المثل الشعبي وصناعة ثقافة الإحباط
سأحاول في هذا المبحث التركيز على بعض الأمثال الشعبية التي تقوم بدور تربوي سلبي،وتسوّق لثقافة الإحباط في المجتمع،وتصنع نماذج بشرية يائسة و فاقدة الثقة في إمكانياتها و قدراتها. تلون الواقع بألوان قاتمة، تحجب الرؤية للآفاق البعيدة، و تمنع التعلق بخيوط الأمل و الرجاء. ومن سماتها كذلك أنها تركز على العيوب، وتضخم آثارها،كما أنها تكرس التمييز و الكسل و التخاذل ومحدودية الأفق وقتل جذوة الطموح.إنها تمارس حربا نفسية ضد الإنسان ،تثبط عزائمه ،وتحرمه من لذة التجربة ومن متعة المغامرة والتحدي. وتكون نتيجتها في الغالب، تأثيرا خطيرا مزلزلا ومدمرا لكيان الإنسان، بشكل يجعله ينسحب خائبا محبطا من معترك الحياة ،ويمضي أيامه في حالة رهاب وخوف وانتظار.يصاحبه الندم ،ويمزقه القلق،ويحرمه من التمتع بصور الجمال ومن رؤية النور في صفحات الوجود.
وفي هذا السياق أورد بعض الأمثال /المعاول التي تفتك بالإنسان، وتسعى إلى تدميره، و تعمل على إهانته وتحقيره، و تمنعه من ممارسة حقه الطبيعي في الحياة،بل تكرّس كل أشكال التمييز الطبقي والجنسي والنوعي،وتعيد إنتاج القيم الجاهلية وأنماط التفكير المتخلفة،وتقدمها في شكل نصائح مضلّلة و مشبوهة ،يتوارثها جيل عن جيل بسذاجة مفرطة.
1- العين ما تعْلا على الحاجْب
2- مُدْ رجلك على قدْ لحافك
3- المرا بْلا وْلاد بحالْ الخيمة بلا وْتاد
4- البنتْ إما لرجلها و إما لقبرها
5- بنْتك ما تعلمها حْروف، وما تسكنها غْروف
هذه العينة من الأمثال الشعبية المتجاوزة أخلاقيا ودينيا وإنسانيا ،ما تزال رائجة متداولة في المجتمع،وما تزال تمارس سلطتها التوجيهية على عقول الناس.تحدد تمثلاتهم ،وتصنع قيمهم،وتشكل صورهم الذهنية، و تؤثر على نظرتهم إلى المكونات البشرية التي يتشكل منها نسيج المجتمع.وقراءتنا للحمولة الفلسفية لهذه الأمثال تعرّي وتكشف الخلفية العنصرية و الطبقية التي كانت وراء صياغتها في شكل إبداعات شعبية شفاهية مستفزة، تحمل في ثناياها فكرا متطرفا ومشروعا إقصائيا،يشيع البؤس واليأس والإحباط والخوف في النفوس،ويزكي الظلم و التخلف والميز والتسلط في الحياة.ولاشك في أن كل متأثر متشبع بالحمولة الفكرية لهذه الأمثال،إنما هو إنسان شاذ متطرف بهيمي،ليس له احترام لإنسانية الإنسان،ولا تقدير له لتعاليم الأديان.وإن تداول هذه الأمثال وتوظيفها في الخطاب اليومي ، يكشف عن خلل عميق في البنية العقلية الاجتماعية،ويشير إلى وجود تشويه خطير في منظومة القيم السائدة.
أ- أريد أن يتمعن القارئ مليا هذا المثل الشعبي، الذي يتم تداوله على نطاق واسع( العين ما تعلا على الحاجب).فلا شك أن منطوقه اللفظي و حمولته الدلالية يكشفان أولا عن خلل في التصور. فهل كل من قُدّر له أن يكون يوماً هو الأعلى، يكون دائما هو الأسمى؟ أليست العين قد شرُف قدرها وعظُمت مكانتها ،ومع ذلك علاها الحاجب خادماً لها وحامياً لحماها؟ ومن ناحية أخرى،إننا نلمس في هذا المثل الشعبي ذبذبات نظرة طبقية متعالية متعصبة.تدعو ضمنيا إلى الرضا و الرضوخ و قبول كل وضع باعتباره قدرا نازلا، ولا اعتراض على القدر.فلا مجال للاحتجاج أو المطالبة بالتغيير أو ممارسة فعل الاستنكار، مهما كانت الأحوال و الظروف .فالحكم قد صدر، والأمر قد حُسم، فليس على المرء سوى الانغماس في بحر الاستسلام الأبدي،وترديد تراتيل الصبر و الشكر و أنشودة السمع و الطاعة.فالجميع قد اتخذ موقعه المناسب ،والكل قد حصل على نصيبه المقدر له،ورداء الحياة قد نُسجت خيوطه، وفُصّلت أطرافه، وحُدّدت معالمه القارة و الثابتة،والتي لا تقبل المراجعة أو المغايرة.فلا تسْعَ أيها الإنسان، ولا تتعبْ، ولا تحلم، ولا تبْرحْ مكانك، و لا تتمرد على قدرك،ولا تتبع أهواءك، حتى لا تضلَّ فتشقى.فأي قيمة هذه التي يكرسها هذا المثل الشعبي؟و أي نموذج إنساني يمكن أن تنتجه وتصنعه هذه القيمة؟و أي لون تكتسيه الحياة إذا سادت هذه الثقافة المحبطة لكل طموح و المعيقة لكل تغيير؟
إنه مما لاشك فيه أننا نستثمر سموما فكرية، نلوث بها عقولنا، ونوجه بها سلوكنا، و نربي عليها أبناءنا، و نصوغ بواسطتها نظرتنا للحياة.نقدم الكرامة و كل الحقوق الإنسانية قربانا لصنم أجوف اسمه :المثل الشعبي.نقدسه دون ريب، ونتلقفه دون وعي،ونتداوله دون إدراك لآثاره الخلقية و النفسية المدمرة و الناسفة لكل المعاني و القيم الحضارية، التي جاهدت الإنسانية كثيرا من أجل اكتسابها عبر تاريخها الطويل.
ب- ويأتي المثل الموالي ليؤكد على تلك المعاني المستفزة السابقة،وليمارس اضطهاده الشرس لكل من سوّلت له نفسه أن يسلك معارج الطموح. نجده يوجه أوامره العسكرية بنبرة إرهابية تحقيرية،يريد من خلالها أن يصادر من الإنسان تطلعاته وكل أحلامه،و أن يعيق مشاريعه وكل آماله .فعبارة(مدْ رجلك على قدْ لحافك) شعار واضح وصريح لثقافة بائسة تسوّق للإحباط، وتدفع الفرد و الجماعة إلى قتل فورة الإرادة، وطمس ينبوع الحيوية، ومحاربة كل رغبة في التغيير.فالطموح صار ذنبا و جريمة ،والتطلع إلى الآفاق ردة وزندقة،والرغبة في تطوير الذات وتفيق الملكات طوباوية حالمة .فلذلك وجب على المرء – حسب هذه الثقافة – أن يكون راضيا قنوعا،محدود الرؤية،مسدود الأفق.فلا يُسْمح لأرجله بأن تتمرد على لحافه.فالحدود قد رسمت،والألغام قد زرعت ،و الخنادق قد حفرت،ولا مجال للطمع في توسيع منطقة نفوذ الأحلام.فهناك أهل القمم وأصحاب النعم ،من يملكون خرائط الفرص،و من يجوز لهم توسيع نفوذهم بلا موانع ،واجتياز حدودهم بلا رخصة أو جواز مرور.أولئك يقال لهم:امتلك وتنعّم وارتق،واقتنص ما شئت من الفرص و سابق ،ومد رجلك،وتمرد على لحافك.فهناك متسع لك ولأحلامك.
