صورة المرأة في الأمثال الشعبية :
المرأة في مؤسسة الزواج كنموذج
فوزي بوخريص
الإطار النظري:
1-1 سؤال الثقافة الشعبية الشفوية
نقصد بالثقافة الشعبية الشفوية، كل الأشكال التعبيرية المنطوقة والتي تختزنها الذاكرة الشعبية. وتشمل هذه الثقافة الشعبية : الموروث السردي (الحكايات، والخرافات...) ، والحكم والأمثال الشعبية وغيرها من فنون التعبير الأخرى..وتجدر الإشارة إلى أن الثقافة العربية الحديثة كانت تتحدد لزمن طويل "وكأنها حديث كتب عن كتب"[1]. مع ما يعنيه ذلك من إقصاء وقمع لجانب أساسي وفاعل في الثقافة والواقع العربيين : الثقافة الشعبية الشفوية، بأشكالها التعبيرية المختلفة، بالنظر إلى أن "حديث الكتب عن الكتب هو في بعد من أبعاده حديث المركز عن الهامش، حديث الوحدة عن التعدد، حديث الغياب عن الحضور. " حديث يكتسي طابعا قمعيا، ويرى ما حوله مواتا لا نطق فيه ولا حياة.."[2]..إلا أن هناك اليوم وعي متزايد بأهمية الثقافة الشعبية، لاعتبارين أساسيين:
أولا لإغناء هويتنا من خلال الانفتاح على الآخر والمختلف والهامشي داخل ثقافتنا. وقد بدأ اهتمام الباحثين المغاربة بموضوع الأمثال الشعبية يتزايد خلال العقود التي أعقبت استقلال البلاد، نتيجة انفتاحهم على العلوم الإنسانية (الانثروبولوجيا، علم الاجتماع، مناهج النقد الأدبي...). ويندرج تناول هذا الموضوع بالنسبة إلى هؤلاء الباحثين (نذكر منهم على الخصوص: الخطيبي، عبد الله العروي، محمد جسوس...) ضمن استراتيجية علمية شاملة تستهدف إعادة الاعتبار للثقافة الشعبية المغربية، بوصفها جزءا لا يتجزأ من الثقافة المغربية، ورافدا أساسيا من روافد الهوية المغربية.هذا ولا يجب أن يخفى علينا، ما لهذا التوجه من وضع مفارق( نشير إلى حقيقة سبق أن سجلها رولان بارث بخصوص عمل الخطيبي، وهي: أن الانشغال بالثقافة الشعبية ومن منظور حداثي يؤمن بالاختلاف، هو انشغال مفارق، "لأن ما يقترحه، بشكل مفارق، هو استرجاع الهوية والاختلاف في آن" على حد تعبير رولان بارث[3].
وثانيا، لفهم ذواتنا وعلاقاتنا داخل إطار المجتمع، على اعتبار أن المتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ليست وحدها المتحكمة في واقعنا، وإنما هناك المتغير الثقافي، وخاصة ما يرتبط بالثقافة العفوية أو الشعبية. وكما ذهبت إلى ذلك الباحثة فاطمة المرنيسي "يمتلك التقليد الشفوي عموما سلطة سياسية خارقة، ودوره استراتيجي لفهم دينامية العالم العربي المعاصر"[4].ومن المواضيع التي أخذت تستأثر باهتمام الباحثين في هذا المجال، وأغلبهم من الجنس الآخر(نذكر منهن على الخصوص: فاطمة صديقي، نادية العشيري، عائشة بلعربي، زكية العراقي سيناصر...) صورة المرأة في خطاب الثقافة الشفهية، وخاصة الأمثال الشعبية.ويعكس هذا الاهتمام، الرغبة في إعادة الاعتبار للمرأة المغربية، من منطلق أن النهوض بأوضاع المرأة لا يقتضي فقط التركيز على العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقانونية، بل الاهتمام أيضا، (وأساسا) بتغيير العقليات/الذهنيات، أي من خلال الاهتمام بالثقافة، لا سيما الثقافة التقليدية والشعبية، التي تؤطر تصورات وسلوكات الإنسان المغربي. وكما تؤكد عائشة بلعربي:" إن اهتمامنا بهذا الموضوع ليس تلقائيا ولا مجيبا للصدفة ولكنه مرتبط بدراسات وبحث متواصل حول التنشئة التباينية في المجتمع المغربي"[5]، تلك التنشئة التمييزية (التمييز بين الجنسين )، والتي تتأسس على خطاب الأمثال والحكايات ...
والواقع أن هذا المقال يندرج ضمن هذا الاختيار الثاني.ويقتصر في تناوله لصورة المرأة في الثقافة الشعبية الشفوية، على الأمثال الشعبية .
1-2 خطاب الأمثال الشعبية:
إن اختيار خطاب الأمثال الشعبية، يجد مبرره القوي، في ما يتميز به هذا النوع من الخطاب، من خصائص، لعل أهمها:انتشاره السريع بين مختلف الفئات الاجتماعية، لسهولة تمثله واستيعابه ولبنائه التركيبي وقدرته التعبيرية التي تجعله يعكس مختلف أنماط السلوك البشري، ثم لاستمرارية حضوره وانتقاله من جيل لآخر، إضافة إلى طبيعته المتميزة بالتكثيف وبقدرته المجازية الكبيرة ..[6].
وحتى إذا كانت الأمثال الشعبية تبدو وكأنها لا ترتبط بزمن محدد، و أنها تنتمي إلى الماضي، إلى قرون خلت كما هو الحال مع أمثال ومأثورات عبد الرحمان المجذوب، التي تعود إلى القرن الحادي عشر. فلا يعني ذلك أنها لم تعد تؤثر في الحاضر وفي المستقبل، بل العكس، وربما لكونها جزء من الماضي، فهي تمارس سحرا، وتأثيرا خطيرين على الذهنيات، وعلى السلوكات، من منطلق أنها تمثل حكمة الأجداد.فكما يؤكد محمد جسوس فإن" المغاربة من جيل إلى جيل يعيدون صياغة أشعار أو منظومات المجذوب لينطبق ما قاله عن القرن الحادي عشر، على القرن الثاني عشر، والثالث عشر فالرابع عشر...فالمجذوب ما زال إلى الآن يعتبر من أهم المعبرين عما يعتمل في صدور الناس"[7] ونفس القول ينطبق على الأمثال الشعبية بشكل عام. الحقيقة نفسها أيضا يؤكد عليها حسن حنفي، فيما يخص التراث بشكل عام حيث يقول: " مازال التراث القديم بأفكاره وتصوراته ومثله موجها لسلوك الجماهير في حياتنا اليومية"[8]( .وعن علاقة الأمثال الشعبية بالزمن، يمكن أن نؤكد على أنها بشكل عام "تتحرك في زمن مفتوح، زمن غير محدد، ولذلك لا نستطيع أن نجزم أن هذه الأمثال بذاتها، وبكل ما تعنيه تمثل الرأي السائد اليوم..."[9] ، كما أنه لا يكمن الجزم أن هذه الأمثال لم تعد حاضرة ومؤثرة في راهن ومستقبل الإنسان المغربي.و ربما يتطلب الأمر القيام بأبحاث ميدانية للتأكد من هذه المسألة.
1-3 صورة المرأة:
إن خطاب الأمثال الشعبية يعبر عن الواقع ويختزن صورا مختلفة عن الواقع البشري، من ضمنها صورة المرأة.ونقصد بالصورة هنا، ذلك البناء الذهني الذي يتم على مستوى الذاتية والرمزية والخيال، والذي يرتبط بالواقع الإنساني. من منطلق أن الإنسان بقدر ما يعي العالم المحيط به وعيا مباشرا، من خلال حضور الأشياء بذاتها في العقل، فإنه يعيه بطريقة غير مباشرة، حيث تتواجد الأشياء في الشعور عبر "صور" [10].
وعندما نتحدث عن الصور، فنحن نتحدث عن كائنات/كيانات مجازية، " نحيا بها"، وتؤطر حياتنا وسلوكنا في إطار المجتمع.فـ"المجاز يرمز نمطا من التفكير، بل إنه يرمز "حقائقنا" الواعية واللاواعية، خصوصا إذا كان مجازا شبه مسكوك"[11] كما هو الحال في الأمثال الشعبية.
"فالمجاز كيفية في التفكير وكيفية في "بناء" الحقائق التي نؤمن بها في كل مجالات حياتنا اليومية .فأنشطتنا وتصرفاتنا العادية لها طبيعة مجازية، حيث إننا نبني مشابهات بين طبقات مختلفة من تجاربنا ونحيل على تجربة معينة من خلال تجربة أخرى."[12]
2- الإشكالية:
غالبا ما نسمع أن صورة المرأة في المغرب بشكل عام" تشبه صورتها في أي مجتمع آخر، حيث تهيمن الأيديولوجية البطريركية، وحيث تلعب التربية التقليدية دورا كبيرا في استمرارية وإعادة إنتاج الممارسات الاجتماعية التمييزية والتي تحط بالكرامة"، كرامة المرأة بشكل خاص.[13] ، لكن نادرا ما نؤسس لهذه القناعة، التي أضحت عبارة عن تحصيل حاصل، من خلال البحث في واقع المرأة، الفعلي أو المباشر، أو في المتخيل، عبر رصد صورة المرأة في الثقافة، وفي الخطابات التي ينتجها المجتمع للتعبير عن ذاته.
يستهدف هذا المقال إذن، البحث في الصورة/الصور التي ترسمها الأمثال الشعبية للمرأة، في دلالتها وانعكاساتها على وضعية المرأة، من خلال الكشف عن تأثير الأمثال الشعبية والثقافة الشعبية بشكل عام في المجتمع، ووظيفتها في التنشئة الاجتماعية. فالأمثال الشعبية، كما هو معلوم، لا تكشف الخبايا النفسية لكل شعب فحسب، بل هي بمثابة.قوانين اجتماعية شبه ملزمة تسن المعايير التي يخضع لها الجميع.[14].
وبالنظر إلى أن خطاب الأمثال، هو في جوهره خطاب ذكوري بامتياز- حتى وهو يتحدث عن المرأة أو بلسانها- ، خطاب موجه من الرجل إلى الرجل، من الرجل صاحب التجربة الطويلة في الحياة إلى المبتدئ فيها، يقدم له - من خلال الأمثال- صورة عن المرأة تحذره منها أو ترغبه فيها[15]. فإن دراسة الأمثال الشعبية تتيح الكشف عن صورة المرأة في مجتمعنا المغربي(والعربي بشكل عام)، الذي ينتظم وفق مبدأ المركزية الذكوريةandrocentrique [16] ، هذه الصورة التي تنتقل من جيل لآخر، عبر فعل التنشئة الاجتماعية، والذي تشكل الأمثال الشعبية، أحد روافده الأساسية. والمفارقة أن المرأة مسؤولة عن تكريس صورتها السلبية، باعتبارها فاعلا أساسيا في مجال التنشئة الاجتماعية[17] . فالوضع الدوني للمرأة في الأسرة والمجتمع، لا تعبر عنه الأمثال الشعبية (والثقافة الشعبية بشكل عام) فحسب، وإنما تعمل على تكريسه، بفعل التنشئة الاجتماعية.و المرأة، باعتبارها" الكائن الناطق الأكثر خضوعا للتقاليد والأعراف والعادات.وبصفة عامة للموروث الثقافي"[18]- وكما تؤكد زكية سيناصر فيما يتعلق بالأمثال فـ" إن النساء هن اللواتي يستعملن الأمثال أكثر من غيرهن"[19]- تستبطن خطاب الأمثال الشعبية بكل حمولته القيمية " وتعترف بشرعيته، وتعتقد بملاءمته للفطرة والطبيعة، وتدافع عنه وتنقله إلى أبنائها إناثا وذكورا بوصفها فاعلا أساسيا في تنشئتهم."[20]
وبذلك تصبح المرأة، كما يقول أحد الباحثين" بسبب استلابها عدوا لذاتها وشرطا أساسيا لإعادة إنتاج دونيتها بالنسبة للرجل."[21]
وكما أبرز بيير بورديو، فإن ما يجعل الهيمنة الذكورية،" راسخة في لاشعورنا لدرجة أننا لم نعد ندركها أو نضعها موضع تساؤل، هو أنها تتأسس على مثل هذا النوع من العنف الرمزي الذي يمارسه الرجال على النساء، والذي يتم تشغيله، وكأنه عنف طبيعي.حيث "تجد النساء أنفسهن تحكين وضعيتهن استنادا إلى معايير الايديولوجيا الذكورية، محرضات على انتقاصهن الذاتي.وبالاستناد إلى إحصائيات، يظهر بورديو إلى أي حد تتبنى أغلبيتهن، وبكيفية لا شعورية كليا، وجهة نظر الرجال في تقييم تصرفاتهن"[22] وطبيعتهن ومركزهن داخل المجتمع.
إذا سلمنا أولا بأن الأمثال الشعبية ما تزال متداولة، وما تزال ترسم صورة للمرأة، من خلال التركيز على ما تتميز به من خصال خلقية وخلقية/جمالية، ومن خلال ما تتميز به على مستوى وضعيتها (الاجتماعية والثقافية....) وأدوارها وأنشطتها خارج البيت وداخله ومجالات تحركها أو فضاءاتها[23].وسلمنا ثانيا بأن تغيير الواقع لا يستقيم بدون فهمه و الوعي به أولا، أدركنا أهمية وضرورة مثل هذا العمل الذي يحاول رصد صورة المرأة في الأمثال الشعبية، من خلال الإجابة عن التساؤلات التالية:
فما هي الصورة التي ترسم الأمثال للمرأة؟ وما هي دلالات هذه الصورة وانعكاساتها على واقع المرأة في الأسرة والمجتمع؟ وهل تختلف هذه الصورة باختلاف وضعية المرأة ودورها وسنها، أم أنها صورة عامة تلازم المرأة، و تنطبق على جميع النساء بغض النظر عن الاختلافات القائمة بينهن؟
هذا ما سنحاول مقاربته من خلال هذا العرض الذي يبحث في صورة المرأة في الأمثال الشعبية.والذي يعتمد منهجية تحليل المضمون، ويراهن على استنطاق ما تقوله هذه الأمثال بخصوص المرأة، و ما تسكت عنه أيضا. وتجدر الإشارة إلى أن ما أنتج عن المرأة في مجال الأمثال الشعبية يشكل رصيدا هائلا لا يمكن حصره. وقد سعينا جاهدين إلى توسيع وتنويع متن الأمثال التي اعتمدنا عليه(متن) في هذه المحاولة.[24]
نماذج تطبيقية:
يشكل الزواج في المنظور الشعبي علامة فارقة في حياة المرأة.حتى أن هاجس التنشئة الاجتماعية في الأوساط التقليدية، يبقى هو إعداد البنت للاضطلاع بمسؤولية الزوجة وربة البيت، وللحفاظ بعد ذلك على هذا الدور باعتباره امتيازا.حتى أننا يمكن أن نزعم أن مصير المرأة يتحدد بالقياس إلى محطة الزواج. من هذا المنطلق ارتأينا أن نعرض لصورة المرأة، من خلال التركيز على وضعيتها داخل مؤسسة الزواج و خارجها..
1- صورة "المرأة" قبل الزواج:
- صورة الفتاة:
قد ينظر إلى الفتاة نظرة إيجابية كما هو الحال في هذا المثل:
(اللي ما عندو بنات ما عرفو حد باش مات)
حيث ينظر للفتاة باعتبارها كاتمة أسرار، خاصة للأم، "فهي التي تطلع على أسرارها وتبحث في مدخراتها وتشاركها مشاكلها وآلامها وكل أفراحها."[25].لهذا فالمرأة التي ليس لها بنات، ستحمل معها أسرارها إلى دار البقاء عندما تموت.
غير أن الأمثال ترسم، أحيانا صورة متناقضة للبنت، فهي من جهة أساس البيت:
(البنات عمارة الدار)
لأن كل المسؤوليات المنزلية ملقاة على كاهلها. فالبنت للعمل ومساعدة الأم، بل وللنهوض بكل الأعباء المنزلية، في حين الولد يتفرغ للهو و للعب خارج البيت، للتمتع بطفولته. ولكن من جهة أخرى، فإن البنت حتى وهي تنهض بأعمال البيت، يظل عملها غير مقنع:
(البنت تأكل ما تشبع وتخدم ما تقنع)
كما أن الرهان على البنت، في المنظور الشعبي، هو رهان على الفراغ:
(دار البنات خاوية)
لأن البنت منذورة للزواج، وسرعان ما ستغادر البيت إلى بيت الزوجية، لتترك بيت الأهل فارغا، لا سيما إذا استحضرنا تثمين الأوساط التقليدية للزواج المبكر.
وإذا كان خطاب الأمثال الشعبية في جوهره خطابا مجازيا - كما سبقت الإشارة إلى ذلك- فإنه في بعض الأحيان يبدو خطابا أقرب إلى المباشرة والتقريرية منه إلى المجاز، بحيث إنه يمارس أحيانا عنفا رمزيا مباشرا في حق الفتاة، كما هو الحال في هذا المثل الذي يحث صراحة على حرمان البنت من حقها في التعليم، ومن حقها في فضاء مستقل، ولو بين جدران البيت:
(بنتك لا تعلمها حروف ولا تسكنها غروف)
تكشف العقلية الذكورية، من خلال هذا المثل، عن رغبتها السافرة في الهيمنة والتسلط، وذلك بالتأكيد على ضرورة الحد من استقلالية الفتاة على مستوى الشخصية و التحكم في زمام الذات وعلى مستوى امتلاك واستغلال الفضاء؛ لأن التعليم قد يمثل، في المنظور الشعبي، خطرا بالنسبة إلى الفتيات، لأنه يدعم الاستقلالية ويقوي الشخصية، ويفتح أبواب الانحراف والضياع:
(الفكوسة تتعوج من الصغر)
من منطلق أن التعليم يجر إلى المعرفة، والمعرفة سلطة؛ ينبغي في المنظور الشعبي، الحسم في مسألة تربية الفتاة، والتعامل معها بصرامة. كما أن امتلاك الفضاء هو بشكل من الأشكال امتلاك للسلطة.فالمنظور الشعبي لا يضع تمييزا بين المرأة وفضاء البيت:كلاهما حرمة.
كما أن العقل بالنسبة إلى العاتق هو مثل القفل بالنسبة إلى الدفة، مفتاحه في يد الرجل، رب البيت، هو الذي يأمر بإغلاقه أو بفتحه.ومثلما يحبذ الباب الموصد في الأوساط الشعبية، التي تتعامل مع البيت باعتباره الحرمة ينبغي حجبها عن عين الأجنبي والغريب، كذلك الشأن بالنسبة إلى العقل العاتق، ينبغي حجبه عن العلم والمعرفة.
(الدفة بالقفل والعاتق بالعقل)
ويولي المجتمع التقليدي أهمية كبيرة لتربية البنات.بيد أن التربية لا تؤخذ دائما كهدف في حد ذاته، وإنما أحيانا نكاية في الحساد والأعداء لا غير:
(ربي بناتك تنكي حسادك)
ويلاحظ التخصيص هنا في الحديث عن التربية، إذ الأمر يتعلق بتربية البنات وليس تربية الأولاد، لأن العار و الشماتة تأتي من البنات.وبالمقابل تتجسد سوء التربية في المنظور الشعبي، في تحرر البنت من المعايير الاجتماعية، التي تفرض على البنت التزام البيت، حيث يسخر من البنت التي تتجاوز عتبة البيت، حتى ولو كان الدافع معقولا، كزيارة مريض أو امرأة نفساء:
(عاتق باب الجيسة تطلل على المريض وتهني النفيسة)
كما تتجلى سوء التربية بالنسبة إلى البنت، في تجاوز الحدود الاجتماعية، والتجاسر على من هو أكبر منها:
(بنت وتعلم لامها الزحير)
وتركز التربية التقليدية على إعداد البنت لدور الزوجة وربة البيت، لدرجة أن الأم تكون مطالبة، في لحظة ما، بالتنحي عن عالم الأنوثة، لتفسح المجال لبناتها:
(اللي فاتك خليه لبناتك)
صورة العانس:
يطرح مشكل العنوسة بالنسبة إلى البنت أكثر منه بالنسبة إلى الرجل، حيث تتحول البنت إلى عانس أو "بايرة" إذا تجاوزت السن المناسب للزواج:
(الهم هم العزبة أما العزري يتزوج دابا)
لكن يمكن أن تكون نهاية العانس نهاية سعيدة، كما لو أنها كانت تنتظر فارس أحلامها:
( العاتق إلى بارت على سعدها دارت)
وحظها هنا ومستقبلها هو الرجل، ولو كان على حساب دراستها.إذ إن المجتمع التقليدي لا ينظر إلى التعليم كقضية حيوية بالنسبة إلى الفتاة . لهذا تدرب الفتاة منذ صغرها على الأعمال المنزلية وتربية الأطفال، لتصير ربة بيت وزوجة صالحة.وحتى في حالة تمدرسها، فإن التأكيد يكون دائما على أهمية وضرورة الزواج المبكر:
(الحرث بكري والزواج بكري)
وفي هذا الصدد ترى مليكة البلغيتي أن موقف الآباء اتجاه زواج بناتهم"يخضع لمنطق محدد بغياب آفاق أخرى بالنسبة لهن غير الزواج وبالخوف من رؤيتهن يسقطن في الدعارة"[26]وحسب المنظور الشعبي فليس هناك خيار أمام البنت سوى الزواج:
( البنت إما رجلها وإما قبرها)
أي أن المكان الطبيعي للفتاة التي بلغت سن الزواج (وهو سن لا علاقة له بما تنص عليه مدونة الأسرة) هو بيت زوجها، بل إن بقاءها في بيت العائلة قد يجلب العار و الفضيحة(خطر الدعارة)
(العاتق في الدار عار)
أو على الأقل قد يتسبب في إثارة المشاكل:
( شدو علينا ولادكم ره بنتنا قهرتنا).
