google.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0 حكم أمثال أقوال قصص: التجارة في الامثال الحلبية oogle.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 أبريل 2020

التجارة في الامثال الحلبية


التجارة في الأمثال الحلبية ... سند التاجر وعده

 نضال يوسف

السبت 23 شباط 2013

تشكل "حلب" عقدة المواصلات التجارية الدائمة بين مختلف الدول والمناطق ولذلك فقد احتلت التجارة وأصولها حيزاً كبيراً في حياة الحلبيين الاجتماعية، ما جعلهم يتوارثون الأمثال الشعبية عنها حتى اليوم.

تكبير الصورة

حول أمثال الحلبيين وحكمهم في التجارة تحدث لموقعنا السيد "محمد أوسو" من "عفرين" بتاريخ 17/2/2013 بالقول: «لمدينة "حلب" أهمية تجارية كبيرة فهي واقعة وسط العالم وكل الطرق التجارية القديمة والمعاصرة تمر منها، وهذا ما اكسبها أهمية كبيرة وساعد في تنشيط الحركة التجارية فيها، وساهم في ظهور طبقة كبيرة من التجار الحلبيين منذ أقدم الأزمنة وحتى يومنا هذا.

والمعروف عالمياً عن التاجر الحلبي بأن ذمته نقية ومعارفه كثيرة في مختلف مناطق العالم ولذلك قيل: "أعرج حلب وصل إلى الهند"، ونتيجة موقع المدينة التجاري الهام بين مختلف المناطق فقد قيل: "كل ضيعة إلها درب عاحلب"، والمعروف أن التاجر الحلبي يفتتح بيعته دائماً بالقول: "استفتاح مبارك بالصلاة على النبي"، والحياة التجارية الحلبية معروفة بأنها قائمة على المسامحة في عمليات البيع والشراء التي تجري في الأسواق الحلبية فيقولون: "السماح رباح أو ساوينالو سكّرة حتى رضي".

ومن عادة التاجر الحلبي أنه يقوم بالشراء صباحاً لأن البضاعة التي تبقى لآخر النهار تكون غير جيدة، وفي ذلك يقولون: "أكّال التازة مابتآزى وأكّال الخمام مالعصر بنام"».

وأضاف "أوسو": «تعد الأسواق التجارية في المدينة القديمة والتي تسمى شعبياً "المْدينة" من أقدم أسواق العالم وقد لعبت عبر التاريخ دوراً هاماً في الحياة الاجتماعية للأسرة الحلبية 

تكبير الصورة
محمد أوسو

والريفية عموماً، فهي مقصد الناس جميعاً وفي مختلف المناسبات الاجتماعية مثل الخطبة والعرس وشراء الملابس والأعياد ففي "المْدينة" تتوافر جميع أنواع البضائع والسلع المصنّعة محلياً والآتية من مختلف مناطق العالم، وهنا يمكنني القول بأن زيارة "المْدينة" بحد ذاتها هي مناسبة اجتماعية هامة في حياة الحلبيين». 

الدكتور "محمد حسن عبد المحسن" رئيس فرع "حلب" لاتحاد الكتاب العرب يتحدث حول التجارة الحلبية وأصولها في الأمثال الشعبية بالقول: «للتجارة عند الحلبيين أصول عرفوها وسننوها عبر الأجيال فلكل محل تجاري محاسب مسؤول عن أموره المالية فيقولون: "حل معو الحساب والكاتب اللي قبلو ما خلت معو شعرايه"، وكذلك فلكل سوق دلالها يتجول ويوفق بين البائعين والمشترين فيقولون للدلال: "هالبضاعة كاسدة دفرا عنا"، ومن الأصول والسنن التجارية التي رصدها الأدب الشعبي حرصهم على اختيار الأنسب والأفضل دائماً فيقولون: "البدك ترهنو بيعو والبدك تخدمو طيعو"، و"اللي حضر السوق باع واشترى"، و"من عرف رسمالو باع واشترى"، ويتناصحون فيما بينهم بالقول: "لا تشتري الدهب قبل ما تعيّروا".

لقد امتطى الأدب الشعبي الحلبي صهوة مختلف أساليب البيان العربية فحين يشبّهون مثلاً يتخذون من مستلزمات التجارة أطراف تشبيهاتهم فيقولون لعابس الوجه: "وجّو متل الكمبيالة المستحقة"، ويقولون حين يحل الكساد في الأسواق: "متل سوق المعرة ألف 

تكبير الصورة
الدكتور محمد حسن عبد المحسن

بياع ولا شرا"».

ويضيف: «البيع عند التاجر الحلبي فرص لا بد من كسبها حيث يقولون: "ولك بابا بيعا بسوقا، والبيع فن وذوق وحسن معاملة"، ولذلك يعيبون التاجر الذي لا يحسن التصرف فمن كلامهم: "طار الزبون من ايدو"، أو "روّح من ايدو البيعة"، ويعللون ذلك بأن: "أسعارو نار".

ويمتدحون التاجر الأمين ولا يمسكون عنه شيئاً يطلبه لأنه كما يقولون: "هادا زلمة دفيع ما بنحكا عليه شي"، ومن حكمهم: "من أخد ورد شارك الناس بأموالا"، ويسخرون من الذي يخرج عن هذه الأصول التجارية كالذي يماطل بدفع الدين فعندهم: "الدين غضب الوالدين"، أو "الدين سواد الخدين" ويستهزئون بمن لا يدفع: "يا عريض القفا الدين مابدوا وفا".

وتتجلى خبرة التاجر الحلبي في القدرة على التمييز بين الجيد والرديء من البضائع فيقولون: "شغل مصر بقيم من عبكرة للعصر"، أو "شغلو شل وبل"».

ويقول متابعاً: «لقد تعرض التاجر الحلبي للإفلاس بسبب الهزات الاقتصادية العالمية إما بسبب حرب وقعت أو لغزو خارجي طرأ لذلك كانوا يقعون تحت وطأة الديون وقد صور الأدب الشعبي الحلبي ذلك بمختلف أشكاله فحين يعم الكساد يسود الفقر وتقل الأموال ومن أمثالهم: "الجمل بعثماني* وعثماني ما في أو الشغل داقر معنا"، وحول الحالات النفسية للتجار خلال مثل هذه 

تكبير الصورة
العلامة خير الدين الأسدي

الظروف هناك أمثال وأقاويل منها: "اشبك شارد نص الألف خمسميه"».

وأخيراً ورد في مخطوطة "موسوعة حلب المقارنة" للعلامة "محمد خير الدين الأسدي" القصة التالية حول الذمة النقية للتجار الحلبي: «حدثني الدكتور "أدولف بوخة" بأنه جاء حلب تاجر من النمسا وسأل جدي /أي جد "أدولف بوخة"/ عن ذمة الحلبيين فأجابه: هنا في "حلب" لا كما في العالم لا يحتاج التاجر لكمبيالة أو توقيع أو كتابة سند إنما سنده وعده».

* العثماني: عملة قديمة زهيدة القيمة

ليست هناك تعليقات: