الامثال معين تغترفه الاجيال

 

تعد الأمثال الشعبية مرآة لتجارب الناس وخبراتهم المتراكمة عبر الأزمان وكل جيل تسبقه أجيال تندثر عبر السنين، لكن تبقى لنا أمثال وحكم نستزيد منها وننهل، فالتاريخ يعيد نفسه بينما يختلف البشر ويتبدلون، الإ أن الوقائع التي قيلت فيها تظل باقية لمواقف مشابهة. وتعد الأمثال الشعبية من أغنى مفردات الأدب الشعبي، فقد كانت ولا تزال تتداول بين فئات المجتمع كله، فما إن يأتي موقف مشابه حتى تتداعى الأفكار، ويكون المثل على الألسنة؛ فيقول المثل بعبارة موجزة مؤثرة ما قد يقال في صفحات. ولأن الاستمرار مع الماضي هو إحياء للتراث بالكلمة والعبارة، فقد جسّدت الأمثال الشعبية ثقافة المجتمع وخصوصيته، لما لها من أبعاد نفسية واجتماعية. وعالمنا العربي من محيطه إلى خليجه يعج بتلك الحكم والأمثال الشعبية، وهو ما دعا مغردون عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى إنشاء وسم أسموه «مثل تحترمه» تداولوا فيه مأثورات وحكماً شعبية وأبياتاً شعرية مثلت لديهم تطابقاً مع ما قد يعيشه الإنسان من واقع ومنها أيضاً ما اتسم بالتفرد والطرافة. في البداية كتبت موزة هزيم من أجمل الأمثال الشعبية الإماراتية «لي ما يقيس قبل لا يغوص، ما ينفعه الغوص عقب الغرق».. والمعنى هنا جميل فالإنسان الذي لا يحسب تصرفاته ولا يقدرها قبل أن يقوم بها فلا بد أن يخطئ، وعندها لن ينفعه الندم بشيء. وأضاف حمدان سعيد «أحترم المثل الشعبي: الناس بالناس والكل بالله».. فهو يمثل دعوة صريحة إلى التعاون بين الناس؛ فالمصالح مشتركة، والإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه، وهم على هذا التعاون والتآزر يحتاجون إلى رعاية الله وتوفيقه». فيما غردت أمينة عبدالله «اتق شر من أحسنت اليه.. إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمرد..»، وأضافت «هذه الحكم تمثل لي منهج حياة وأستفيد منها كثيراً في التعامل مع الناس». وأكمل سالم المناعي «هناك أبيات شعرية تمثل لي حكمة وقيمة.. البوم ما هو حّر لو طار.. وصقور بسبوقها حرّه على إيدين صقار.. من لا يعرف الصقر يشويه معذور.. ومن لا يعرفك ما يقدم لك أعذار». وتابعت وديمة السبوسي «عند الغضب قد يكون كلامك صحيحاً.. لكن بأسلوبٍ خاطئ.. مقولة أستفيد منها كثيراً عند الغضب وتجعلني أعاود الاتزان مرة أخرى». وأضاف محمد العبري «مقولة أحترمها وأسعى جاهداً إلى تطبيقها قدر استطاعتي: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً.. واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً». وعلق المدون بوذياب «لا يضر السحاب نبح الكلاب.. والكلاب تعوي والقافلة تسير.. مقولتان أعتبرهما منهجاً لحياتي، حيث تجاهل الصغائر والبعد عما ينال منك». بينما أردف خالد بن عمير الكتبي «ومن يصنع المعروف في غير أهله.. يكن حمده ذماً عليه ويندم.. ورغم اقتناعي بتلك المقولة، فعلينا احتساب الأجر فما عند الله خير مما عندهم». وأضاف راشد السويدي «مثل أحترمه بشدة: لست بالخب ولا الخب يخدعني.. والخب هو الذكي المخادع الغدار.. لذلك أكون حريصاً جداً في تعاملاتي لا سيما مع من لا أعرفه عن قرب، ولا أعطي ثقتي لأي أحد بسهولة». وعلق محمد عبدالله «من جد وجد ومن زرع حصد هو المثل الوحيد الذي علق بي منذ طفولتي.. أحاول أن أكون كذلك قدر ما أستطيع». وأردف بو خالد «أمثال وحكم أحترمها بشدة.. من راقب الناس مات هماً.. من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.. من زان نومه زان يومه». وأردفت ريما «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. هذا المثل أحترمه بشدة، لكني وللأسف الشديد لا أجيد تطبيقه». فيما كتبت موزة الظهوري «مثل أحترمه وأسعى بقوة إلى تطبيقه في حياتي.. لا تستسلم، فالأشياء العظيمة تستغرق وقتاً طويلاً». في السياق ذاته غرد خليفة العامري «لو كل كلب عوى ألقمته حجراً.. لأصبح الحجر مثقاله بدينار .. من الأمثال التي أقرها وأحترمها بشدة». وكتبت علياء المهيري «أكره أن أشمت بأحد.. لكن يعجبني الزمان حينما يدور..»، وأضافت «هناك حكمة أخرى أحترمها: لا تعطني سمكة.. لكن علمني كيف أصطاد». وعلقت نوره العتيبي «اتق شر من أحسنت إليه.. فهذا المثل أشاهده بصفة دورية في حياتي، وأحزن لأنه واقعي للأسف الشديد». وأضافت سارة «أحب هذه المقولة بشدة.. لا تستعجل بلومك الآخرين.. فلعل الدنيا تدور بك وتُلام أنت». فيما كتبت رهف «عامل الناس بما تحب أن يعاملوك..»، وتابعت «لو طبقنا هذه الحكمة في حياتنا لاختلفت دنيانا بشكل كبير». وأكمل ماجد بن خليف «الأحمق لا يبالي بما قال، والعاقل يتعاهد المقال.. من أروع وأبلغ ما قرأت ولا زلت أحفظه رغم مرور السنوات». وأشار سالم الطنيجي إلى أبيات شهيرة اعتبرها إبرازاً لدور الحكم والأقوال المأثورة في حياة الإنسان فكتب «الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. ما دين الله سوى كلمة.. ما شرف الرجل سوى كلمة.. مفتاح الجنة في كلمة.. ودخول النار على كلمة.. وقضاء الله هو الكلمة.. أتعرف ما معنى الكلمة؟.. الكلمة لو تدري حرمة.. زاد مذخور.. الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور». وتابعت سلمى الزرعوني «من أجمل الأقوال المأثورة التي مازلت أحفظها منذ الصغر.. ثلاثة لا يخرجون من ثلاثة.. شريف من دنيء.. بر من فاجر.. وحليم من أحمق». وأضاف عمر الحمادي «مقولة أحترمها وأسعى جاهداً إلى تطبيقها قدر استطاعتي.. من يتجاوز الإساءة ليس عاجزاً عن ردها.. ولكنه عرف قدر المسيء فتجاهله». وعلقت جيهان اليماحي «الصديق الصافي في وده لا تزعله ولا ترده.. مثل جميل ومعبر لأنه يقدر معنى وقيمة الصداقة ويعطيها ما تستحق». بينما أردف سهيل المهيري «إشلك بالبحر وأهواله، ورزق الله على السيف.. ويضرب هذا المثل للشخص الذي يبحث عن المتاعب للوصول إلى هدف ما، ويغفل الطرق السهلة المتاحة له». وكتب المغرد سالم سلطان «يعجبني بيتا شعر أحفظهما عن ظهر قلب.. دع الأيام تفعل ما تشاء .. وطب نفساً إذا حكم القضاء.. ولا تجزع لحادثة الليالي.. فما لحوادث الدنيا بقاء