"إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، اعتن بها ترع بيتك، قرّبها من قلبك فقد جعلها الإله توأماً لحياتك، زودها بكسوتها، ووسائل زينتها، وزهورها المفضلة، وعطرها المفضل، كل ذلك سينعكس على بيتك، ويعطر حياتك، ويضيئها ".
تلك الكلمات الرقيقة والمهمة هي بعض من وصايا الحكيم المصري العظيم "بتاح حتب" الذي عاش في مصر منذ أكثر من 4500 عام لابنه من أجل علاقة زوجية ناجحة.
ويتابع الحكيم "بتاح" في وصاياه لابنه "اعمل على سعادتها، ففي سعادتها سعادتك، وسعادة قلبك، حافظ عليها ما دمت حياً، لن تحافظ عليها بالقسوة والطغيان بل ستأسرها بالحنان، فالمعاملة الحسنة تفعل أكثر من القوة، حسّ بآلامها قبل أن تتألم، وبجوعها قبل أن تجوع، إنها تعيش في أنفاسك، وفي نظرك، وفي جسدك، إنها أم أولادك، إذا أسعدتها أسعدتهم، وفي رعايتها رعايتهم".
"أمثال بتاح حتب" أو "تعاليم بتاح حتب" أحد أعمال الأدب المصري القديم المنسوبة إلى "بتاح حتب" وزير الفرعون جد كا رع "الشهير بـ إيزيسي"، أحد ملوك الأسرة الخامسة (2375 قبل الميلاد).
تمثل تلك التعاليم مجموعة من النصائح حول العلاقات الإنسانية، والموجهة من "بتاح حتب" لابنه، وهذا النص موجود على 3 برديات، منها بردية "بريسي" التي تعود لعصر الدولة المصرية الوسطى، والمحفوظة في مكتبة فرنسا الوطنية في باريس، بالإضافة لنصين آخرين في المتحف البريطاني.
سبب كتابة الحكيم "بتاح" هذه التعاليم أو الوصايا كما يقول في مقدمة البردية، هو وصولة لسن الشيخوخة، ورغبته في نقل حكمة أسلافه، التي وصفها بأنها "كلمات الآلهة"، فطلب من الملك أن يسمح له بأن يعلم ابنه الحكمة، فسمح له الملك بذلك، وقال له "علمه آداب الحديث، كى يكون مثالا لأبناء العظماء، وتكون الطاعة رائدة، فليس هناك من يتعلم من تلقاء نفسه".
وينصح بتاح حتب ولده قائلا "إذا اتخذت امرأة "زوجة" مهذبة يفيض قلبها بالمرح، ويعرفها أهل بلدتها، فترفق بها، ولا تطردها بل أعطها ما تأكل منه حتى يكتنز جسمها من الطعام، حب زوجتك بحرارة".
وينصح بتاح حتب ولده قائلا "إذا اتخذت امرأة "زوجة" مهذبة يفيض قلبها بالمرح، ويعرفها أهل بلدتها، فترفق بها، ولا تطردها بل أعطها ما تأكل منه حتى يكتنز جسمها من الطعام، حب زوجتك بحرارة".
بعض من هذه الوصايا والتعاليم نقلها كريستين جاك في كتابه "الحكمة المعيشية في مصر القديمة" ومما حواه الكتاب من الوصايا: "لا تلوم أولئك الذين ليس لديهم أطفال، ولا تنتقدهم، ولا تتفاخر بأنه لديك أطفال".
وعن كيفية تربية الأطفال ونشأتهم يقول "بتاح" لابنه "إذا كنت رجلاً عاقلاً فليكن لك ولد تقوم على تربيته وتنشئته، فذلك شيء يسر الآلهة. فإذا اقتدى بك ونسج على منوالك ونظم من شئونك ورعاها، فاعمل له كل ما هو طيب لأنه ولدك وقطعة من نفسك وروحك، ولا تجعل قلبك يجافيه، فإذا ركب رأسه ولم يأبه لقواعد السلوك فطغى وبغى، وتكلم بالإفك والبهتان، فقوِّمه بالضَّرب حتى يعتدل شأنه ويستقيم قوله، وباعد بينه وبين رفاق السوء حتى لا يفسد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق