google.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0 حكم أمثال أقوال قصص: التمور في امثالنا الشعبية oogle.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 أبريل 2020

التمور في امثالنا الشعبية

مشاهدة النسخة كاملة : النخيل والتمور فى أمثالنا الشعبية

شذا عثمان محمد
07-04-2011, 10:26 AM
اسم صاحب المقال :سعيد الدوسري تاريخ اضافة المقال :2010-06-23
اسم صاحب المقال :سعيد الدوسري تاريخ اضافة المقال :2010-06-23


اسم صاحب المقال :سعيد الدوسري تاريخ اضافة المقال :2010-06-23
الشبكة العالمية المعلوماتية للنخيل والتمور
النخيل والتمور فى أمثالنا الشعبية

صاحب المقال : سعيد الدوسرى



إذا أحب الإنسان شيئا أكثر من ذكره، وشعب الجزيرة العربية لا يحب شيئا أكثر من التمر رطبا ومكنوزا، ولا يحب من الأشجار أكثر من النخل، ولذا يجيء ذكر التمر والنخل في كثير من الحكم والأمثال الشعبية التي أوردتها المراجع المعتبرة وتناقلتها الشفاه من الأجداد للأحفاد, ولن أتطرق إلى الأمثال العربية الفصحى مع كثرتها في هذا المجال، بل سأتناول نتفا من الأمثال الشعبية التي مازالت على ألسن كبار السن في وقتنا الحاضر.
والأمثال الشعبية هي نتاج تراكم فلسفات وخبرات شعوب لم تكن تملك الكثير من وسائل التدوين أو التعبير سواها وهي عبارة عن أقوال سائرة يشبه فيها حال المتأخر بالمتقدم، وهي تقرب المعنى لذهن السامع لتشبيهها المعقول بالمحسوس. 
ومن ذلك أنهم حين يصفون شخصا بأنه لا يضره شيء يقولون: "فلان تمرة". وأحيانا يوصف الشخص بأنه "تمرة خرج" أي أنه موجود في وقت الحاجة ولن يستنكف عن مد يد العون لمن يسأله. ومن مديحهم للتمر واعترافهم بعناصره الغذائية المفيدة للجسم قولهم: التمر مسامير الركب. أي أنه يقوي الركبتين على السير والعمل وبخاصة في سن الهرم. وحين يريدون التهكم بمن يبحث عن المال أو العون عند من لا يمنحه يقولون: فلان يدور التمر عند مصاص العبس، (لفاقته وشدة حاجته له). والعبس هو نوى التمر، ويطلق عليه اسم الفصم أيضا.
ولحرص شعوب هذه الجزيرة على انتقاء التمر فقد سمحوا في أثناء تناوله بما لم يسمحوا به في باقي الأطعمة، ومن أمثالهم: العيش قص، والتمر خص. أي أنك تأكل مما يليك في أثناء تناول العيش أما في التمر فلا بأس من الانتقاء، ويروى المثل عند بعض دول الخليج: أكل التمر خص، وشرب الماي مص.
وأما النخيل فلها مجال واسع من حيث ذكرها في أمثال الجزيرة العربية، ولعلنا نبتدئ بأطرفها وهو: الطول طول نخلة والعقل عقل صخلة، والصخلة هي السخلة بالسين وتطلق على الصغيرة من الماعز عندنا، وهذا المثل يشير من طرف خفي إلى كون النخلة من أطول الأشجار.
ومن أمثال أهل الخليج قولهم: الشيص في الغبة حلو، أي أن رديء التمر حين يجوع الإنسان يكون لذيذا بينما حين يشبع فلا يسوغ له أكله.
والتمر غال عند أهله، ولا يبذلونه إلا لمن يستحقه، من ضيف أو مسكين أو عابر سبيل، وحتى نوى التمر لم يكن أحد يفرط فيه في زمن مضى، وأنا لحقت على طرف من ذلك، فكنا ونحن صغار نجمع النوى ثم ننطلق راكضين إلى امرأة تبيع شيئا يشبه الفصفص نسميه الهبيد وهو حب ثمرة الشري (الحنظل) فنعطيها نوى التمر وتعطينا مقابله كمية قليلة من الهبيد في فنجان قهوة، ويقول العوام في الشيء الذي يشح الشخص به: تمرة وفي يد بزر، أي أنه لا مجال لأخذها منه.
ومن حرص شعوب الجزيرة العربية على النخلة وبخاصة سكان الواحات مثل الأفلاج ووادي الدواسر والأحساء والقصيم والمدينة المنورة وبيشة، فهم يحرصون على غرسها حتى في مزارعهم وبيوتهم، ومن أمثالهم: ازرع في كل مكان نخلة. ومن أمثالهم: خذ البيت عامر ولا تاخذ النخل دامر، وهذا دليل على مزيد من الحرص على النخل أكثر من المنزل.
وصعود النخل من أصعب المهام على المزارعين ولا يستطيع أي أحد أن يصعد النخلة سوى بالتدريب والممارسة منذ الصغر، وكلما كان وزنه أخف كان أفضل له حتى يتحمل وزنه الجريد، ولذلك جاء من أمثالهم: قالوا الجمل طلع النخلة قلنا هذا الجمل وهذي النخلة. 
ويقال إن البعوضة قالت للنخلة مفتخرة بقوتها وضخامتها: تحملي يا نخلة ترى الجمل جاك، فردت عليها النخلة: عمى وصمى كلبة من كلبي بتقواك! أي أن جزءا يسيرا من خوصي أو حتى ليفي سينتصر عليك.
ورغم حب شعوب الجزيرة للنخلة إلا أنهم يضربون بالنخلة العوجاء المثل السيئ في الشخص الذي يذهب خيره إلى الأباعد وينسى أو يتناسى الأقارب فيقولون: فلان نخلة عوجا جذعها عندنا وطلعها لغيرنا، ويقول بعضهم: بطاطها بحوض غيرها.
ومن مشتقات التمر "المريس" وهو يصنع من التمر والماء وبعضهم يضيف إليه الليمون أو الأقط (البقل) ويضرب به المثل في سرعة الإعداد للجائع المتعجل، وقد سررت كثيرا حين وجدت في العدد الثاني من النخيل والتمور مصنعا يعلن عن إنتاج المريس في عبوات جميلة وهو غذاء صحي وبخاصة في رمضان على الإفطار، ومن ذلك قولهم: مريس والمريس أسرع.
روى لنا أحد مشايخنا وهو من جنسية عربية أنه سافر يوما في طريق صحراوي مشيا على الأقدام وبلغ به العطش والجوع أن وقع على الأرض مغشيا عليه، فجاءه مجموعة من سكان البادية وأسقوه المريس فلما شرب منه انتعشت روحه وعاد إليه وعيه وأفاق وعاش بعدها سنين طويلة وهو يقدم المريس على سائر أنواع العصير والمشروبات.
ويضرب المثل عندنا بالصفري وهو نوع من التمور لا يوجد عندنا وأكثر من يغرسه أهل بيشه، ونحن لم نعتد عليه رغم أنه طيب ولكن أصحاب التمر والنخيل ولاؤهم لنخلهم وتمرهم وهذا شيء ملاحظ في كل مكان فيقال: الصفري ولا الجوع، أي أن تناول الصفري أفضل من الجوع. ومن أمثالهم: الخير واجد عند أبو ماجد بس التمر والعيش ما ياجد، وذلك على سبيل التهكم.
وروى عبدالله اليوسف في كتابه (المختار من أمثالنا الشعبية) وهو مرجع مهم لأمثال الجزيرة العربية قصة طريفة ومفادها أن أعرابيا حل ضيفا على فلاح فصادف وقت الصرام، فخرج الأعرابي يساعد الفلاح على صرام إحدى النخلات وكان نوعها خضرية، ولأن الضيف جائع فقد أكثر من أكل التمر، فنصحه الفلاح بالإقلال لأن الخضري حار على المعدة وقد يتسبب في موته، فقال الأعرابي: ميت الخضري شهيد.
وجاء في أمثالهم يا سلج بجلاجل ويا برد ما القاعية. والسلج نوع من النخل ويضرب هذا المثل في تمني الشيء المستحيل تحققه. ومن أمثالهم التي تذكر التمر وحاجة الناس له في ذلك الوقت قولهم: يا شاري التمرة وإلا كليتها.
والحديث عن التمر والنخل لا ينتهي، خاصة أنه كان طعام قوم لم يكن لهم طعام غيره، وكما يقال التمر في سفوان حلاوة، ولعل أجمل ما قرأت في مديح التمر قول شوقي:
طعام الفقير وحلوى الغني .. وزاد المسافر والمغترب.

ليست هناك تعليقات: