مثل اليوم هو “جحا أولى بلحم ثوره”.
وصيغة هذا المثل مستقرة كما ذُكرت في جميع أنحاء الوطن العربي.
ويقال إن قصة المثل هي أن جحا اشترى غطاءً دافئاً لسريره، وذات ليلة دخل على بيتهم أحد اللصوص وسرق الغطاء، وحزن جحا كثيراً وراح يبحث عن الغطاء في كل مكان زمناً طويلاً، ولكن بدون فائدة، فاهتدى إلى طريق ذكية يجد من خلالها غطاء سريره.
وكان عند جحا ثور هرم، فخرج إلى السوق ونادى بالناس بأنهم مدعوون عنده لتناول لحم الثور المطبوخ، وجاء أهل المنطقة جميعهم وطلب منهم أن يصطفوا عند الباب، وكان الطقس بارداً جداً، ولذلك، لبسوا أثقل ما عندهم من ملابس وأغطية لاتقاء شر البرد.
مرّ جحا بهم جميعاً واحداً واحداً، وهو يتحسس ملابسهم وأغطيتهم ومعه صحن مملوء باللحم، وكان يعتذر للشيخ بأن لحم الثور يضره وللمريض بأن هذا اللحم يزيده مرضاً، وطلب من الشباب الاصطفاف في مكان خاص، وتفقدهم، حتى إذا وصل إلى أحدهم عرف غطاء سريره الذي تدثر به هذا الشخص (اللص).
فصاح جحا بالناس وبأنه وجد غطاء سريره وها هو اللص، فهرب الرجل حتى لا يُقبض عليه ويُعاقب، وطلب جحا من الناس الانصراف من بيته، وكان يحمل الصحن بين يديه، ولم يُعطهم منه ولا قطعة واحدة، وقال جحا حينها “جحا أولى بلحم ثوره”.
ومن ذلك أصبح المثل يضرب بين الناس للدلالة على أن الشخص أولى من غيره بما يملك.
خبير التراث الأردني نايف النوايسة
من كتابه (حكاية مثل)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق