google.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0 حكم أمثال أقوال قصص: قصة " اساهير" الطالب الياباني oogle.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 مايو 2018

قصة " اساهير" الطالب الياباني



إبراهيم بكري * 
بطموحه وهمته نقل أساس ازدهار أوروبا إلى اليابان، ونقل اليابان إلى كل الغرب تلك هي قصة " اساهير" الطالب الياباني الذي بعثته حكومته الى المانيا لدراسة "الميكانيكا العلمية" وتحدثت عنه  كتب التحفز في قصة تحكي الإرادة و العزيمة تصلح لتكون زاداً يحتاجه كل مبتعث.
" أساهير " الطالب الياباني الذي غير مجرى التاريخ يروي لنا قصته فيقول:
ارسلت من قبل حكومة اليابان لدراسة أصول "الميكانيكا العلمية" " وكنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً  مع علمي أن لكل صناعة وحدة أساسية هي  أساس الصناعة كلها والتي بمعرفتها استطيع أن أضع يدي على سر اوروبا.
وكان التحدي الأول الذي واجهته هو بدلاً من أن يأخذني الأساتذة إلى معمل او مركز تدريب أخذوا يعطونني كتباً لأقرأها وقدموا لي نصائح لو اتبعتها لما وصلت الى شيء .
لكنني جعلت من القراءة سببا في معرفة نظرية "الميكانيكا" وفي ذات يوم  قرأت عن معرض محركات ايطالية الصنع،  فذهبت اليه مسرعاً فوجدت فيه محركاً بقوة "حصانين"  ثمنه يعادل ما معي من نقود فاشتريته على الرغم من حاجتي للمال، وحملت المحرك ، وكان ثقيلاً جداً ، وذهبت به إلى حجرتي، وجعلت أنظر اليه كأنني أنظر إلى تاج  مرصع بالجواهر ـ وقلت لنفسي : هذا هو سر قوة (أوروبا) إن استطعت أن أصنع محركاً كهذا لغيرت تاريخ اليابان.
وطاف بذهني خاطر يقول: أن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال وطبائع شتى ، مغناطيس كحدوة الحصان، وأسلاك ، وأذرع دافعة وعجلات ، وتروس، ولو أنني استطعت أن أفكك قطع هذا المحرك وأعدت تركيبها ونجحت في تشغيله أكون قد خطوت خطوة نحو سر "موديل " الصناعة الأوروبية.
ادركت ان أمامي مهمة ليست باليسيرة وأن علي أن اكرس كل جهدي لتحقيق حلمي الذي راودني كثيراً.
ذهبت مسرعاً الى المكتبة باحثا عن كتاب يرافقني في خطوتي الأولى حتى عثرت على  كتاب يحوي الرسوم الخاصة بالمحركات.
شرعت بتفكيك المحرك ورسمت كل قطعة قمت بازالتها وأعطيتها رقماً معيناً حتى  انتهيت من تفكيك كل جزء في المحرك.
أمامي الان المهمة الأصعب والأعقد، وهي اعادة تركيب المحرك وتشغيله ثانية.
يالها من مهمة صعبة، جاء دور الاستعانة بالرسوم، وشيئاً فشيئاً قمت بتركيب كل جزئياته.
استغرقت العملية ثلاثة أيام ، تناولت من الطعام وجبة واحدة في اليوم، ولم أنم إلا ما يمكنني من مواصلة العمل، وكلما هممت بتجربة تشغيله يزداد قلقي وخوفي من الفشل.
وبين الاقدام والتردد  قمت بتشغيل المحرك ونجحت في ذلك وكانت هي المرة الأولى التي أحس فيها بطعم الانتصار .
حملت النبأ إلى رئيس البعثة، ففرح بذلك واراد أن يرى ذلك بنفسه وقرر أن يأتي بمحرك لا يعمل، وطلب مني اعادة تفكيكه واكتشاف مواضع الخطأ واصلاحها.
استجبت لطلبه وبذلت وقتاً وجهدا طويلاً كي اثبت مقدرتي على ذلك، عرفت أثناءها مواضع الخلل، فقد كانت في ثلاث قطع بالية متآكلة.
اخبرت رئيس البعثة بالأمر وكان بمثابة الكاهن الذي يتولى قيادتي روحياً قال : عليك الآن أن تصنع القطع بنفسك، ثم قم بتركيبها.
ولكي أستطيع أن أفعل ذلك قمت بالالتحاق بمصانع صهر الحديد، والنحاس والألمنيوم وكان علي أن اتحول إلى عامل صغير يرتدي  بدلة زرقاء ويقف صاغراً الى جانب عامل صهر المعادن واطاعة أوامره كأنه سيد عظيم وكان شعوري يقول: في سبيل اليابان يهون كل شيء.
ومرة اخرى تمكنت من تحقيق النجاح وقمت بصناعة القطع التالفة بالاستعانة بالمطرقة والمبرد.
قضيت في هذه الدراسات والتدريب ثماني سنوات كنت أعمل خلالها ما بين عشر وخمس عشرة ساعة في اليوم وبعد الانتهاء من العمل اتوجه لأخذ نوبة حراسة وخلال الليل أراجع قواعد صناعة المحركات على الطبيعة0
وعلم "الميكادو" الحاكم الياباني بأمري ، فأرسل الي من ماله الخاص خمسة الآف جنيه انجليزي مكافأة منه وتشجيعاً، ولكنني بدلاً من الاستمتاع بها اشتريت مصنعا للمحركات يحوي جميع الآلات التي احتاجها في الصناعة.
وأردت شحنها إلى اليابان وفي سبيل ذلك دفعت كل ما ادخرته في ثمان سنين من الكد والعرق والدراسة مقابل اجور الشحن.
وعندما وصلت الى " نجا زاكي" قيل لي إن "الميكادو" ملك اليابان يريد أن يراني قلت :انني لا أستحق مقابلته إلا بعد أن أنشئ مصنعاً للمحركات بكامل معداته.
استغرق ذلك تسعة اعوام استطعت خلالها من صناعة تسع محركات صنع اليابان" قطعة قطعة ودعوت حاكم اليابان (ميكادو) لزيارة المصنع  واصطف كل من في المصنع لتحيته، فدخل مبتسما وهو يقول: هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي صوت محركات يابانية خالصة لقد نقلنا قوة أوروبا الى اليابان وسننقل اليابان الى اوروبا)
ومع مرور السنين تحولت اليابان الى قوة عظمى تنافس العالم كله بصناعاتها...
انتهت قصة المبتعث الياباني "أوساهير" بكل تفاصيلها أرجو أن تكون درس لكل مبتعث و مبتعثة لكي يعود إلى وطنه بمنجز حقيقي يحوله الى واقع  حقيقي تستفيد منه البشرية.

* مبتعث دراسات عليا تخصص ادارة رياضية - أمريكا
تويتر
@ibrahim_bakri

ليست هناك تعليقات: