أمثال شعبية نستخدمها يومياً رغم كونها عنصرية ومهينة
7 صور
الأمثال الشعبية جزء من ثقافة كل الشعوب، وضرب المثل هو شكل من أشكال التعبير التي تجسد الأفكار.
وعليه الجميع يستخدمها بغض النظر عن السن والطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها.
يتم تداولها من جيل لآخر ويتم استخدامها في جميع المواقف وذلك بسبب نصها الموجز وكثافة معانيها، ولأنها تساعد على إثبات وجهة نظر الشخص.
بطبيعة الحال هناك عدة أنواع من الأمثال، بعضها للفكاهة وبعضها الآخر للتندر وبعضها يتضمن حكمة من نوع ما مقابل أمثال مهنية إما لأنها عنصرية وطبقية بشكل مباشر أو لأن المثل يستخدم خلافاً لمعناه الأصلي، وبالتالي يتم تحويله من فكرة مقبولة إلى أخرى مهينة.
فما هي هذه الأمثال التي ما تزال الشعوب العربية تستخدمها رغم كونها مهنية.
كل ذي عاهة جبار
المثل هذا في حال تم التفكير في معناه لا يحمل أي إهانة من أي نوع كانت، ولكنه يستخدم للإهانة والتحقير وبالتالي تم إخراجه عن معناه الحقيقي وتحويله إلى مثل أقل ما يقال عنه أنه كريه.
يستخدم لوصف شخصية أو تصرف أي شخص يعاني من عاهة من أي نوع كانت، والتي وفق التفسير والاستخدام الشائع لها تعني أن صاحب العاهة متجبر شرس فيه الكثير من القسوة والغلظة. يشعر بالمرارة بسبب إحساسه بالظلم وعليه هو كاره للناس ما يجعله يتصرف بحقد وتجبر وظلم.
ولكن محاولة فهم المثل من زواية أخرى تجعل معناه يختلف كلياً، فصاحب العاهة جبار؛ لأنه يملك القوة كي لا يستسلم، فحتى المهام اليومية تتطلب الكثير من التصميم والعزيمة وبالتالي سواء حقق إنجازات كبيرة أم عاش حياته بشكل طبيعي فهو بالتأكيد يملك قوة جبارة؛ لأنه يستطيع أن ينجز ما عليه إنجازه رغم إعاقته.
ولكننا لا نستخدمه في هذا الإطار بل لحصر كل صاحب إعاقة في خانة الشخصيات الكريهة المتجبرة.
العين ما تعلاش على الحاجب
مثل يستخدم على نطاق واسع جداً في كل الدول العربية. العين لا تعلو على الحاجب تعني أن الناس طبقات أو أصناف، ولكل واحد مكانته التي لا يمكنه تجاوزها مهما فعل. غالباً ما يرتبط بالطبقية فالفقير سيبقى فقيراً ولو جنى الملايين فكما العين لا يمكنها أن تعلو على الحاجب كذلك الطبقات. هو أشبه بمبدأ دماء النبلاء ودماء الفقراء. والشخص قد يتمكن من تبديل هندامه ولكنه لن يتمكن من تبديل ما هو عليه.
الأمثال التي تهين المرأة.. لا تعد ولا تحصى
الأمثال الشعبية العربية التي تهين المرأة عديدة جداً وهي ما تزال مستخدمة على نطاق واسع. الإهانات تتنوع بين مكانة المرأة ودورها إلى واقع أنها لا تملك ما يخولها لتكون كياناً بحد ذاته، وبأن كل وجودها وأهميته يستمد من الرجل.
«هم البنات حتى الممات»، «ظل راجل ولا ظل حيطة»، «حرمة من غير راجل زي طربوش من غير زر»، «النظافة من الإيمان والقذارة من النسوان»، «عقربتين على الحيط ولا بنتين في البيت»، «ما لا يقدر عليه الشيطان تقدر عليه المرأة»، «يا مخلّفة البنات يا شايلة الهم للممات»، «شورة المرة بخراب سنة»، «ما يجيبها إلا رجالها» «اللي يمشي ورا المرة يتوه.. واللي يمشي قدامها عمره يطول».. وغيرها الكثير من الأمثال المهينة.
المرأة أقل مرتبة من الرجل وتستمد قيمتها منه، كما أنها أساس الشرور، وقد تتفوق على الشيطان في مكرها. وطبعاً هناك واقع أن وجودها بحد ذاته عذاب، سواء للأم التي عليها تربيتها أو للزوج الذي عليه تحملها.
في المقابل هناك أمثال تحرض على العنف مثل «إكسر للبنت ضلعها يطلعلها ٢٤».. مثل قد يختلف لناحية «الضلوع» التي ستعاود الظهور بين دولة وأخرى ولكن معناه واحد. البنت لا يتم تربيتها إلا بالعنف وهي في الواقع يمكنها التحمل لأنها كيان من طينة ما يجعلها تعود أسوأ مما كانت عليه.
أمثال تهين «الآخر»
«حبيبك اللي تحبه ولو كان عبد نوبي»، مثل مصري ينتقص من قيمة النوبي فيصفه بالعبد. «الخادم باللثام، بحال الحمارة باللجام» مثل مغربي يحمل الكثير من الإهانة لأي شخص يعمل بمهن ترتبط بطبقة فقيرة. فاللثام كان يتم اعتماده من قبل العاملات النساء في المنازل كرمز للحشمة، ولكن تم تشبيهه بلجام الحمار.
«جاي من ورا الجاموسة/ البقر» مثل يستخدم في كل الدول العربية، وهو أيضاً يستخدم لتحقير طبقة اجتماعية معينة. فهو القادم من «خلف البقر» سيبقى كما هو. جاهل ريفي لا علاقة له بالتمدن على الإطلاق وسيبقى طوال حياته أقل قيمة من غيره من «غير القادمين» من خلف الجاموسة.
اتق شر من أحسنت إليه
البعض يعتبره من الأحاديث ولكن علماء الدين يؤكدون أنه ليس كذلك ولا يوجد ما يثبت أنه حديث. مثل مهين لكل البشر وتبجيل لا حدود له للنفس. المثل هذا يحسم بأن الشخص، الذي يستخدمه، هو المحسن وبأن الآخرين الذي أحسن إليهم لا يملكون سوى الشر في نفوسهم. أي أن الخير محصور بشخص واحد أما البقية الباقية فلن تقابله سوى بحقد وشر وانتظار لفرصة للنيل منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق