google.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0 حكم أمثال أقوال قصص: مفاهيم خاطئة oogle.com, pub-5523991894117674, DIRECT, f08c47fec0942fa0

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

مفاهيم خاطئة

 






مفاهيم وأقوال خاطئة

محمد حسن يوسف

 
تنتشر بيننا عبارات أصبحت كأنها أمثال أو " أكليشيهات "تقال بلا تفكير ولا روية، بل أصبحت من " المأثورات " التي تتناقل بيننا. وغالبا ما يصاحب من يقولها إطلاق ابتسامة عريضة أو ضحكة مدوية، رغم ما في هذه الأقوال من أخطاء عقدية فادحة لعل من يقولها لا يدري بها، ولعل قائلها لا يدري بمخالفتها للشرع الحنيف. ويرجع ذلك لضعف معلوماته عن الدين، وسطحية ثقافته الدينية، وتعلله الدائم بأن قلبه " أبيض " و" نظيف "، لا يضره مثل هذه " التشددات " التي يبديها من يقوم بتصحيح تلك العبارات له.
ومن أمثلة ما يقولون: " كتر السلام يقل المعرفة ". وهذا القول يصطدم بنصوص عديدة في السنة المطهرة، تفيد كلها ضرورة العمل على إفشاء السلام بين الناس. ومنها ما رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف [ متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان: 24 ]. أي تسلم على كل من لقيته, عرفته أم لم تعرفه. ولا تخص به من تعرفه كما يفعله كثيرون من الناس. ففي هذا الحديث الحث على إفشاء السلام ونشره بين الناس، لما فيه من المصالح العظيمة، ولعل من أعظمها: التأليف بين المسلمين، وسلامة قلوبهم لبعض، واجتماع كلمتهم، وتوادهم. وفيه بذل السلام لمن عرفت ولمن لم تعرف، وإخلاص العمل فيه لله تعالى لا مصانعة ولا ملقا. وفيه مع ذلك استعمال خلق التواضع، وإفشاء شعار هذه الأمة.
بل كان السلف حين يمشون، إذا فرّق بينهم في الطريق عائق، كشجرة أو جدار أو حجر وخلافه، فأدت لسير كل فرد في طريق بمفرده عن الآخر، كانوا إذا تلاقوا يبادرون بإلقاء السلام ثانية. ولو تكرر ذلك مرات عديدة، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر، ثم لقيه، فليسلم عليه أيضا. [ صحيح: موقوفا ومرفوعا / صحيح سنن أبي داود للألباني، 5200 ].
وهكذا يحثنا الشرع على إفشاء السلام وروح الود بين الناس، والذي من شأنه أن يؤدي لزيادة المحبة والألفة بين الناس. ولكن أعداء الدين، الذين يريدون أن تسود البغضاء والكراهية بين جموع الناس، تفتقت أذهانهم عن ترديد مثل تلك المقولة الخبيثة، والتي انتشرت كالسرطان بين أبناء المسلمين، حتى أصبحوا يرددونها دائما ويؤمنون بمضمونها رغم مخالفته لشريعة الإسلام. ولذلك نقول ردا على تلك المقولة الكاذبة، بل: " كتر السلام يزيد المحبة ويقل الكراهية ".
ومن أقوالهم " رش الميه عداوة ". وهم بذلك يريدون التشويش على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء. ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، ثم أيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء [ حسن صحيح / صحيح سنن النسائي للألباني، 1609 ].
وهكذا، يشيد أعداء الإسلام جدارا نفسيا عازلا بين المسلمين وبين من يحاول تطبيق نص هذا الحديث. فإذا ما حاول الزوج إتباع نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم لإيقاظ زوجته المستغرقة في النوم، والتي أبت الاستيقاظ في أول الأمر، ثم قام برشها بالماء، فإنها ترد عليه بمعركة عنيفة، يكون تبريرها هو أنه يكنّ لها البغضاء والعداوة لأنه يرشها بالماء. وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة التي تريد لزوجها أن يقيم الليل، فإنه يجابهها بمثل هذه الأفكار والمعتقدات التي تثبت كراهيتها له. وهذا لا أساس له من الصحة. ولذلك فإننا نقول ردا على تلك المقولة الخاطئة، بل: " رش الميه محبة ".
ومن تلبيسهم على المسلمين، يقولون: " يوم الجمعة فيه ساعة نحس ". فإذا ما تجاذب شخصان أطراف الحديث، ونشب نزاع ما بينهما، فإن كل منهما يحاول إسكات الآخر قائلا له: اسكت ... ده يوم الجمعة فيه ساعة نحس! وهكذا تكون فكرة أبناء الإسلام عن يوم الجمعة، الذي هو خير يوم طلعت عليه الشمس، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها. ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة [ صحيح مسلم، 854(18) ].
ويوم الجمعة هو هدية الله تعالى للمسلمين، إكراما لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فقد ضلت الأمم السابقة عن هذا اليوم، وهدانا الله تعالى إليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هُدِينَا إلى الجمعة، وأضل الله عنها من كان قبلنا [ صحيح مسلم، 856(23) ] . لذلك يحسدنا على هذا اليوم اليهود والنصارى. وهم بذلك يحاولون تفويت ما ليوم الجمعة من مكانة في الإسلام، فيحاولون صدنا عن الفرحة بهذا اليوم وانتظاره لما فيه من فوائد جمة، فينشرون هذه المقولة الظالمة بيننا، ونتلقفها نحن لنرددها بدون أدنى تفكير.
بل إن الساعة تلك التي يذكرونها في يوم الجمعة هي ساعة إجابة، لو أدركها المسلم وهو يعبد الله تعالى ويدعوه مخلصا، لكان هذا اليوم أعظم أيام عمره بركة، فتكون هذه الساعة بذلك هي أكثر الساعات خيرا له. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم حين ذُكر يوم الجمعة، فقال: فيه ساعة، لا يُوافقها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه [ صحيح مسلم، 852(13) ] .
ومن المخزي أن يقوم المسلمون بتسمية أحذيتهم المنزلية الخفيفة أو ما يطلق عليه بالشبشب بأسماء معينة مثل " خدوجة " و" عيوشة " و" زنوبة " ... الخ. ومعلوم أن أفضل أسماء النساء هي خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحب النساء إلى قلبه على الإطلاق، ومن بعدها عائشة، ثم بنته زينب رضي الله عنهن جميعا. فلكي يسيء أعداء الإسلام للمسلمين، بدون أن يحتج المسلمون، فقد أطلقوا أسماء " التدليل " لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبنته على الشباشب التي يرتديها المسلمون في أرجلهم! وهكذا يهين المسلمون رسولهم صلى الله عليه وسلم أعظم إهانة وهم لا يدرون أو يفكرون!!
وإذا ما جاء ذكر الموت، يبادر محدثك بالقول: " بعد الشر عنك ". وبذلك فهم يشبهون الموت بأنه شر، كي تكرهه وتبغضه. وما دام الموت شرا، فلابد أن يكون مضاده، أي الحياة، خيرا. وبذلك يتعلق المسلمون بدنياهم ويكرهون آخرتهم بدون أن يشعروا.
إن الثقافة التي يحملها دين الإسلام، والتي يجب أن تكون مستقرة في نفس كل فرد منا، هي ثقافة الدار الآخرة. فالإنسان في ظل الإسلام لا يحمل هما إلا هم كيفية إرضاء ربه. لقد سأل الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك عالم مكة الجليل أبي حازم: ما لنا نكره الموت؟ فقال: لأنكم خرّبتم آخرتكم، وعمرّتم دنياكم. فكرهتم أن تُنقلوا من العمران إلى الخراب. وهكذا فمن يعمل على عمران آخرته، فمم يخاف؟! ومم يكون الشر؟!
إن مآل كل نفس هو الموت. فالموت قادم لا محالة. وبدلا من أن نتعوذ منه، فيجب علينا أن ندعو الله بأن يُحسن الله خواتيم أعمالنا. فإذا جاء ذكر الموت، فلتبادر محدثك بالقول: " اللهم أحسن خاتمتنا ". اللهم آمين!
إن أعداء الإسلام يفكرون ويمكرون. يعملون ولا يهدءون. والمسلمون في سباتهم غافلون. وإذا استيقظوا فهم يأكلون ويلعبون. لقد آن الأوان لنا أن نستيقظ من سباتنا، وأن نتيقظ لما يحاك من بيننا من مؤامرات تستهدف إسلامنا، بل تستهدف وجودنا!

7 من ربيع الثاني عام 1425 من الهجرة ( الموافق في تقويم النصارى 26 من مايو عام 2004 ).
 

اعداد الصفحة للطباعة       
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد حسن يوسف
  • كتب وبحوث
  • مقالات دعوية
  • مقالات اقتصادية
  • كيف تترجم
  • دورة في الترجمة
  • قرأت لك
  • لطائف الكتاب العزيز
  • الصفحة الرئيسية
  • ليست هناك تعليقات: