صورة مفقودة

الأمثال الشعبية المتداولة في جبل عامل

إن الأمثال الشعبية هي أقوال مأثورة، تحفظ عادة في ذاكرة الشعوب، وكل مثل منها يعبّر عن حدث تاريخي معين، بأسلوب شعبي، ومفهوم مماثل أيضاً.

والأمثال الشعبية لها دلالات اجتماعية معينة، وهذه الدلالات هي ثابتة، بحيث أنها تستمر وتبقى في المجتمعات، ويتناقلها الناس عن بعضهم البعض، كما تتناقلها الألسن، فيحدث عليها أحياناً بعض التعديلات الطفيفة، التي لا تغيّر من معناها ومن أهميتها.

ومعظم الأمثال أطلقت نتيجة حوادث حصلت في التاريخ، والمثل لا يبقى عادة محصوراً في مكانه، إنما ينتقل من مكان لآخر، وكثير منها يصلح أن يكون حِكَماً، تحث الإنسان على التقيد بها، بالأخذ أو الابتعاد، تمشياً مع المثل القائل: «استأل مجرّب ولا تسأل حكيم»، فالتجربة في الحياة مهمة، لصاحبها وللآخرين، لصاحبها حتى لا يقع في الخطأ ثانية، تمشياً مع المثل الذي يقول: «من جرّب المجرّب كان عقله مخرباً»، وللآخرين حتى يستفيدوا من تجارب غيرهم، فيأخذوا الأمور الإيجابية الحسنة، ويتركوا الأمور السلبية السيئة.

لقد وردت الأمثال في كثير من كتب التراث العربي، ومن جملتها ما ورد على لسان الأديب أحمد الهاشمي، صاحب كتاب: «جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب»، وقال ان شروط الأمثال أربعة هي:

ـ أن تكون رواية الأمثال خالية من كل تعقيد، ليفضي المقصود منها إلى ذهن السامع.

ـ أن لا تكون مسهبة مملّة.

ـ أن يبهج المثل السامع أو القارئ، بطلاوته، ويُفْكِه فكرته بهزل كلامه وابتكار معانيه، ويضبط عقله في فهم الرواية المختلفة وفضّ مشكلها.

ـ ان يورد بصورة محتملة.

أما فوائد الأمثال فجّمة منها: نزهة البال، وترويح المخاطر، واستقصاء الحِكَمْ.

يمتاز المثل بغايته التي هي التعليم، وإعطاء الدرس، والافهام، وأسلوبه جميل بليغ، موجز، ويقول سليم عرفات المبيض «ان المثل الشعبي قادر على تشخيص ملامح الشعب، بما تميز من غزارة فياضة، لها قدر الكشف عن البيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى النفسية».

هذا وتعالج الأمثال، كل نواحي الحياة، من صفات الإنسان، الكرم، البخل، التفاؤل والتشاؤم، الطبيعة وما فيها، المناخ، العدالة الاجتماعية، القناعة، الرجل والمرأة والأولاد والجدود، والعائلة، والحرف والتجارة والزراعة والمتناقضات، وغيرها من الأمور الكثيرة الأخرى التي يصعب إحصاؤها.

وقبل الحديث عن الأمثال المتعلقة بهذه الموضوعات، نشير إلى أن من أجمل ما قيل على لسان العرب من الأمثال هو المثل التالي:

إذا أراد أحد الأعراب معرفة حقيقة أي أمر يقال له: و«عند جهينة الخبر اليقين»، وأصل هذا المثل، ان الاخنس بن كعب، عندما قُتل الحصين الغطفاني، مرّ بقوم، وإذا امرأة تنشد الحصين، وقد علم أنها زوجته، فمضى في طريقه وهو يقول:

تسائل عن حصينة كلّ ركب                          وعند جهينة الخبرُ اليقين

ومن الأمثال الشعبية البدوية المتداولة في جبل عامل، وربما تكون مأخوذة عن شمال فلسطين، وعن بدو مرج ابن عامر.

ـ صبّوا القهوة وديروها على الزين (أي المليح)، ولا تديروها على اللاش (أي اللاشئ وغير المحسوب حسابه)، ترى اللاش لا طارد ولا مطرود.

ـ لِـ يْريد الكرم يقعد بالبطيحة (كانت مشهورة بالسمك)، ولِـ ما يريد الكرم ينزل بالخلالي المِعْتَمات.

معاني الأمثال

حول العمل في الليل يقال:

شغل الليل مسخرة للنهار/ كلام الليل يمحوه النهار.

حول الاستفادة على حساب آخر يقال:

عاجريرة الورد يشرب العلّيق/ كرمال عينك تكرم كل مرجعيون/ ناس أكلت اللحوم وناس غسّلت الصحون/ ناس أكلت الدجاج وناس وقعت بالسياح/ غاب القط اسرح يا فار.

في عدم الإلحاح في طلب شيء يقال:

لا تقول للمغني غنِّ حتى يغني لحالو/ اللي عند أهلو عمهلو/ الغايب عذر ومعو/ لا تْلوم الغايب حتى يحضر/.

في ضيق الصدر يقال:

فشيت خلقك، كاين مسدود بْقَشِّه/ خلقو ضيّق/.

في موضوع عدم التدخل في ما لا يعني الشخص يقال:

لا تتدخل فيما لا يعنيك، تلقَ شيئاً لا يرضيك/ حمار وبدقّ بيانو/ مين دعَسْلك على ذيلك حتى عَوَصْت/ مش كل من صفّ صواني صار حلواني/ العرس بمحرونة وأهل المجادل يرقصوا/ واحد مطوّل دقْنُو والثاني تعبان فيها/ صاحب البيت أدرى بالذي فيه/.

حول ضرورة استعمال القوة في حال وجود حق،

وللوصول إلى نتيجة إيجابية يقال:

الحديدة ما بتطوّعها حتى تحّميها/ الرطل بدو رطلين ووقيّة/ الي بيدعس على رجلك، إدعسْلو على رقبتو/ الزيتون ما بيحلى إلا بالرصّ/ الدلال للولد بيخرّبو/.

إذا أُهمل الشيء يقال:

الرزق السايب بيعلّم الناس الحرام/ البيت اللي بتتركو بيخرب/ قالوا لعنتر مين عنترك؟ قال ما لقيت حدا يردّني/.

الشعور بالقوة يقال:

يا جبل ما يهزك ريح/ ضرب الخناجر غوى والحبس كيفية/ (وهذا القول الذي ذهب مثلاً، قالته امرأة من عيثرون، تدعى يمامة الشيخ حسين، وهي تحمس الرجال على المواجهة والمجابهة وعدم الهروب، وقائلة ان السجن لا يخيف، إنما هو مدعاة فخر واعتزاز)/ الرطل بدو رطل ووقية/ العصا لمن عصا/.

في الدعوة إلى عدم التسرع، والانتظار لمعرفة النتائج يقال:

ليش عم بتبيعوا فرو الدبّ قبل صيدو/ ما تقول فول حتى يصير بالعدول/ ما تقول فول حتى يصير بالمكيول/ بدّك تاكل عنب والله بدّك تقتل الناطور/ طلوع السلّم درجة درجة/ كل الدروب بتودي عالمطحنة/ غلطة الشاطر بألف غلطة/ العسل بجرارو حتى تجي أسعارو/ لا تلوم الغايب حتى يحضر/ الغايب عذرو معو/.

حول عدم وضوح الموقف أو

إذا كان الموقف بين بين، يقال:

رِجل في البور ورِجل في الفلاحة/ ضربة على الحافر، ضربة على المسمار/ مثل شباط، ما في على قولو رباط/.

أهمية الحضور يقال:

لا غايب إلا واستغنينا عنّو، ولا حاضر إلا واعتزناه/ ابن الحلال بيسمع كلمتو بإذنو/ اذكر الذيب وهيّرلو القضيب/ (وهذان المثلان يقالان في حال كان الحديث يعني شخصاً معيناً، وفجأة يحضر). من حضر السوق باع واشترى/ يرى الحاضر ما لا يراه الغايب/.

في عدم تنظيم العمل يقال:

بيكون عم يحلق بيصير يقلّع اضراس/ بزحمة العرس طهّروا المقروق/ وقت الحصايد غنى قصايد/.

حول التناقض بين الواقع والفعل:

النهر حاملنا والعطش قاتلنا/ قوْلوا مثل بولو/ كلام الليل يمحوه الظلام/.

في موضوع الصداقة يقال:

لا تدعُ لصاحبك بالسعادة بتخسرو/ الصديق لوقت الضيق/ صديقك من صَدَقَك لا من صدّقك/ إن الطيور على أشكالها تقع/ تصاحبوا كالاقارب وتعاملوا كالأجانب/ يللي متلنا تعا لعنّا/ اللي عاشكلو شكشكلو/ صاحب اللي بتبقيه، لا تأخذ منو ولا تعطيه/ (وهذا المثل يؤكد ان الصداقة تستمر إذا ابتعدت عن أية علاقات مادية أو شخصية أو غايات).

