ألمال والمثل الفلسطيني
ألمال ،الدرهم، النقود، المصاري(الفلوس)... كلها مسميات لشيء ذي قيمة شرائية.. ويظهر بشكل واضح في الامثال الشعبية الفلسطينية.
يلعب المال دورا هاما في المراكز الاجتماعية، اذ يعطي صاحبه مركزا مرموقا كونه (غني) ويستطيع توفير معظم متطلباته الحياتية.ويجسد الوجدان الشعبي الفلسطيني هذا الامر من خلال امثال تؤكد صحة هذا المبدأ، كقولهم :" اذا معك قرش بتسوى اثنين" و" اللي معاه فلوس على الشنب بدوس" و" قرشك في جيبك ساتر عيبك"وعند قراءة معظم الامثال الشعبية الفلسطينية التي تدور حول المال نصطدم بمفاهيم اجتماعية مختلفة حول قيمة المال في حفظ كرامة الانسان،فصاحب الحاجة ذليل ولا يستطيع التمتع بالحب والعشق لفقره ..ويتمثل ذلك في قولهم:" اللي معاه فلوس بنت السلطان عروسه".ويستخدم المال في الاذلال بطرق ملتوية..كقولهم:"البراطيل بتحل السراويل"،او"البرطيل بِحل دكة القاضي".ولكن هناك من يعتز بكرامته ولا يساويها باي نوع من المال مهما كثر وزاد عند بعض العباد.ومثال ذلك كثرة الامثال التي يظهر فيها الاعتزاز بالعائلة، والاصل، والشرف الذي لا يقدر بثمن :"القرش عمره ماغطى شرش"،"درهم ناموس ولا قنطار فلوس"، و"ياميخذ القرد ع ماله ،بيروح المال وبيظل القرد عَ حاله". و"هين فلوسك ولا تهين نفسك" و"بيت تقوى ولا بيت مال" ،" بيت رجال ولا بيت مال" و" تاجر بدينار اسمك في البلد تاجر،وبالف دينار لا تتاجر". والمال عند بعض(الجهال) يعادل الروح ..لانه قد بنى لهم مركزا فان ذهب ..ذهبوا ولذا لايتورعون حتى عن القتل في سبيل الحفاظ على المال ،كقولهم:"اللي بوخذ مالك خوذ روحه"..وهم يحتاطون جيدا حتى لايكونوا مطمعا لجميع الناس"المال السايب يعلم الناس السرقة".
ودعا الوجدان الشعبي الى التوفير والاحتياط بعد ان ادرك دور المال في الحياة وما قد يسببه من المساس بقيمهم ..كقولهم:"قرش بايدك بفيدك"و "قرشك الابيض ليومك الاسود"،و"نقطة على نقطة بتصير حبر"،و" يا ويل مالك ما يداريه صاحبه".
وقد يلجأ المرء عند الحاجة الى الدين الذي يعد حالة بائسة تؤدي الى الذل – ذل السؤال وذل السداد، وفي ذلك قيل العديد من الامثال، كقولهم:"الدين هم في الليل وذل في النهار"،و"المديون حمار الداين" و"كل شيء قرضة ودين حتى دموع العين" و"اسحب الخيط ومطه اللي عليك لازم تحطه"و"دين بشفق ،طالب بتخانق"و "دينة العرب ما بتموت".
ولاهمية ما يسببه الدين من قلق وهم في نفوس البعض،قيل"مال الارملة ولا مال الدين"
ان تغيير الاحوال،وتقلب الايام والاعوام يذل بعض الناس ويكرم بعضهم ولذا قيل:"مال ابونا صار علينا صدقة".وفي مال الحرام والحلال قيل :"مال الحرام لا يدوم "و"مال الناس كنّاس"،أي ان المال وصاحبه الى زوال .وبرقية الى كل بخيل يكنز المال والثروة:"مال الخسيس لخوابي ابليس "أي الى الزوال. وفي التحريض على كسب المال الحلال ،قيل "مال الحلال لا يحرق ولا يغرق" .وكدعوة للانتفاع من المال وصرفه في الاصلاح والخير،قيل "مال الدنيا بظل بالدنيا".وفي حسن استعمال المال وتكثيره ،قيل:"المال بيجر المال ." وقالوا ايضا :"طالب المال بلا مال كحامل الماء في الغربال".ويحث البعض على استغلال المال او الثروة في الوطن والمجتمع الذي يعيش فيه او في مدينته او قريته وفي ذلك قيل :"المال اللي مش ببلدك،لاهو الك ولا لولدك". وفي المال الذي يأتي عن طريق سهل ويذهب بسهولة ولا يدوم ،قيل" مال جابته الرياح ،راح مع الرياح ".وقيل في المالك الذي يتعرض للمضايقة من قبل المستعطفين والطفيليين :"المال مال ابونا والناس بيخانقونا ".ويقال في المال الكثير جدا:"مال قارون" و"اموال لا تأكلها النيران ".ويلعب المال دورا كبير في السوق لمن يرغب ان يصبح تاجرا لان المال حينما يخزن لن يزيد او يضيف كثيرا، ولذا قيل:"شاب في السوق ولا مال في الصندوق" و "يا خاش السوق بلا مال..مثل الخاش طوشة بلا رجال". وحينما يتوفر رأس المال فتوظيفه على الارجح – سينتج ربحا اكيدا :"طالما المال قايم الربح بهون " ومن عرف رأس ماله عرف حجم مشترياته"."من عرف رأس ماله باع واشترى".وحين يزيد المال عن الحاجة خاصة لدى الاغنياء الكبار فانهم يلجأون ليس لاستثماره بل لبعثرته على الكماليات،ولذا قيل:"اللي عنده مال ومحيره يشتري حمام ويطيره".وقد يصبح المال من حبائل الشيطان ،فقد قيل:"المال عدة الشهوة". حقا ان "المال غرّار" فقد يشعر المرء بالبطر والزهو فينسى نفسه وينسى الآخرين ..الدنيا والآخرة .
(كفر ياسيف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق