google.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0 حكم أمثال أقوال قصص: كورونا امثال شعبية oogle.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 مارس 2021

كورونا امثال شعبية

 

  •  
  •  
  •  
  •  
ملفات خاصة - حصاد فلسطين 2020

"محجور شهر ولا مكورِن دهر"..

أمثال "كورونا".. "وعيٌ" مغلفٌ بـ"نهفة"

 27 اعسطس 2020 - 19:59

قطاع غزّة | نوى:

"يا ماشي على رجليك، ما بتعرف مين بيعطس حواليك" هذا المثل المُستحدث لتوّه، وصل إلى هاتف الشابة لينا الطويل يحذّرها بطريقةٍ طريفة من الخروج إلى الشارع خشية الإصابة بفايروس "كورونا".

الفتاة التي ضحكت بعالي الصوت قبل أن تبدأ بتعميم الرسالة على قائمة أصدقائها في تطبيق "واتساب"، تؤمن –كمعظم سكان قطاع غزة- الذين عاشوا عقدًا وأكثر من الأزمات الكبرى، وتعايشوا معها، بأن "في كل أزمة نهفة"! وهذا بالفعل ما حدث مع "كورونا".

ورغم وعي المواطنين بخطورة وصول المرض في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعاني منها غزة المحاصرة منذ أكثر من 14 عامًا، ناهيك عن ضعف القطاع الصحي، وقلة الأجهزة والمستهلكات الطبية، إلا أنه ومنذ الإعلان عن إصابات بالفايروس خارج مراكز الحجر الإلزامي، بدأت رسائل "واتساب" و"فيسبوك" تصل تباعًا، حاملةً العديد من العبارات التي صنفها مرسِلُوها كأمثالٍ شعبية، للتخفيف من وطأة وصول الجائحة، على نفسية الأصدقاء والأحبة.

–كمعظم سكان قطاع غزة- الذين عاشوا عقدًا وأكثر من الأزمات الكبرى، وتعايشوا معها، بأن "في كل أزمة نهفة"! وهذا بالفعل ما حدث مع "كورونا".

تقول لينا لـ "نوى: "تعوّدنا أن نستمع إلى الأمثال على ألسنة أجدادنا، لكننا اليوم صرنا نؤلفها ونعممها ببساطة". 

من باب الطرافة تفعل لينا ذلك، تستقبل أمثالاً ثمّ تعممها بمنشوارتٍ على صفحتها الشخصية، لتتابع التعليقات من قبل أصدقائها كل واحدٍ منهم بمثلٍ جديد.

"محجور دهر ولا مكورن شهر"، "إذا الكورونا وصلت لجارك، إوعك تطلع من دارك"، "يا ماشي على رجليك، ما بتعرف مين بعطس حواليك"، "طول نهارك بالبيت محبوس، من وين إجاك الكورونا يا منحوس؟"، وغيرها الكثير من الأمثال التي تمت إعادة صياغتها لتتماشى مع "الفايروس"، وتصبح بلا منازع الأمثال الشعبية الجديدة المناسبة للعام 2020م.

تضيف لينا: "تعميم الأمثال لا يقتصر على المزاح أو كتابة "النهفات" فحسب، بل إن بعضها يُعد توعويًا، ويمكن أن يؤثر في الكبار والصغار أيضًا"، مؤكدةً أن مشاركي هذه النهفات، لا يقصدون التقليل من خطر الفايروس بالتأكيد، "لكن الوضع النفسي جزء مهم في العلاج أو الوقاية حتى، وربما تعد هذه الأمثال نصائح خفيفة ودعوات لتفادي الخطر، وللتنفيس عن وقع الفايروس المنتشر وتأثيراته علينا".

"بكل أمانة، هذه الأمثال قللت من توتري وسط أخبار كورونا، وانتشار الفايروس بغزّة"، هذا ما يقوله ناهض نصر (٦٠ عامًا)، الذي لم يكن يتخيّل أن يخترق فايروس "كورونا" حصار قطاع غزة، في ظل التشديد والإجراءات الصارمة التي اتبعتها وزارتي الصحة والداخلية، لمواجهته، ومنع دخوله القطاع.

ويضيف: "كنت بحاجة للهروب قليلًا من التفكير في مخاطر الوباء خلال فترة الالتزام بالحجر، ولقد وجدت ذلك فعلًا في النهفات التي يطلقها الشباب تعليقًا على الواقع المر الذي نعيشه، ومن ضمنها الأمثال الجديدة الخاصة بكورونا"، لا سيما (والحديث له) بعد أن ندم في الفترة الأخيرة على انضمامه لـ "فيسبوك" بسبب كثرة الأخبار وتداول النشطاء لمعلوماتٍ مغلوطة حول أعداد المصابين بالمرض، والشائعات التي خلقت البلبلة.

وأمّا "سُمعة" وفق ما يحب أن يناديه محيطه القريب، فهو ابن 10 أعوام، منذ بداية الحجر ما انفك يطلب هاتف والدته المحمول، لتسمح له هي بساعةٍ واحدةٍ فقط يقضيها عليه، ويزور خلالها فيسبوك، فيدون بعض العبارات والنهفات والأمثلة، ويبدأ بتمريرها لأصدقائه المضافين في صفحة والدته، ثم يحفظها غيبًا ليتسابق مع والده في نهاية اليوم بـ "مطارحة أمثال".

ناهض نصر: "بكل أمانة، هذه الأمثال قللت من توتري وسط أخبار كورونا، وانتشار الفايروس بغزّة"

تقول الأم: "عائلتي مهتمة جدًا بموضوع الأمثال، وطفلي اعتاد سماعها على ألسنة الكبار كونه رفيق جده ووالده مع كل حدث تمر به غزة، قبل يومين، قرأ أمثال الكورونا عن صفحة "فيسبوك"، فوجد فيها المتعة، كعبارات تتماشى مع الوضع، وعدّ حفظها فرصة للتسابق مع والده، والفوز عليه أيضًا على اعتبار أن هذه الأمثال "حديثة" ولم يسمع بها هو بعد.

والمثل الشعبي هو جملة قصيرة بليغة متوارثة عبر الأجيال، سهلة الانتشار وسريعة التداول، تعبر عن تجربة ما مرّ بها قائلها، ثم شاع استعمالها بمناسبة وقوع مواقف مماثلة للتجربة الأصلية. وهي نتاجٌ لتداخلات التاريخ، والثقافة، والجغرافيا، والأدب، والاقتصاد، والدين، والعادات، والتقاليد.

ويعدّ المثل الشعبي الفلسطيني ركنًا مهمًّا من أركان التراث الشعبي الفلسطيني؛ لبلاغة تعبيره عن مختلف تجارب المجتمع الفلسطيني التي مر بها عبر العصور، وطرق عيشه، ومختلف المعاملات والأخلاق التي تعارف عليها الناس فيه. بعض هذه التجارب اختفت تفاصيلها، إلا أن الأمثال الشعبية التي تعبر عنها ما زالت تُتداول حتى يومنا هذا.

ليست هناك تعليقات: