فهم خاطئ لمثل شعبي شائع
بن سالم المسعود
لكي نفهم مثلا شعبيا ينبغي علينا العودة إلى مناسبة وقوعه خصوصا إذا كان نصه مُبهما بالنسبة لمن لا يعرف القصد منه. وهناك مثل شعبي شائع جدا نصه “مولى الطاكسي والبسكري والعسكري” والكثير من الناس يفهمون هدا المثل على أساس أنه تحذير من هؤلاء الثلاثة وهُم سائق سيارة الطاكسي والمنتمي إلى ولاية بسكرة والعسكري … وللأسف لا نملك القصة الأصلية لهذا المثل أو الشخص الذي أطلقه ولماذا …
وهذا الفهم الخاطئ لهذا المثل يعود في رأينا إلى سببين أولهما أن الأمر يتعلق بالمنطق الذي لا يصح فيه التعميم على ثلاث فئات بسبب انتمائها الجغرافي أو بسبب مهنتها.
اما السبب الثاني فهو المثل في حد ذاته إذ أنه بتركيز بسيط في نص المثل نفهم أن هذه الفئات الثلاثة لا يمكن أن يجمعها صاحب القصة الأصلية في مثل واحد إلا إذا كان قد اجتمع بها جغرافيا ومهنيا … ولهذا فمن المُرجّح أن أول من أطلق هذا المثل هو شخص عسكري وقعت له قصة مع ثلاث أفراد في يوم واحد ولهذا استحقت أن تسير كمثل … ونحن نؤمن أن المثل “مولى الطاكسي والبسكري والعسكري” إنما يقال لاجتماع ثلاث مصائب في وقت واحد أو ربما هو إشادة بذكائهم … ولا يمكن بمنطق العقل أن نحذّر الناس من العسكريين وسائقي سيارات الأجرة لمجرد أن هذا مصدر رزقهم … ونفس الأمر بالنسبة لحكم مسبق ضد شخص ما لمجرّد أنه قد وُلد بولاية بسكرة. والله تعالى أعلم
77 المشاهدات, 2 شوهد اليوم