يفنى مال الجدين وتبقى حرفة اليدين

كان النبي داوود لا يأكل إلا من عمل يده، ولم يكن ذلك من الحاجة لأنه كان خليفة الله في الأرض، ولكنه كان يبتغي الأكل من طريق أفضل… الموروث من المال لا بد سيفنى وإن طال الزمن، والموروث من الحرف والصناعات سيجعل صاحبه دائم النفع والانتفاع مما تجيده يداه، هذا ما يقصده المثل الشعبي الذي يحث على قيمة اكتساب المرء لمهنة (حرفية أو خدمية) تفيده في مستقبله، وهناك مثل شعبي لبناني يقول “مالك صنعة ساكن قلعة”، ومهما كان العمل يبدو في أعين الناس صغيرا أو بسيطا ولكنه عظيم في المنظور الصائب وأفضل من السؤال وأفضل بلا شك من الخمول والاعتماد على مال مكتسب موروث لأنه لا بد سيزول، كما أن الناس تقول هذا المثل تعبيرا عن حبها وإعجابها وتقديرها للإنسان العامل لأنه يفيدهم بينما القاعد على أموال يأكلها ليس منه فائدة ترتجى، وقد قال عمر بن الخطاب:”إني لأرى الرجل فيعجبني، فأقول :له حرفة؟ فإن قالوا: لا، سقط من عيني”، ولا بد أن عمرا لم يكن يفرق بين غني اغتر بمال أجداده أو فقير لم يتخذ لنفسه مهنة.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *