تعد الأمثال مرآة لخلاصة تجربة المجتمعات خلال سنوات طويلة وغالباً ما ترتبط تلك الأمثال بالمكان الذي نشأت فيه كما انها تقتبس كثيراً من البيئة التي انطلقت منه لذا فقد تجد الكثير من الامثال التي تنطلق من مكان من هذا الإقليم قد لا تفهم في الإقليم الآخر حتى وأن كانوا في بلد واحد، وفي مادتنا هذه أحببنا ان نورد العديد من الأمثال الشعبية في محافظة الأحساء هذه الواحة الجميلة التي حباها الله بنعمة كبيرة تتمثل في انتشار زراعة النخيل حتى اصبحت تعد اليوم اكبر واحة للنخيل في العالم، لذا فقد ارتبطت كثير من امثال اهل الأحساء بالنخلة، ولذا اردنا ان نورد بعضاً من تلك الأمثال الشعبية المرتبطة بالنخلة والتي جاءت في كتاب لأبرز المهتمين بجمع التراث الشعبي الأحسائي وهو المهندس عبدالله بن عبدالمحسن الشايب صدر مؤخراً.

٭ المثل: (اذا كنت تاكل التمر فالناس تعد الطعام).

ويقال في حالة التذكير بعدم الغفلة واخذ الحذر فالناس يستطيعون ان يستفيدوا من اي شيء.

٭ وقيل: (اخذ المرحلة بعراها).

ويقال في حالة الرغبة في الحصول على شيء وعدم اجتزاء الاشياء، والمرحلة هي (سلة يوضع فيها التمر لنقله وتسويقه مصنوعة من جريد النخل، وعراها أي مماسكها).

٭ (ازرع في كل مكان نخلة).

ويقال في حالة التأكيد على العلاقات العامة وتأكيد وجودها في كل مكان.

٭ (اذا بغيت الجذب في الوصيلي).

ويقال لمن يريد ان يبحث عن شيء يلزمه معرفة المواطن ولا يستصغر او يستهين بالاشياء فلعله يجد ضالته فيه، والوصيلي أقل انواع التمور جودة الا انه يتميز بكبر وحلاوة «جمارته».

٭ (قعدي ياسحة لين يجيش حلاش).

ويقال في اليأس من الشيء او اكماله، وحلى التمر هو الحساس (السمك الصغير مجفف ومملح).

٭ (لاهو فوق عذوق ولا هو تحت عروق).

ويقال لمن لا يستفاد منه مهما حاولت، وهو عكس النخلة التي عذوقها من التمر في اعلاها ولها جذور، مع العمل ان الجذر الرئيسي للنخلة كان يعتمد عليه في عمل الصري لحرق الطفل (أحد اجزاء التربة) لتكوين الجص.

٭ (لا يفوتك تمر الجص).

ويقال في حالة طلب الجيد من الاشياء والمبادرة للحصول عليه.

٭ (الخلاص لازم فيه شيص).

ويقال في حال اثبات انه لا يوجد شيء مكتمل حتى تمر الخلاص الذي هو الافضل يكون فيه جزء غير ملقح (شيص).

٭ (لو حصلت تمرة ما اكلت جمرة).

وهو وصف معنوي عن ركوب الصعاب ومحاولة نفي اللوم عن نفسه واقدامه على فعل ماهو انه مضطر.

٭ (مثل المترجي من الفحال تمر).

ويقال لمن لا يحسن الأداء ومن لا يعرف مسبقاً مع ماذا يتعامل فيكون رجاؤه في شيء متعذر، والفحال هو ذكر النخل وهو لا يعطي تمراً.

٭ (ما تقص لكربه الا المنجل).

ويراد منه ان لكل شيء لوازمه.

٭ (مسمار في ليف).

في حالة عدم الاخذ بالكلام او نفي جديته.

٭ (وقت الصرام كل القوم كرام).

ويقال في معرض بيان ان الامور لا يمكن معرفتها الا في مكانها الصحيح فلا يمكن اطلاق الكرم في وقت توفر التمر عند الجميع.

٭ (ما يطلع الدبس الا معاصيره).

ويراد منه ان العمل المتقن يعطي نتائج مضمونة، فالدبس لا يسيل الا اذا وضع في الجصة وكنز بشكل جيد.

٭ (كنه نخلة طريق).

ويطلق على الشخص الذي لا يؤاخذ عليه لأنه لا يحافظ على نفسه ولا يعرف حدود المحافظة عليها.

٭ (لا تفتش تمر).

ويقال للنهي عن الخوض في تفاصيل الأمور لان النبش فيها قد يظهر خلاف الظاهر.

٭ (بايق ما تصيده كم تطقه من جريدة).

يقال في حالة الأداة المستخدمة لا تفي بالغرض كمن يستخدم جريد النخل لملاحقة وضرب السارق (البايق) اذ لا يؤثر كثيراً فيه.

٭ (تاكلك ام الخضر والليف).

وتقال هذه العبارة عند تخويف الاطفال ويقصد بها النخلة.

٭ (تليل في ماي).

يقال لمن يتقلب او يتلون في آرائه ومواقفه مثل التليل (القطعة السفلية من السعف وهو خفيف ويطفو اذا ما القي في الماء ويتقلب دائماً.