قصة المثل الشعبي «هذا جزاء سنمار»: مهندس بنى قصرًا جميلًا فكافأه الملك وألقاه من أعلاه
«جزاء سنمار» مثل عربي شهير يُطلَق على من يُقابَل إحسانُه بالإساءة.. ولهذا المثل قصة، ولكن يجب أولًا أن نعرف من هو سنمار؟
سنمار هو مهندس معماري رومي، يُنسب له بناء قصر الخورنق الشهير بظهر الكوفة.
في قديم الزمان أراد ملك اسمه النعمان، ملك الحيرة بالعراق، أن يبني قصرًا عظيمًا، يباهي به جميع الملوك في ذلك الوقت. سأل النعمان عن المهندسين والبنّائين في مملكته، فعلم أن أمهر البنّائين جميعًا مهندس معماري اسمه سنمار، وفقًا لما جاء بجريدة «عكاظ» السعودية.
أرسل الملك النعمان في طلب سنمار الذي حضر لمقابلته، فقال النعمان: «أرسلت في طلبك لتبني لي قصرًا لم يرَ الناس له مثيلًا في مملكتي، وسوف أكافئك مكافأة عظيمة». قال سنمار: «يشرّفني أن يطلب مني الملك بناء قصره، سوف أبني لك يا مولاي قصرًا ما رأى الناس مثله من قبل، لكن ذلك سيكلّفك الكثير، وسأحتاج إلى ألف من البنّائين المهرة». قال النعمان: «اطلب ما تشاء، وستجده بين يديك في لحظات». مكث سنمار أيامًا يعدّ رسوم القصر ومعه المساعدون، ثم اختار موقعًا ممتازًا على أحد الأنهار، وبدأ في البناء، واستمر بالعمل عدّة سنوات بلا راحة.
بعد الانتهاء من بناء القصر، ذهب سنمار إلى النعمان وقال له: «قصرك جاهز الآن، ينتظر قدومك يا مولاي». فرح الملك النعمان بالخبر، وكان مشتاقًا ومتلهّفًا لرؤية القصر، ولمّا حضر أُعجب ببنائه، وشكر سنمار على جهده وبراعته وفنّه، وقال: «ما كنت أتخيّل أبدًا أن القصر سيكون بهذه الفخامة والجمال! إنّك تستحق جائزة كبيرة».
وبعد أيام، انتقل الملك ليسكن في قصره الجديد، وأرسل في طلب سنمار. حضر سنمار وقابل الملك النعمان الذي طلب منه أن يتجوّل معه في جوانب القصر، وأن يعرّفه بغرفه وقاعاته.
طاف النعمان وسنمار في جميع جوانب القصر، ثم صعدا إلى سطحه. كان السطح عاليًا، وكان منظر المدينة من بعيد جميلًا. ثم سأل النعمان، سنمار: «هل هناك قصر مثل هذا؟»، فأجابه سنمار: «لا يا مولاي». ثم سأله الملك: «وهل هناك بنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟»، أجاب سنمار: «لا يا مولاي»، ثم تابع سنمار مفتخرًا: «ألا تعلم يا مولاي، أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أزيل هذا الحجر سينهدم القصر»، فقال الملك: «وهل غيرك يعلم مكان هذا الحجر؟»، فرد عليه سنمار: «كلا».
فكّر النعمان سريعًا، وقال في نفسه: «إذا عاش هذا البنّاء فسيبني قصورًا أخرى أجمل من هذا القصر.. ليس هناك غير حلّ واحد». وأشار إلى بعض جنوده، وهمس لهم برمي سنمار من أعلى سطح القصر. وعلى الفور، أمسك الجنود بسنمار، وألقوه من فوق السطح، ومات في الحال.
ومن وقتها، أصبح يُسمى من ينال شرًّا مقابل خير فعله «جزاء سنمار».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق