"نور" و"سنوات الضياع" يغزوان الأمثال الشعبية
بلغ تفاعل الجمهور العربي مع المسلسلين التركيين "نور" و"سنوات الضياع" المعروضين على قناة mbc ذروته، لاسيما بعد أن ظهرت في مختلف العواصم العربية أمثال شعبية مستخدمةً أسماء أبطال المسلسلين أو ما يدور بهما من أحداث لإيصال فكرة أو شرح ما يودون التعبير عنه، وفي الوقت نفسه لم تخلُ الأحداث من مواقف طريفة تارةً ومثيرة للسخرية تارة أخرى.
بعض الأمثال والعبارات التي ارتبطت بأبطال المسلسلات التركية في الدول العربية، ومن بينها مثل يقول: "غلاك محوسني تحويس كي حوسة يحيى ولميس"، وتعني أن الشخص الذي تحدثه جعلك في حيرة شديدة مثل الحيرة التي يعيشها يحيي ولميس.وهناك مثل أخر يقول: "رجل نور دهب شيرتنا كرهنا في راجالتنا" وكلمة "دهب شيرتنا" أي طيَّر عقولنا، ومعنى المثل هو أن زوج "نور" - مهند- وسيمٌ للغاية ورومانسي بصورةٍ سحرت العقول وجعلت الزوجات يكرهن أزواجهن.ومثل ثالث يقول "نط ودور مثل لميس ما طول"،
بمعنى أنك مهما بحثت لن تجد في مثل جمال لميس، ورابع يقول "عزيز أنريد كي لميس أيفصل ويخيط ويقيس" بمعنى من الصعب الحصول على فتاة في تقاسيم وجمال مثل "لميس"، وخامس يقول "راجل وثق يملا العين نريده كي يحيى أمين" في إشارةٍ إلى صفات الرجولة المرتبطة بشخصية "يحيي أمين" بطل "سنوات الضياع".ويتداول الناس تلك الأمثال الشعبية الجديدة المرتبطة بمسلسل "سنوات الضياع" و"نور"
ويتداولها الناس في أحاديثهم اليومية، مما يؤكد تفاعل المشاهد العربي مع الدراما التركية وتأثره بها لأبعد الحدود.ومن بين قائمة الأمثال الشعبية الطويلة ثمة مثل يقول: "ارقد وكول وتفرج على نور"، ومعنى كلمة "ارقد" نام، أما كلمة "كول" فتعني أكل، و"تفرج" أي شاهد، واستبدل الليبيون اسم "سنوات الضياع" بـ"سنوات الطياح" لأن المشاهدين يتابعونها في الساعة الثالثة بتوقيت ليبيا وهو وقت القيلولة، وكلمة "طياح" تعني "تمدد أمام التلفاز".
"نور" تفسد مائدة "أمل"
وعلى الجانب الآخر فقد عرض الكثير من المشاهدين لمجموعةٍ من المواقف الطريفة المرتبطة بالمسلسلات التركية، حيث روت "أمل"، المتزوجة حديثا، أنها عانت من احتراق الطعام بمطبخها ثلاث مرات في يومين بسبب مسلسل "نور". وتقول: في المرة الأولى تركت الطعام على النار ونسيته بسبب اندماجي مع المسلسل، وفي المرة الثانية كنت أكثر حرصًا ولكني عندما انتهت الفقرة الإعلانية في المسلسل أسرعت لمتابعته، غير أن "الوعاء" اشتبك بطرف ملابسي فانسكب الطعام على الأرض، وفي اليوم التالي وبعد أن انتهيت من إعداد الطعام، تذكرت أنني نسيت الخبز في "الفرن"، ولم اعرف إلا بعد إنتهاء المسلسل، عندما شممت رائحة الحريق. أما "مها" من القاهرة فتروي أنها كل يوم تسمع صريخ جارتها "غادة" وزوجها "أحمد سلطان" بعد انتهاء مسلسل "سنوات الضياع"، وعندما سألت جارتها عن سبب ما يحدث قالت لها: إن زوجها يحب شخصية يحيي في مسلسل "سنوات الضياع"، ويمنعها من مشاهدة مسلسل "نور" لأنها معجبة بـ"مهند"، ولذلك يسعى لإلهائها بأعمال إضافية في المنزل لكي يفوت عليها فرصة متابعة المسلسل الذي تحبه. وفي فلسطين أعادت المسلسلات التركية الرومانسية إلى منزل "لوسيان" التي تقول: "أبي أصبح رومانسيًا معنا ومع أمي، بشكلٍ غريب، وهو الآن يتصرف على غير طبيعته؛ فهو شخصية جادة، ورغم ذلك أصبح منذ مشاهدته لمسلسل نور يتصرف هو وأمي كأنهما عروسين في شهر العسل". أما في سوريا، فيروي "أحمد" في أحد المنتديات قصةً طريفة واجهته بسبب المسلسلات التركية قائلاً: في إحدى المحاضرات والمسلسل مضى عليه أقل من شهر الدكتور في قاعة المحاضرة وإذ بجواله يرن ونغمته تحمل أغنية سنوات الضياع.. مما سبب ضجةً في القاعة لشدة الفرح، وأصبح النزول إلى الأسواق في وقت المسلسل أمرٌ صعب لأن تدخل المحل. ويتابع بالقول: وإذا كان البائع يتابع المسلسل فإنك مهما تكلمت لن يكون معك أو يكون "نص" معك و"نص" مع المسلسل.. وفي أي وسيلة نقل عام تجد ثلاث أرباع الركاب يرنّ هاتفهم بنغمة المسلسل..
وفي جلسات الشباب والصبايا أصبح معظم الحديث هل رأيت المسلسل هل شاهدت ردة الفعل هل وهل؟؟؟" ويلفت أحمد إلى أنه منذ يومين كان يقود السيارة، وإذا بعينيه تقع على لوحة إعلان كبيرة في منطقة تعتبر مركز المدينة وعليها صورة الممثلة التركية توبا "لميس"، فظن أنها تعلن عن زيارة قريبة لسوريا، ولكن عندما اقترب رأى أنه مجرد إعلان لشركة سورية عن استيرادها لنوعٍ من العصير من تركيا وصورة "توبا" كانت الوجه الإعلامي للتسويق..
متسائلاً حول ما إذا كانت كانت "توبا" تعلم بهذا الشيء أم لا؟" وكانت إحدى عضوات منتدى "سنوات الضياع" قد أشارت إلى تعلقها بشخصية مهند لدرجة أنها عندما شاهدت شخصًا يشبهه كثيرًا في أحد المولات، اندفعت خلفه، ولكنها ما لبثت أن استوعبت الموقف، عندما رأت الشخص الذي يسير أمامها يضحك من بشدةٍ من موقفها الغريب. وهناك عضو آخر كتب موضوعًا تحت عنوان مدمن "سنوات الضياع" ويقول: مسلسل سنوات الضياع سلب عقلي وشتت تفكيري،
فصار حديثي بين الناس وتفكيري في عزلتي ووحدتي وحلمي في منامي، وأجبرني على أن أضمه في مدونتي لتخصيص وقت للمتابعة، وأتمنى أن ينتهي حتى يفك أسري. ويضيف: لقد قررت أن أعبِّر عن حبي للمسلسل بفتح محل "سبورات" نسائية ويكون باسمٍ يدل على المسلسل، وجاء على بالي اسمين الاسم الأول (لميس) الثاني (جومانا) وأرجو من الجميع مشاركتي في الاختيار أو إضافة اسم جديد مناسب".
ضحية "مهند"
ولخَّص الدكتور "محسن الصفار" في مدونته، هوس المشاهد العربي بالمسلسلات التركية في قصةٍ يروي خلالها حكاية موظف يُدعى "سعيد" تشاجر مع زملائه في العمل بسبب حديثهم المستمر عن مسلسل "نور" وشخصية "مهند"، وعندما ذهب ليشتكي لمديره وجده قد ذهب إلى السفارة التركية ليحصل على تأشيرة زيارة ليشاهد القصر الذي تم تصوير مسلسل "نور"! وأثناء عودته إلى المنزل وجد الطريق مزدحمًا بسبب وفد تركي، اعتقد أنه الرئيس التركي، ولكنه السائق أبلغه أنهم أبطال مسلسل "نور"، انتظر سعيد في الزحام نصف ساعة حتى فُتح الطريق وواصل سيره الى المنزل، وهو مندهش للغاية مما يحدث.
وعندما دخل إلى منزله طلبت منه زوجته أن يذهب إلى السوق ليشتري "تنورة" لميس لابنته التي نزلت حديثًا بالأسواق، وقبل أن يكمل حواره اتصلت به والدته لتخبره بأن أخته فسخت خطوبتها، لأن خطيبها لازم يكون اسمه "مهند". وزادت حيرة "سعيد" عندما جاء ابنه الصغير ليخبره بما كتبه في موضوع الإنشاء الذي حمل عنوان "لماذا افتخر بأني عربي سوري؟"،
ووجد الابن قد كتب في إجابته: "أنا أفتخر بأني عربي سوري لأن مسلسل نور ومهند مدبلج إلى العربية باللهجة السورية".
وبلغت عصبية "سعيد" ذروتها، فبدأ يصرخ في وجه زوجته وابنه، حتى رنَّ جرس الباب فذهب ليفتح وهو يغلي غضبًا فوجد شابًا وسيمًا يبتسم ويقول: مساء الخير أنا موظف بدائرة الكهرباء واسمي مهند وجاي أشوف...... لم يسمع "سعيد" باقي كلام الشاب، وصعد الدم إلى رأسه عندما سمع كلمة "مهند" ولم يعد يرى أو يسمع أي شيء، ولم يفق إلا عندما رأى الناس متجمعين حول الشاب المسكين الملقى على الأرض والدم ينزف من رأسه.. وعدة رجال يمسكونه بشدة كي يمتنع عن ضرب الشاب.. وجاءت الشرطة وأخذت "سعيد" تمهيدًا لعرضه على النيابة!
mbc.net
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق