أسباب نزول آيات القرآن : قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَ...: ** ورد عند القرطبي قوله تعالى : "قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً" (*) قوله تعالى : "قُلْ إِنّ...
السبت، 16 نوفمبر 2019
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ... سورة المزمل
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
(*) قوله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ" هذه الآية تفسير لقوله تعالى : "قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ" كما تقدم :(( * قال أبو عبدالرحمن السلمي : لما نزلت : "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ" قاموا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم ، ثم نزل قوله تعالى : "فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ" قال بعض العلماء : وهو فرض نسخ به فرض ، كان على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة لفضله ؛ كما قال تعالى : "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ"
* عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أجعل للنبي صلى الله عليه وسلم حصيرا يصلي عليه من الليل ، فتسامع الناس به ، فلما رأى جماعتهم كره ذلك ، وخشي أن يكتب عليهم قيام الليل ، فدخل البيت كالمغضب ، فجعلوا يتنحنحون ويتفلون فخرج إليهم فقال : "أيها الناس اكلفوا من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل من الثواب ، حتى تملوا من العمل ، وإن خير العمل أدومه وإن قل" . فنزلت : "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ" فكتب عليهم ، فأنزل بمنزلة الفريضة ، حتى إن كان أحدهم ليربط الحبل فيتعلق به ، فمكثوا ثمانية أشهر ، فرحمهم الله وأنزل : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ" فردهم الله إلى الفريضة ، ووضع عنهم قيام الليل إلا ما تطوعوا به.))
(*) قال مقاتل وغيره : لما نزلت : " قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ" شق ذلك عليهم ، وكان الرجل لا يدري متى نصف الليل من ثلثه ، فيقوم حتى يصبح مخافة أن يخطئ ، فانتقخت أقدامهم ، وانتقعت ألوانهم ، فرحمهم الله وخفف عنهم ؛ فقال تعالى : "عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ" و"أن" مخففة من الثقيلة ؛ أي علم أنكم لن تحصوه ؛ لأنكم إن زدتم ثقل عليكم ، واحتجتم إلى تكليف ما ليس فرضا ، وإن نقصتم شق ذلك عليكم.
** ورد في الدر المنثور للسيوطي
قوله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
(*) أخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن قتادة قال : فُرِضَ قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها حولا ثم أنزل الله التخفيف في آخرها فقال : "عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى " إلى قوله : " فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ " فنسخ ما كان قبلها فقال " وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ" فريضتان واجبتان ليس فيهما رخصة .
(*) وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم :"يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ " ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام المسلمون معه حَولا كاملا حتى تورمت أقدامهم فأنزل الله بعد الحَول "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ " إلى قوله : "فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ" ، قال : الحسن : فالحمد لله الذي جعله تطوعا بعد فريضة ولا بد من قيام الليل .
(*) وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ .." الآية ، قال : لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم ثم نسخها آخر السورة فاقرءوا ما تيسر منه .
** ورد عند الطبري
قوله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
(*) عن موسى بن عبيدة الحميري ، عن محمد بن طحلاء ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : كنت أشتري لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيرا ، فكان يقوم عليه من أول الليل ، فتسمع الناس بصلاته ، فاجتمعت جماعة من الناس; فلما رأى اجتماعهم كره ذلك ، فخشي أن يكتب عليهم ، فدخل البيت كالمغضب ، فجعلوا يتنحنحون ويتسعلون حتى خرج إليهم ، فقال : "يا أيها الناس إن الله لا يمل حتى تملوا - يعنى من الثواب - فاكلفوا من العمل ما تطيقون ، فإن خير العمل أدومه وإن قل" ونزلت عليه : " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً "السورة . قال : فكتبت عليهم ، وأنزلت بمنزلة الفريضة ، حتى إن كان أحدهم ليربط الحبل فيتعلق به; فلما رأى الله ما يكلفون مما يبتغون به وجه الله ورضاه ، وضع ذلك عنهم ، فقال : " إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ " . . . إلى " عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ " فردهم إلى الفريضة ، ووضع عنهم النافلة ، إلا ما تطوعوا به .
(*) عن معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ .. " فأمر الله نبيه والمؤمنين بقيام الليل إلا قليلا ، فشق ذلك على المؤمنين ، ثم خفف عنهم فرحمهم ، وأنزل الله بعد هذا : " عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ " . . . إلى قوله : " فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ " فوسع الله وله الحمد ، ولم يضيق .
(*) عن معمر ، عن قتادة " قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً " قاموا حولا أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم ، فأنزل الله تخفيفا بعد في آخر السورة .
(*) عن مهران ، عن سفيان ، عن قيس بن وهب ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : لما نزلت : " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ " قاموا بها حولا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت : " فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ " فاستراح الناس .
(*) عن مبارك ، عن الحسن ، قال : لما نزلت " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ..." ، قام المسلمون حولا فمنهم من أطاقه ، ومنهم من لم يطقه ، حتى نزلت الرخصة .
قوله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
(*) قوله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ" هذه الآية تفسير لقوله تعالى : "قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ" كما تقدم :(( * قال أبو عبدالرحمن السلمي : لما نزلت : "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ" قاموا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم ، ثم نزل قوله تعالى : "فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ" قال بعض العلماء : وهو فرض نسخ به فرض ، كان على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة لفضله ؛ كما قال تعالى : "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ"
* عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أجعل للنبي صلى الله عليه وسلم حصيرا يصلي عليه من الليل ، فتسامع الناس به ، فلما رأى جماعتهم كره ذلك ، وخشي أن يكتب عليهم قيام الليل ، فدخل البيت كالمغضب ، فجعلوا يتنحنحون ويتفلون فخرج إليهم فقال : "أيها الناس اكلفوا من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل من الثواب ، حتى تملوا من العمل ، وإن خير العمل أدومه وإن قل" . فنزلت : "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ" فكتب عليهم ، فأنزل بمنزلة الفريضة ، حتى إن كان أحدهم ليربط الحبل فيتعلق به ، فمكثوا ثمانية أشهر ، فرحمهم الله وأنزل : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ" فردهم الله إلى الفريضة ، ووضع عنهم قيام الليل إلا ما تطوعوا به.))
(*) قال مقاتل وغيره : لما نزلت : " قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ" شق ذلك عليهم ، وكان الرجل لا يدري متى نصف الليل من ثلثه ، فيقوم حتى يصبح مخافة أن يخطئ ، فانتقخت أقدامهم ، وانتقعت ألوانهم ، فرحمهم الله وخفف عنهم ؛ فقال تعالى : "عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ" و"أن" مخففة من الثقيلة ؛ أي علم أنكم لن تحصوه ؛ لأنكم إن زدتم ثقل عليكم ، واحتجتم إلى تكليف ما ليس فرضا ، وإن نقصتم شق ذلك عليكم.
** ورد في الدر المنثور للسيوطي
قوله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
(*) أخرج عبد بن حميد، وابن نصر عن قتادة قال : فُرِضَ قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها حولا ثم أنزل الله التخفيف في آخرها فقال : "عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى " إلى قوله : " فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ " فنسخ ما كان قبلها فقال " وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ" فريضتان واجبتان ليس فيهما رخصة .
(*) وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم :"يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ " ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام المسلمون معه حَولا كاملا حتى تورمت أقدامهم فأنزل الله بعد الحَول "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ " إلى قوله : "فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ" ، قال : الحسن : فالحمد لله الذي جعله تطوعا بعد فريضة ولا بد من قيام الليل .
(*) وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ .." الآية ، قال : لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم ثم نسخها آخر السورة فاقرءوا ما تيسر منه .
** ورد عند الطبري
قوله تعالى : "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
(*) عن موسى بن عبيدة الحميري ، عن محمد بن طحلاء ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : كنت أشتري لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيرا ، فكان يقوم عليه من أول الليل ، فتسمع الناس بصلاته ، فاجتمعت جماعة من الناس; فلما رأى اجتماعهم كره ذلك ، فخشي أن يكتب عليهم ، فدخل البيت كالمغضب ، فجعلوا يتنحنحون ويتسعلون حتى خرج إليهم ، فقال : "يا أيها الناس إن الله لا يمل حتى تملوا - يعنى من الثواب - فاكلفوا من العمل ما تطيقون ، فإن خير العمل أدومه وإن قل" ونزلت عليه : " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً "السورة . قال : فكتبت عليهم ، وأنزلت بمنزلة الفريضة ، حتى إن كان أحدهم ليربط الحبل فيتعلق به; فلما رأى الله ما يكلفون مما يبتغون به وجه الله ورضاه ، وضع ذلك عنهم ، فقال : " إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ " . . . إلى " عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ " فردهم إلى الفريضة ، ووضع عنهم النافلة ، إلا ما تطوعوا به .
(*) عن معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ .. " فأمر الله نبيه والمؤمنين بقيام الليل إلا قليلا ، فشق ذلك على المؤمنين ، ثم خفف عنهم فرحمهم ، وأنزل الله بعد هذا : " عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ " . . . إلى قوله : " فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ " فوسع الله وله الحمد ، ولم يضيق .
(*) عن معمر ، عن قتادة " قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً " قاموا حولا أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم ، فأنزل الله تخفيفا بعد في آخر السورة .
(*) عن مهران ، عن سفيان ، عن قيس بن وهب ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : لما نزلت : " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ " قاموا بها حولا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت : " فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ " فاستراح الناس .
(*) عن مبارك ، عن الحسن ، قال : لما نزلت " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ..." ، قام المسلمون حولا فمنهم من أطاقه ، ومنهم من لم يطقه ، حتى نزلت الرخصة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق