وعند وقوع حدث ما معنا ، سواء اكان ايجابي او سلبي فإننا فورا نتذكر" مثلا معينا "يكون له إرتباط بهذا الحدث.
ويضيف: من الامثال التي رسخت في حياتي ولها عندي مواقف خاصة عشتها: اللي من دمك ما يخلو من همك ، خذ الأصيلة ونام على الحصيرة ، جارك القريب ولا أخوك البعيد ، تجري جري الوحوش غير رزقك ما بتحوش ، اللي بعاشر القط ييتحمل خراميشه ، الجمل ما بشوف عوجة رقبته ، اللي بتزوج أمي بقوله يا عمي ، يا رايح كثر الملايح ، من أمّنك لا تخونه ولو كنت خاين ، اثنين في دار ما يعلم فيهم جار ، فكرت الباشا باشا.. تاري الباشا زلمة.
معايشة الامثال
ابو خالد "بائع خضار" قال: (والله يا إبني نحن الكبار في السن عايشنا كثير من الامثال) التي كانت تدل على الواقع الذي نعيشه ، وكانت تعبر عن فرحنا وألمنا وحزننا وعلاقتنا مع بعضنا البعض ، ومن هذه الامثال: اللي مالو كبير مالو تدبير ، أعطي الخبز لخبازه ولو أكل نصفه ، بارك الله في الدار الوسيعة.. والفرس السريعة.. والمرة المطيعة ، ربي ابنك واحسن أدبه ما بموت تا يخلص أجله ، الباب اللي بجيك منه الريح سدو واستريح ، من غربل الناس نخلوه ، الجار للجار ولو جار ، لقمة هنية تكفي مية ، يا ماخذ القرد على ماله.. بكرة بروح المال وبظل القرد على حاله ، جاجه حفرت وعلى راسها عفرت.
رفيقنا الدائم
أما ابو وصفي "صاحب ملحمة" فيقول: الامثال الشعبية رافقتنا طول حياتنا ومن قبلنا اجدادنا لأننا اخذنا هذه الامثال عنهم وعاصرناها وانطبقت على كثير من امور حياتنا ، ومن هذي الامثال: أكل الرجال على الرجال دين وأكل الرجال على الأنذال صدقة ، الابن الفاسد يجيب لأهله المسبة ، إسأل مجرب ولا تسأل حكيم ، المنحوس منحوس ولو حطوا على راسه فانوس ، الحر ما يتنكر لأصله ، إيد الحر ميزان ، ما بحرث الأرض إلا عجولها ، التقى المتعوس مع خايب الرجا ، عواد ما عاد بعيدها ، لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم ، بنت الرجال عانت واستعانت.. وبنت الأنذال حطت راسها ونامت.
موجودة
دعاء "خياطة" تقول: في الواقع الامثال الشعبية موجودة في حياتنا وكثيرا ما نستخدمها ، ومنها امثال تمس صميم حياتنا وتكون كأنها مفصلة على مقاس المشكلة او اللحظة التي نعيشها ، وانا احفظ بعض الامثال التي استخدمها وسمعتها من النساء اللواتي يأتين للخياطة عندي ومنها: جوزت بنتي لارتاح من بلاها أجتني وأربعة من وراها ، العروسة للعريس.. والجري للمتاعيس ، الأم تعشعش والأب يطفش ، البنت بلا حلق.. دالية بلا ورق ، سلاح البنت مراية ومشط ، طب الجرة على ثمها تطلع البنت لأمها ، امشي في جنازة ولا تمشي في جوازة ، بناتي فراشي وأولادي غطاي ، اللي بسعدها زمانها بتجيب بناتها قبل صبيانها.
لا استخدمها الا نادرا
ام حاتم "موظفة أمن وحماية" تقول: طوال حياتي لم استخدم الامثال سوى مرة او مرتين ، ولكني اسمع الكثير منها وخاصة في الزيارات الاجتماعية من الاقرباء او الاصدقاء ، ومن هذه الامثال التي احفظها: كون نسيب ولا تكون قريب ، الإسكافي حافي والحايك عريان ، يكفيك شر جوعان وشبع ، العز للرز والبرغل شنق حاله ، فتش بيتك سبع مرات قبل ما تخوّن جارك ، كانون كن في بيتك.. كثر ملحك وزيتك ، الكعكة بيد اليتيم عجبة ، اللي بدق الباب بسمع الجواب ، الظفر ما يطلع من اللحم ، اللي في بطنه عظام بتقرقع ، اللي ما باخذ من ملته يموت بعلته ، اللي من إيده الله يزيده.
وتتفق معها منى "ممرضة في مركز صحي" قالت: انا لا اتعامل مع الامثال الشعبية إلا ما ندر ، ولكن صديقتي سحر تحفظ الكثير من الامثال ، وقد حفظت منها هذه الامثال: جاجة حفرت على راسها عفرت ، اللي على راسه بطحة بتحسسها ، شغلة ما بتهمك وصي عليها جوز إمك ، اللي يحضر السوق بتسوّق ، يوم إلك ويوم عليك.. دير بالك وفتّح عينيك ، اللي بخاف من البعبع بطلع له ، بموت الزمار وايديه بتلعب ، عمر الحية ما صارت خية ، اللي بتطلع لفوق رقبته بتنكسر ، مين رادك ريده.. ومين طلب الجفا زيده.
احفظ العديد منها
وتقول سحر صديقة منى: انا احفظ الكثير من الامثال والتي كان يذكرها لي والدي ، ومن كثرة تعلقي بالتراث الشعبي قمت بكتابة هذه الامثال في دفتر مذكراتي ، واحفظ منها الآن: اللي عنده مال محيره يشتري حمام ويطيره ، إذا حصلت المحبة ارتفع التكليف ، بكره بنقعد عالحيطة وبنسمع الزيطة ، أيلول ذيله مبلول ، آخر آب الجو عاب ، في تموز بتستوي المية بالكوز ، ما بضيع حق وراه مطالب ، اللي مالو ظهر بنضرب على بطنه ، أعزب دهر ولا أرمل شهر ، إللي إًلُه غايب بيظل قلبه ذايب ، العاقل وديه ولا توصيه ، عمر الأسى ما بينتسى ، البيت اللي رباني ما بينساني ، البيت اللي تاكل منه لا تدعي عليه بالخراب ، يا معمر بغير بلدك ما هو إلك ولا لولدك ، الغربة كربة وهم للركبة ، قيس قبل ما تغيص ، من عاشر القوم أربعين يوم صار منهم ، أكل الرجال على قد فعالها ، اللي يطلع من ثوبه يعرى.
اما الحاج ابو غازي "صاحب بقالة" فقال: احفظ الكثير من الامثال الشعبية وخاصة الفلسطينية منها ، واخترت لكم ما يلي: الجوز رحمة ولو كان فحمة ، بدك تطرد صهرك غلي مهرك ، خود الحلو واقعد قباله.. وان جُعت شاهد جماله ، يا جاي بلا عزيمة يا قليل القيمة ، الطويلة طالت التينة والقصيرة ظلت حزينة ، الطول طول نخلة والعقل عقل سخلة ، ان بدك تصون العرض وتلمه.. جوز بنتك للي عينها منه ، إذا إنت امير وانا امير.. مين بيسوق الحمير ، اللي بياضه ما هو من ربه.. يا رب تتعب قلبه ، اقعدي في عشك تييجي حد ينشك ، كيد النسا ما حدا قده.. لو مال على حيط هدّه ، البشع بشع لو تغسل كل يوم.. والحلو حلو لو فاق من النوم ، عند الاكل إيد بإيد.. وعند الشغل ما بريد.
في البال واحد
اما ياسر "صاحب محل موبايلات" فقال: انا لا احفظ إلا مثلين او ثلاثة ، ولكن قبل اسبوع ارسل لي صديق رسالة تحتوي على عشرة امثال سأقرأها لك: ثلثين الولد لخاله ، الولد البكر يحيي الذكر ، جوزك على ما عودتيه وابنك على ما ربتيه ، اللي بلاعب القط يتحمل خراميشه ، قبل ما تدور على مرة دوّر لإبنك على خال ، الشب الغاوي شو ما راد بساوي ، الولد ولد ولو صار قاضي بلد ، الخال مخلي والعم مولى ، صار للشرشوحة مرجوحة ولأبو بريص كبكاب ، الرغيف اللي بيلمع للصاحب اللي بينفع ، طول ما الكيس ملان بيكثروا الخلان ، عدو جدك ما بودك لو عبدته مثل ربك.
لها ارتباط باحداث معينة
نعمة "معلمة روضة" قالت: احفظ بعض الامثال الشعبية التي تربطني بأحداث معينة حصلت معي ، ومنها: اللي ما بيشقى ما بيلقى ، كثر الرفرفة يكسر الجناح ، الكسرة بيد الفقير هجنه ، كوم حجار ولا هالجار ، إن مال عليك الزمان ميل على ذراعك ، يا ماخد القرد على ماله.. يروح المال ويبقى القرد على حاله ، إن كانت الحية بتنحط بالعب.. عمر العدو ما بينحب ، لولاكي يا جارتي لفقعت مرارتي ، اللي ما ياخذ من قدره.. دق البين سدره.
الحيط الواطي كل الناس بتنطه
سائد "مهندس حاسوب" قال: حصلت قبل ثلاث سنوات معي مشكلة في عملي بسبب غيرة احد الزملاء مني ، وقد فقدت حينها ذلك العمل ، فاجتمعت بصاحب لي وطرح على مسمعي بعض الامثال الشعبية التي لامست جرحي ، ومن ذلك اليوم حفظتها.. وهي: الحيط الواطي كل الناس بتنطه ، من يمسك إصبعه صحيح.. لا يدمي ولا يقيح ، لا تعتب على حبيبك.. إعتب على نصيبك ، عمر العدو ما بصير حبيب إلاّ لما يصير الحمار طبيب ، من حرص ما انقرص ، غلطة الشاطر بألف.
خبرة حياتيه..
ويقول ابو ربحي "صاحب مطعم": من الأمثال ما تفرزه حادثة او قصة حيث تتلخص خبرة حياتية أو موقف في عبارة أو تعليق موجز. والدليل على ذلك ما قاله المثل: "ما خلّى المثل إشي إلا وغطاه" ، وهذا يدل على ان كل حادثة او أمر ما يحدث مع الانسان كان هناك مثل يليق به ويغطيه.
ويضيف: واذكر من الامثال: الفلاح يبذر حبه وبيتكل على ربه ، رجل في السوق ولا مال بالصندوق ، خلقة باب بيرد الكلاب ، اللي ما بغبّر شنبه ما بدسمه ، من طين بلادك حني خدادك ، لو كان الزلام بشواربهم لكان الصرصور أزلمهم ، جوعة على جوعة تخلي القلب لوعة ، تراب العمل ولا زعفران البطالة ، وجع ساعة ولا كل ساعة ، رعاية البقر ولا رعاية البشر ، اللي بدري بدري واللي ما بدري بيقول كف عدس ، بزمان الخير ما غنينا يا ليل.Date : 02-08-2009
الموقع الكامل
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لجريدة الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق