الأمثال الشعبية الإماراتية موروث أصيل يحرّك الوجدان
- أبوظبي - وام
تؤكد المسيرة الإماراتية الاستثنائية أن ما تحقق اليوم من إنجازات ونجاحات لم يكن ليتحقق لو لم يكن مستنداً إلى أساس قوي وقاعدة صلبة عمادها الموروث الشعبي ومحركها حب العمل والتضحية من أجل أن يرتقى الوطن ضمن عوامل عديدة؛ ولهذا من المفهوم أن الإمارات لم تنس موروثها الشعبي وتراثها الوطني وتتمسك بهما وتحافظ عليهما.
وفي إطار ذلك الاعتزاز بالموروث الإماراتي الغني تتبدى «الأمثال الشعبية»، التي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، لتمثل دليلاً على التمسك بهذا الموروث وعراقته وأصالته.
وتعد الأمثال الشعبية الإماراتية بلا شك تراثاً وطنياً أصيلاً يحرك الوجدان وتحفظه العقول والأذهان.
توظيف الأمثال
تمتلك الإمارات تجربة غنية وفريدة في توظيف تلك الأمثال من أجل مزيد التقدم والنماء، ولا تزال حاضرة في عصر الانفتاح وتطبيقات التكنولوجيا الرقمية.
وفي هذا الصدد يقول الباحث التراثي محمد خميس النقبي: الإمارات نموذج حضاري استمد رقيه من الاعتزاز بالموروث، الذي أحسنت توظيفه في عصر الانفتاح والتكنولوجيا الرقمية.
وحول مدى التماهي بين الأمثال الشعبية والنهضة التي تعيشها دولة الإمارات.. يشدد النقبي على أن ما يميز دولة الإمارات التناغم بين القيم التراثية والماضي العريق والقيم العصرية الحديثة وحياة الرقي.
ويؤكد النقبي أن الأمثال الشعبية مهدت الطريق نحو التطور والرقي وكثير منها يحمل روح الحداثة وبها كثير من المفاهيم العصرية، مثل: «اخلف دك ولا اخلف لك».. والدك يعني البناء والعمران، وتفسير المثل أن الاستثمار في البناء والعقار أفضل بكثير من الادخار النقدي. وهذا دليل على أن مسيرة البناء والتشييد التي تشهدها الدولة لها جذور وموروث يحركها منذ القدم.
ويقول: «لا يغرك رخصه ترمي نصه».. مشيراً إلى أن هذا المثل اقتصادي صرف، ويؤكد أهمية وضع النوعية في الاعتبار.
وينوه النقبي إلى أن من الأمثال الاقتصادية التي تجسد نظريات العرض والطلب في وقتنا الحاضر: «الشيص في الغبة حلو».
دعائم النهضة
بدورها، تقول المواطنة عائشة عبيد الكتبي: «تعتبر الأمثال الشعبية الإماراتية إحدى الدعائم التي ارتكزت عليها مسيرة النهضة .. فنجد أمثالاً تدل على حب التطور والرقي والوصول إلى المركز الأول مثل: «اللي يطلب العالي يصبر على الراش».. موضحة أن «العالي هو مقدمة السفينة والراش هو رذاذ الماء».
من جانبها تقول المواطنة عائشة سلطان عبدالله: تمسك الإماراتيين بالأمثال الشعبية حتى يومنا يعزز ثقتهم في أنفسهم ويمكنهم من رسم غد أفضل يثريهم ويثري وطنهم.. وتذكر أمثالاً تدعو إلى المثابرة والجد والعمل المتواصل: «قطرة على قطرة تصير غدير».. وتؤكد أن الأمثال الإماراتية تدعو إلى حب العمل.. «كل طير يشبعه منقاره».
دور إيجابي
وتقول المواطنة عليا سيف إبراهيم: «كثير من الأمثال جاءت للدلالة على أن ابن الإمارات عرف التخصص والتميز في العمل منذ القدم ونادى به.. «للبحر ناس لفيحة.. يعرفون التوح من اليره» و«موب كل من تاح سريحة.. قال هذا خيط وبيره».. يحث هذا المثل على احترام العمل واحتراف المهن.
ولا يمكن لأي باحث أو خبير متخصص أن يغفل الدور الإيجابي للأمثال الشعبية في تحريك وتنمية الفكر الإيجابي لدى ابن الإمارات، ومن ثم المساهمة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في مسيرة التطور والرقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق