اللي يخاف من العفريت يطلع له

مثل قالوه زمان وهو الى حد كبير صحيح فعندما كنا صغار كنا نخاف كثيرا من العفاريت والاشباح ونتخيل ان لها اشكال والوان عجيبة مرة عفريت طويل ومرة قصير ومكبب ونسمع اصوات بشعةِ ونشعر بخوف ورهبة من الليل وسكونه ولكن عندما كبرت وبدأت اطلع واتبحر في الدين واتأمل في الروحانيات تبدلت الافكار المخيفة بأفكار اكثر عقلانية وازالت هذه الاوهام من الاعماق وبدأت اشعر باالاطمئنان وعدم الخوف وايقنت بان الخوف من الاوهام ومعرفة الخالق عز وجل لا تتفق في قلب مؤمن واستغرب تمام الاستغراب عندما ارى طوائف مختلفة من البشر مازالوا يعانون من تلك الاوهام فمنهم من هو رب اسرة ومنهم من هو مثقف وجامعي وعلى درجة عالية من العلم ومنهم يعمل في وظائف مختلفة ومازالوا يشاهدون العفريت وهو يرقص على الحوائط ويقفز ليدب بارجله على صدورهم ويصل بهم الرعب الى حد الارق

فاستغرب تماما اننا وصلنا على اعتاب سن الرشد الانساني ودخل العلم في اغوار الارض ووصل الى ما بعد  حدود البصر ومازال الكثيرون يعيشون في اوهامهم البالية ويتحاكون بها ويصدقونها وكل واحد يحكي قصة تشعر الاخرين بالعجز والخوف من الليل

لقد كان الناس في القرن الثامن عشر يؤمنون بان المحيط الاطلسي هو هوة عميقة تملؤها الاشباح ثم بدل العلم كل هذه الخرافات

لقد كان البعض يؤمن بانه من المستحيل ان يصل العلم الى معرفة نوع الجنين ولكن ظهور السونار اجزم بما لا يدع الشك بمعرفة نوع المولود

لقد تبدلت الارض وتغير وجه الطبيعة وانار العلم عقول البشر وطور من قدراتهم ومازلنا نخاف من العفريت ولا نستطيع الا ان نصدق الا الخرافات التي تنسجها اوهامنا ويخرج لنا العفريت تصديقا للمثل الشعبي اللي يخاف من العفريت يطلع له اما اللي ما يخافش فلن يطلع له لانه اوهام في اوهام

الكسل مالوش مثل

الكلمات المأثورة كثيرة وجميلة

كنت ادرس مع ابنتي الصغرى لان عندها امتحان علوم وانا احب العلوم جدا وتعلمت الكثير من المعلومات الجيولوجية التي تدرس حاليا

وقالت لي ابنتي وهي تستذكرعلينا الا نؤجل عمل اليوم الى الغد فقلت لها هذه من الكلمات المأثورة

وهل تعلمين ان تأجيل عمل اليوم هو نوع من الكسل فردت فورا وقالت ياماما (الكسل مالوش مثل)

وجدت الكلمة ظريفة جدا واعجبتني وشعرت انها ممكن تكون كلمة مأثورة ايضا

نحن الشعب المصري ابو دم خفيف اوي وهذا ليس رأي بحسب بل ورأي كل من يسمع كلماتنا ويشاهد افلامنا ويسمع نكاتنا وحتى الكلمات المأثورة الجميلة التي نسمعها من اولادنا ومن اجدادنا

اننا شعب طيب الاعراق ويخرج منا العلماء والادباء والمفكرين وكل النفوس الطيبة الكريمة

وقد يكون كل واحد منا لديه موهبة او ملكة ولكنه لم يكتشفها او يربيها

لذا علينا ان نبذل الهمة لاكتشاف ما بداخلنا من جواهر لامعة تساهم في تربيتنا انفسنا اولا وفي تقديم الخير للجميع  وخدمة عالم الانسانية فلنبذل الجهد لاستخراج كل الطاقات الطيبة التي بداخلنا ولا ننسى الا نبخل بها على من حولنا

فالانسان ليس كأسا فارغا علينا ان نحشوه بما يحب وبما لا يحب ولكن علينا ان نخرج تلك المواهب العظيمة واللآلأ الفريدة التي بداخله حتى يعمل اقصى طاقاته في ازدهار الجنس البشري