محل الضيق بي ساع ألف صديق/ رافق المسعد بتسعد/ الرجال مفاتيح مقفله، وما مفاتيحها إلا التجارب/ رافق الغني بيغنيك، ورافق الفقير بيعديك/ قل لي من تعاشر أقل لك من أنت.

في العناد في الرأي يقال:

العناد يولّد الكفر/ دقّ المي هيي ميّ/ عنزة ولو طارت/ لا تعاند من إذا قال فعل/.

في الدعوة إلى القناعة يقال:

عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة/ القناعة كنز لا يفنى/ أعطِ خبزك للخبّاز ولو أكل نصفو/ إن كان حبيبك عسل لا تلحسه كلّو/ على قدّ بساطك مدّ جْريْك/ الكحل أحلى من العمى/ كل شيء قسمة ونصيب/ مافي حمار راح وأخذ جلالو معو/ زاد واحد بيكفي اثنين/ من ساواك بنفسو ما ظلمك/.

في عدم الاقتناع بالحصول على شيء مادي يقال:

يريد العصفور وخيطه/ الدنيا مالكيتو/ نفسو مش شبعانه/.

في عدم الاقتناع بفكرة معينة ومحاولة

الإقناع بأسلوب طري يقال:

ان لم يكن ما تريد فأرد ما يكون/ ما صار شي إلا ما صار مثلو/ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها/ انه بغمّسْ خارج الصحن/.

في الحظ يقال:

الدنيا حظوظ/ نيال اللي إلو حظ/ عاحظ الحزينة سكّرت المدينة/.

في الكرم يقال:

الجود بالموجود/ لا وجود إلا بالموجود/ الكرم يغطي ألف عيب/ لاقيني ولا تغديني/ الله طَعَمَك كُولْ وإطعْم/ بيت السبع ما بيْخلى من العظام/ كسّاب وهّاب/ (وهذا المثل الأخير يعبّر عن الفرق الكبير بين الأغنياء، الذين يكّستون أموالهم، ولا يصرفونها على أنفسهم، أو عيالهم، أو على البرّ والخير، فيعيشون حياة الفقراء، ويحاسبون حساب الأغنياء، وبين الذين يكدحون ويكسبون المال، ويصرفونه على أنفسهم وعيالهم، وعلى أعمال الخير والصدقة وغير ذلك.

وإذا بلغ الكرم حّداً كبيراً جداً، يقال عن الشخص إنه مثل حاتم طي، الذي كان غاية في الكرم والجود والعطاء، قربه لله تعالى ولوجهه الكريم.

فلان سخي الكف/ (وهل أجمل من السخاء والكرم، وأجمله ما يكون سرّاً، إذ ما تعطيه اليد اليمنى لا تعرف به اليد اليسرى).

في الأم يقال:

الجنّة تحت أقدام الأمهات/ الدنيا إم/ دوّر على الإم ولِمّ/ (وفي هذا المثل إشارة إلى أن طالب الزواج يسأل عادة، وقبل كل شيء عن أم العروس، سلوكها، أخلاقها علاقتها مع زوجها، تربيتها لأولادها، لأن الفتاة في المجتمع الشرقي تتأثر بأمّها كثيراً، وتكون في معظم الأحيان صورة مصغّرة عنها).

طبّ الجرّة على تمّها بتطلع البنت لأمّها/ الصيف لو كان إبو إم كانت بتبكي عليه/ (لأن أيام الصيف جميلة، حلوة، مقمرة، فرص، نزهات، سباحة…).

في الأب يقال:

من قال خيي مطرح بيي كان كذّاب عليي/ (هنا تأكيد على ان للأب أولوية في الحنان والعطف والمحبة والحماية، حتى ولو كان الأخ جناح أخيه).

الفرس من الفارس/ (حيث ان للزوج تأثيراً كبيراً في سلوك زوجته من جميع النواحي والأوجه). رضا الله من رضا الوالدين/ الرجل بيعيبوش شي/.

في الابن يقال:

الولد فلذة كبد/ فرخ البط عوّام/ ما أعز من الولد إلا ولد الولد/ الولد سرّ أبيه/ اللي ما عندو ولاد بيحنّي الوْداد/ (وهذا يقال في عيد الأضحى) الولد بيخلق وبتخلق رزقتو معو/ المال والبنون زينة الحياة الدنيا/.

في علاقة الابن بالعم والخال يقال:

العم مولى والخال مخلّى/ الولد لو بار بيطلع تلتينو للخال/.

في علاقة الحماه والكنة يقال:

هناك قناعة راسخة لدى معظم الناس، أن عداء مستحكماً حاصل باستمرار بين الحماه والكنّه، وهو عداء تقليدي، ينتج أحياناً عن مسألة الخلاف حول تقاسم النفوذ والسلطان داخل البيت العائلي، فنفوذ الأم يبدأ بالتناقص أمام نفوذ الكنّه، خاصة إذا كانت هذه الأخيرة تتمتع بشخصية قوية ونافذة، وإذا استغلت أحياناً شخصية زوجها الضعيفة لتمرير ما تريد، أما إذا كانت الكنّه ضعيفة، فإن الأم تستغل هذا الضعف للسيطرة على القرار، والتدخل بشؤون البيت.

من الأمثلة حول العلاقة هذه: بحاكيك يا كنّه لتسمعي يا جارة/ لولا حبيبي منين شفت الغريبة/.

عند الخلاف بين الرجل والمرأة، وعندما

تذهب الامرأة إلى بيت أهلها يقال:

«الطريق اللي جيتِ منها إرجعي عليها»/ (هذا إذا عادت الزوجة بعد خلافها مع زوجها، ودون أن يتدخل أحد لإصلاح ذات البيت بينهما) المرأة ما إلها غير رجّالها/ المرأة بلا رجّال مثل القلعة بلا جبال/.

ويقال أيضاً في علاقة المرأة بزوجها: اللي ربّنا متمّم سعادتها بيطلع زوجها بجنازتها/.

الفرس من الفارس/ الكحيلة بتعرف خيالها/ الرجال جنّا والمرا بنّا/ البيت اللي ربّوا مرا كل مانو لورا/ سلاح المرا دموعها/ الدجاجة الفرفارة والمرا الدوّارة ما بينقنوا بحارة/

وتستعمل مثل هذه الأمثال أيضاً للفرس والفرسان ويقال:

الكحيلة ما بيعيبها جْلالها/ ما بظلّ للتالي إلا أوشم الخيّالة/ ما بقي بالميدان إلا حديدان/ بيت بيلعب فيه الخيال بالرمح/ (وهذا يقال كناية عن البيت الواسع القائم على عدة قناطر).

حجتو في برقبتو/ (هذا المثل يقال في الفروسية التي هي فن السباق على الخيل، ونصب الميدان وحذق ما يتعلق به. وكان الأعيان يقبلون على اتقان الفروسية، والخيول عندهم كانت أصنافها كثيرة مثل: «الكحيلات» (المكحلة العينين)، و«الصقلاويات» (المصقولة الشعر)، و«العرقوبيات» (الملتوية العرقوب)، و«الشويمات» (ذات الشامات في جلدها)، و«المعنقيات» (الجميلة العنق).

وكانوا إذا باعوا فرساً، كتبوا به صكّاً (حجّه) ، يذكرون فيه نسبه من جهة الأب والأم، ومنهم من يسمي عمه وخاله وخالته، وقد يعلق هذا الصك بعنق الجواد، ولذلك جاء في أمثالهم المثل القائل «حجته في رقبته»، ومعناه أن أمره معروف، وكذلك صفاته وكل ما يتعلق به، ولا يستدعي إيضاحاً أكثر من ذلك.

في أهمية الجدّين وكبار السن واحترامهم يقال:

كبير القوم خادمهم/ وَقّروا كباركم يوقّركم صغاركم/ الشيبة هيبة/ إلْـ مالو كبير مالو تدبير/ أكبر منّك بشهر أعرف منّك بدهر/ الوعاء الكبير يتّسع للصغير/ الزغير بيمشي على قدام الكبير/.

وإذا حاول كبار السن العودة إلى عهد الشباب يقال:

بعدما كبر وشاب ودّوه لعند الكتّاب/ وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر/ السبع لما شاب صار مسخرة للكلاب/ شاب وما تاب/.

في العلاقة المادية بين الإخوة يقال:

القرش يفرّق الأخ عن أخيه/ كونوا إخوة واقسموا قسمة الحق/ عيشوا أخوة وتعاملوا كالأجانب/.

في العمة يقال:

خذوا البنات من صدور العمّات/ (فطالب الزواج من فتاة، يسأل عن عمتها، سلوكها، أخلاقها…).

حول الزواج يقال: اللي معو فلوس، بياخذ بنت السلطان عروس/ يللي متلنا تعا لعنّا/ خذ الأصيلة ولو كانت على الحصيرة/ على القرميّة بتنبت السوخية/ زوان بلدنا ولا قمح الغريب/ زوان بلدنا ولا قمح الصليبي/ حبّ حبيبك ولو كان عبداً أسوداً/ سبحان من ضمّ راسين على فرد مخدّه/ يا خذ القرد على مالو، يروح المال ويبقى القرد على حالو/ خوذ من ايد صاغت وباعت ولا تاخذ من إيد سَلّقت وجاعت/ الخطبة الطويلة تولّد المشاكل/. ما بتصير رجّال حتى تتزوج/.

في أم العروس يقال:

مثل أم العروس فاضية مشتغلة/ (أي أنها تنهمك في أعمال غير ذي فائدة.

حول التعصب للعائلة يقال:

ما بيحنّ عاالعود إلا قشرو/ الدم بيحنّ/ الدم ما بيصير ميّ/ الرمح ما بينحط بالعديلة/ أنا وخيي عا ابن عمي وأنا وابن عمي عالغريب/ أهلك ولا تهلك/ (وهي دعوة واضحة لإنماء العلاقات الأهلية) اللي بيقلع ثيابو بيبرد/ (فالقريب لقريبه هو كالثوب الذي يرد الحرّ والبرد عن الجسم)/ الأقربون أولى بالمعروف/ كل عنزه معلقه بكرعوبا/.

حول التمايز طبقياً يقال:

اللي معو قرش بيسوى قرش/ (وهذا تمييز واضح بين الأغنياء والفقراء في المجتمع المادي).

المال بجرّ المال/ هذا بسمن وهذا بزيت/ هذا برزّ وهذا بسميد/ العزّ للرزّ والبرغل شنق حالو/ الغني غنولو والفقير زقفولوا

حول الدعوة إلى الحياد، وأحياناً التهرب من تحمل المسؤولية يقال:

الباب اللي بيجيك منّو ريح سدّو واستريح/ بدّك تاكل عنب والله بدّك تقتل الناطور/ صاحب الجحش يشدّ بذيلو/ صباح الخير يا جاري، إنت بحالك وأنا بحالي/ شو همّ جونيه من هدير البحر/ السوق اللي ما في إلك فيه جامكية لا تحضرو/ العب وحدك بترجع راضي/ ألف مرّة جبان ولا مرّة الله يرحمو/ فخّار يكسر بعضو/ ابعد عن الشرّ وغنيلو/ حايد عن ظهري بسيطة/ لا ينام بين القبور ولا يشوف منامات وحشه/ عين لا تقشع، قلب لا يوجع/ الهريبة ثلثا المراجل والسلامة كلها (في هذا المثل دعوة واضحة إلى الانهزامية).

حول مراعاة الظروف يقال:

حسب السوق سوق/ الدنيا مع الواقف/ أعطِ السيف لضاربو/ كل دولة وإلها رجال/.

حول الشطارة يقال:

الشاطر بشطارتو/ (وهذه دعوة واضحة إلى الفردية، وإلى التخلي عن التضامن الاجتماعي). يقابلها: إرميه بالبحر بيطلع بتموّ سمكة/ أي انه قادر على تدبير أموره في شتى الظروف والأحوال. وفيها معنى التوفيق الدائم.

حول الدعوة للمساعدة في العمل

والمشاركة في المجهود الجماعي يقال:

كثر الأيادي في الحصيدة غنيمة/ ايد واحدة ما يتزقّف أو ما يتصفّق/.

الله يعين اللي بيعين/ وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان/.

حول إظهار أهمية الشيء أو التخفيف

من ذلك أو التجريح يقال:

العسراوي بحياتو ما قتل واوي/ الثلم الأعوج من الثور الكبير/ فلان شرّابة خرج/ فلان خرج بشرّابة/ فلان رصَنُو بإيد غيرو/ (أيه أنه مسيّر وليس مخيّراً). كان يفلح كان يزرع، كان مشحّر يا ضيعانو/ معقور متل حمير الحجّارة/ من حاجتنا للرجال بنعيّط للديك يا بو علي/.

حول أهمية إتمام العمل يقال:

خير الأعمال بالأكمال/ اللي بيبدأ بشغله يكمّلها/.

حول أهمية الاتفاق قبل أي تنفيذ عمل يقال:

الشرط بالحقله ولا خناقة عالبيدر/ اللي أوّلو شرط آخرو رضى/.

حول نيّة رفض أمر سلفاً يقال:

ما بدّك تزوّج بنتك غلِّ مهرها/.

حول المعاناة من الشغل والعمل يقال:

شو اللي دفعك على المرّ، قلّو الأمرّ/ الدخان مرّ وشغلو مرّ/ (الواقع أنه لا يعرف مرارة الدخان إلا من جرّب هذه الزراعة الصعبة، التي تبدأ يومياً، منذ قبل الأذان، وتستمر حتى المساء، هذا بعد الحراثة والزراعة والتعشيب والنكش، أما عند القطاف، وعند الشك، وتوفيراً للمياه التي كانت قليلة جداً (وتجلب من العيون، التي كان بعضها بعيداً عن القرى أحياناً) كان المزارعون ـ ونحن منهم ـ يفركون أيديهم بالتراب، لإزالة آثار التبغ المتراكمة، جرّاء شك الورق الأخضر، والمكسو بطبقة لزجة سمراء ومرّة، من إفرازاته التي تحمي أوراقه من عاديات الطبيعة وعدوان الحشرات… توفيراً لقليل من الماء، وتجنباً لاختلاط مرارة التبغ بالخبز أو التين).

الشغل في أرض النهر قهر/ (وكان يقولها المزارعون في منطقة حاصبيا، الذين يعملون على ضفاف نهر الحاصباني، لكثرة ما يعانونه في الزراعة، لكثرة الأعشاب التي تنبت على جانبي النهر).

حول التعامل مع الولد يقال:

متى طلعت دقن ابنك، بلّ دقنك واحلقها/ (أحياناً يعامل الأب ولده بالقسوة، فإذا ما كبر يضطر «لمخاواته» أي يصبح بمثابة الأخ، والصديق).

ابنك هوّي وصغير ربّيه، ولما بيكبر خاويه/ إبنك لا تعلّمو، الدهر بيعلّمو/ (وهنا دعوة إلى ترك الولد للدهر كي يعلّمه، والأيام هي كفيلة بتربيته بالتجربة…)،قلبي على ولدي، وقلب ولدي عالحجر/ (هذا إذا لم يبادل الولد والديه الاهتمام اللازم).

الديك الفصيح من البيضة بيصيح (أي ان الولد يُعرف منذ ساعة ولادته)، الولد ولد ولو حكم بلد / (أي ان الولد تبقى لديه نزعة الطفولة والولدنه حتى ولو كبر).

قاضي الأولاد شنق حالو/ (وهذه تروى عن القاضي الذي كان يعيش بسعادة وهدوء بال، وهذا الأمر جعل الملك يحنق عليه، فدعاه إلى ترك وظيفته والعمل عنده في القصر لتربية الأولاد، وأجبر القاضي على ذلك، وبدأت المأساة في حياته تكبر يومياً، من خلال تعامله مع الأولاد،ومشاكلهم، وأخيراً وُجد القاضي مشنوقاً بحبل، فقد أراد ان يتخلص من الحياة التي فُرضت عليه فرضاً).

حول من يفعل سوءاً يقال:

يخربش مثل القطة/ جبنا الأقرع ليونّسنا كشّف عن قرعتو وفزّعنا/ سوس الخشب منو وفيه/ يفعل هذا وعلى عينك يا تاجر/ بيعمل السبعة وذمّتها/ مسبّع الكارات/ (والكارات هنا هي المهن، إنما هنا لا تدل على انه يمتهن عدة مهن، وإنما «ينط من مكان لآخر، ويعمل عدة نواقص).

حول المبالغة في التصرف يقال:

جيت تكحلّها عميتها/ العميان إجاهم ولد، كثر ما بقبشوا عليه عَمُوه/ عرج الجمل من شفّتو/ ستّي من غير وحام مريضة/ من تزيّ بغير زيّه يرخص ولو كان غالياً/ بحبّك يا إسوارتي، بس مش مثل زندي/ بردان وبيضرّط لحف/ الجنازة حامية والميّت كلب/.

عدم الركون للمظاهر يقال:

الجبّة لا تصنع راهباً/ الفرس الأصيلة ما بيعيبها جلالها/.

حول الوجه الجميل:

الخلقه الكاملة نعمة زائدة/.

حول الفجور يقال:

الفاجر بياكل مال التاجر/.

حول الخوف من الشماته يقال:

صيت غنى ولا صيت فقر/ حول هذا المثل، نذكر أننا عشنا في إحدى البلدات العاملية، وكان لنا صديق يكبرنا سنّاً، يعاملنا كأولاده، ونعامله كوالد، كان ظريفاً، طيباً، كريماً، ولم يأت أحد من أصدقائنا إلى هذه البلدة، الا وصادف هذا الرجل، الذي نعرفه بـ«أبي عبد الله».

أجمل السهرات كنا نقضيها معه، خاصة في فصل الشتاء، في منزله قرب مدفأة الحطب، يوقد فيها النار، تشتغل، تهبّ، تدخّن، وكلها شيّقة ومقبولة وجميلة، لأن السهرة ليست حلوة إلا بهذه الحركات، خاصة مع هذا الإنسان الطيب.

كنّا نراه، وهو يضع القرمية بظهر القرمية داخل الصوبا، ومع كل واحدة كان يضع قطعة من الدهن، التي كان يجمعها من عند القصابين.

كنّا نعرف السبب الذي يجعل «أبا عبد الله» يضع قطع الدهن في المدفأة مع القرامي، فهي تزيد من الاشتعال، لكن كنّا في نفس الوقت نريد أن نسمع من الرجل ما يسوقه من سبب آخر لهذا العمل، وتأتي المفاجأة حين يقول:

«خلي كل أهل القرية يستمتعون بهذه الرائحة الجميلة، دعهم يقولون ان أبا عبد الله يتناول ويأكل اللحم المشوي كل ليلة).

امرق على عدّوك جوعان ولا تمرق عليه عريان/ (فالجوع يمكن ان يكبته الإنسان، ويمكن ان لا يرى الناس ما يأكله الشخص في منزله، لكن الناس سيرون الثياب التي يلبسها، ويمكن ان يكون في ذلك شماتة من قبل الشامتين أو المنتقدين).

وحول الشماتة نفسها يقال:

اللي طعمانا بالملعقة يطعميه بالمرغفة/ إذا وقعت البقرة بيكثروا سلاخينها/.

حول المعاناة الشخصية يقال:

خللي اللي بالقلب بالقلب/ خلّليها بالقلب تجرح ولا تطلع لبرّا وتفضح/ المخفي أعظم/.

حول عدم الاقتناع بفكرة، أو عدم فهمها

أو عدم الوصول إلى نتيجة معينة يقال:

«بنقول تيس، بيقول احلبوه/ بنقول ارمله بيقول وين جوزها/ فالج لا تعالج/ ربّ وزيت، وزيت وربّ/.

حول الوصول إلى نتيجة: يقال:

ضاعت ولقيناها/ هذا بيت القصيد/.

حول عدم الوصول إلى نتيجة معينة وعدم تحقيق رغبة يقال:

من تحت الدلفة لتحت المزراب/ اللي بيتغطى بلحافك بيبرد/ اللي بدّو يموت يوصّيك بولادو/ نسمع جعجعة ولا نرى طحناً/ رجع بخفي حنين/ رجع ايد من ورا وإيد من قدّام/ راح وراح سرّو معو/.

حول الاضطرار لأمر ما يقال:

صاحب الحاجة أرعن/ المريض بيتعلّق على حبال الهوا/.

حول الحقّ يقال:

إيد الحرّ ميزان/ صاحب الحق سلطان/ ما ضاع حق وراؤه مطالب/.

حول الاستغلال يقال:

شعره من خنزير خير منّو/ شحاذ ومشارط/.

حول النقص عند الإنسان يقال:

عينو فارغة/ إذا لقمة ما شبعتو، الدنيا كلها ما بتشبعو/.

حول الفقر والغنى يقال:

من العيد للعيد تنشوف الكعكة بالإيد/ إثنتان ينساهما الناس سريعاً: موتة الفقير، وتعريصة الغني/ العين بصيرة واليد قصيرة/ عالأرض يا حكم/ شو عندو كرم الحاج عواضه/ (وهذا المثل يقال في بنت جبيل لمن ليس لديه أرض، أو أرضه قليلة، وكرم الحاج عواضه هو من أكبر كروم بنت جبيل).

حول التنبيه والحذر من أمور معينة يقال:

مش كل مرّة بتسلم الجرّة/ المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين/ القرش الأبيض لليوم الأسود/ ياما تحت السواهي دواهي/.

حول الأمانة يقال:

مين أمّنك لا تخونو/ مين أمّنك على مالو، أو على حالو، لا تخونو/ اللي ما بيحضرش على عنزتو ما بتخلفش توام/ (لأن العنزة تلد توماً، فإذا لم يكن صاحبها موجوداً، فإن الراعي يمكن إذا لم يكن ـ أميناً ـ أن يدعي أن وليدا قد توفي ولم يبق إلا وليد واحد).

حول الغربة والغياب يقال:

الغربة مضيّعة النسب/ كل غريب للغريب قريب/ الغايب عذرو معو/ يقابل ذلك: ما غريب إلا الشيطان/.

بعد العملية الجراحية يقال:

وجع ساعة ولا كلّ ساعة/.

حول العدل يقال:

لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم/ من ساواك بنفسو ما ظلمك/ يوم لك ويوم عليك/.

وحول عدم العدل يقال:

اللي بياكل العصي مش مثل اللي بيعدّها/ الدنيا مع الواقف/ الدنيا واسطة/ إرشِ بتمشي/ قطع الأرزاق من قطع الأعناق/.

وحول الهدية يقال:

هديّة المقرف ليمون حامض/ الهديّة بليّة/ الهديّة ما بترجع/ الهدية ما بتنهدى/.

حول اكتشاف الصديق من العدو يقال:

يا رب شرّقني بريقي حتى إعرف عدوي من صديقي/.

حول عدم الغرور وعدم الركون للدهر يقال:

الدهر دولاب/ الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك/.

وحول الغرور يقال:

الديك على مزبلتو صياح/ القرد بعين إمّو غزال/ ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع/ مادح نفسو يقرئك السلام/.

حول التنبه لما يحتمل حصوله يقال:

ركّبناه ورانا مدّ إيدو عالخِرّج/.

حول المسيّر تماماً يقال:

مثل الخاتم بيخنضرك/ سايقك وراه مثل…/ رسن البغل تحت أيد المكاري/.

حول إيصال الرسالة يقال:

وما على الرسول إلا البلاغ/.

حول المواساة في حالة الموت يقال:

كثيرة هي الأمثال المتعلقة بموضوع الموت، وكلها تؤكد على حتمية الموت، وان الموت حق، رغم انه مكروه، وان مشيئة الله تقضي ذلك، ولا رد لحكم الله عز وجل، وان الإنسان لا يمكن ان يهرب من هذا الاستحقاق الحتمي، ومن هذه الأمثال: الله بْيَعطي وهوّي بياخذ/ الموت حق لكنه مكروه/ لا رادّ لحكم الله/ المكتوب ما منّو مهروب/ الله أخذ وداعتو/ من خلّف ما مات/ الأعمار بيد الله/ وقهر عباده بالموت والفناء/ الحياة قافلة، شيء بيطلع فيها، وشي بينزل منها/.

حول الغيرة يقال:

إلْـ ما بغار بيكون حمار/ اللي ما بغار من جارتو بتّقّ مرارتو/ لولا الغيرة ما حبلت ميرة/.

حول ضرورة قبول الاعتذار عن تصرف الولد الصغير:

لا تأخذ الطفل بجريرة والديه/.

حول التأفف أحياناً من كثرة الضيوف يقال:

اللي بدّو يعمل جمّال يعلّي باب دارو/ اللي بدو يِسْكَر ما بدو يعد قداح/.

عدم دوام الفرحة بشيء حصل يقال:

آخر الصحن كركعة/ على شان بطنو حلقولو دقنو/.

حول الاستفادة من تجربة يقال:

من رأى مصيبة غيرو هانت عليه مصيبتو/ الملسوع يخاف من جرّة الحبل/ المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين/ مصائب قوم عند قوم فوائد/.

حول الحفاظ على القدْر والقيمة يقال:

إلبس قَدْرَك لتنزل قبرك/.

حول الاستماع حتى لكلام المجنون يقال:

مجنون يحكي وعاقل يفهم/ الجنون فنون/.

حول اليأس من أمور مختلفة يقال:

آخر الدواء الكي/ (وهذا المثل يقال إذا أعياهم الدواء لشفاء المريض، فإنهم كانوا يلجأون إلى عملية الكي أو الفصد، أي إخراج الدم الفاسد، والحيوانات كانت تكوى أيضاً في بعض المواضع، اثر إصابات مرضية معينة).

المريض بيتعلّق على حبال الهوا/ ما في باليد حيلة/ لا حياة لمن تنادي/ فالج لا تعالج/.

حول الأمور التي تناسب بعضها البعض يقال:

المرأة لها رجّالها والفرس لها خيّالها/ من دقّ الباب سمع الجواب/ لا دخان بلا نار/ دقّ الباب تسمع الجواب/ الشيء بالشيء يذكر/ كل دقن إلها مشطها/ طنجرة ولَقَتْ غطاها/ ما أشبه الليلة بالبارحة/ هيك تنك بدّو هيك سنكري/ هيك… خربانة بدّها هيك… أعمى/ يللي مثلنا تعا لَعِنا/ كل عنزة معلّقة بكرعوبها/ إذا غلي سعر الشعير، بيرخص سعر الحمير/ العدس بترابو وكل شي بحسابو/ عيش كثير بتسمع كثير/ كلمن عاولفو بوالف/.

حول الاختلاف في الرأي يقال:

اختلاف الرأي لا يفسد في الودّ قضية/ صفد فَسَد، صفد بلد فسد، ليست بلد، شهدوا من يهودها والحق فيها ضايع/ (هذا المثل تداوله بعض أهالي جبل عامل، وهو مأخوذ عن شمال فلسطين، وتحديداً عن أهالي صفد.

فقد اختلف أهالي تلك البلدة على رئاسة البلدية فيها، وجرت محاولات للتوافق لكنها باءت بالفشل، واستمر الاختلاف في الرأي بين وجهائها، وبالنتيجة فُرض على أهالي صفد أن يرتضوا رئيساً لبلديتهم شخصاً من الناصرة، وربما كان رئيس بلديتها، فقيل هذا المثل).

حول عدم استحالة إصلاح أي شيء يقال:

الفاخوري مطرح ما بدّو بحطّ إذن الجرّة/ اللي كسر الجرّة بيدَبّرْها/ البومة لو فيها خير ما تركها الصياد/.

حول عدم «طول البال» يقال:

البدوي ما بنام وفرد التين فوق رأسو/.

حول سمات الوجه ودلالاتها يقال:

سيماؤهم في وجوههم/ (وهذا المثل يمكن ان يقال لمن تكون سماتهم إيجابية أو سلبية، سيئة أو حسنة).

حول نيّة فعل الشيء بعد انتهاء أوانه يقال:

الله يرزقك الحج والناس راجعة/.

حول ضرورة اختيار الدليل الجيد وعدم اختيار الدليل السيئ يقال:

اللي كان الديك دليلو، كان القنّ مأواه/.

من يسمع ولا يستمع ولا يفهم شيئاً يقال:

مثل الأطرش بالزفّة/ مثل المغنّي بالطاحونة/.

حول عاقبة الظلم يقال:

البادي أظلم/ على الباغي تدور الدوائر/وما ظالم إلا سيبلى بأظلم/ الله لا يأمر عليك ظالم/.

حول القضاء على الأمل من مجريات أمر معين يقال:

من هالك لمالك لقابض الأرواح/.

حول العلم يقال:

العلم في الصغر كالنقش في الحجر/ أطلب العلم من المهد إلى اللحد/ أطلب العلم ولو في الصين/ لا تعلّم ابنك الدهر بيعلّمو/.

حول من يعمل نقيصه ويتجاهل فعله لها يقال:

بيقتل القتيل وبيمشي بجنازو/.

حول الفزع يقال:

الفزع بيطيّر الوجع/ بيفزع من خيالو/.

حول الإحراج والاضطرار لفعل شيء او عدم فعله يقال:

قلّو شو اللي أجبرك على المرّ، قلّوا الأمرّ/ في فيه ماء/ (يقال لمن لا يستطيع البوح بما في قلبه).

حول عدم التباهي بالمنظر والاهتمام بالجوهر يقال:

اللي ما بتزيّنو عروقو ما بتزينو خروقو/ إنما أصل الفتى ما قد حصل/ أصلك فعلك/.

حول التباهي بأي شيء خاص يقال:

ماحدا بنادي على زيتو عكر/.

حول الرشوة يقال:

إرشِ بتمشي/ اطعم التمّ بتستحي العين/ (فمن يرتشي فإنه لا يستطيع الا أن يلبي الطلبات، حتى ولو كانت غير محقّة).

حول ضرورة التأني يقال:

في التأني السلامة وفي العجلة الندامة/ من تأنّى نال ما تمنّى/.

حول عدم الإسراف يقال:

البدوية ان كثرت زبدتها بتدهن…/ خير الأمور الوسط/.

حول التمايز في الممارسات بين العائلات يقال:

الفرح بدّو أهلو والعزا بدّو أهلو/.

حول من يعمل سيئة يقال:

ياللّي بياكل ثوم بتطلع ريحتو ثوم/.

إذا طلب أحدهم شيئاً من غيره ويهمل

هو تنفيذه يقال له: مكه مش بعيدة عن عاشقها:

(أي عن الذي يريد أن يذهب ويحجّ فيها/.

حول فعل عمل المعروف يقال:

خير البرّ عاجله/ زيادة الخير خير/ إعمل مليح وكبّ بالبحر/ إعمل مليح، إن ما بيّن مع العبد بيبّين مع الباري/ الساعي للخير كفاعله/ نيّال فاعل الخير/.

حول الدعوة إلى عدم الضعف يقال:

الحيط الواطي كل الناس بتقفز عنّو/ الرزق السايب بيعلّم الناس الحرام/ الليل ما إلو ضهر مقطوع الضهر/.

حول الفلاح يقال:

فلاح مكفي سلطان مخفي/ (يعني إذا كان الفلاح مكتفياً فإنه يعيش عيشة جيدة). يقابلها: الفلاح فلاح ولو تعشى من العصر/ (أي إن الفلاح يبقى فلاحاً، ولا يتغير، حتى ولو تغيرت تصرفاته وطعامه، ومواعيد طعامه وغير ذلك.

حول قبول أي كلام وعدم قبول ضربة كفّ يقال:

ألف نَقْرَه ولا دَقْرَه/.

حول ضرورة الاعتدال يقال:

لكل شيء إذا ما زاد نقصان/ كل شي متى ما زاد نقص/ الزايد خي الناقص/ لا تكن ليّنا فتعصر ولا قاسياً فتكسر/.

حول من تَبْقى على عاداتها السيئة يقال:

كل عمرك يا زبيبة في كعبك ها العودة/ مرا خوثا ومجنوني، مالها عند جوزا غير الموني/.

حول الضحك يقال:

الضحك بلا سبب من قلة الأدب/ هذا ضحك على الدقون/ من ضحّكك ضحك عليك ومن بكّاك بكي عليك/ وجهو ما بيضحك للرغيف السخن/ (أي ان النظر إلى الوجه العبوس هو أمر تعيس، والعبوس مظهر من مظاهر عدم المحبة، بينما الابتسامة هي علاقة صداقة وأنس).

ما بين الحيّة والعقرب يقال:

حدّ العقرب لا تقرب، وحد الحيّة افرش ونام/.

حول الجهل يقال:

لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه/ الجاهل عدّو نفسو/ لا يعرف ثلث الثلاثة/ ما حاججت عاقلاً إلا وغلبته وما حاججني جاهل إلا وغلبني/. حدّث الجاهل بما يليق له/.

حول أهمية البيت للإنسان يقال:

بيتك قميصك/.

حول أهمية الأرض، خاصة إذا كانت في منطقة معينة يقال:

اللي ببيع أرضو مثل اللي بيبيع عرضو/ الأرض عُرض/ إلـ مالو بالوادي لجنة مالو بالسما نجمة/ (وهذا المثل يقال في بنت جبيل، والمنطقة المقصودة هي محلة الوادي، وهي منطقة زراعية، وكان الناس سابقاً يهتمون بالأرض الزراعية، أكثر بكثير من الأراضي التي أصبحت حالياً مهمة للعمران).

وحول تمايز الأرض عن بعضها البعض، حتى ولو كانت متجاورة يقال: الأرض بتفرق بالشبر/.

وحول الامتحان يقال:

عند الامتحان يكرم المرء أو يهان/.

وحول من يكثر الكلام وقت العمل يقال:

يا مستعجل وقّف تاقلّك/ بيحكي قدّ قاضي معزول/.

وحول أي فعل وعلاقة بجوهر الإنسان يقال:

الإناء ينضح بما فيه/ كل واحد بيعمل بأصلو/ اللي من ايدو الله يزيدو/.

وحول أي شيء جديد يقال:

كل جديد وإلو بهجة/.

وحول السرّ يقال:

كل سرّ جاوز الاثنين شاع/ مات ومات سرّو معو/.

وحول لسان الإنسان يقال:

لسانك حصانك إن صنته صانك/ ما كل ما يُعلم يقال/.

حول الصحة يقال:

نم بكير وقم بكير وشوف الصحة كيف بتصير/ نعمتان مجهولتان، الصحة والأمان/ الصحة قبل كل شيء/  اللي بينط كثير بيوقع بالبير/.

حول الإنسان المتقلّب يقال:

مثل العدس ما بتعرف بطنو من ظهرو/ يلعب على الحبلين/.

ومن له وجه واحد يقال عنه:

مثل حبة الملبّس وجو وقفاه واحد/.

حول أهمية السكان قبل المكان يقال:

البيت بسكانو ومانو بحيطانو/ السر بالسكان وليس بالمكان/.

حول ضرورة عدم انكار المعروف يقال:

لا تشرب من بير وتزّت حجر فيه/ لا تأكل من صحن وتبصق فيه/.

حول ما يتلّقاه الحَكَم:

 المخلّص إلو ثلثين الحصة/ لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير/ قاضي الأولاد شنق حالو/.

حول التباهي بالمرجلة يقال:

«لا تعيّطوا هون، القبضاي منكم بروح يعيّط على نبع الدردارة»، هذا المثل قاله أحد حجّارة بنت جبيل، فقد كان هؤلاء يشتغلون في منزل الحاج خليل عبد الله، وبعد عدة أيام أعطاهم الحاج جزءاً من أجرهم، وعادوا إلى بنت جبيل غير راضين عن الأجرة، وبعد عشرة أيام أرسلوا من قبلهم واحداً ليراجع الحاج بالأمر، فقال هذا الأخير لأحد الأشخاص الذين كانوا في مجلسه «ناولني هذا السيف»، فعندما سمع الحجّار ذلك خرج مسرعاً وعاد إلى بنت جبيل.

عصراً قصده زملاؤه ليسألوه عما فعل، وعن نتيجة مسعاه، فأخبرهم بما حدث معه، فأخذ كل واحد يبدى حماسة و«ينتخي» ويقول: لماذا فعلت هكذا، ولماذا لم تفعل كذا، وكيف وغير ذلك من العبارات الناريّة، فانتفض الشخص وقال لهم جميعاً: «لا تعيّطوا هون، القبضاي منكم بروح يعيّط على نبع الدردارة».

حول أكْلَة «البقلة» الشعبية يقال:

يا سلاّقة البقلة، عمرك ما سلقتيها (هي لا تُسلَق)، حشّي من حشيش الأخضر، وتلّيلْها قرانيها/.

حول الجدل البيزنطي يقال:

خرى واوي عالشوكة، طاهر أو نجس/ الدجاجة من البيضة والله البيضة من الدجاجة/ خالف تعرف/.

حول القبول بالأعذار يقال:

خير الناس من عذر الناس/ العتاب صابون القلوب/ العتب على قدّ المحبّة/ العتب على قدّ الأمليّة/.

ما يتعلق بالحكومة وأزماتها يقال:

«حاميها حراميها/ إذا ما كبرت ما بتصغر/ اشتدي يا أزمة تنفرجي/ ابن الحكومة إذا صادقك أكلك، وإذا عاديته هلكك/ الله لا يبليك بالحِكَما والحكومة/ الله لا يعلّقك بين إيَدْين الحكما والحكومة/.

حول من لا تقف عند كلامه يقال:

«مثل شباط ما عليه رباط/.

حول التكبر و«شوفة الحال» يقال:

الاسم كبير والمزرعة خربانة/ ما كبير إلا الجمل/ ما بتكبر إلا المزبلة/.

حول التشاؤم يقال:

بيقعي مثل الغراب/ وجهو ما بيضحك للرغيف السخن/ مكتوب على وجهو يبعث الله/.

حول التفاؤل يقال:

انكسر الشرّ/ (فكثير من الناس يتفاءلون إذا ما كسر شيء صدفة، حيث يعتبرون ذلك مرتبطاً بالشرّ الذي ذهب مع الكسر، وهناك من يقوم بكسر الشيء قصداً إذا كان هذا الشيء قد وقع ولم ينكسر، كما ان أشخاصاً يكسرون الإبريق العتيق ويسمى (البربوق) متفائلين بأمر جرى وانتهى، كأن ترحل عن حيّ معين إحدى العائلات الشريرة أو فرد منها).

لولا الكاسورة ما عمرت الفاخورة/ (أيضاً الناس يتفاءلون بالكسر هنا، لأن الفاخورة لا يمكن أن تستمر، إلا إذا كثر كسر الفخار، من أباريق وجرار وغيرها).

كسّر ربّك بيسّر/ (أيضاً كلما زاد التكسير زاد الشغل) بعد الضيق فرج/ مصائب قوم عند قوم فوائد/ فالمصائب ربما تكون نتائجها سلبية على البعض، لكنها بالمقابل تكون بنتائجها إيجابية ومتفائلة على البعض الآخر). تفاءلوا بالخير تجدوه/.

حول التعوّد على الشيء يقال:

اللي في تحت باطو مسلّة بتنخشو/ اللي فيه عادة ما بغيّرها/ هالخدّ معوّد على ها اللطمة/ من شب على شيء شاب عليه/ كلما طالت كلما ربت غمار/.

حول الأس يقال:

الأسى ما بينتسا/ الجمرة بتحرق موضعها/ من جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب/.

حول الحيرة يقال:

احترنا يا حِلْوي منين بدنا نبوسك/ طاسة وضايعة/ عينو فيها وتفوه عليها/ حيّرونا واحتارو/ شي بحيّر/.

حول رفقة الطريق يقال:

إسأل عن الرفيق قبل الطريق/.

حول الكذب يقال:

حبل الكذب قصير/.

حول الممنوعات يقال:

كل ممنوع مرغوب/ أحب شيء إلى الإنسان ما مُنِعا/.

حول صفاء الشيء يقال:

أصفى من عين الديك/.

حول القَدَرْ يقال:

الحذر لا يمنع من القدر/.

حول البخل يقال:

ما ببوّل على إيد مجروح/ (لأن المجروح، كان ينصح، إذا كان في مكان مقطوع، ان يبوّل على جرحه، لوجود ملح يضمّد الجرح) والبخيل هنا غير مستعد بالتضحية حتى ببوله لتضميد الجرح.

ما بيطلع عن السخونه/ (وهذا المثل يعني ان المصاب بالحرارة أو الحمى، إذا كان بخيلاً، فإنه غير مستعد حتى عن التنازل أو التخلي عن الحرارة والحمى، رغم انهما يهددان جسمه، ويمكن ان تؤديا إلى الموت.

الشيء بالشيء يذكر، يقال أن أحد الأشخاص من جبل عامل، كان يشتغل في فلسطين، ومرّ في أحد ربوع البدو، ودخل أحد المنازل، فوجد شخصاً مريضاً، وقد إنتابته حمى قوية، فقال المريض للضيف، هل تأخذ عني هذه السخونة وأعطيك ثمن عملك، ويظهر ان الضيف طمع بالمال، دون أن يدري ان المسألة ستكون جدّية، فأخذ المال، وقال لمضيفه انه قبل ان يأخذ عنه السخونة، وخرج من البيت، وتوجه فوراً إلى المنطقة، على اعتبار ان القيمة التي قبضها كافيه له ولعياله، وسرعان ما مرض الشخص، ولم تمر عليه أيام معدودة حتى توفي.

حول التفاخر بما ليس له علاقة يقال:

القرعة بتتكنّى بشعر بنت خالتها/.

حول خفة العقل والبساطة يقال:

«من غير دفّ عم يرقص/ بيطوش على شبر ميّ/ عقلو مثل عقل العصفور/ عقلو صغير/.

حول الشيء القديم يقال:

أكل الدهر عليه وشرب/ إلا قديمك ما يفيدك/.

حول العائلة الكبيرة يقال:

جحا وأهل بيتو عرس/وهذا المثل يعبّر على ان العائلة إذا كانت كبيرة، يمكنها أن تقوم بعرس لوحدها دون مشاركة أحد/.

في موضوع السلامة يقال:

السلامة غنيمة/ في التأني السلامة وفي العجلة الندامة/ مع السلامة/.

في موضوع الصبر يقال:

الصبر مفتاح الفرج/ إصبر صبر الأكارم وإلا سلوْت سلوّ البهائم/.

عند الشردقة والغصّة يقال:

كل مصّة بغصة/ (وهذا المثل يقال عن السفرجل لأن كل مصّة منه فيها غصّة).

في حال المبالغة في الأحاديث:

مثل ضبوعة أبو عبد الله/ (هذا المثل يقال في إحدى بلدات جبل عامل، حيث أن أبا عبد الله الظريف الذي تحدثنا عنه في موضع سابق، كان يجمع القرامي من وادي السلوقي ليوقد بها وجاقه أثناء فصل الشتاء.

في يوم من الأيام، عاد أبو عبد الله من الوادي، وهو يحمل على ضهر دابته ما تيسّر من الحطب والقرامي، وصل إلى الساحة، وجد عدداً من الاختيارية يجلسون على ركائز بجانب الحيطان المجاورة لجامع القرية، راح يتأفف، ويضرب كفّاً على كفّ، ويوحي للجالسين ان أمراً غريباً مهماً قد حدث معه، وعندما سئل عن سبب ما يقوم به من حركات، قال: «لقد رأيت في الوادي أمراً لم أره في حياتي،فبينما كنت أجمع الحطب، شاهدت ضبعين قريبين مني، اختبأت بجانب صخرة، لأرى ما يجري بينهما.

لقد أخذا يتقاتلان على شيء، ربما كان بقايا حيوان ميّت، وحميت المعركة بينهما، وتحمست أكثر لمشاهدة هذا المشهد المثير، وبقيت أراقبهما لفترة طويلة، والمعركة دائرة، ثم أخذا يأكلان من لحم بعضهما البعض، والدماء تنزف منهما، واستمر الأمر على هذا النحو، حتى أكلا بعضهما البعض، ولم يبق منهما إلا الذيلين.

ذهل السامعون لما جرى مع أبي عبد الله،وللمعركة التي حضرها بنفسه، ولم يعلّق أحد على مسألة الذيلين، إلا بعد يوم أو يومين، حتى تمّ استيعاب الحكاية، وذهبت القصة مثلاً حيث أصبح يقال: مثل ضبوعة أبو عبد الله أكلوا بعضن وما بقي منهن إلا الذيلين/.

حول الوعد يقال:

وعد الحرّ دين/ عاالوعد يا كمّون/ إيدي تحت زنارك/ (يعني إذا وعدتني بشيء فعليك أن تنفّذه لي وأنا أضع ثقتي بك) اللي بيوعد بيوفي/.

حول نتيجة الإجرام يقال:

بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين/.

حول النوايا يقال:

حسب نواياكم ترزقون/.

حول استحالة اختفاء نتيجة أي عمل:

ما في بزقه تحت حجر اختفت/.

حول الحسد يقال:

الحسود لا يسود/ الحسد بيوقّع الأسد/.

حول أهمية الرجال يقال:

بالمال ولا بالرجال/ الفرس من الفارس/ الرجّال عماد الدار/.

حول البطالة يقال:

البطّال لا تعاشروا، بيعملك شغلتو وعملتو/.

حول الخطأ في التقدير يقال:

أخذوا الصالح بعزا الطالح/.

حول الاستمرار في ارتكاب الخطأ يقال:

الكلب حطولوا ذيلو أربعين سنة بالقلب وبقي ألوأ/ زاد الطين بلّة/.

حول المرارة يقال:

ذاق الأمرّين/.

حول الانتباه بعد الشرود يقال:

راحت السكرة وإجت الفكرة/.

حول الدعاء بالصحة والتوفيق يقال:

الله يسقيك من بير زمزم/ الله يطعم اللي بيطعم/ الله يرزقك بدل كل قرش ميّة/.

حول التحدّي يقال:

اللي بيطلع بإيدو يطلع بإجرو/ يا جبل ما يهزّك ريح/ إذا طلِع بإيدو ما يقصّر/.

حول اغتنام الفرصة يقال:

اللي يصحّلّو ظرف يغرف غرف/ إذا صحّلّك شي ما تقصّر/ ان عطفت ناقتك إحلبها/ خير البرّ عاجله/ لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد/.

حول الدعوة إلى الانهزام يقال:

ألف مرّة جبان ولا مرّة الله يرحمو/ العين ما بتقاوم مخرز/ الهريبة ثلثا المراجل/.

حول قلة المعروف يقال:

من حفر حفرة لأخيه وقع فيها/ طابخ السمّ آكله/ اللهمّ ردّ كيده إلى نحره/.

حول أهمية السؤال يقال:

كثِّر من الأسئلة وقلّل من الدوران/.

حول عدم الانتفاع من شيء معين يقال:

يا بير الثّمينْ، يا قليل المي، يا كثير الضفادع/ (وهذا المثل يقال في بنت جبيل، حيث ان بير الثمين، وقد سمي بذلك لأن له فتحتين، عندما تكون مياهه قليلة، فإن ضفادعه تكون أكثر، وبالتالي لا ينتفع منه).

حول الكلام الحسن يقال:

اقعد أعوج، وتكلّم جالس/.

حول القرابة يقال:

الأقارب عقارب/ ابعدوا تنحبكم واقربوا تنسبّكم/.

حول نتائج الهجرة يقال:

اشتاقت البلاد لأهلها/.

حول الشيء الضيّق جداً يقال:

أضيق من خرم الإبرة/ (ويقال هذا المثل أحياناً للشخص الذي يكون صدره ضيقاً، فلا يقبل أية ملاحظة وأي نقد).

الدعوة إلى السير وراء الأقوياء:

حدا بيدشّر البحر وبيروح عا الساقية/ اللي بيلتف بعباءتك ما بيبرد/.

حول أهمية الجيرة يقال:

الجار جار ولو جار/ جارك القريب ولا خيّك البعيد/ إذا كان جارك بخير انتِ بخير/ إسأل عن الجار قبل الدار/.

وإذا طرأ على علاقة الجيران بعض الأمور التي يمكن ان تفسدها يقال: صباح الخير يا جاري انتَ بحالك وأنا بحالي/ تزاوروا ولا تتجاوروا/.

حول عدم الاستخفاف بالصغار يقال:

خذوا أسراركم من صغاركم/.

حول النهم في الطعام يقال:

بغبّ غبّ الجمال وبقوم قبل الرجال/ عند البطون ضاعت العقول/ حلقو قلو بطنو مش قلو/.

حول تدخل أكثر من شخص في عمل واحد يقال:

الطبخة بتشوط إذا كثروا طبّاخينها/ بيت واحدة عمار، وبيت تنتين خراب، وبيت ثلاثة شمّر واخرى/.

حول المرضعة يقال:

كلوا مع المرضعة ولا تماشوها/ (هذا المثل يقال لأن المرضعة تأكل على مهلها، وإذا أرادت ان تمشي فإن مشيتها ثقيلة، ولذلك فالأفضل عدم المشي معها).

حول فشل شخص في عمله بشكل دائم يقال:

يا مزيّز يا مليح حطّ حبلك واستريح/ عمّا يقدّر شوارع/.

وحول من يتنقل من عمل لآخر يقال:

الطيز النقالة مانا شغّالة/ كثير الكارات قليل البارات.

حول عدم استمرارية أي حال على ما هو عليه يقال:

دوام الحال من المحال/.

حول البُعْد يقال:

البُعد جفا/.

حول أهمية التجربة يقال:

إسال مجرّب ولا تسال حكيم/ اقرأ تفرح، جرّب تحزن/ التجربة أكبر برهان/ اللي ذاق المغراية بيعرف شو الحكاية/ اللي جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب/.

حول الإيثار يقال:

يا ربّ عتّرتني لا تعثّر غيري/.

وللايثار حدود فيقال:

ما في حدا بيعير مزرابو وقت الشتا/.

وحول عدم القدرة في تمرير أمر على شخص يقال:

طّحان ما بيغبّر على كلاّس/.

حول الأرمل يقال:

أعزب دهر ولا أرمل شهر/ (وهذا المثل يدّل على أن الأرمل لا يطول به الوقت حتى يفكر ثانية في الزواج، لأنه لا يستطيع ان يبقى بدون زوجة، بعكس الأرملة التي غالباً ما تحتضن أولادها وتهتم بهم).

حول الخالة (الزوجة الثانية للأب) يقال:

الخالة مرّة لا بتحب ولا بْتنحبّ/ (هذا المثل يقال عن الزوجة الثانية، البديلة عن الأم المتوفية أو المطلقة، فيدعوها الأولاد «يا خالة»،إذا كانوا كباراً، وإذا كانوا صغاراً فإن الأب والزوجة يعلموهم بأن يقولوا لها «يا ماما»، وهذا يكون بالفعل بتوجيه من الأب وحسب معاملتها هي.

لكن إذا كانت المعاملة سيئة فإنه يصعب وجود المحبّة بين الطرفين.

وتكون المسألة في حالة الأم المتوفية أخف وطأة من كونها مطلّقة.

حول العم (الزوج الثاني) يقال:

من يأخذ إمي بعيّطلُو يا عمي/ (فالأرملة التي تترك أولادها وتتزوج من رجل آخر، ينكرها الأولاد وتصبح محتقرة، أما التي تلتزم بأولادها فتحترم).

ويمكن ان تلتزم الأرملة بأولادها عند زوجها الجديد، إذا رضي هذا الأخير بذلك، وهنا إذا كانت معاملة زوج الأرملة لأبنائها جيداً، فإنهم يرتبطون به عاطفياً واحتراماً، وإذا لم تكن المعاملة كما يجب، أو إذا كانوا كباراً، فإنهم يعاملونه باللامبالاة، ويقولون في هذه الحالة المثل الذي ورد).

حول نتيجة التدخل في زواج فاشل يقال:

امشِ بجنازة ولا تمشِ بجوازه/ (فإذا تدخل أحدهم في زواج ونجح، فإن الزوجين والأهل ربما ينسون فضل من عمل على إتمام الزواج، أما إذا فشل الزواج، فإن الأهل يحمّلونه المسؤولية، ويقال عندئذٍ: «طلع بسواد الوجه».

حول الثمار البلدية يقال:

تمر الدار بيطوّل الأعمار/.

حول الاحترام يقال:

العين ما بتعلى على الحاجب/.

حول احترام الميت يقال:

خيار الميّت دفنو/.

حول اللياقة يقال:

الشاب المليح ما بيسلّم حتى يستريح/.

حول ولادة البنت يقال:

بْتجي البنت وبيجي همّها معها/.

ولتعزية الوالد بولادة البنت البكر يقولون:

من أسعدها زمانها جابت بناتها قبل صبيانها/ (لأن البنت تساعد أمها).

وحول أهمية الصُّهر يقال:

يا صهري يا سند ظهري/.

وحول بعض الحِرَف يقال:

السكافي حافي والخياط عريان/.

وحول بعض الحبوب يقال:

الشعير للبعير/ إذا غلي سعر الشعير بيرخص سعر الحمير/ العز للرز والبرغل شنق حالو/ رز ولبن عافية عا البدن/ ما تقول فول حتى يصير بالمكيول أو بالعدول/.

عدس شقرا ما بيلقى دقره/ أي أنه ينضج بسرعة، والعدس أفضله الأحمر، ومعيار جودته وارتفاع سعره نضجه على النار، وطعمه في «المجدرة الحمرا» خصوصاً، أي مع البرغل، وهذه المجدرة مذرذرة، أو مخبوصة. ونقول مجدرة حمرا لنميّزها عن المجدرة الأخرى، التي تطبخ بالعدس والأرز، وتسمى «مجدرة رز». وهناك مجدرة بيضاء، حيث لا تُحرق البصلة (أي التقلاية).

حول قلب صفحة من الماضي لتصيّد مأرب يقال:

عم يفتح الدفاتر العتيقة/ (وهذا المثل يقال إذا حاول أحدهم كشف ماضي إنسان لمأرب معين، أو لغاية في نفس يعقوب، لينال منه أو ليقتص…).

حول أهمية الموت يقال:

ميّتهم غالي، ان كان طرح والله حامل رمح/ يعني (أكان كبيراً أم طفلاً صغيراً ).

حول شهور السنة يقال:

ـ بكانون ولّف الفحم والكانون/ بكانون كنّ/ كانون الأول الأجرد خلّى الشجر أمرد/ كانون الثاني الأصمّ اقعد في بيتك واحتمّ/.

ـ شباط ما عليه رباط/ شباط ان شبّط وإن لبّط وان خبّط ريحة الصيف فيه/ شمس شباط بتجعل الراس مثل المخباط/ برد شباط بيمنع الجراد والقحاط/.

ـ آذار الهدّار أو الزلزال والأمطار/ آذار خبيلو فحمات الكبار/ بآذار طلِع بقراتك عالدار/ بآذار بعشش الدوري وبتورق الأشجار/ إن أمحلت آذار وراها، وإن أقبلت آذار وراها/ بآذار الزرع بينشط بالليل أكثر من النهار/ آذار أولو حبل وآخرو سيل/ الجمرات الكبار لآذار/ عمدة الشتا عا آذار/ بآذار لمّ الثلج عن الغمار/.

ـ شتا نيسان بيحيي الإنسان/ شتوة نيسان بتسوى السكة والفدان/.

ـ بأيار اقعد بفي الورد وبذكر ليالي البرد/ بأيار احمل منجلك وغار/.

ـ حزيران فيه نيران/.

ـ بتموز بتغلي المي بالكوز/.

ـ آب اللهاب/ شهر لآب اقطع العنقود ولا تهاب/ كل الشهور بتشتي ما عدا شهر آب/ معقول تشتي بآب؟/.

ـ أيلول ذيلو مبلول/ بعد الصليب الآخراني صيف ثاني/.

ـ بين تشرين وتشرين صيف ثاني/ برد التشارين بين المصارين/.

عند تكييل القمح يقال:

واحد بركة، إثنين يا موفي الدّين، ثلاثة دخل ثلاث أنبيا، أربعة…، خمسة دخل الخمسة اللي دخلوا تحت الكسا وسادسهم جبرائيل، ستة…، سبعة سمحة، ثمانية يا رب الأمانه، تسعة يا رب الوسعة، عشرة).

حول عناد المرأة/ بالمنجل أو بالمقصّ يقال:

يقال أن زوجةً جلست مع زوجها، يتأملان الحشيش النابت في الجنينة، وقالت الزوجة: ما هي الطريقة التي يمكن لنا فيها أن نقصّ الحشيش، فأجابها زوجها: نستعمل المنجل وينتهي كل شيء. وأجابته: بل بالمقص، وهو الأفضل. استمر الزوج على موقفه، وكذلك الزوجة، فإنها لم تتراجع، واشتدّ النقاش بينهما، ووصل إلى حدّ، أن أخذ الزوج زوجته إلى جانب الجدول، الذي يمر بالقرب من منزلهما، فأنزل رأسها في الماء، وقال لها: نقص الحشيش بالمنجل، فأجابته: بل بالمقص، ثم أخذ يبلّلها بالماء رويداً رويداً، وهي تردّد نفس الإجابة، وعندما بلّل جسمها كلّه بالماء، سألها، فرفعت يدها، وأشارت إليه بإشارة النصر Victoire، التي هي على شكل مقص، ولم تتراجع عن موقفها، وأكدّت عنادها.

حول التهيؤ لأمر ما يقال:

إذا غطغطت من عشيّه، دوّر لَكْ على شي مغارة دْفيّه.

شرق وغرب نمْ عالدرب (أي إذا كان قوس قزح باتجاه شرق غرب فهذا يعني ان الطقس سيكون صحواً).

قبله وشمال حلّ الفدّان (أي إذا كان اتجاه القوس قبله بشمال فمعنى ذلك أن المطر سيهطل ، وعلى الفلاح أن يعود إلى منزله).

في الإنسان اللئيم يقال:

أظلم لنفسه اللئيم، إذا ارتفع جفا أقاربه، وأنكر معارفه، واستخفّ بالأشراف،وتكبّر على ذوي الفضل../.

حول بعض القيم الاجتماعية التي تتناول الأفراح والأتراح يقال:

في الأفراح: مبارك ما جاكم/ مبارك عريسكم/ ان شاالله بتقشعوا للمعاوزين/ ان شاالله يربى بالدلال/ الله يخلّيه لأهلو/ الله يعطيك العافية/ الله يخليك/ الله يحفظكم/ مبروك/ ان شاالله بتتهنوا/ الله يسعدِك يا عيني/ الله يكبّرلك حظك/ الله يكنلك/ كل شيء قسمة ونصيب/ الله يوفقكم/.

في الأتراح: انشاالله ما بنفوت لعندكم بْردي/ الله يخليلكم المعاوزين/ خاتمة الأحزان/ لا ينجي حذر من قدر/ اللي خلّف ما مات/ الله يديمكم/ الله يصبّركم/ آجركم الله/ أثابكم الله/ بارك الله بكم/ الله يكون بعونكم/ الله يلقي الصبر عليكم/ وبعد شرب القهوة يقال: مبدولة بالفرح/ مخلوفة بالفرح/ الله يرحمو. ويرد أصحاب العزاء: تعيشوا/ الله يرحم أمواتكم/ ان شاالله بتسلموا/ الله لا يشوّفنا فيكم مكروه/ ان شاالله ما بتفقدوا غالي.

في السياسة: السياسة ما إلها دين/.

ضرورة الاعتراف بالحقيقة:

بقّ البحصة/ لا تخف من الحقيقة/.

من يريد ان يتممّ أمره:

لقد زمّر بنيّك/ (ويقال هذا المثل في المناسبة المماثلة التالية:

أراد أحدهم ان يذهب إلى المدينة، وعرف أبناء الحي والأقارب، وأخذ كل منهم يوصيه ان يجلب له غرضاً معيناً، وهو يومئ برأسه بالإيجاب، إلى أن دخل أحدهم، وقال له، يا فلان أريدك أن تجلب لابني زموراً، وهذا ثمنه سلفاً، فقال له الرجل على الفور: لقد زمّر بنيّك/.

حول القسمة في الحياة يقال:

كل إنسان ما بياكل إلا قسمتو/ (وينقلون في هذا المجال عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، حول الرزق، ان الله عزّ وجلّ يرزق من يشاء بغير حساب، ويقول الإمام:

لو كان في صخرة في البحر راسية             صمّاء ملموسة ملسٌ حواليها

رزقٌ لعبدٍ براه اللهُ لانفلقت                         حتى تؤدي إليه كلَّ ما فيها

اترك تعليقا