إن هذا المثل الشعبي يشيع في النفوس آفة العجز، ويكرس ثقافة الكفاف ، ويربي الأجيال على التأني في المسير، ويحذرهم من التجرؤ على ارتكاب “كبيرة الطموح”، التي لا يكفرها سوى الانسحاب والاستسلام و التراجع إلى المواقع الخلفية.
ج- في النموذج الثالث (المرا بْلا وْلاد بحالْ الخيمة بلا وْتاد) ينفذ المثل الشعبي أشرس هجماته،ويرفع سوط رهبته، ويوجه أقوى ضرباته إلى كيان تعس حطمته الأيام ،وإلى قلب جريح غدرت به الأماني و الأحلام، يضرب كيان امرأة استبد بها اليأس و الحرمان، فملّت الانتظار وملّها الانتظار، و فقدت ما بقي لها من رجاء و آمال. يأتي المثل الشعبي ليزيدها ألما وفتكا وتحطيما. يحمل إليها رسالة ملغومة،لتنفجر في قلبها بركانا مدويا يحدث في أعماقها القلق و التمزق وعدم الاطمئنان على الزمن الآتي.يهديها بشرى سامة، تلوّث ما بقي لها من حيّز في هذا الوجود:الإعصار قادم، وخيمتك لا محالة مستهدفة.فلا أوتاد ولا أولاد ولا أحفاد.ليس لك جذر يحميك، ولا ظل يؤويك، ولا سواعد تمنع عنك عاديات الزمان.فشبح المجهول مشتاق لرؤيتك،وأظفار الدهر تشحذ لنهش صورتك…تلك هي المعاني الجارحة التي يحملها هذا الخطاب المدمر.وليتصورْ كل واحد وقْع هذه المعاني الصادمة، و أثر هذا الزلزال على كيان متصدع فاقد لطعم الحياة .ماذا عساه أن يفعل؟ وكم يستطيع أن يتحمل ويقاوم؟
د- أما المثلان الرابع و الخامس فينتظمان ضمن ثقافة التمييز التي تكرس تلك النظرة الدونية إلى المرأة.فلا ترى في هذا الكائن البشري الضعيف سوى وسيلة معدة للإشباع الجنسي و أرضا صالحة للحرث والنسل ،وورشة مهيأة للإنتاج.فهذا النوع من الأمثال الشعبية تركة منحطة لثقافة متخلفة أهانت المرأة كثيرا،وارتكبت في حقها جرائم تاريخية لا تنسى، وعاملتها بازدراء شديد،وسلبت منها صفتها البشرية و حقوقها الإنسانية.هذه الأمثال الشعبية تروّج لصورة سلبية عن المرأة،صورة مستمدة من واقع ثقافي بدائي متجاوز.هذه الصورة نتاج ثقافة ذكورية متسلطة متحكمة،امتهنت المرأة واستعملتها متاعا وسلعة وجارية.ومع الأسف الشديد،فقد ظلت رواسب هذا الإرث القيمي والإجتماعي المنحط راسخة في بعض العقول المتعفنة،معششة في الجينات، و اكنة في الخلايا، وثاوية في طبقات الفكر.ما تزال تمارس حضورها الاجتماعي ،وتعلن عن وجودها في البنية الذهنية وفي العلاقات الاجتماعية.
فالحمولة الدلالية لهذه الأمثال الشعبية سلاح اجتماعي فتاك ومدمر،يكشف عن درجة قصوى في الميز الجنسي بين المرأة و الرجل.ويدل على خلفية عدوانية استغلالية في النظرة إلى الفتاة وفي التعامل مع المرأة بشكل عام. فـ “البنتْ إما لرجلها و إما لقبرها” و “بنْتك ما تعلمها حْروف، وما تسكنها غْروف” .
هذان المثلان اختزال لثقافة عصور بأكملها،وترجمة صريحة وواضحة للعقل المغربي البدائي الذي ينتمي لعصور التخلف و التحجر،حيث كانت المرأة محاصرة بين قبرين لا ثالث لهما ؛إما قبر الحياة أو قبر الممات.محرومة من الانخراط في المجتمع كعنصر فاعل مؤثر منتج، فلا دور ولا وظيفة لها سوى المساهمة في التناسل والتكاثر و خدمة الرجل.
وقد كانت هذه الممارسات الظالمة المتوارثة مبررة ومقبولة في العصور المتحجرة،فحماية الشرف و تجنب العار وحفظ النسل أثقال قيمية وموجهات اجتماعية حقيقية، تحكمت في الذهنية الشعبية و في العلاقات الإنسانية.وقد شكلت المرأة البؤرة التي اتجهت إليها الأنظار ،وارتبط بها مصير الأسرة وسمعتها.
ولذلك تغلق الأبواب و النوافذ،وتحرس الممرات والمسالك،وتوضع الفتاة في غياهب الغرف والمنازل،وتحرم نعمة التعليم ونور الحياة، في انتظار أولى الطرقات أو أولى الصفقات.ليخرج هذا الكائن البشري/البضاعة/الأرض الصالحة للزراعة، في لفافته البيضاء،إلى معتقله الجديد،في رحلة مأساوية إلى قبره الأول،حيث يعيد إنتاج نفس التراجيديا،ويساهم بدوره في صناعة بضائع بشرية أخرى لصفقات لا تنتهي.
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
سي محمد كل مثل لها تؤويلات وسياق فمثلا المثل /ب/ ترى سلبيا وارى فيه نصيحة تدبيرية مثلا تشري اشياء لا طاقة لها بها او تقيم عرس بالقرض …
المثل ما يليه في اخر العمر الامراة بذون اولاد تعيش الولات خاصة في الازمان الغابرة.
الحقيقة الامثلة الشعيبية اغلبها حكمة نابعة من الفلاح تحي بالتحفظ والحذر وفي نفس الوقت تقول شيا وعكسه حسب اللاقي والسياق وابظروف. احسن مثل يعجبني هو "الناس في الناس والقرعة في مشيط الراس" لانه جامع وشامل ويمكن تطبيقة في كثير من الاحيان مثلا النقاشات المفتعلة حول اشياء تافهة تفردها الصحافة.معنى الناس في الناس هي مثل" البيضة في الكاس" تعني يكون حدث مهم مثل عرس استقبال الضيوف اشغال حيث نحتاج لكل الطاقات .
مثل اخر من اختراعي : ما تذكر المشطة في خيمة القرعة.
مقال جميل لا يمكن القول عنه " الناس في الناس والقرعة في مشيط الراس"
الرياحي
الم يحن الوقت للخروج من ثقافة الشفهي الغير دقيقة و الخاطئة كليا؟ علاش الشفوي ديما؟ ما يطلق عليه الامثال او الحكايات الشعبية في البلاد ضئيل جدا و فقير مقارنة بما يوجد في بعض المجتمعات الاخرى- ; و مع ذلك، نرى انه يخصص لهذا الحيز الضيق اطروحات لا تنتهي و مكررة في الكليات المغربية- علاش ما قادرينشي ندخلو للصح الصحيح؟ واش عجز ام ماذا؟ لان الشفهي هو ثقافة الكسل و السهولة- و الكتابي معناه المجهود الفكري و البناء الفكري و تدقيق اللغة و المفاهيم و تطوير الفكر عبر القرون الخ- الشفهي معناه التكرار و اجترار نفس التعابير او التجربة التي عاشها الاقدمون- علاش ما كينشي كتاب و فلاسفة و مفكرون و ادباء كبار بالمغرب؟ لان هذا ما يبقى: ابن رشد و ابن خلدون و ابن حزم الخ لا يزالون معنا لانهم خلفوا كتبا حققها الغرب و نشرها كما فعل بالحضارات القديمة من فرعونية و اشورية و بابيلية الخ- هذا النقص معناه استحالة قيام سينما او تلفزة او ابداع اي ثقافة جديدة في البلد: هل سنعيد حكايات الجدات دوما؟ يا امة من جهلها ضحكت الامم- ثم علاش تكرار نفس الكلمات؟ اين خلق اللغة و تطويرها؟ هذا عايضا عجز و فشل حضاري لامم فاشلة
هده الامثال الشعبية لها اهداف تخص المراة بالاخص وتتكلم عن الغريزة البشرية مثلا ا ي امراة بدون اولاد تحس بنقص كبير فبحسب تجربتي المراة تزداد عقدا كيف ما كان مستواها المادي والمعنوي.
كما ان امثالك تفسر قدرة الانسان المحدودة فلا يمكنني ان اجادل في العلم ومستاوي لا يتعدى الابتدائي
اما بخصوص تعليم المراة فهو ضروري لاخراجها من ظلام الجهل الى نور المعرفة.
اما بخصوص العين ما تعلا على الحاجب اجدها في احترام الوالدين والعلماء……الخ وليس مثل احتقار و ضعف.
البنت اما لرجلها او لقبرها وهو المحافضة والدفاع عن المراة وحتى نكون واقعيين من منا يريد لبنته ان تعيش في بيت لوحدها وتترك بيت والدها
لانها معرضة للدئاب البشرية وفي الاخير اي بنت تتمنى زوجا يحبها ويحميها كانه والدها.
هده الامثال كانت تصلح ايام اجدادنا اما اليوم المراة تدخن الشيشة وتشرب البيرة.
يبدو ان الامثال هي تعبير عن واقع و معاش او حكمة مستخلصة من الحياة اليومة للمجتمع و ليس الامثال هي التي تنتج الواقع و السلوكات او الفعل
فهذه الامثال تعبر عن القهر و التسلط و الفقر سواء كن مصدرها الطبيعة او المخزن و ادرك ما المخزن او الفهم الديني المتزمت الذكوري او التقاليد المجتمعية الجامدة
– اتفق معك بالنسبة للامثال رقم: 4 و 5
-أما المثل رقم 1: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون(في جميع المجالات)
– المثل رقم 2: لبس قدك اواتيك
هناك أمثال أحط من ذلك و ينطبق عليها المقال مثل :
اللي بغا يربح العام طويل
اللي زربوا ماتو…………..
لحقاش الهدف عندهم هو تكون امرأة للدار والزمان حادكة وتسمع الكلام وتطيع زوجها وتولد الاولاد وصافي لدرجة ان الرجل الموسخ او الغليض والفقير او الغني او الرقيق كايرجعو السبب للمرأة .
كاينين المحبطة نتاع بصاح اما هذه الامثال تربوية.
1-تقال للوالدين وللعلماء .الولد وخا يكبار ديما محتاج لنصائح والديه ووخا يدير لاباس ماخصوش يتكبر عليهم دائما هم الاعلى .ومهما وصل في علامو ماخاصش يتكبر باقي خاصو يتعلم من لي كبر منو (والتعلام مافيهش فقط مايقرأه كاينين حتى التجارب اليومية والحياتية ..)
2-كانقولوا عاود (ماتعلقش فين تفلق) او (ماتصوطاش بلا مايو) يعني تعلم السباحة عاد تلاح . الواحد يعرف يقتاصد مايسرف تايحسب خطواته قبل الاقدام على شيء ما.
4-حنا كانقولوا البنت ضيفة عند واليدها.ماكايعرفوش اينا وقت غاتمشي وخاصها ديما تستعد تغادر لدارها تتعلم وماتتغنج تهيئ نفسيا .
5-حنا تانقولوا البنت الامالقيتي فاش تلهيها لهيها بالحجر لي ملاتها علمها حاجة اخرى و الا كانت تاطير ودير كلش وشايط ليها وقت عطيها الحجر دقو(لحقاش كايشد الوقت)(هكاك باش كتشفنا اركان) باش عقلها مايبقاش ملهي وما تخرج من الدار .
جل الأمثلة الشعبية المنتشرة بكثرة والتي يستشهد بها الناس هي في الحقيقة تخدم اهدافا لعلها كانت في وقت ما ايجابية لكنها استمرت في الذاكر ة الشعبية بالرغم من انقضاء صلاحية الإستعمال ، فأصبحت تغذي المرض ولا تداويه، مثلا: " الفم المغلوق ما ادخلو ذبان" و" الصمت حكمة ومنو اتفرقت لحكايم" و" إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" و" دوز على الهرهوري وما ادوزش على السكوتي" ، وغير ها كثير مما يدعوا الى الصمت والصبر وتجرع الظلم، وكبت الأحاسيس وعدم الجهر بالرأي..وجيل الستينات فما فوق يحمل موروثا لقنه بدوره الى الأجيال اللاحقة جله يدعوا السلبية والخوف من المخزن والعافية والبحر، ويدعوا إلى الإنتهازية والجبن وازدواجية الشخصية…..
الامثال يستعملها الناس لتاييد مواقفهم و اقناع الناس بارائهم، مثلا خير البر عاجله، مثلا تيكون اب يريد التريث قبل اعطاء انته لرجل خطبها حتى يسال عنه، فتقول عائلة العريس خير البر عاجله، و خير البر عاجله تدكر فقط في سياق واحد هو الزواج، اما ف امور الحياة الاخرى ليس من ثقافة الناس تعجيل البر، كالاصلاحات، و الانجاز ف الادارات و خدمة الوطن، و خدمة الاسرة بتفاني و بمتطلباتها، ف هاد الامور التي تجلب التقدم و التطور و قضاء مصالح الناس يفضل المغاربة المثل القائل لا زربة على صلاح، او لي بغا يربح العام طويل، لي زربو ماتو، ما تمشي غير ما مشاك الله، و يبقى الناس متكاسلون ينتظرون ان ينزل الله عليهم من يسمك بيدهم و يمشيهم الى النتيجة مباشرة بدون عناء و لا كد و لا اخد بالاسباب،
امثال العوام، بسيطة كبساطة عقولهم وتجاربهم في الحياة، لدلك ينتجون قليلا جدا من الامثال الجيدة و الكثير من الامثال السلبية او المضللة،
في حين امثال العظماء الدين خاضو غمار الحياة بكل قوة و شجاعة، تصب في منحى ايجابي و تحفيزي، و تنويري، توجيهي، لانها زبدة تجاربهم، و تكون دات اهمية تستحق التمعن فيها و فهم فلسفتها العميقة،
لفهم معنى الامثلة ، التي وصفتها بالشعبية ، يجب ارجاع معانيها الى اصلها ، وخصوصا تلك التي تتعلق بالمرأة ، من اين لنا بهذه النظرة التحقيرية اليها ؟
المرأة وُجدت للزواج والانجاب ، تقتصر مهمتها على اشباع رغباته وتحمل مسؤولية توابعها حملا وولادة وتنشئة …واذا لم تستطع الانجاب لسبب من الاسباب يحق للرجل شرعا تطليقها اوالزواج بثانية ، لانها لا تؤدي الوظيفة التي خُلقت من اجلها ،اما غير المتزوجة فلا تدخل في الحسبان بتاتا ، شيطان المجتمع ، وهذا تصور ديني محض ، و الخيمة والاوتاد ليسا من الثقافة المغربية وانما من ثقافة البدوالرحل …
البنت اما لرجلها او لقبرها ، نفس الشيء ، تحديد الدين للمكان الذي يجب ان تتواجد فيه المرأة ، لايجب ان تبرح الخيمة الا للزواج او للدفن ، اما الخرجات الاخرى فلا يمكن ان تتم الا مع الزوج وتحت حراسته ومغلفة تغليفا كاملا وهذا لا يسمى خروجا وانما استراحة تحت الحراسة..
اما قضية التعليم فهي محرمة عليها اصلا لان الدين لا يسمح لها بتولي اي منصب علمي او فقهي في امارة المؤمنين ، وبالتالي فما الجدوى من تعلمها .
هذه الثقافة لا علاقة لها بالمغاربة وتلك الامثال ليست شعبية …
ماشي مشكيل اش قالو اللولين المشكيل الكبير اش قالو ناس اليوم اواش كيديرو
اما اللولين كانو عايشين فضروف مغيرا على ضروفنا الليوم
وكل زمان اوماليه
كل الامثلة التي ترسخ في نفسية الانسان ، التواكل والانتظار والاكتفاء بالقليل والصبر وعدم العصيان وتجنب العقاب والطاعة …مصدرها الدين وتقوم على التخويف والهدف منها الحفاظ على الانسان في حدود ثوابته ، القيم التي تدعو الى طاعة الا كبر سنا ، ابتداء من الاخ مرورا بالباقي ونتهاء بالله لا تترك للانسان اية فرصة للتطلع الى ما هو ابعد ، الابن مهما بلغ من درجة العلم يبقى رهينة حدود علم ابيه حتى في ميدان تخصصه ، لانه مأمور بطاعته ، الا في ما لا يغضب الله والله يغضبه كل شيء تقريبا و سريع الغضب ..
القول ان معاني الامثال التي تحط من شأن الانسان تجاوزتها الشرائع السماوية ليس صحيحا ، وانما هي التي تكرسها ، وميزة الاسلام في هذا المجال هو تفويضه للرجل مسؤولية اذلال المرأة
المثال الاول ، يمكن استثماره ايجابيا ، فبدل تأويله او فهمه على انه يرمي الى كبح حركة الفرد ولجم طموحة وقتل تطلعاته ، يمكن فهمه من زاوية اخرى على انه دعوة الى عدم تجاوز الحدود الذاتية والارتماء على حقوق الغير ، وهو نفس المعنى الذي يفيده "دير شدق على قد فمك"، يعني لا تتطاول على حق الاخرين او تعتبر نفسك افضلهم شأنا .
أمثال شعبية مغربية مدمرة:
الله يجعل الغفلة ما بين البايع و الشاري..( الغش و الخداع )
بعد راسي و شقف …..( الأنانية وعدم الإهتمام بمصائب الغير)
سبق الميم ترتاح…( الجبن و الكذب و الهروب إلى الأمام )
إضرب الحديد ما حدو سخون ..( إستغلال و إنتهازية)
دير ما دار جارك ولا بدل باب دارك…(التحكم و التنميط)
اسمع للمرأة و دير العكس…( إحتقار المرأة )
اللي فايتك بليلة فايتك بحيلة…(تكريس الأبوة و محاربة العلم و المعرفة)
سال المجرب لا تسال الطبيب..(تكريس الشعودة على حساب الطب و العلم)
قارن مع:
مثل شعبي صيني:
لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطادها
إذا أسعدت جارك فقد حميت دارك
مثل شعبي يهودي:
لا تبصق في إناء أكلت منه.
هذا لا يمنع من القول أن هناك أمثلة شعبية مغربية تربوية و إنسانية مثلا:
دير الخير و نساه…. و غيرها من الأمثال.
لدينا في الجهة الشرقية مثل أفضع يدعو بشكل مباشر الى التكاسل وعدم العمل ولو مقابل الخمس من المحاصيل:
"التشميسة خير من التخميسة"
واللي بغا بربح، العام طويييييل