حتى أنه ينظر إلى البنت التي بلغت سن الزواج كما لو أنها في محنة ينبغي إخراجها منها:
(البنت وصلات عتقوها بالزواج).
ثم إنه غالبا ما ينظر إلى المرأة الصغيرة في السن على أنها سهلة الانقياد والخضوع لسلطة الرجل(وهذا ما يريده) وهي صورة أو مادة خام يمكن أن يشكلها الرجل كما يريد، وبالتالي فهي مصدر خير بالنسبة إليه:
(اللي يتزوج المرا صغيرة كيحوز الخير والتدبيرة)
وبالعكس فالمرأة الكبيرة في السن غير مرغوب فيها، حتى ولو كانت ذات امتيازات مادية:
(لا تعبي المرا كبيرة، ولو تأكل معها الفراخ واللحم صغيرة)
وهو ما يعني أن البنت إذا فاتها ركب الزواج ستقضي بقية حياتها كعانس، تعاني الحرمان والكبت، مما يخلق فقدان الثقة لديها اتجاه كل ما يحيط، و اتجاه ما يحمله المستقبل:
(البايرة ما تصدق حتى تعنق)
لكن أحيانا تفضل العنوسة على الزواج الفاشل:
(بقاي في الدار ولا زواج العار)
2- صورة المرأة في مؤسسة الزواج:
- صورة المرأة الزوجة:
الزواج في المنظور الشعبي ليس مسألة بسيطة، إنه فعل مصيري تترتب عليه نتائج ستنعكس على كل مجريات حياة الإنسان المستقبلية، لهذا هناك تأكيد على ضرورة التهييئ القبلي، وأخذ كل الترتيبات اللازمة قبل الإقدام على الزواج الذي هو في آخر المطاف:
(زواج ليلة تدبيرو عام)
تفرغ الأمثال الشعبية الزواج كسلوك طبيعي واجتماعي- ثقافي، من مضمونه الحقيقي، وتحوله إلى مجرد ترف زائد يمكن الاستغناء عنه.
و غالبا ما ينظر إلى الزواج على أنه شأن ذكوري بالأساس، يهم الرجل أكثر مما يهم المرأة، شأن تكون فيه الكلمة الفصل والقرار النهائي للرجل، حيث يتوجه المثل للرجل:
( حل عينيك قبل الزواج أما بعد غير غمضهم.)
وضمنيا، يبدو الزواج كامتياز بالنسبة إلى المرأة، فالرجل وحده له الحق في اختيار شريكة حياته، أما المرأة فعليها أن تقبل بالرجل كيفما كان، لأن الرجل من المنظور الشعبي لا يعاب. والأكثر من ذلك، أن بعض الأمثال ترسم للمرأة، صورة تحط من كرامتها، حيث تعتبرها بمثابة كائن هامشي "زائد"، يمكن الاستغناء عنه، كائن يتسبب في متاعب ويسئ إلى الرجل أكثر مما يفيده.
(كان مهني وشرى معزة، كان عزري قام يتزوج)
نفس المضمون يعبر عنه عبد الرحمن المجذوب قائلا:
( مروان لقيته يخمم
واصل العظم في لهاته
هذاك من زوجة الهم
بفعلها عذباته)
وقد يتم الاعتراف بأهمية المرأة كزوجة، وسيدة للبيت، لكن مع الإساءة إليها في الآن نفسه كما هو الحال في هذا المثل:
(لمرا عمارة ولو تكون حمارة)
وصورة المرأة الزوجة تتحدد حتى قبل الزواج، خاصة لدى الرجل الذي يمنحه المجتمع حق تحديد مواصفات شريكة حياته. ومن المواصفات التي يتم التأكيد عليها بقوة نجد مسألة الأصل والنسب:
(خذ المرا الأصيلة ونم على الحصيرة)
لأن المرأة ذات الأصول سند للرجل في الأيام العصيبة ومفخرة له أمام الآخرين:
(إلا تتزوج تزوج الأصول ما يجبر العدو ما يقول)
ويتم التأكيد بالخصوص، من حيث الأصول، على الأم:
(قبل ما تلم سول على الأم)
لأن البنت لن تكون سوى صورة لأمها:
(قلب البرمة على فمها البنت تشبه أمها)
أو أيضا
( الشاري شوف أم الجدعة(بنت الفرس) واش صالحة)
ويتضح مما سبق الدور الأساسي الذي تقوم به المرأة الذي يعترف به المجتمع التقليدي ويقر به ويحرص عليه، وهو دور إعادة الإنتاج، ليس فقط إعادة إنتاج الحياة والنوع البشري، وإنما إعادة إنتاج الثقافة(القيم والعادات والتصورات).فالمرأة "تتحمل مسؤولية الإبقاء على الثقافة العتيقة ..إنها تضمن إعادة إنتاج الجنس والثقافة وبقائهما"[27].
كما أن المنظور الشعبي يحث على "الزواج العشائري"، أي يحث على تبادل النساء "بلغة كلود لفي ستراوس" داخل القبيلة نفسها، وبين أبناء العمومة:
(اللي تزوج من بنات عمو بحال اللي ذبح من غنمو).
هذا النوع من الزواج يعود بالنفع على الرجل والعائلة والقبيلة، فهو يشكل مصدر قوة وغنى بالنسبة إلى المجتمع التقليدي، حتى وإن كان يتعارض مع منطق المجتمع الحديث الذي يقوم على روابط أخرى غير رابطة الدم. وهذا القول ينطبق إلى حد ما على المثل التالي:
( كيل زرع بلادك ولو إكون شعير).
حيث نعاين تغليب منطق "العصبية" في الزواج حتى ولو كان على حساب التغاضي عن بعض الشروط والمواصفات الأخرى. ومن المواصفات الأخرى المرغوبة في شريكة الحياة، أن تكون قد خبرت الحياة جيدا، وتكون مؤهلة بالتالي لمساندة الزوج ومساعدته:
(إلى بغا يتزوج يدي بنت الزمان).
وبالمقابل نجد أن الغنى ليس بالضرورة صفة محببة في الزوجة:
(لا تعبي المرا بدرهمها، تعمل لك النفخة وتقول لك اسق الماء)
فالغنى يمكن أن يرجح كفة المرأة في ميزان القوى والسلطة، فهو يلغي أحد الآليات التي تؤسس سلطة الرجل وهي:القوامة.
ومعنى ذلك أنه على الرجل أن يتزوج الفقيرة إذا أراد أن يمارس كامل سلطته، ما دامت مطالبها قليلة وبسيطة ويسهل التغلب عليها:
(إلى تعبي عب المسكينة ولو تجب لها غير الخبز والسردينا)
وأحيانا يتم التأكيد على اختيار المرأة التي تنحدر من بيت يتمتع بحظوة ونفوذ، حتى ولو كانت حمقاء، لأن الزواج هنا هو زواج مصلحة:
(دي بنت الخيمة الكبيرة ولو تكون هبيلة)
وتقرن بالمرأة، في الأمثال الشعبية، صورة ذلك الكائن الاجتماعي المقصي من الفضاء العام، ومن مجال السلطة العامة، وكأن مكانها الطبيعي هو فضاء البيت المغلق، وكأنها لا تتقن غير دور الزوجة أو ربة البيت. وعندما تتخطى المرأة عتبة بيتها، تكون قد أخلت بواجب من واجباتها.
(المرا اللي تطوف ما تغزل صوف)
وتستحق بذلك الإدانة، ما دامت تقتحم مجالا حكرا على الرجل:
(لا خير فالمرا اللي تجول، لا خير فالرجل اللي ما يجول)
وهكذا، فبقدر ما يبدو التجول والترحال خارج البيت محمودا بالنسبة إلى الرجل بقدر ما يبدو مستهجنا بالنسبة إلى المرأة.
- صورة المرأة الأم:
لا أحد يجهل اليوم حقيقة أن المرأة لا تنجب لوحدها، وأن الإنجاب هي عملية بيولوجية بين الرجل والمرأة، لكن غالبا ما تربط البنية الثقافية المرأة بوظيفة الإنجاب"[28] ولذلك فالصورة التي تلازم المرأة باستمرار، هي صورتها كضامنة للاستمرارية ولإعادة إنتاج النوع.حيث ينظر إليها بالأساس كرحم منجب للجنس والحياة.
ولذلك فلا معنى، ولا روح في البيت (مملكة المرأة في المنظور الشعبي)، بدون أولاد يضمنون الاستمرارية والامتداد. :
(الله يعز البيت اللي يخرج منو بيت)
وكما يقول ابن المقفع :
(ومن لا أولا له لا ذكر له).
والملاحظ أن المرأة تمثل ذلك الوسيط الضروري الذي عبره، يكتب الرجل تاريخه السلالي النسبي.[29] وهو ما يعني أن المرأة العاقر هي كائن بلا قيمة:
(لمرا بلا ولاد بحال الخيمة بلا وتاد)
أي أن المرأة العاقر لا تستطيع الصمود أمام تقلبات الزمن، فالأولاد مثل أوتاد الخيمة، ضمانة لاستقرارها، مهما كانت قوة الظروف المعاكسة.وانطلاقا مما سبق يتضح أن وجود المرأة في بيت الزوجية لا يعني شيئا دون إنجاب الأولاد.فاندماج المرأة رهين بالإنجاب، وكما يقول دو برمان:" لا يمكن للمرأة أن تتطلع إلى إدماج حقيقي إلا بفضل الطفل."[30].لكن ليس أي طفل، فالمقصود هو الطفل الذكر.غير أن الإنجاب هو سيف ذو حدين، حيث إنه يمكن أن يمثل حبل نجاة بالنسبة إلى المرأة نحو حياة الاستقرار والاندماج، كما أنه يمكن أن يشكل تهديدا لها حيث يقول المثل:
(يا اللي يعجبك في النسا الزين، دير في بالك لحبالة ونفاس)
أو أيضا:
( تمشي أيام لخديدات وتجي أيام لوليدات)
لأن الإنجاب، وما يرتبط به من رعاية وتربية للأطفال، يهد صحة المرأة ويذبل نضارتها وجمالها، لا سيما وأن المرأة، في المجتمع التقليدي، الذي يتحدث المثل بلسانه، تضطلع وحدها في الغالب بمسؤولية تربية الأطفال.
والواقع أن هذا الموقف المتناقض من المرأة الأم، يعكس أنانية الرجل، الذي يسعى إلى إرضاء رغبته في الأبوة، لكن دون تحمل تبعات الولادة المادية والمعنوية(رغم أن المرأة بحكم طبيعتها هي التي تتحمل الجانب الأكبر منها)، بل إنه يرفض الإذعان لمنطق الزمن والطبيعة عندما يراهن على الجمال والصحة والنضارة رغم عوادي الزمن !!
وهكذا ففي المنظور الشعبي، هناك زمن تتوقف فيه أنوثة المرأة-الأم، يرتبط هذا الزمن بالولادة.وولادة البنات بشكل خاص (كما أسلفنا).
3- صورة المرأة بعد فشل تجربة الزواج:
صورة المرأة المطلقة:
ينظر إلى المرأة المطلقة نظرة سلبية على العموم، فالمرأة مهمشة لكونها امرأة، لكنها تتعرض لتهميش مضاعف في حالة طلاقها، حيث ينظر لفشل تجربة الزواج بالنسبة إلى المرأة كما لو أنه نهاية لها أو موت رمزي .فإذا كانت نظرة المجتمع إلى المرأة تختزلها فقط في مجرد جسد، فإن هذا الأخير يفقد حيويته ونضارته بفعل الزواج، بل وتنتهي " صلاحيته" بمجرد الطلاق:
(لحم الهجالة مسوس وخا دير لو الملحة قلبي عافو)
وغالبا ما تتحمل المرأة وحدها تبعات الطلاق، إذ غالبا ما تتهم بكونها السبب في انفصالها عن الرجل.وفي كل الأحوال يظل الطلاق وصمة عار في جبين المرأة، وفشل يطاردها باستمرار:
( الهجالة .ربات اعجل ما فلح ربات كلب ما نبح).
ربما لن تتخلص من ثقل هذه النظرة إلا إذا تزوجت من جديد، وهو ما يؤكد "إن كرامة المرأة واحترام الواقع لها مشروطان بارتباطها الشرعي برجل يحميها ويحافظ عليها."[31] بل الأكثر من ذلك على المرأة أن تحرص على حياتها مهما كانت الظروف، حتى ولو كانت حاطة بكرامتها، حيث إن منطق الأشياء بحسب المنظور الشعبي ، يؤكد على أن المكان الطبيعي للمرأة هو العيش تحت حماية الرجل...
خلاصة :
إن أهم ما تتميز به " الأمثال الشعبية المرتبطة بالمرأة هو اتصافها بالاختلاف والتعدد إلى مستوى يصعب معه إيجاد رابط يجمع بينها"[32].فبقدر ما نجد أمثالا تمجد المرأة وترفع من شأنها، بقدر ما نجد أمثالا أخرى تحط من مكانتها وتقلل من قيمتها، حتى أننا قد نصادف أحيانا تعايش التناقض في المثل الواحد("الخير مرا والشر مرا" ، "الربح من لمرا والزلط من لمرا"،" مرا تعليك ومرا تعريك"). وتعكس هذه الأمثال النظرة المتناقضة التي يحملها المجتمع تجاه المرأة، فهي موضوع للرغبة وموضوع للرهبة في الآن نفسه.
ويمكن أن نؤكد حقيقة سبق أن انتهت إليها الكثير من الدراسات التي خاضت في موضوع "صورة المرأة في الأمثال الشعبية"، وهي أنه " حتى ولو كانت هناك أمثال تقدم صورة إيجابية عن المرأة، فهي تظل مع ذلك محدودة العدد مقارنة مع غالبية الأمثال التي ترسم صورة سلبية للمرأة، وهذه الحقيقة ليست خاصة بالثقافة العربية، بل تكاد تكون كونية، وتكاد تكون تاريخية"[33]. كما أن هذه الأمثال الشعبية " عندما تتحدث عن دونية المرأة فهي تعكسها بكل أبعادها"[34]، حيث ترسم صورة سلبية للمرأة، لا تكاد تفارقها، عبر مراحل عمرها، ومن خلال أوضاعها وأدوارها الاجتماعية المختلفة(بنت، زوجة، أم، مطلقة...)، حتى أنها تشكل ما يشبه "طبيعة ثانية" للمرأة. وبالنظر إلى أن الأمثال الشعبية لها وظائف مختلفة داخل المجتمع، فإن أهم هذه الوظائف(35) وأخطرها وظيفة التنشئة الاجتماعية القائمة على التمييز بين المرأة والرجل، وعلى تكريس هيمنة الرجل على المرأة، و التي تلعب فيها المرأة دورا كبيرا.
والواقع أن هناك خطابات أخرى تساهم بدورها في تعميق وتكريس هذه الصورة السلبية عن المرأة، لعل أبرزها الخطاب المدرسي(سواء على مستوى الكتاب المدرسي أو على مستوى تصورات هيئة التدريس والتلاميذ) والخطاب الإعلامي، ولاسيما الخطاب الإشهاري. وليس غريبا إذن في ظل هذه الخطابات أن تترسخ في الأذهان الصورة التقليدية للمرأة كأم وربة بيت وجسد.رغم التغيرات التي شهدتها وضعيتها على مستوى الواقع: استفادة المرأة المتزايدة من التربية والتكوين، واقتحامها لسوق العمل بكثافة، واستثمارها التدريجي للفضاءات العمومية...
[1] - عبد الكبير الخطيبي: " الاسم العربي الجريح" منشورات عكاظ- ترجمة: محمد بنيس- الرباط 2000 ص6.
[2] - نفس المرجع ص7
[3] - نفس المرجع ص 15
[4]- فاطمة المرنيسي "شهرزاد ترحل الى الغرب" المركز الثقافي العربي-نشر الفنك الدار البيضاء/بيروت 2003 ص17.
[5] - عائشة بلعربي"صورة الفتاة في الأمثال الشعبية" ضمن كتاب فتيات وقضايا - نشر الفنك- الدار البيضاء1990 ص11
[6] - علي افرفار"صورة المرأة بين المنظور الديني والشعبي والعلماني" دار الطليعة –بيروت-1996 ص57-58.
[7] - محمد جسوس-سلسلة مقالات حول الثقافة الشعبية-جريدة الاتحاد الاشتراكي –شهر رمضان.
[8] - ورد عند على افرفار- مرجع سابق ص55.
[9] - فاطمة يوسف العلي"المرأة في المأثورات الشعبية الكويتية" مجلة البيان-عدد355 فبراير 2000.ص24-32.
[10] - جلبير دوران، ورد عند عبد المجيد جحفة"سطوة النهار وسحر الليل: الفحولة وما يوازيها في التصور العربي" دار توبقال للنشر-البيضاء1999.
[11] نفسه ص9
[12]- نفسه ص10
[13] - 13-ADFM « l image de la femme et les violences symboliques à son egard au maroc »-éd ADFM -2000 p9.
[14] - فاطمة يوسف علي – مرجع سابق ص24-32.
[15] - على افرفار-مرجع سابق – ص63.
[16] - انظر كتاب بيير بورديو" الهيمنة الذكورية" الذي استند في بناء أطروحته على دراسته للمجتمع القبائلي بالجزائر:
[17] - يعرف غي روشي التنشئة الاجتماعية على أنها عملية تطورية تقوم على تعلم الإنسان واستبطانه لمعطيات محيطه الاجتماعية –الثقافية وإدماجها في بنية شخصيته، من أجل التكيف مع المجتمع.انظر: GUY ROCHER « l action sociale » coll. le point -1968 p132.
[18] - علي افرفار مرجع سابق ص 56.
[19] - Zakia iraqui sinaceur : « le proverbe et la femme » in langues et linguistique n 9-2002 pp 11-27.
[20] - عبد السلام حيمر"مسارات التحول السوسيولوجي في المغرب "كتاب الجيب منشورات الزمن عدد8 نوفمبر1999-ص87
[21] نفسه ص 88
[22] - جلبير غرانغيوم "قراءة في كتاب بيير بورديو: الهيمنة الذكورية كيف نحرر المرأة" ترجمة محمد اسليم- منشور بموقع الأستاذ سعيد بنكراد:
[23] - نادية العشيري " صورة المرأة بين الأمثال الأندلسية والأسبانية" دراسة بمجلة مكناسة(مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس عدد 10-1996 ص 7- 14.
[24] - اعتمدنا بالأساس على أمثال وردت في دراسات لكل من: علي افرفار-عائشة بلعربي-عبد
[25] - عائشة بلعربي- مرجع سابق ص13-29.
[26] - -malika el Belghiti « le rôle de la femme dans le développement socio-économique »in les indicateurs du rôle nouveau des femmes dans le développement – éd UNESCO -1984-p22.
[27] - عائشة بلعربي- مقدمة كتاب"نساء قرويات" مؤلف جماعي- نشر الفنك-سلسلة مقاربات 1996 ص8.
[28] - منشورات الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب " الديمقراطية المبتورة: النساء والسلطة السياسية في المغرب" منشورات الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب-2001 ص21.
[29] - عبد المجيد جحفة – مرجع سابق ص 21.
[30] - ورد عند علي افرفار-مرجع سابق –ص64.
[31] - نفسه ص65.
[32] - نفسه ص59-60.
[33] - نادية العشيري-مرجع سابق-ص7-14.
[34] - نفسه.
35- تعتبر الباحثة زكية العراقي سيناصر أن المثل يؤدي أدوارا مختلفة في المجتمع: وظيفة جمالية وأدبية، وظيفة أخلاقية(الأمثال تعبير عن الحكمة الشعبية.) وظيفة دينية.وتلعب الأمثال بشكل عام وظيفة بيداغوجية، أخلاقية أو دينية...فيما يخص وظيفة الأمثال انظر، إضافة إلى :زكية العراقي سيناصر- مرجع سابق، مقدمة كتاب حسن اليوسي : زهرة الأكم في الأمثال و الحكم .)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق